نظرات ودية للقص عند الأديبة / ريمه الخاني

[سحر أبو حرب]

خلق الإنسانُ لينمو..والأزهارُ لتتفتح..والبذور لتصبح أشجارا , وخُلقت الكلمة لتبدو...على أفواهنا
ابتسامات ٍتحيات رسائلاً..
حِكما ً...
الكلمات علامات ٍ على جدار الزمن..
فلتكن كلماتنا لتزيين الجدار..فقد كثر هدم بعض أجزائه..

تخيل نفسك واقفا مع عمالقة تحدثهم تتحاور معهم .. تناقش فكرة ما ..
تخيل نفسك جالسا مع أساتذة في علم العلوم .. تسأل ويجيبون تجادل ويفهمون .. تتكلم ويسمعون.
كنت في الصف الرابع الابتدائي .. وكم ذكريات المدرسة تبني لنا خاصة نحن الفتيات الصغيرات حينها.
وكانت المادة درس في في التربية الدينية..
وبدات معلمة الصف بالاستماع لترتيل الآيات الكريمات في كتاب الله مبتدءة في المقعد الأول ثلاث فتيات.. قرآن.
المقعد الثاني ..ثلاث فتيات ..قرآن..
قرآن عدة آيات لاغير ليتحينوا الفرصة لمن بعدهن.
المقعد الثاني ثلاث فتيات .. وكنت واحدة منهن..
هناك كلمة لاأزال أذكرها [ هؤلاء]
وقفت عندها طويلا فقد رسمت بشكل [هؤلاء]
انجدتني المعلمة وقالت [هاؤلاء] .. هيا تابعي يا بنت.
لكنني لم أتابع . صمتُ وانتقل الدور بالقراءة لصديقتي في المقعد الر ابع ..
بعد أن نلت بعض التقريع الذي نسيته من المعلمة..
وصل الدور بالقراءة لفتاة كانت تكبرنا سنة او اكثر ..
وبدات بالتجويد ..صوت رخيم أداء متميز لاأخطاء ولاتخبط..
استمعت المعلمة ..واستمتع الصف باكمله وبكل تجل ٍ وهدوء وكان على رؤوسنا الطير .. الحقيقة أنني ولأول مرة أدرك مقدار جهلي بالقراءة..
بعد أن انتهت الفتاة من قراءة النص .. وقد قرام صفحة كاملة من كتاب الله..
التفتت المعلمة إلي .. وقالت : سحر لماذا لاتكوني مثل هناء؟
هل سمعت مقدار إتقانها وإبداعها؟
أذكر تماما ً اني قلت لها : لاأريد ان أكون مثل أحد هي مبدعة وهي خيرمني أنا احبها لانها تعرف مالا اعرف.
أنا أقدرها لانها تجيد مالا اجيد.
أنا أفرح لها وبها ولانها صديقتي.
يسعدني انها احسن مني.
حقيقة صدقوني وإلى الآن أشعر ان لكل إنسان مايبدع به ولكل إنسان مايحترم لاجله .. ولكل إنسان ماهو خير من ما لغنسان ىخر تعلمت تقبل الىخرين دون ان ادري ان علي تقبلهم بكل الاحوال تعلمت تقدير من يحسن امرا حتى لو كان امرا بسيطا تافها فلعلي اجتمع معه عبره.
وتتالت السنوات عشرات منها.
وقابلت صديقتي في مبنى الإذاعة والتلفزيون ...إنها مطربة الآن وبذات الوقت هي ام لطفلين وزوج في أسرة رائعة.
وسالتني ماذا تفعلين يا سحر ؟ قلت : اكتب...
-أرجوك أرسلي لي كتبك..
-إن شاء الله..
أحدثها من حين لآخر أشتكي إليها عالم الأفكار وتشتكي لي عالم الاغنية لكنها كانت ولاتزال اجمل صوت من الممكن سماعه واحسن أداء ..وأفضل كلمات تقدم وانا سعيدة انها تتقن مالا أفهم في عالم الغناء.
وهكذا ..احببت كل إنسان يتقن امرا ما .. دون ان احتل مكانه.
أو يتفانى في تقديم خير ما .. وبذات الوقت لا أريد ان أخذ مكانه أيضا الكتاب ذاكرة الامة .
كراما كاتبين..
على الكاتب أن يكون كريما في اهله كريما في مجتمعه .. كريما في طبعه , الكاتب صفات مميزة اعرفها من مجرد قراءة سطرين في خط يده.
أسميها انا : عروات الوصل والفصل..
عندما ينتقل الكاتب من فكرة إلى موضوع إلى حوار إلى حدث إلى هذه القفزات تعني لي الكثير..
هنا مجال إتقانه :حمل القلم ورسم الكلمات وتجميل صفحة الورقة البيضاء الكاتب حين يسجل ألمه مشاعره حبه بغضه تعبه معاناته غنها معاناة كل إنسان يحيا معه وبعصره.
غنها تعب ذات السنين التي تحصر الموجودين معا في زمنه غنها بغض يحول في داخله وداخل الآخرين من مَن حوله.
إنها حب يتداوله معا حرية وبذات المفردات.
إنها مشاعر تسطر وتؤرخ مشاعر جيل رافق الكاتب من هنا الكاتب ذاكرة الامة..
والكاتبة ريمه الخاني ذاكرة الامومة.
الأمومة العصرية بكل متاعبها وإشكالاته ..
ريمه سيدة تكتب وتؤرخ لكل السيدات الملتزمات لجيلها إن أطفالها اطفال اليوم إلى الحاضر الآن.
وزوجها زوج اليوم الحاضر الآن.
وصديقاتها صديقات اليوم الحاضر الآن.
وكتاباتها كتابات اليوم الحاضر الآن ..
من كان يظن ان يدخل الحاسوب في قصصنا ورواياتنا؟؟؟؟..
من كان يخمن أن يصبح النت جزء من حبكة حوار؟!!
من كان بخطر له ان تتداخل التكنولوجيا في تقنيات الكتابة !!
لاأزال أذكر قصص وروايات كبار الكتاب العرب في مصر..
إحسان عبد القدوس-طه حسين –نجيب محفوظ.
___
كانت من القصص الرائعة والتي تدخلني عصر مضى مااجد من ريحه شيئا الآن!
إنها بوابة لتلك الايام الخالية وكانها تحاكي زمن مختلف .
ولاأزال أذكر قصص وروايات الأدباء الغربيبن والشرقيين وهي تباع على بسطة المرجة كانت مكانا هاما للحصول على بعض المؤلفات العالمية بسعر زهيد .. لكن المكان الآن أصبح له اسم مختلف ..إنه :
الDowm Town !!
ولعلك تجد بعض من كتب هامة تحت الجسور وقد انهك التعب اوراقها وذبلت اغلفتها..
اسال نفسي احيانا .. امن الممكن ان يتجول حفيدي يوما ما على أرصفة دمشق ليرى كتابا لي على الارض يتوسل قارئا!
انا لااستبعد هذا في الطرقات وقد تطاير الغبار حول صفحات الكتاب الذي تبحث دائما هناك كتابات عصرية.
وكتابات ريمه كتابات سيدة تعاني من مشكلات عصرية.طبعا لاأقصدها بالذات غنما أبطال وبطلات قصصها..
إنهم اناس محكومون بزمن المعلومة الجاهزة والخصوصية الكمبيوترية.
أذكران سيدة في هولندا أقامت دعوى على زوجها بتهمة فتح ملفات حاسوبها دون علمها واعتبرت ذلك سرقة فقد أرسل كل محتوى ذاكرة الكومبيوتر إلى حاسوبه هو وجلس يقرا بصمت..
هل يخطر على بال تولستوي ان معضلة إنسانية ولاحل لها..
لو كان مع الشيخ في البحر موبايل لما ضاع أياما!
ولو كان مع فيكتور هوغو اشتراك مجاني على القمر الصناعي لاختلفت الكلمات على صفحات واوراق مذكراته.
وهكذا يصوغ الكاتب آلام عصره وتحديات أيامه وتجليات زمانه مشيت مع بيمه في قصصها وكاني أرى هؤلاء الأبطال حولي في داري وفي دار جارتي ودار صديقتي..
مشيت معها في طريقها نعم نعم اعرف هذا الطريق غنع في الحي المقابل وهذه الام لعلا ابنتي...
وهذه الطفلة لعلها حفيدتي ..
وهذا الرجل لعله ابني او لعله زوجي.
إنها تكتب من صميم دمشق ومن داخل أسرها غنها تصف لنا الأسرة بكل مافيها من تداخلات عصرية...
السفر الغربة حادث طريق موت مفاجئ..
حب ..صوت الضمير.. إيمان ورفض صدق وكذب رضا وتأفف ,..
القصة القصيرة متعبة للكاتب مريحة للقارئ..
للكاتب ان يقدم كل شيئ يريد ان يقوله في بضع سطور..
وللقارئ ان يقتنع ويقبل على متابعة قراءته ..
وإلا فسوف ترمى القصة من هنا ..
يجهد الكاتب ويجاهد للوصول .. القصة فن صعب وصياغة ذهبية .
على التوصيلات والتعريفات والتداخلات والمخارج ان تكون متشابكة دون تعقيد وان تكون متفاهمة دون صراع.
اتقنت هذا السيدة ريمه في اغلب قصصها ..
إنها كتابات من العام 2010وليس لنا ان نثمنها بميزان 1950 م مثلا او 1800 م
تتطور المعاناة بتطور التقنيات وينشغل الإنسان بانشغال أيامه.
في قصصه كلمات جديدة على القصة الكلاسيكية .
انظر معي تخفيضات بيانات حيلها الاقتصادية
المستوى المادي المهرجان المراة الفعالة المطار جواز السفر.
التخطيط للجامعة الشبكة النعكبوتية دفتر المصاريف – ملفات تعريف الارتباط توثيق –الحد من النسل .. معوقات فكرية .. معادلة صعبة شاشات جوال رخيص التعرفة النظامية وصلات الكهرباء الحاسب المخترق اما اجمل العبارات فقد لفت نظري:
-من فال ان الماضي جميل؟!!
-غردوا وانغمسوا في لقمهم اللذيذة!
-تلك الراقصات صنفوا خطا كمثقفات!
-ليته يملك ويملك ليحل معضلات الكون..
-نتلمس نفحات تاهت منا وسط لهاثنا للوصول لمنانا.
-أصبح الوصل رسائل تقنية
-الحوار رسائل غرامية
-الثقافة شبكة دعائية
-الكتب والأثات...
أسعدتني هذه العبارات التي وضعت وراقني جدا اجتماع الأ ثاث مع الكتب فنحن عادة لانرفقهما معا..
المهم ان ريمه قدمت روح ريمه قصص ريمه..
في هذه القصص رائحة ريمه خط يدها معالم منها لاتخفى على احد .
في هذه القصص ابتسامة ريمه حزنها تساؤلها اندهاشها في القصص ريمه بكل ماتملك من قدرات ..
ريمه شاعرة اولا وقاصة ثانيا...........
وهي معا اديبة يهمها الشان العام تتكئ على قلمها لتقدم ماتراه ومايجب على نفسها المرهفة ان تخدم بطريقتها الحلوة.

سحر أبو حرب 31 /10-2009

[ندى نحلاوي]

أحسنت في العنوان أستاذة سحر لانها جلسة ودية اكثر منها نقدية
دام الاحبة على المحبة
ندى