علاقة الجن بالمس

[رضا البطاوى]

استنتج بعض الناس من قوله تعالى بسورة البقرة "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس"ومن قوله بسورة ص"واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب "أن الشيطان وهو الجنى متسلط على عقل وجسم الإنسان وهو استنتاج خاطىء للتالى :
أن كلمة الشيطان لا تطلق على الجنى وحده وإنما تطلق على الجنى والإنسى مصداق لقوله بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن"
أن كلمة المس لا تعنى دوما الجنون وتعنى الإصابة كما فى الآية الثانية ومعنى الأولى :الذين يأخذون الزيادة على الدين لا يعملون إلا كما يعمل الذى تسيره الشهوة من الكفر ،فالشيطان هنا الشهوات التى داخل الإنسان فهى التى تسيره فى متاهات يحتار بينها ومعنى الثانية هو واذكر رسولنا أيوب حين دعا إلهه أنى أصابنى الشيطان أى المرض بتعب وآلام فقد سمى أيوب المرض شيطانا لأنه بعيد عن الخير الذى هو الصحة .
ولو فرضنا صحة الإستنتاج لحدث عدم وجود أى مسلم واحد لا رسول ولا غيره لأن الجن الكافر فى تلك الحال سيحيل حياة كل مسلم لجحيم لا يطاق حتى يكفر ولن يتحمل أحد الأمراض المؤلمة وضياع المال وغير هذا من المصائب التى سينزلها بها الجن ولكن الحادث هو غير هذا فهناك مسلمين .

[د. فايز أبو شمالة]

هذا هو الواقع.شكرا لك اخي رضا,وكل عام وانت بخير.

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

ما تقوله هنا يا أخي فيه خلط ، ودليل عدم معرفة كافية بعالم الشياطين والجن، فأما قولك (أن كلمة المس لا تعنى دوما الجنون ) فهو صحيح لأنها قد تعنيه أو تعني شيئاً آخر..
وأما تفسر الآيات الكريمة على قدر استيعابك أنت فهذا لايجوز. فالمس حسب اللغة هو الاتصال بالتلامس والتقارب ، وبما أننا لانعلم طبيعة الجن والشياطين فإننا لانعلم طبيعة الأثر الناجم عن مسهم لأجسامنا ونفوسنا سواء بالتلامس الكهربائي (الطاقة) أو النفسي أو المادي.
وأما أن الشيطان ليس له سلطان على عباد الله المؤمنين فهذا صحيح بالنص (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين) وهذا يدل على أن الشيطان له قدرة على الإغواء وغير ذلك ، ولكن على من كان بعيداً عن الله.
لا يجوز أن نلقي بالتفاسير دون دراية وعلم وإلمام بما يقوله العلماء سواء كان علماء التفسير أو الفلك أو الأحياء وغير ذلك.
إن الخوض بهذه الأمور يتطلب دراية واسعة وأدلة لغوية وشرعية وعلمية وليس إلقاء الأحكام جزافاً ، لأن المساءلة أمام الله تعالى كبيرة، وما تقوله يخصك أنت ورأيك.
بارك الله بك وهداك.

[رضا البطاوى]

الأخ ضياء السلام عليكم وبعد :
المس لا يعنى تلامسا دوما فقوله تعالى "وما مسنا من لغوب "أى ما أصابنا من تعب فهو ليس مس جسدى لكون الله ليس جسدا كالخلق كما أن المس فى قوله تعالى "وإذا مسه الخير منوعا " فمس الخير يعنى إتيان المال الذى يمنعه الكافر وليس معناه تلامسا جسديا لن الإنسان لا يمس كل الأموال بجسده أراضى وعقارات وما شاكل هذا وإن مس فهو يمس جزء ضئيل منها