منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    الصهيونية وخيوط العنكبوت

    الصهيونية وخيوط العنكبوت
    سلام مراد
    ارتبط اسم الدكتورعبد الوهاب المسيري بالصهيونية، لأنه متخصص بالدراسات الصهيونية، فهو رئيس وحدة الفكر الصهيوني وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.
    كما أنه اشتهر بموسوعة الصهيونية لأنه كان سباقاً ومتخصصاً بالدراسات الصهيونية.
    الكتاب الذي بين يدينا هو "الصهيونية وخيوط العنكبوت" وهو مقالات متنوعة، تتناول الأحداث والظواهر المتعلقة باليهودية والصهيونية.
    في الفصل الأول تناول د.المسيري موضوع الديموجرافية اليهودية بين فيها علاقة الديموجرافية بظهور الصهيونية.
    فالدكتور المسيري وضح دور الجيب الاستيطاني والذي له أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الغرب، والذي يوقوم على حمايته وضمان أمنه واستمراره طالما أنه يقوم بوظيفته العسكرية.
    ولكي يقوم الجيب بوظيفته فإنه ِيحتاج لمادة بشرية لتقوم بملأ المستوطنات والحرب ضد السكان الأصليين من الفلسطينيين والبطش بهم لإخضاعهم يقول المسيري. إن البعد السكاني (الديموجرافي) مهم للغاية.
    لأنه لو توقف تدفق أعضاء الجماعات اليهودية من الخارج، فإن مقدرة الجيب الاستيطاني على أن يقوم بوظيفته ستضعف.
    وقد جاء في جزة هآرتس (3 ديسمبر 2002) أن سالاي ميريدر، رئيس الوكالة اليهودية وعضو الليكود صرح بأنه بدأ يغير آراءه بخصوص فكرة إسرائيل الكبرى لأن ثمة تهديداً ديموجرافياً داخل إسرائيل؛ فتزايد عدد غير اليهود يهود مقدرة إسرائيل على التحكم في الأراضي التي احتلها بعد 67، وهذا الأمر "يؤثر دون شك في سياستنا بخصوص الحدود" على حد قوله، أي أن شعار إسرائيل العظمى أو الكبرى من النيل إلى الفرات، كل هذه الشعارات والأوهام سيلقى بها في سلة المهملات، وهكذا تسقط واحدة من أهم سمات الجيب الاسيتطاني الصهيوني، أي اتجاهه التوسعي الدائم، وشراهته لالتهام مزيد من الأراضي الفلسطينية.
    طالب ميريدور المؤسسة الحاخامية أن تكون أكثر مدونة في طقوس التهويد لأن معظم المهاجرين الذين يأتون إلى إسرائيل تضم عائلاتهم أعضاء غير يهود.
    ويبدو أن المؤسسة الحاخامية أدركت مدى عمق الأزمة الديموجرافية، فعلى الرغم من أن اليهودية الأرثوذكسية أو الحاخامية لم تكن تشجع التهويد في الماضي، إلا أنها في مواجهة الأزمة الديموجرافية، طورت شعائر التهويد حتى يمكن تهويد من يريد بشكل سريع.
    وفي هذا الإطار قام بعض الحاخامات الأرثوذكس بالسفر إلى بيرو حيث قاموا بتهويد 60 عائلة من عائلات السكان الأصليين (الهنود الحمر) بشكل سريع ومدن وقاموا بنقلهم إلى مستوطنة في الضفة الغربية.
    وصف يوري أفنيري الجيب الاستيطاني الصهيوني بأنه ليس دولة ديموقراطية وإنما دولة ديموغرافية.
    وهذا يعود إلى الهوس الصهيوني الخاص بتكاثر أعداد العرب وتناقص أعداد اليهود داخل الدولة الصهيونية، وخوف الصهاينة من زوال ما يسمونه الطابع اليهودي للدولة الصهيونية. ولهذا فإن تناقص عدد اليهود في الخارج وعدم هجرتهم واستيطانهم في الدولة الصهيونية يزيد من قلق الصهاينة.
    -هل يصبح اليهود أقلية في "الدولة العبرية"؟
    جاءت نتائج التقرير الفلسطيني الذي صدر حول التعداد السكاني للفلسطينيين خلال العام 2003 لتزيد من المخاوف المتأصلة في الكيان الصهيوني بشأن "المشكلة السكانية" التي أصبح من المألوف أن يشير إليها كثير من الكتاب والمحللين الإسرائيليين بأنها "قنبلة موقوتة". تهدد مستقبل هذا الكيان وما يُسمى "الطبيعة اليهودية لدولة إسرائيل"، ومن ثم فهي أحد العناصر الحاسمة التي تحدد مسار الصراع العربي الصهيوني.
    يعقد التقرير مقارنةً بين عدد السكان الفلسطينيين وعدد المستوطنين اليهود، ويورد عدداً من التوقعات بخصوص مايمكن أن يؤول إليه الوضع السكاني خلال السنوات القادمة. وذلك استناداً إلى معدلات الزيادة الطبيعية ومعدلات الإنجاب لدى الطرفين، فقد أشار التقرير إلى أن عدد الفلسطينيين على أراضي فلسطين التاريخية يبلغ 4.7 مليون نسمة، بينما يبلغ عدد اليهود 5.1مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصل عدد الفلسطينيين بحلول منتصف العام 2005 إلى حوالي 5.1 مليون نسمة، أما عدد اليهود فمن المتوقع ألا يزيد عن 5.3 مليون نسمة، وهو ما يعني تضاؤل الفارق بين الطرفين إلى حد كبير.
    إلا أن الصورة تزداد قتامةً بالنسبة إلى الكيان الصهيوني مع حلول العام 2010، إذ تشير التقديرات إلى أن عدد الفلسطينيين سيصل إلى 6.2 مليون نسمة في مقابل 5.7 مليون يهودي، وبحلول منتصف العام 2020، سوف تصبح نسبة السكان اليهود حوالي 44 بالمئة فقط من مجموع السكان، إذ يُقدر ألا يزيد عددهم عن 6.4 مليون نسمة مقابل 8.2 مليون فلسطيني.
    ومن الطبيعي أن تشكل هذه الأرقام مصدراً للقلق العميق بالنسبة إلى السياسيين والمعلقين والباحثين في الكيان الصهيوني، حتى يَرَوْا أن ثمة واقعاً جديداً يتشكل تدريجياً، وأنه من شأنه أن يقوِّض كثيراً من الأسس التي يستند إليها المشروع الصهيوني برمته.
    وتُعد مقولة "الطابع اليهودي لدولة إسرائيل".
    في مقدمة المقولات الصهيونية التي يشكك هذا الواقع الجديد في صلاحيتها وجدواها. فقد تأسس المشروع الصهيوني على إقامة دولة لليهود، ومنح "أرض بلا شعب لشعب بلا وطن"، وظلت الحركة الصهيونية، والقوى الاستعمارية الراعية لها، تنكسر فترة طويلة مجرد وجود الشعب الفلسطيني، ناهيك عن الاعتراف بحقوقه التاريخية، كما ترفض أي شكل من أشكال النقد أو التفنيد للهوية المزعومة لهذه الدولة، وبرأي الدكتور المسيري أن تحول المستوطنين اليهود إلى أقلية في تلك الدولة التي تدعي أنها "دولة يهودية" يطرح تساؤلات جدية؛ لا عن مسلك هذه الدولة فحسب بل عند شرعية وجودها أصلاً.
    ومن ناحية أخرى، فإن التزايد العددي للفلسطينيين يجعل من الصعب الاستمرار في إهمال حقوقهم القومية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، سواء تعلق الأمر بالفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة أم بفلسطينيي عام 1948".
    الكتاب: الصهيونية وخيوط العنكبوت.
    الكاتب: د.عبد الوهاب المسيري.
    الناشر: دار الفكر دمشق 2006م.

  2. #2
    كلام حق تاخر حتى ظهر.
    \شكرا اخي سلام.

المواضيع المتشابهه

  1. في رأس العنكبوت سبع أنواع من الغدد
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان العلوم العامة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-10-2014, 09:39 AM
  2. حديث العنكبوت
    بواسطة سامي الحاج دحمان في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-27-2013, 05:29 PM
  3. حديث العنكبوت
    بواسطة سامي الحاج دحمان في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-16-2013, 07:21 PM
  4. بيت العنكبوت
    بواسطة رشا البغدادي في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-25-2011, 02:59 AM
  5. شبكة العنكبوت بعد المطر
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان العلوم العامة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-18-2008, 02:10 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •