قصيدة:أحلام طفل فلسطيني
لأحمد الرجواني/ المغرب
كأنك ياصغيري
بحجم حبة الخرذل
تلوي عنق النار
تلتقط أصناف النحل
وتهوي في الجرار
كم وعدت أقرانك
غدا وبعد الغد
وفي أحلامك الطفولية
الساكنة ذاكرة العبور
بدحرجة قرصك الهوائي
في فضاءات القصور
وقطف أجمل الأزهار
من حقول النار والنور
كم وعدت أقرانك
في كل الغادات الآتية
بصنع طائرات من الورق
ومن بقايا كؤوس البلور
وسبر أغوار الظلال
والجرائد والتلال
وعلامات المرور
ككل غد قد يأتي
أو لا يأتي
وعدت ياصغيري
بطرد الاحتلال
وأن تصير يوما
سيد الغابات والجبال
وإقامة فردوس في الأرض
على ربوع الوطن
للأطفال
ووعدت بالحلم الجميل.
يا صغيري نم الآن
في هدوء العاصفة نم
في المرايا المكسرة نم
في بقايا العاجلة نم
عبر دخان السجائر نم
بين حروف المنابر نم
بين الرصاصة والرصاصة نم
في هدير الطائرات نم
في فوهات المدافع نم
في أسرة الملوك والأمراء
الركع السجود
نم ثم نم
في بقايا كأس خمر السيد نم
في مؤتمرات الوهم نم
في فراش من الفسفور
أغمض عينيك ونم
لن تخاف اليوم
اغمض عينيك واسترح
احلم بقدومك في الغد
احلم كثيرا ونم
"نيني يا مومو
نيني يا مومو
حتى يطيب عشات مو"
لن يحيد عن مناداتك
لا القلب ولا الفم.
مهما ارتمى رسمك في النار
واسمك انشق كالبخار
مهما قامتك الصغيرة
خلقت كوابيسا للكبار
الفجار الأشرار
ودمرت أحلام الأقدار
وجبهتك قبلت التراب
مرتين....مرتين
وذاكرتك الفطرية
انقشعت فجأة
دمعتين.....دمعتين
فلن يحيد عن مناداتك
لا القلب ولا الفم.
وجهك تبلور مرة
عند بابي الوردي وردة
فضاء زركشه لون خمرتي
أودعه سر الدمار
لو تعلم أيها المارد
المار أمام بابي
لم اصطبغ رحيق الزهور
دما
أو كيف صارت دمعتي زهرة
لو تعلم للحظة سر هذا الانكسار
أو كيف دارت الدائرة
أو لم انكمشت العبارة
في ثنايا حنجرتي
لامتطت ظلالك منذ زمن
صهوة الموت
وراحت جارية
لرحلت عارية
باكية........راثية
لانغمست في أمواج بحرك الصغير.
لو تعلم سر كل هذا الصراخ
والعويل المباح
الآتي من الدوحة أو من الرياض
من القاهرة أو من الرباط
من حضرموت من عمان
من بغداد وكل بلاد كنعان
من أمن المجالس
وكل المحابس
من عواصم الموت
من قرارات خنق الصوت
من كل أقطار الماغول
من كل بقاع الدنيا
لو تعلم كنه صحرائك الجاثية
تحت أقدام الدمار
لأبرقت منذ زمن بعيد
إلى جنة الأبرار.