صفاء الحب
شاكر محمود حبيب
راعيْتُ حّبَكِ في حضنِ اللـقا حيـــــــنا
أشكو لهُ الهجـــــرَ حَسبي زادَهُ لينــــا
أدنو لعلَّ بقايا العمــــرِ تُسعِدُنــــــــــي
وأبصرُ الوَصلَ مـــــــن شباكِ آتينـــــا
ودعَّتُ عُمراً لنا بَينَ العيونِ نَمـــــــــا
قد أَثمرَتْ في زوايــــــاهُ أمانينــــــــــا
وأشرقَ الشوقُ ما بين الضلوعِ رضا
وأسكنَ القلبَ في ساعاتِ مــاضينــــا
يا جنة ً كانتِ الأيامُ رَوضتَهــــــــــــا
يُسّبِحُ الأٌنسُ فيها للهـــوى فينــــــــا
ويسرقُ الحلمُ أطيافاً يَطفْنَ بنــــــــــا
بين المنى وخيامُ الشـــــوقِ تؤويــنا
وتَسرحُ الروحُ في يسرٍ يشفُّ لهـــــا
عن سرِّهِ في نوايا كُــــدْنَ يبدينــــــــا
وأمسكُ البشرَ في عيني واتركــــــــهُ
يجري إلى القلبِ في دقّــــاتِ حادينــا
حتى تعالى سناهُ واستطارَ بـــــــــــه
حسنُ الفضيلةِ يسمو في معالينــــــا
ناجيتُ طَيفَ التي في أسرِها حُلُمـــي
جنحاً ترفُّ به ذكرى أمـــا سينــــــــا
يغازلُ الجفنَ عن بعدٍ يســـــــــــاورُهُ
شكٌ بأنَّ الهوى ما عــادَ يُدنينــــــــــا
تَكدَّرَتْ في صروف العصرِ صَفوَتُـهُ
جاءتْ لنا من بلادِ الغـــربِ تُلهينــــا
وقيَّدَتْ معصماً تحلو أســــــــــــاورُهُ
فيه إذا لوَّحَتْ فــي لهفةٍ جينـــــــــــا
وجمَّدَتْ خَفقةَ الشوقِ الجَميلِ بنــــــا
فمالَ فينا إلى لهــــو ٍ قسا دينــــــــا
وصارَ ابن الهوى العذريِّ تسحـــــرُهُ
ما أبدعتْ فتنةُ الأشـــــرارِ تزيِِيْنـــــا
فأَينَ مجنونُ ليلى في قصائــــــــــــدِهِ
قَد أَنبَتَ الشعرَ ورداً فــــي بوادينــــا
أينَ ابنُ زيدونَ تجري في مشاعــــرهِ
وَلادةٌ وَصفاءَ الحُـــبِّ يُسقِينــــــــــــا
فكلهم راح فـي مشوار وحدتــــــــــــه
ولم يزل صوتهم حيــــَّا ينادينــــــــــا