5-النص العربي بين الترجمة
والتأويل
الدكتورة حورية الخمليشي
1. الترجمة
الأدبية:
تعرف
الترجمة الأدبية أهمية كبرى في الانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات، وعندما
نتحدث عن الترجمة الأدبية نتجاوز المفهوم الضيق للترجمة، والمعارك النقدية الذي
تتعرض له هذه الترجمات، ونتحدث عن المترجم الأدبي الذي يقتضي شروطا من المواصفات
والخصائص فتصبح الترجمة بهذا المفهوم ذات طابع إشكالي حينما تتعلق بترجمة نصوص
إبداعية. لذلك أفضل أن أستعمل هنا مصطلح
"الترجمة
الإبداعية"، لأن المترجم للنص الإبداعي مبدع في
النص المترجَم - وإن كان بعض الباحثين يرونها عملية
إعادة إبداع - لما تتميز به هذه النصوص من طاقة
تصورية تخيلية مكثفة، تجعل الترجمة ممارسة تأويلية في علاقتها بالنص، والمعنى،
والدلالة، والتواصل، والتلقي، وهي معطيات معرفية، تحاول معرفة فاعلية النص وبعده في
تشكيل المعنى، وتأويله في النص المترجم، فتصبح بذلك الترجمة إعادة إنتاج وتحويل
وتوليد للنص ولغة ثالثة، توحد بين لغتين وثقافتين عن طريق التفاعل والتثاقف، أي
ترجمة تأويلية قادرة على معاينة الذات ومعاينة الآخر ونجاحها رهين بثقافة المترجم
وقدرته على النقل لأن الترجمة في حقيقتها قراءة لفكر ولحضارة وتاريخ، كما أنها
تجسيد لوعي نقدي، ونقل لبنى اللغة العميقة والسطحية.
والاهتمام بالترجمة بين اللغتين
(الفرنسية والعربية
)
نابع من
كون اللغة الفرنسية أغنت الثقافة الأدبية العربية والمغربية على وجه
الخصوص.
فالنقد
المغربي وإن كان تعرف على الأدب الألماني والإنجليزي عن طريق الترجمات الفرنسية بعد
مرحلة السبعينات، فقد كانت نهاية السبعينات من أزهى مراحل ترجمة الشعر العربي
الحديث إلى اللغة الفرنسية بفعل التفاعلات الحضارية، فأثارت الترجمة قضايا كبرى في
الخطاب الشعري العربي أهمها دخول مفهوم الأجناس إلى الشعر
العربي.
كما
تعرفت أوروبا على روائع الأدب العربي القديم من خلال ترجمات المستشرقين
الفرنسيين. ما يجعلنا نتساءل هل نجح هؤلاء
المترجمون في نقل هذه النصوص من نسقها الأدبي العربي إلى نسق أدبي أوروبي ؟ وما دور
الترجمة في عالم يشهد تفاعل الثقافات، وانفتاحها على استقبال الغريب دون أن تعترف
بفشلها أمام نصوص تستعصي على الترجمة ؟ وإلى أي حد استطاعت هذه النصوص الحفاظ على
هويتنا العربية دون أن تتفرنس؟ وكيف كان وقع الترجمة العربية المعاصرة على القصيدة
الفرنسية ؟ وكيف سيغدو النص العربي القديم في اللغة الفرنسية ؟ وفوق كل ذلك هل
بإمكان المترجم أن يكون بارعا في لغتين ؟
اهتم القدماء بالترجمة الأدبية من حيث
شروطها ولغتها ومنهجيتها وكان الجاحظ أهم من تطرق إلى
قضايا
الترجمة وخاصة ترجمة الشعر وترجمة القرآن الكريم، فقسم الأدب إلى مقصور
ومبسوط.
فأما
المقصور فهو الشعر الذي يقتصر نفعه على أهله وميزته تتجلى في نظمه ووزنه وإذا ترجم
بطل ذلك المعجز وتحول إلى معاني مألوفة، فليس في ترجمته منفعة وفائدة ترجى، بخلاف
المبسوط أو المنثور. لذلك جعل فضيلة الشعر مقصورة على
العرب.
يقول: "وفضيلة الشعر مقصورة على العرب، وعلى
من تكلم بلسان العرب، والشعر لا يستطاع أن يترجم، ولا يجوز عليه النقل، ومتى حول
تقطع نظمه، وبطل وزنه، وذهب حسنه وسقط موضع التعجب [لا] الكلام المنثور، والكلام المنثور
المبتدأ على ذلك أحسن وأوقع من المنثور [الذي تحول
من]
موزون
الشعر... وقد نقلت كتب الهند، وترجمت حكم
اليونان، وحولت آداب الفرس، فبعضها ازداد حسنا، وبعضها ما انتقص شيئا، ولو حولت
حكمة العرب، لبطل ذلك المعجز الذي هو الوزن، مع أنهم لو حولوها لم يجدوا في معانيها
شيئا لم تذكره العجم في كتبهم."[1]
ولعل
ثقافة المترجم أهم شروط الترجمة عند الجاحظ الذي كان
ينبه
إلى ما يرتكبه الناسخون والمصححون من أخطاء.[2] ومن أهم هذه
الشروطالتي يجب أن تتوفر في المترجم
معرفته
بالعلم والثقافة الذي يقدم على ترجمته، وباللغة المنقول إليها حتى تكون في
وزن معرفته باللغة والثقافة المنقول عنها. يقول: "ولا بد للترجمان من أن يكون بيانه في
نفس الترجمة، في وزن علمه من نفس المعرفة."[3] لذلك تحدث الجاحظ عن
فساد
المعنى في الترجمة الناتج عن الترجمة الرديئة التي تؤدي إلى غموض وسوء تأويل معنى
الكلام، فشك في صحة بعض الكتب المترجمة. يقول: "فكيف
أسكن...
إلى ما
في كتاب رجل لعله إن لو وجد هذا المترجم أن يقيمه على المسطبة، ويبرأ إلى الناس من
كذبه عليه، ومن إفساد معانيه بسوء ترجمته."[4] وفطن القدماء إلى ما تؤدي إليه
الترجمة
الحرفية
للنص الأدبي من غموض في
المعنى،
وتحريف
في الكلام، فإسحاق بن
حنين
مثلا
ترجم عنوان بعض كتب أرسطو ترجمة حرفية "بالسماع
الطبيعي" بينما ترجمه
محققه:
"بمحاضرات في العلم
الطبيعي" واختار له
"الطبيعة" كعنوان.[5]
وقد أيد
المحدثون القدماء في استبعادهم الترجمة الحرفية للنص الأدبي، فالترجمة الحرفية أو
ما يسمى في عصرنا بالترجمة الآلية لا يمكن أن تنقل النص
الأدبي نقلا دقيقا حسب ما يدعيه بعض
الباحثين. ويرى جورج مونان
Georges
Mouninأن الترجمة عملية صعبة وصعوبتها تتجلى
في كون اللغات ليست جداول كلمات تقابل حقائق دائما هي هي، وموجودة
مسبقا.
ولو كان
الأمر كذلك لسهلت الترجمة وأصبح باستطاعتنا التمكن من ترجمة
حرفية.[6] ويضيف أننا
"قد نقرأ في ألفاظ المؤلف معان لم يكن
قد فكر قطعا بإعطائها لها، فهي معان ولدت على العكس في ذهن القارئ أو
المترجم."[7] لهذا نجد أن أهم المفاهيم اللسانية
التي استعملتها النظرية التأويلية للترجمة الدليل والمدلول والمعنى الذي لا يرتبط
باللغة فقط بل يرتبط بالنص وبالمعارف التي يملكها المؤول عند القراءة[8].
وما يزيد من
صعوبتها كون النص الأدبي كما يرى أمبيرتو إيكو Umberto
Eco
يمتاز بطبيعة تخييلية .[9] ولهذا تحدث إدريس بلمليح عن الأداة
التخيلية كوحدة مستقلة متلاحمة بباقي الوحدات في النص الفني تستعصي على الفهم
والتأويل [10]
وإيجاد مضمون
واحد للغتين مختلفتين، فأن نترجم حسب جان كوهن
Jean
Cohen
"يعني
أن نعطي تعبيرين مختلفين لمضمون واحد. ليدخل المترجم في حلقة التواصل وفق
الخطاطة التالية
المرسل الرسالة الأولى المترجم الرسالة الثانية المرسل
إليه."[11]
بهذا المفهوم
فالترجمة عملية تواصلية توحد بين لغتين دون إلغاء المسافة التي تفصل بين الأنا
والآخر، وهذا لا يرجع إلى عجز المترجم بل إلى اللغة والثقافة
ذاتها.
يقول
عبدالسلام بن عبد العالي: "على هذا النحو، فليس الأمر عجزا، وإنما
هو إدراك ل"أخرية" الآخر. معنى ذاك أن التقريب فيما بين اللغات
الذي تتوخاه الترجمة هو، في الوقت ذاته إبعاد، وأن الترجمة، إذ توحد بين اللغات،
تعمل بالفعل ذاته على خلق الاختلاف بينهما وإذكاء حدته، فليست الترجمة خلقا للقرابة
فحسب، وإنما هي أيضا تكريس للغرابة. إنها ليست وصلا فحسب، وإنما هي انفصال
وابتعاد، إنها تقريب الذات من الآخر، لكنها أيضا فصل بينهما، فالمسافة بين الذات
والآخر لا يمكن أن تلغى نهائيا، إذ أنها لو ألغيت لما ظل هناك لا أنا ولا
الآخر."[12]
والترجمة لغة
ثالثة تجعل من الغربة أُلفة، يقول عبد القادر الفاسي
الفهري:
"الترجمة أصلا تتكلم لغتين، لغة الأنا
ولغة الآخر، بل الترجمة لغة ثالثة تضع الجسر والبينية بين غريبين، ليتمكن الغريب عن
اللغة/المصدر من قراءة ما أنتجه الغريب عنه
بلغته.
الترجمة
لغة (أو ثقافة) بينية حتما
interlingua،
intercultureلأنها تُجسِّر بين لغة المتلقي ولغة
كاتب النص الأول، وتجسر ثقافة بأخرى. التحدي أمام المترجم اللغوي هو أن يجعل
النص مفهوما للقارئ ووفيا لمراد كاتبه. ولا يحصل الفهم إلا بالتثاقف، أي تجاوز
ثقافة أُلفة لتمثل ثقافة غُربة، بل القدرة على خلق ثقافة ثالثة تقرب
المتمايزات. إن المفارقة تكمن في أن التفاعل يكتشف
في الغربة أُلفة. ولعل هذا ما يسوغ تعدد الترجمات للنص
الواحد، كما يسوغ في اللغة الوحيدة القراءات المتعددة لنفس
النص."[13]
2. ترجمة النص العربي
القديم:
لا أحد ينكر
صعوبة ترجمة النص العربي القديم إلى لغة أخرى، ويحظرني قول لعبد الفتاح كيليطو،
يقول:
"أتذكر
أنني سمعت كلاما لم أعثر بعد على مرجعه، يصف فيه أحد القدماء علاقته بالعربية،
فيقول:
"هزمتها
فهزمتني، ثم هزمتها فهزمتني" مشيرا إلى أن علاقته بها متوترة، وان
الحرب سجال بينهما، مرة له ومرة عليه، ولكن الكلمة الأخيرة لها، لهذه الكائنة
الشرسة التي تأبى الخضوع والانقياد. ينتهي القتال دائما بانتصارها، ولا يجد
المرء بدا من مهادنتها ومسالمتها والاستسلام لها، وإن على
مضض."[14]
ومن هنا تبدو
صعوبة ترجمة النص العربي التي تتعلق بطبيعته وبطبيعة لغته، ولعله السبب الذي جعل
الجاحظ يتخذ موقفه المتشدد وهو أن الشعر العربي لا يترجم لأن طبيعة اللغة العربية
تختلف عن كل اللغات، لهذا فالشعر العربي لا يمكن أن يترجمه إلا من خبر طبيعة هذا
الشعر وطبيعة لغته، وقد صرح كبار المترجمين للنص العربي بهذه الصعوبات
"فريجس
بلاشير"
الذي
عُرف "بالتفاني والإخلاص والحب العميق للشرق
وتراثه "[15] اضطر لوضع قواعد خاصة لترجمة أدب العرب
وتراثهم شعرا ونثرا إلى لغته الفرنسية ووضع قواعد لترجمة القرآن الكريم، والآثار
الأدبية للشخصيات المبدعة أمثال ابن خلدون، والجاحظ،
والغزالي... وترجمة وتأويل روائع
الشعر
العربي
القديم لشعراء أمثال المعري، وزهير بن أبي سلمى، والنابغة الذبياني،
والأعشى، والحطيئة، وعبيد بن الأبرص، والطرماح، وعمر بن أبي
ربيعة،
وابن الدراج، وابن زمرق... فعرف العالم الأوروبي بالتراث العربي
الإسلامي، وبفحول شعرائه ومبدعيه. واهتم بشخصية المتنبي كشخصية مسكوت عنه
في الثقافة العالمية. ولعل عشقه شعر المتنبي جعله يكشف عن سر
عبقريته وخلود شعره. فكتب عنه كشاعر عظيم ظل شعره خالدا في
الثقافة العربية على مر العصور.
فهو يرى أن
الشعر العربي عبارة عن حديقة أو
جنة
خفية (Jardin secret)، لهذا فحب وتذوق شعر أجنبي، بالنسبة لبلاشير،
يتطلب معرفة عميقة باللغة والعروض، التي تشكل طريقة تعبير وقاعدة لهذا الشعر، وهي
معايير أساسية لدراسة الشعر العربي والولوج إلى جنته الخفية. إلا أن هذه
الجنة
الخفية
كما يلاحظ بلاشير تكاد تكون مغلقة. فيتساءل عن الصعوبات التي تقف حاجزا
لولوج هذا الشعر؟ فوجد أن هذه الصعوبات "على العموم تنقسم إلى
نوعين:
بعضها
يتعلق باللغة والتكوين العروضي، والأخرى يصعب تعريفها وتتعلق بالشعرية العربية
وجماليتها دون حاجة إلى تأكيد الصعوبات الناتجة عن التباين بين اللغة الفرنسية
واللغة العربية (...)، فتركيب اللغة الفرنسية تحليلي
(analytique)، بينما التركيب في اللغة العربية
تركيبي (synthétique). فمفرداتنا الشعرية تبقى مرتبطة بضرورة
المعنى والوضوح العصرية، أما مفردات اللغة العربية فهي تصورية بالأساس ومخصصة
لإبراز مفهوم مركب بدلا من التعبير على فكرة محددة. "[16] وأكد بلاشير إلى أن هناك هوة تفصل بين
العروضين الفرنسي والعربي. لذلك
يقول:
"أن نقل
قصيدة عربية إلى لغتنا هو دائما خيانة للأصل"[17].
ولهذا أرجع رجيس بلاشير
"نجاح بعض المترجمين إلى موهبتهم
الأدبية ومعرفتهم بخاصية اللغتين.[18]فالمعرفة وحدها غير كافية لنجاح
الترجمة إلا إذا صقلت بالموهبة الأدبية مصدرها قراءة عاشقة للأدب العربي من أجل
أدبية الأدب لا غير. يقول إدريس بلمليح في مقدمة ترجمته
لكتاب "نقد الشعر عند العرب حتى القرن الخامس
للهجرة": "إن القراءة العاشقة – على حد تعبير
زميلي الكريم الدكتور محمد بنيس – كفيلة وحدها بأن تشكل جملة حوافز للتأليف
والترجمة والبحث والكتابة."[19]
فكل من إدريس
بلمليح ومحمد بنيس كأبرز العلامات الثقافية تنظيرا وممارسة على الصعيد العربي
والعالمي، يجمعان على أن الحوافز التي تدفع الأديب إلى التأليف والكتابة والبحث، هي
نفس الحوافز التي تدفع الأديب إلى الترجمة: بهذا المعنى تكون الترجمة عملية
إبداعية إذ أن المترجم يبدع قصيدة أو رواية في لغة أخرى، لذلك فهو لا يقع في مرتبة
أدنى من مرتبة الباحث أو المؤلف. ما دام عمل المترجم هو عمل الشاعر،
والروائي، والناقد. وهؤلاء جميعا لا يبدعون إلا إذا كانت
كتاباتهم صادرة عن محبة لما يكتبون، وهذه المواصفات جعلت بلاشير من أكبر المترجمين
الفرنسيين والعالميين على الإطلاق للنص العربي القديم.
ولم يتأخر
الأدباء العرب أنفسهم عن ترجمة أدبهم إلى اللغة
الفرنسية. فأمجد الطرابلسي من أبرز الأدباء الذين
أبدوا إعجابهم بالأدب العربي القديم، فقد أحبه منذ نعومة أظفاره
-
كما ورد
في مقدمة كتابه، الطبعة الأولى بالفرنسية- فجاءت دراسته
"نقد الشعر عند العرب حتى القرن الخامس
للهجرة"
من أهم
الدراسات التي تناولت النص العربي القديم نقدا وترجمة لروائع الشعر العربي القديم
باللغة الفرنسية. وقد سار كل من تلامذة بلاشير وتلامذة
أمجد الطرابلسي على نهج أساتذتهما في عشقهم لروائع الأدب
العربي.
فكانت
حكاية "عجيب
وغريب"
من
"ألف ليلة
وليلة"
أول
ترجمة فرنسية لأندري ميكايل
(تلميذ
بلاشير).كما ترجم حكايات ألف ليلة وليلة بمعية
جمال الدين بن الشيخ وكلود
برمون...وجاءت في مرحلة لاحقة ترجمة إدريس
بلمليحلكتاب أستاذه أمجد الطرابلسي "نقد الشعر عند العرب حتى القرن الخامس
للهجرة"، يقول في مقدمة
الكتاب:
"لقد
كان رائدي في التعلق بهذا التراث وتذوقه، رجل عشق التاريخ العربي إلى حد
التصوف.
ولكن
عشقه ذاك لم يكن انفعالا متشنجا أو انكفاء على الذات التي تجتر وتعيد ما قيل
سلفا.
بل هو
عشق الباحث المتفتح والعالم الذي يضمن التوازن الحيوي والفعال بين مقومات الذات
العربية والإسلامية، وبين معطيات الفكر والحضارة الإنسانية أيا كان مصدرها أو
مسارها."[20]
وسأورد ترجمتين
لبعض المختارات الشعرية من الشعر العربي القديم لهذين الباحثين اللذين جمعت بينهما
المحبة الخالصة للأدب العربي: ريجس بلاشير وأمجد الطرابلسي، الأول
فرنسي أحب أدب العرب فترجم لفحول شعرائه، والثاني عربي ربطته وشائج العشق بتراثه
العربي فترجم إلى اللغة الفرنسية.
يقول ريجس
بلاشير في ترجمة بيت المتنبي:
فَمَضَتْ وَقَدْ
صَبَغَ الْحَـيَاءُ بَـيَاضَهَا
لَوْنِي
كَمَا صَبَغَ اللُّجَيْنُ الْعَسْجَدُ
Alors elle s’enfuit et, comme l’or teint l’argent, la
honte avait fait passer ma pâleur sur son visage.
[21] ويقول:
أنا ابنُ
الفَيَافي أنا ابنُ القَوافي أنا ابنُ السُـروجِ أنا
ابـنُ الرِعـانِ
Je suis le fils des Déserts et de la Poésie, qui
franchit à cheval les lieux inaccessibles.
[22] ويقول:
إذا أنْتَ
أكْرَمْتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ وإنْ أنْتَ أكْرَمْتَ اللئِيمَ
تَمَرَّدا
Lorsque tu honores l’homme noble, tu en fait ta chose.
Lorsque tu honores l’homme vil, tu en fais un rebelle.
[23] ويقول:
الخَيْلُ
والليْل والبيداءُ تعرفني والَسيْفُ والرمْحُ والقِرطاسُ
والقَلَمُ
Les chevaux, la nuit, le désert me connaissent ainsi
que le combat, les coups de sabre, le parchemin et le calame!
[24]
ويقول أمجد
الطرابلسي في ترجمة بيت أبي ذؤيب الهذلي:
وإذا المـنيةُ أنـشبــَتْ أظفـارهــا ألــفَيتَ كــلّ تمــيمةٍ لا
تــنــفعُ
« Quand la mort enfonce ses griffes, l’amulette ne
peut rien ».
ويقول في ترجمة بيت أبي نواس:
في مجلس
ضـحِـك السرورُ بـه عـــن نَاجِــديـه وحــلَّت
الخـمـر
« Dans une réunion où la joie rit à montrer ses
molaires ».
ويقول في ترجمة بيت لبيد:
وغـداة ريـحٍ قـد وزعْــتُ وقَـرّة إذْ أصبَحتْ بيَدِ الشّمال
زِمامُها
« Les commandes de la caravane étaient aux mains du
vent du Nord ».
ويقول أيضا:
فبتلك إذ رَقَصَ اللوامعُ بالضحى واجتابَ أرديةَ السَّرابِ إكامُـها
« Quand, le soleil levé, les rayons se mirent à danser
et que les collines se vêtirent de mirages »
[25]
وقال في ترجمة بيت امرئ القيس:
وليلٍ كموجِ البحر أرْخى سُدولَه عــليَّ بأنــواع الهُمــوم ليَــبتلي
[26]
« Une nuit houleuse laissa tomber ses voiles devant
mes yeux… »
الملاحظ أن
النصوص المترجمة تتعرض لإبدالات في اللغة والصور والعروض مما يجعل المتلقي يطلق
عليها أحكاما مختلفة، لكنها بقيت محافظة على جماليتها، وقدرتها على التعبير رغم
صعوبة ترجمة النص العربي القديم وهذه الجمالية برهان على جودة الترجمة مما يوضح على
أن المترجم لا يعطي للنص حقه إلا إذا كانت الترجمة صادرة عن معرفة، وموهبة، ومحبة
لأدبية النص.
وبالرغم من كل
ذلك فقد تصدى الكثير من الباحثين
لترجمات
بعض المستشرقين.فرأوا أنها مجرد إنشاء وتمثيلات
لاستشراق استعماري يخدم أهدافا معينة. فقد انتقد إدوارد سعيد ترجمات بعض
المستشرقين الذين أساءوا تأويل التراث وتمثيل الإسلام في الغرب،
فتساءل
"ما إذا كان يمكن بالفعل أن يوجد تمثيل
حقيقي لأي شيء على الإطلاق، أم أن أي تمثيل، والتمثيلات جميعا، بسبب من كونها
تمثيلات، تغور بعمق أولا في لغة الممثل ثم في ثقافته
ومؤسساته>أمته<، والجو السياسي
>الذي يعيش
فيه<...وما ينبغي أن يقودنا هذا إليه منهجيا
هو أن نعاين التمثيلات (أو التمثيلات الخاطئة – فالفرق في أفضل
الحالات هو فرق في الدرجة >لا في
النوع<) بوصفها تسكن حقلا مشتركا من الفاعلية
محددا مسبقا لها، لا من قبل موضوع مشترك طبعي وحسب، بل من قبل تاريخ مشترك وتقليد
مشترك، وكون من الإنشاء>الكتابي<المشترك.[27]وللتمثيلات أغراض فعالة،
يقول:
"والتمثيلات تشكيلات، أو كما قال رولان
بارت عن جميع عمليات اللغة، التمثيلات إفساد لتشكيلات
>أو
تشويهات<. فالشرق كتمثيل في أوروبا، يشكل أو يفسد
تشكيله >يشوه< - بسبب من حساسية تصبح أكثر فأكثر تحديدا
بإزاء منطقة جغرافية اسمها «الشرق».[28]فماسينيون
Massignon ورودينسون
Rodinson كما يرى إدوارد سعيد أساءا تمثيل
الإسلام في الغرب. وقد ذكر أيضا عمل غوستاف فون
غرونباومG. V.
Grunebaumوسلطته المؤسساتية، في جامعات لوس
أنجلس، إلا أنه أنتج أعمالا استشراقية كاملة ركزت على الإسلام كثقافة قدسية
دينية.
فهو
يفترض "أن الإسلام ظاهرة أحادية وحدانية،
بخلاف أي ديانة أو حضارة أخرى، ثم يمضي بعد ذلك ليظهر الإسلام ضد – إنساني، عاجزا
عن التطور، ومعرفة الذات، والموضوعية، إضافة إلى كونه
>عقيما< غير خلاق، لا علميا،
وسلطويا."[29]ويظهر حرص كثير من المستشرقين
كذلك
على
اتهام الأدب العربي على أنه أدب صحراوي أنتجته عقلية سامية عاجزة عن الخلق
والإبداع، أما فلسفتهم فاستمدوها من الفلسفة
اليونانية.[30]
3. ترجمة النص
العربي الحديث:
نعلم أن الحداثة
مبنية أساسا على عنصر الترجمة، إذ أصبحت للمرجعية الأوروبية في الثقافة العربية
سلطة معرفية تعادل أو تفوق في الشعر الحديث سلطة الثقافة العربية
القديمة. وقد حاول محمد بنيس في
"التداخل الثقافي وعلاقة الذات بالآخر،
الاقتراب من مقاومة اللغة العربية لغيرها أو من إعادة تركيب قانون الرسالة وبعد
التأويل فيه. مصطلحات ومفاهيم محدودة ليس
غير.
منها ما
تسمت به حركات شعرية ومنها ما شغلته ممارساتها النصية.
ولنا على هذا
المستوى نوعان من الترجمة. الأولى من لغات أجنبية
(الفرنسية والإنجليزية
أساسا)؛ والثانية من العربية القديمة إلى
العربية الحديثة. وهما معا يحجبان مشهد عبور اللغات
وتقاطعها في زمن اجتماعي – ثقافي، هو بحث العرب عن جواب شعري في العصر
الحديث.
مصطلحات
الرومانسية والشعر الحر والشعر المعاصر من أبرز المصطلحات التي تم نقلها من الثقافة
الأوروبية. إنها قادمة من هناك، ولا وجود لها في
ذخيرتنا الثقافية. وهذا القدوم تبادل للعبور بين العربية
وغيرها.
تلك هي
الترجمة من لغة أجنبية إلى العربية."[31]
مع العلم أن
"
مفاهيم
الخيال والتخييل والكتابة عرفت الترجمة المضاعفة، من اللغات الأجنبية إلى العربية،
ومن العربية القديمة إلى العربية الحديثة. عبور
مزدوج.
خضع
قانون الخيال، عند ترجمته إلى العربية، إلى تركيبين؛ أولهما عن طريق قناة التقليدية
التي اشترطت في أن يكون مقرونا بالعقل، فكانت وفية للقديم والكلاسيكية الأوروبية
على السواء؛ وثانيهما بواسطة قناة الرومانسية العربية التي اخترقت به الأدب العربي
لتلغيه وتصعد نواحها على العقلية العربية السامية."[32]
ويرى عبد
السلام بن عبد العالي " أننا غالبا ما لا نعتبر الترجمة ناجحة
موفقة إلا إن هي استطاعت أن تلغي الاختلاف الثقافي واللغوي فتنقل النص من لغة إلى
أخرى من غير أن يبدو أنه انتقل. إننا لا نعتبر الترجمة ناجحة إلا إذا
بدا النص وكأنه "نسخة طبق
الأصل"، إلا إذا بدا وكأنه لم يترجم، إلا إذا
بدا وكأنه ينطق لغت"نا"، ويفصح عن
ذوات"نا"، وينتمي إلى
ثقافة"نا"".[33]
وقد
اهتم الشعراء العرب والمغاربة على وجه الخصوص بترجمة الشعر، فكان لإسهامات مؤسسة
"بيت
الشعر"
في
المغرب في شخص مبدعيها ومسيريها دورا كبيرا في ترجمة الشعر الحديث والتواصل مع
الشعراء.
وسأورد
نماذج شعرية لشاعرين مبدعين يمارسان كتابة الشعر باللغة العربية والفرنسية، وترجما
قصائد متعددة إلى اللغة الفرنسية كما ترجما قصائد فرنسية إلى اللغة العربية
وهما:
عبد
اللطيف اللعبي ومحمد بنيس.
اهتم عبد اللطيف
اللعبي بترجمة الشعر، فهو يترجم نصوصه بنفسه للحفاظ على البعد الإيحائي للغة
وجمالية التأويل، - فديوانه مثلا
"
فواكه
الجسد Les fruits
de corps" كتبه باللغة العربية والفرنسية على
البياض ذاته - وجمالية اللغة في قصائد اللعبي امتدت
إلى ما ترجمه من قصائد لشعراء كبار كعبد الوهاب البياتي، ومحمود درويش، وسميح
القاسم، ومحمد بنيس، ومحمد الماغوط[34] وهي من
أجمل التراجم.
والثانية لمحمد بنيس الذي ترجم كذلك
معظم دواوينه بنفسه للحفاظ على سحر الكلمة وجماليتها وبعدها التأويلي كما ترجم عدة
دواوين شعرية فرنسية إلى اللغة العربية.
يقول عبد اللطيف
اللعبي في ترجمته لقصيدة محمود درويش.
بطاقة هوية
"سجِّل!
أنا
عربي
ورقمُ بطاقتي
خمسونَ ألفْ
وأطفالي
ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ
صيفْ!
فهلْ
تغضبْ؟"
Carte d’identité
« Inscris
je suis arabe
le numéro de ma carte est cinquante mille
j’ai huit enfants
et le neuvième viendra… après l’été
Te mettras-tu en colère ? »
[35]
ويقول محمد بنيس
في ترجمته لقصيدة الشاعر جاك آنصي[36] من
ديوان "الأبيض. المُفَظَّأ. العالي."
الغرفة
الفارغة
"اللحظةُ التي فيها الليلُ يلجُ
النهار
محجوبة
كالجسدين اللذين
يعشقان وينسيان نفسيهما.
صمت طويل
يخترقهما
موسيقى أكثر من
أي موسيقى خالصة.
فضاء لأجل العدم
والبقاء مع ذلك.
إنهما لا يعرفان
سوى اللحظة
التي لا تتوقف
على أن تكون اللحظة الأخرى،
إنهما لا يعرفان
سوى الدم في تباطؤ اليدين،
في نداوة
المستحيل
لمعة بطيئة تخط
صورتهما وتصعق."
La chambre vide
« Le
moment où la nuit pénètre le jour
estinvisible
comme les deux corps qui s`aiment et s`oublient.
De longs silences
les traversent
plus musique que la plus pure musique,
un espace pour
disparaître et demeurer pourtant.
Ils ne savent que
l`instant
qui n’en finit pas d’être l`autre,
ils ne savent que
le sang dans la lenteur des mains,
dans la moiteur
de l`impossible
le lent éclair qui trace et foudroie leur
image. »
ويقول محمد بنيس
في ديوانه "الأبيض. المُفَضَّأ. العالي" وقد ترجمه إلى الفرنسية عبداللطيف
اللعبي:
كانت المدينة
اسماً أبيضَ
كانت غمامةً
بيضاءَ
تلعب في حوض
الطفولةِ
أيَّتُهَا
البيْضاءُ
العائدَةُ مع
المُهَاجِرِينَ
مَعَ عَجَائِبِ
البَيَاضِ
حَمَامَةً
أو
غَمَامَةً
أَيْنَ أَنْتِ
تَخْتَبِئِينَ
عَنِّي وعَنْ
أَطْفَالٍ لَمْ يَرَوْكِ بعدُ"[37]
"La ville était nom blanc.
Elle était nuage blanc
jouant dans le bassin de l’enfance
Ô la Blanche
toi qui reviens avec les émigrés
et la prodiges du Blanc
colombe
ou bien nuage
où donc te caches-tu
de moi et des enfants qui ne t’ont pas encore
vue
وسأورد
نموذجا من الشعر لشاعر فرنسي وهو أندري ميكايل كتبه أصلا باللغة العربية وترجمه إلى
اللغة الفرنسية، وهذا النموذج يدعو إلى التساؤل وهو إلى أي حد نجح المستشرقون في
كتابة وترجمة شعر كتبوه أصلا باللغة العربية، دون الوقوع في أخطاء لغوية وتأويلية ؟
أم أن
"
العجم
والعرب في البلاغة سواء، فمن تعلم البلاغة بلغة من اللغات ثم انتقل إلى أخرى أمكنه
من صنعة الكلام ما أمكنه من الأولى"[38] كما يرى أبو هلال
العسكري.
يقول أندري
ميكايل في ديوانه "في زئبق
الليالي"(Au mercure des
nuits)
:
مالَ
الهِلالُ إلى شَعْرِكِ، يا فَتَاةَ العَالَمِ،
لِيٌقَبِّلَ عليه آثَارَ نَدَى
البِحَارِ والكُرومِ،
وَيَبْتَسِمُ فِي شَفَتَيْكِ الموتى
القَادِمُونَ تحْتَ اللِّثامِ...
مَنْ
أنْتِ، يا فَتَاةُ، وماَ وَجْهُ هذَا الرُّخامِ
الذِي
كُتِبَتْ فِيهِ أمْطارُ آسِيَا ودُمُوعُ الأنَامِ؟
ومَا
هِيَ الأمْطَارُ التي شَرِبْتِهَا في تَابُوتِكِ الْغَائِمِ؟
Sur tes cheveux la lune incline son
croissant,
ô jeune fille d’un bout à l’autre de la
terre,
Sur tes cheveux elle caresse, en un baiser,
les
traces de rosée oubliées par la mer et la
vigne.
A tes lèvres sourit la procession des mots aux
visages
voilés.
Qui es-tu, jeune fille ? Révèle-moi
cette
plaine de marbre
Où s’inscrivent les pluies de l’Asie et les
larmes
des hommes,
Cette pluie que tu bois en ton cercueil de nuages !
[39]
نخلص
بعد هذا العرض إلى أن مسألة الذوق والعشق والموهبة في الترجمة الأدبية بؤرة الترجمة
ونواتها، إلا أن هذا العشق يشترط أن يكون واعيا باستراتيجية الترجمة الأدبية
وتصورها العام الذي يحكمها لتأويل متخيل النص وإعادة بنائه انطلاقا من طروحات
ثقافية إبداعية. فالمترجم للنص الإبداعي يجب أن تكون له
علاقة سحرية بالنص الأدبي من حيث لغته، وصوره، ومعانيه ليتمكن من
ترجمته.
[1]
الجاحظ، الحيوان، م 1، تحقيق عبد السلام هارون،
ط 3، مصر، 1965، ص: 74-75.
[2]
الجاحظ، الحيوان، المرجع السابق، ص: 78-79
[3]
الجاحظ، الحيوان، المرجع السابق، ص: 76.
[4] الجاحظ، الحيوان،المرجع السابق، ص:
19.
[5] أرسطو طاليس، الطبيعة، ترجمة
إسحق بن حنين، تحقيق عبد الرحمان بدوي، مصر 1964، ص:
1
[6] Goerges
Mounin, linguistique et traduction, Bruxelles, Dessart et Mardaga, 1976, p :
61.
[7] Ibid,
p:14
[8] Delisle
J. : Analyse de discours comme méthode de traduction, p 22
[9] Umberto
ECO : Les limites de l’interprétation. Bernard Grasset. 1992. Paris. p :
213.
[10]
إدريس بلمليح، المختارات الشعرية وأجهزة تلقيها عند العرب من خلال المفضليات
وحماسة أبي تمام، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية
بالرباط، ط1،
1995، ص: 195.
[11] Jean
Cohen, Structure du langage poétique, Paris Flammarion, 1971, p : 34.
[12]
عبد السلام بن عبد العالي، مجلة فكر ونقد، عدد 79/80 – أبريل ماي، 2006، المغرب، ص: 34، مقال الترجمة أداة
للتحديث (شارك الكاتب
بهذا النص في المؤتمر الثالث للترجمة في
القاهرة)
[13]
عبد القادر الفاسي الفهري، أزمة اللغة العربية في المغرب بين
اختلالات التعددية وتعثرات “الترجمة“، منشورات زاوية للفن والثقافة، ط1
2005 ، ص: 16-17
[14]
عبد الفتاح كليطو، مقال من الفلسفة والشعر، مجلة فكر ونقد، السنة
الثالثة، العدد 22 ، أكتوبر، 1999، الرباط، المغرب، ص: 77.
[15]
نجم الدين غالب الكيب، شخصيات من الشرق والغرب، دار الكتاب اللبناني
، بيروت، 1969، ص: 112.
[16] Régis
BLACHERE, Analecta, Institut français de Damas, 1975, p : 224
[17]
Ibid
[18] Régis
BLACHERE, Analecta, Institut français de Damas, 1975, p : 224
[19]
أمجد الطرابلسي، نقد الشعر عند العرب حتى القرن الخامس للهجرة، ترجمة
إدريس بلمليح، الطبعة الأولى، 1993، دار توبقال
للنشر، الدار البيضاء، المغرب، ص: 5.
أندري ميكايل ترجم "حكاية
عجيب وغريب" في كتابه "1977 Un conte
des Mille et une nuits : Ajib et Gharib ". وفي 1991
صدر كتاب " Mille et un
contes de la nuit" ترجمة Jamal Eddine Bencheikh،
وAndré Miquel، وClaude
Bremond.
لجمال الدين بن الشيخ كتاب
"الشعرية العربية" باللغة الفرنسية وهي من أشهر الدراسات القيمة لإبداع الأنماط في
الشعر العربي القديم، وقد
ترجم الكتاب إلى العربية مبارك حنون، محمد
الوالي، ومحمد أوراغ.
[20]
أمجد الطرابلسي، نقد الشعر عند العرب حتى القرن الخامس للهجرة ،
ترجمة إدريس بلمليح، المرجع السابق، ص: 5.
[21] Régis
Blachère, un poète arabe Abou t-Tayyib al-Motanabbi, p : 48
[22]
Ibid, p , 53-54
[23]
Ibid, p : 186
[24]
Ibid, p : 258.
[25] Amjad
TARABULSI, La critique poétique des arabes jusqu’au Vème siècle de l’Hégire,
Institut Français de
Damas, Damas, 1956,
p : 151.
[26]
أمجد الطرابلسي، نقد الشعر عند العرب حتى القرن الخامس للهجرة، ترجمة
إدريس بلمليح، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، ط 1،
1993، ص: 155.
من الأدباء الذين تصدوا
للاستشراق " رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني وقاسم أمين ومحمد
عبده ورشيد رضا والأمير شكيب أرسلان وفريد وجدي ومصطفى عبد الرازق وحسين الهراوي
ومصطفى الرافعي ومحمد حسين هيكل ومحمد كرد علي وعباس محمود العقاد ومصطفى السباعي
وإبراهيم بيومي مدكور ونجيب العقيقي وعائشة عبد الرحمن ومالك بن نبي ومحمد البهي
ومحمد الغزالي وأنور الجندي ومحمد محمد حسين ومحمود شاكر وغيرهم"أحمد سمايلوفتش، فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي
المعاصر، دار الفكر العربي، القاهرة، 1998، ص: 684-685. وقد أخذ سمايلوفيتش هذا
عنمخطوطة محي الدينالخطيب التي كانت في حوزة ابنه قصي.
[27]
إدوارد سعيد، الاستشراق، ترجمة كمال
أبو ديب، مؤسسة الأبحاث العربية، ط1، 1981، ص: 284- 285.
[28]
إدوارد سعيد، الاستشراق، ترجمة كمال أبو ديب، المرجع السابق،
ص: 285.
[29]
إدوارد سعيد، الاستشراق، ترجمة كمال أبو ديب، المرجع السابق، ص: 296.
[30]
أنور الجندي، يقظة الفكر العربي مرحلة ما بين الحربين، مطبعة زهران، القاهرة،
1972، ص: 176-
177.
[31]
محمد بنيس، الشعر العربي الحديث. بنياته وإبدالاتها، مساءلة الحداثة،
الجزء الرابع، دار تبقال للنشر، الطبعة الأولى، 1991، الدار البيضاء،
المغرب، ص: 147-148.
[32]
محمد بنيس، الشعر العربي الحديث. بنياته وإبدالاتها، مساءلة الحداثة،
المرجع السابق، ص: 148.
[33]
عبد السلام بن عبد العالي، مجلة فكر ونقد، عدد 79/80 – أبريل ماي، 2006، المغرب، ص: 31-32.
[34]
Cahier d’étude maghrébine, La poésie maghrébine d’expression française,
dossier Abdellatif Laâbi, No5,
1993, Allemagne.
[35]
Abdellatif Laâbi, la poésie palestinienne contemporaine, MESSIDOR, Paris, 1990,
p : 124.
[36]
جاك آنصي، الغرفة الفارغة، ترجمة محمد بنيس، آفاق الترجمة، نوفمبر
1996، الطبعة الأولى، ص: 43 -
44.
[37]
Mohammed Bennis / Nabil Mehdaoui, Le Blanc. Espacé. Haut, Institut Français de
Casablanca, Editions le
Fennec, 1ère édition, mars 1997, p :
1.
[38]
أبو هلال العسكري، ديوان المعاني، ج 2، طبعة القدسي،
القاهرة، (1352ﻫ) 1931، ص:
89
[39] André
Miquel, Au mercure des nuits (poèmes écrits en
arabe puis transposés en français par l’auteur), Sindbad, Paris 18,
p : 40-41
المصدر
http://www.atida.org/makal.php?id=173
محفوظات
الدراسات