معجزة العين (صور علمية)
محمد زعل السلوم عن إذاعة ألمانيا
كيف نرى الأشياء؟
هل يمكنكم رؤية هذا النص وقراءته؟ هل يمكن رؤية الألوان في هذه الصورة؟ علينا أن نشكر أعيننا لأنها تمكننا من هذا الأمر. فالعين هي واحدة من أهم أعضاء الجسد وهي معقدة جداً في تركيبها، بشكل لا يجعل من الممكن لأي نموذج الكتروني محاكاتها. لكن كيف يمكننا أن نبصر؟
في البدء كان النور
لماذا لا يمكننا أن نرى في الظلام؟ لأن الإبصار متعلق بالضوء قبل كل شيء. فأشعة الضوء ترتد من الجسم وتصل للجسم الأمامي الشفاف من كرة العين وتنفذ إلى الشبكية ثم تنقل المعلومات إلى المخ حيث يتم ترجمتها إلى صورة يفهمها المخ. وحتى التعرف على الألوان المختلفة مرتبط بمستقبِلات خاصة يمكنها ترجمة الإشارات الضوئية
العين البشرية
قرنية العين محدبة بعض الشيء، ما يساعد على تجميع الأشعة الضوئية التي تسقط عليها. بعد ذلك توجه تلك الأشعة إلى الشبكية، الموجودة في الجهة الخلفية من مقلة العين.
كيف نميز الضوء والألوان؟
تتكون شبكية العين من عدة طبقات، أهمها طبقة الخلايا العصوية والخلايا المخروطية. وكل نوع من هذه الخلايا مسئول عن التفاعل مع نوع من المؤثرات: الألوان والضوء والحركة. وعندما تتعرض تلك الخلايا الحساسة للضوء، تتولد فيها نبضات كهربية ترسلها للمخ عن طريق العصب البصري. الخلايا العصوية مسئولة عن الرؤية في الإضاءة الخافتة، بينما تعد الخلايا المخروطية المسئولة عن رؤية التفاصيل الدقيقة والألوان.
المخ يكمل الصورة
الصورة التي تسقط على الشبكية تعتبر مجموعة من الإشارات الكهربائية التي تم تجميعها عن طريق المستقبلات المختلفة. في المركز البصري في المخ، يتم تجميع تلك الجزئيات من الصورة وتحويلها إلى صورة مفهومة. ويعمل فصا المخ الأيمن والأيسر معاً في هذه الحالة، كما تلعب الذاكرة دوراً هاماً في التعرف على تلك الصورة.
فن الرؤية
ماذا يمكن أن ترى عند رؤية تلك الصورة لأول وهلة؟ الرؤية هي خليط مما يراه الإنسان ظاهرياً ومما قد رآه من قبل. والإدراك له علاقة كبيرة بالوعي وبالإيمان وبالمواقف الشخصية. وهناك صور جديدة تتكون في المخ باستمرار، وهي التي تعطي لما نراه معناً.
كيف نرى في حياتنا اليومية
نستقبل معلومات باستمرار من كل حدب وصوب، لكن حواسنا تدرك فقط الإشارات التي تعتبرها هامة، وتكمل المعلومات عبر خبراتها القديمة المكتسبة. وهكذا يمكننا أحياناً قراءة كلمات بها أخطاء إملائية أو نصوص غير مكتملة. والخداع البصري يعتمد على كون المخ يكمل معلومات غير موجودة بالصورة، معتمداً على معطيات غير صحيحة.
الخداع البصري
هل هذه الخطوط مستقيمة أم لا؟ ماذا ترون؟ عن طريق اللعب بالمربعات البيضاء والسوداء تظهر الخطوط وكأنها متموجة، ولكنها في الحقيقة خطوط مستقيمة. إدراكنا للأشياء أحياناً يخدعنا.
عالم ملون
لا يتسنى لكل الكائنات رؤية العالم بالألوان. أما الإنسان فيمكنه أن يميز الألوان، وهو ما يرجع لمستقبلات ضوئية خاصة في الشبكية، تتفاعل مع الألوان الحمراء والخضراء والزرقاء. فالسيارة الحمراء تمتص الضوء وتعكس جزءاً منه بطول موجي معين. هذه الأشعة المنعكسة تدخل للمستقبلات الضوئية وتنشط الخلايا المخروطية الخاصة، فنرى اللون الأحمر.
تقوية طبيعية
يمكن للعين رؤية المتناقضات بشكل أفضل، ويمكنها تمييز حتى الاختلافات الضوئية البسيطة. وهذا الأمر يرجع إلى أنه يتم تقوية إشارة ما في المخ، بينما تقل الأخرى. وفي الوقت نفسه تبقى العين حساسة للرؤية لأن الخلايا الخاصة تنشط.
هل يمكنك تمييز اللونين الأحمر والأخضر؟
هل يمكنكم رؤية كل من اللونين؟ الصعوبة في رؤية هذين اللونين تعد أكثر مشاكل رؤية الألوان. والمصابون بعمى الألوان لا يمكنهم تمييز هذين اللونين. ويعد هذا المرض مرضاً وراثياً، حيث أن هناك جينات مسئولة عن تمييز هذين اللونين.
مشاكل في الإبصار
تقل قدرة الإنسان على الرؤية مع مرور الزمن، لكن البعض يعانون من مشاكل في الإبصار منذ الولادة.
وسائل مساعدة
هناك الكثير من الأمراض التي تصيب العين: قصر النظر، حيث يرى المريض الأشياء القريبة أفضل من البعيدة. أو طول النظر، حيث يرى الشخص الأشياء الأبعد بشكل أفضل، ما يؤثر على القراءة وهو مرض عادة ما يصيب كبار السن. وهناك أيضاً اللابؤرية (استيجماتيزم)، والماء الأبيض والماء الأزرق.
أسرار العيون
ولمساعدة المصابين بتلك الأمراض هناك أنواع مختلفة من النظارات والأدوية والعمليات الجراحية. ولكن العلم لم يسبر بعد كل أسرار العين، وخاصة ما يتعلق بالرؤية ثلاثية الأبعاد.
الفن يريد إثراء العين
وبينما يسعى العلم لكشف العمليات التي تجري داخل العين، يسعى الفن لإثراء العين بمؤثرات جديدة: ألوان، وأشكال وتركيبات. وفي مدينة ماينز، تم افتتاح معرض سبكترال 2011، والذي يركز على الألوان والأضواء والرؤية.
ويمكنكم زيارة معرض سبيكترال على الرابط الآتي :
http://www.spektrale2011.de