منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

العرض المتطور

  1. #1

    السبب الحقيقي لإعوجاج المرأة..

    السبب الحقيقي لإعوجاج المرأة..


    نقلتها لكم من كتاب حوار مع صديقي الزوج للكاتب محمد رشيد العويد وهي محاورة رائعة الجمال

    جائني مكفهر الوجة , ضائق الصدر ,ينفخ وكان نارا في صدره يريدها ان تخرج ...

    قلت لة : خير ان شاء الله ؟

    قال : ليتني لم اتزوج ...كنت هانيء البال مرتاح الخاطر ...

    قلت : وما يتعبك في الزواج ؟

    قال : وهل غيرها !

    قلت : تعني زوجتك ؟

    قال : اجل

    قلت : وما تشتكي فيها ؟

    قلت : قل ماذا لا اشتكي فيها !

    قلت : تعني ان ما لا يرضيك فيها أكثر مما يرضيك؟

    هز برأسه هزات متتالية ... مؤيدا ...موافقا .

    قلت لة : لعلك تشتكي عدم انقيادها لك ؟

    نظر في عيني وقال : فعلا ...

    قلت : وكثرة دموعها حين تناقشها وتحتد في جدالها ؟

    ظهرت الدهشة علية وهو يقول ......نعم .........نعم

    تابعت : وكثرة عنادها ....؟

    زادت دهشته : كأنك تعيش معنا !

    قلت : وتراجع اهتمامها بك بعد مضي اشهر الزواج الاولى ؟

    قال : كانما حدثك عنها غيري !

    واصلت كلامي : وزاد تراجع اهتمامها بك بعد ان رزقتما بالاطفال ؟

    قال : انت تعرف كل شيء اذن !؟

    قلت : هون عليك يا اخي ..واسمع مني

    هدات مشاعر الغضب والحنق التي بدت علية ,وحلت علية مكانها رغبة حقيقية واضحة في الاستماع , وقال : تفضل .

    قلت : حين تشتري اي جهاز كهربائي ....كيف تستعملة ؟

    قال : حسب التعليمات التي يشرحها صانعو هذا الجهاز .

    قلت : حسنا . واين تجد هذة التعليمات ؟

    قال : في كتيب التعليمات المرفق بالجهاز .

    قلت : هذا جميل . لو افترضنا ان شخصا اشترى جهازا كهربائيا

    وورد في كتيب التعليمات المرفق بة انة يعمل على الطاقة الكهربائية

    المحددة بمائة وعشرين فولتا فقط .......ومع هذا قام مشتري الجهاز

    بوصلة بالطاقة الكهربائية ذات المائتي واربعين فولتا ..........

    قاطعني : يحترق الجهاز على الفور ....!

    قلت : لنفترض ان شخصا يريد ان يشترك في سباق سيارات بسيارة تشير عداد فيها الى ان اقصى سرعة لها هو 180 كيلو مترا

    والسيارات المشاركة الاخرى عدادها تشير الى ان السرعة القصوى فيها ثلاثمائة كيلو مترا ...

    قال بسرعة : لن يفوز في السباق .

    قلت : لنفترض اننا سالناة فاجابنا انة سيضغط دواسة الوقود الى اخرها ...

    قال : لن ينفعة هذا ... وليضغظ بما يشاء من قوة ..فان السيارة لن تزيد سرعتها عن 180 كيلوا مترا

    قلت : لماذا ؟

    قال : هكذا صنعها صانعوها

    قلت : ....وهكذا خلق الله المراة !

    قال : ماذا تعني ؟

    قلت : ان الطبيعة النفسانية التي اشتكيتها في المراة ..هي التي خلقها الله سبحانة وتعالى عليها . ولو قرات طبيعة المراة في كتيب التعليمات المرفق مخها ...لما طلبت منها ما تطلبة من رجل !

    قال : اي كتيب معلومات تقصد ؟

    قلت : الم تقرا حديث رسول الله صلى الله علية وسلم : " استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإذا ذهبت تقيمُه كسرت ، وإذا تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا "

    قال : بلى قرأته

    قلت : اسمح لي اذن ان اقول ..ان ما تطلبة من زوجتك ...يشبة ما يطلبة صاحب السيارة التي حددت سرعتها ب 180 كيلومترا في الساعة

    قال : تعني ان زوجتي لن تستجيب لي ...كما لن تستجيب السيارة لصاحبها الذي يضغط دواسة البنزين فيها لتتجاوز سرعة 180 المحددة لها ؟

    قلت : تقريبا .

    قال : ماذا تعني ب " تقريبا " ؟

    قلت : تامل حديثة صلى الله علية وسلم اذ يخبرنا بان المراة خلقت من ضلع اعوج وان هذا العوج من طبيعة المراة فاذا اراد الرجل ان يقيمة اخفق ...وانكسر الضلع ...

    قال : كما يحترق الجهاز الكهربائي المحددة طاقة تشغيلة 120 فولتا ..اذا وصلنا بة طاقة كهربائية ذات 230 فولتا ..

    قلت : اصبت .

    قال : ولكن الا ترى ان هذا يعني نقصا في قدرات المراة ؟

    قلت : نقص في جانب ...ووفرة في جانب . يقابلهما في الرجل ..نقص ووفرة ايضا ...ولكن بصورة متقابلة فنقص المراة تقابلة وفرة في الرجل ووفؤتها يقابلها نقص في الرجل .

    قال : اشرح لي ...نقص في ماذا ...ووفرة في ماذا ؟

    قلت : عد معي الى العوج الذي اشار الية الرسول صلى الله علية وسلم في الحديث ...وحاول ان تتصور اما ترضع طفلها وهي منتصبة القامة !
    او تلبسة ثيابة وهي منتصبة القامة . او تضمة الى صدرها وهي منتصبة القامة ....

    قال : يصعب ذلك ..فلا يمكن تصور ام ترضع طفلها الا وهي منحنية علية ..وتلبسة ثيابة الا وهي منحنية علية ..ولا تضمة الى صدرها الا وهي منحنية علية ...

    قلت : تصور اي وضع من اوضاع الرعاية الام لطفلها فلن تجدها الا منحنية .

    قال : وهذا يفسر سر خلقها من ضلع اعوج ...

    قلت : هذة واحدة .

    قال : والثانية ..

    قلت : جميع الالفاظ التي تحمل العوج في اللغة العربية ..تحمل معنى العاطفة في الوقت نفسة .

    قال : واين العوج في كلمة العاطفة ؟

    قلت : مصدر العاطفة " عَطَف " ومن هذا المصدر نفسة اشتقت كلمة المنعطف . وهو المنحني كما تعلم وفي لسان العرب : عطفت راس الخشبة فنعطف اي حنيتة فانحنى والعطائف هي القسي وجمع قوس الا ترى معي القوس يشبة في انحنائة الضلع .

    قال : سبحان الله . وهل ثمة كلمة اخرى يشترك بها معنى العوج ومعنى العاطفة ؟

    قلت : دونك الحنان . الا يحمل معنى العاطفة ؟

    قال : بلى . الحنان هو العطف والرقة والرافة .

    قلت : وهو يحمل العوج ايضا . تقول العرب : انحنى العود وتحنى : انعطف . وفي الحديث : لم يحن احد منا ظهرة ,,اي لم يثنة للركوع . والحنية : القوس . وها قد عدنا للقوس التي تشبة في شكلها الضلع .

    قال : زدني ...زادك الله من فضلة ..هل هناك كلمة ثالثة .

    قلت : هل تعرف من الاحدب ؟

    قال : من تقوس ظهرة !

    قلت : وها قد قلت بنفسك تقوس واشتققت من القوس فعلا وصفتبة انحناء ظهر الاحدب .

    وقال : ولكن اين معنى العاطفة في الاحدب ؟

    قلت : في اللغة : حدب فلان على فلان وتحدب : تعطف وحنا علية . وهو علية كالوالد الحدب وفي حديث علي يصف ابا بكر رضي الله عنهما : " واحدبهم على المسلمين " اي اعطفهم واشفقهم .

    قال : لا تقل لي ان هناك كلمة رابعة ...

    قلت : اليس الاعوجاج في الضلع يعني انة مائل

    قال : بلى .

    قلت : العرب تقول : الاستمالة : الاكتيال بالكفين والذراعين .

    قال : هذا يشير الى العوج والانحناء ..ولكن اين العاطفة ؟

    قلت : الا ترى ان اصل كلمة هو" الميل " والميل اتجاة بالعاطفة نحة الانسان او شيء .. تقول : اميل الى فلان او الى كذا ؟ وفي لسان العرب " الميل " العدول الى الشيء والاقبال علية .

    قال : حسبك . فما فهمت العوج في الضلع الذي خلقت علية المراة ..كما فهمتة الان ...فجزاك الله خيرا .

    قلت : ويجزيك على حسن استماعك ومحاورتك ...وسرعة استجابتك للحق .

  2. #2
    أول من يتعطر بفكر راقى!.
    نعم قصور فى المرأة تكمله وفرة الرجل
    ليحدث التكامل المؤدى الى التوحد فى معية العشق.
    دمت بألق
    ولك محبتى فى الله
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة
    ً كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
    عبدالوهاب موسى(بيرم المصرى)
    شاعر وناقد وكاتب وباحث

    http://i459.photobucket.com/albums/q...5/890cd7b8.gif

  3. #3
    موضوع جميل ..
    وليت الرجال ينتفعون به..

    كان آخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم
    استوصوا بالنساء خيرا ..

    المرأة ضعيفة، والرجل يستغل ضعفها لإثبات جبروته وقوته..
    لا يدري بأنها تحتاج فقط إلى استيعابها لتغدق عليه بكل ما لديها من جمال ..


    جزاك الله خيرا على هذا النقل الجميل ..


    تحياتي

  4. #4
    الشاعروالناقد..عبدالوهاب موسى

    أهلا بك فعلا لقد عطرت هذه الصفحة ورويت عطشها بمرورك الجميل

    تحيتي

    ظميان غدير

  5. #5
    د اسماء هيتو

    ليس هنالك أجمل من أتباع وصية الرسول في النساء
    فالانسان قد لا يفهم كل شيء لكن ليت المؤمن يطبق ما جاء به الرسول
    لأنه الحق ...وهو الفطري الصحيح ..فلا يشد على المراة كي لا تنكسر
    تحيتي

    ظميان غدير

  6. #6

    وماذا عن إعوجاج الرجل ؟؟

    الأستاذ ظميان غدير

    الأخوات والأخوة الأفاضل ..

    ماقدمته حضرتك ، من قصة عن كتاب .. وإن إحتوى بعض الطروحات المعقولة ن إلا أنه وبدءآ من : العنوان .. إلى : ( مانقل عن رسولنا الكريم ، وما تقولوا عنه : حديث العوج ) .. إلى أن : " الطبيعة النفسانية " هي التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها - هذا صحيح ولكن ليس له علاقة بموضوع الإعوجاج - ..
    ومع إحترامي لما تراه ، ولما قدمته هذه القصة .. فأكاد أعتقد أن كل هذا نابع من : فكر ذكوري .. ليس للواقع و ( تراكماته ) من منشأ : ديني ، أو إنساني ، أو علمي ..
    إنه ( تحديدآ ) ناشئ من وقائع إجتماعية وإقتصادية متراكمة على مر التاريخ ..

    وفي بحث لي سأنتهي منه قريبآ ، وأنشره حول مايمكن تسميته :
    [ المرأة من الألوهية .. إلى العبودية] يمكن أن يكون مقابلآ لمعظم إدعاءاتنا .اللاموضوعية ..

    بكل الأحوال ... أود أن أسترسل معك ومع من يود ، في التحاور حول هذا الموضوع ..
    ولنكن في الحوار محددين ..
    نناقش : حسب الدين / الوحي ..
    نناقش : حسب الفكر الديني الإنساني .
    نناقش : حسب المعطيات العلمية ..
    نناقش : حسب الوقائع الإجتماعية والإقتصادية ..
    نناقش : حسب الوجود الإنساني ومفاهيمه وعلاقاته عامة ..

    إن أحببت بخوض هذا الحوار .. أستفيد منك ومن كل مشاركة ومشارك ..

    مودتي وتقديري .

  7. #7
    السلام عليكم
    محور الحديث مؤلم جداجدا
    لذلك سوف احاول اختصار المحاور التي نختلف حولها دوما:
    الرجل بحاجة للمراة
    المراة بحاجة للرجل باقل من حاجة الرجل لها
    الاعوجاج يتركز في عواطفها الطاغية التي تمتصها وتعطيها..فهو امر اساسي تكرسه فطرة الامومة التي يحتاجها مجتمع كامل لها ونتهمها بها! وهي فطرة من هبة الله لها! فالحب لديها كل شيئ اما عند الرجل فشيئ من الاشياء!
    الرجل يحترم المراة المتفوقة ولكن على الا تكون زوجته! لانها سوف تتفوق عليه
    عندما تخرج المراة عن قناعاته وتجدف نحو النجاح وحدها يمارس فن القوامة بعنف وشراسة!
    فما نسبة من يتفهم متطلبات المراة ويعطيها حقها ؟
    وهل كل منهما يفهم الاخر بموضوعية؟
    تحية للجميع وينقل لقسم المواضيع الساخنة النقاشية
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8
    الاستاذ فائز البرازي

    حينما قمت بنقل المقال نقلته اعجابا بالفكر الذي كان في فحواه

    فإن اردت النقاش لك ذلك حسب المحاور التي حددتها لنا وأهلا بك دوما

    تحيتي

    ظميان غدير

  9. #9
    إضافة مهمة اختي الاستاذة ريمة الخاني

    الرجل الذي يخشى المراة المتفوقة ماهو إلا نتيجة تربية في مجتمع ذكوري
    قائم على ان يحكم المراة بالقوة ..اقتصاديا فكريا ..الخ

    تحيتي

    ظميان غدير

  10. #10
    الأستاذ الفاضل / ظميان غدير .
    اشكرك لإهتمامك بما أثرته من تعليق .

    الأخوات والأخوة الأعزاء ..
    هو ولا شك .. موضوع شائك مختلف عليه ، يحمل إشكالياته الحياتية .. ( المرأة : الكيان والموقع ) ..
    بحث أحاول فيه التعرض لهذه الإشكالية من : الماضي ، إلى الحاضر ، إلى رؤية مستقبلية ..
    ولم اكن أود نشره مجتزءآ .. بإنتظار إستكماله .. لكن فتح الموضوع وقراءتي له ، دفعني لأبدء ولو بهذا الجزء الأول ...
    سأعرض هنا : صورة تاريخية عن المسار الحياتي للمرأة ، ثم وضعها من خلال المحاولات الذكورية الإنسانية ، إنتقالآ إلى ما أتى به ( الفكر الديني الإنساني ) من ظلم ، وتزوير وإستبداد .
    واتمنى أن نتحاور فيه برهة .. وبعدها أنتقل لمقاربة ذلك مع ما أتى به : الدين / الوحي .. كإضافة ومقارنة ليست موجودة ولا متضمنة في بحثي ..

    أرجو ان لا أثقل عليكم .. مودتي وإحترامي .

    ============================
    المرأة .. تاريخ وواقع ومستقبل
    ===================

    حرصآ على عدم منح البعض مبرر إساءة أو تفسير لاموضوعي لصورة ما سألامسه وأواجهه حول " المرأة " بتواضع ، أقول ان عزل موضوع المرأة للبحث ، ليس عزلآ لها عن الآخرين ، ولا عن كينونتها الجدلية المجتمعية كجزء رئيس في الحياة . بل هو إنتقاء يقارب تفكيك حالة بأبعادها الذاتية ، وبتجلياتها في المحيط العام .

    المرأة عبر التاريخ
    -------------------
    1- من الألوهية .. إلى العبودية :

    [[ إسمعي أيتها الأقاليم مديح الربة " نانا " ، مجّدي الخالقة ، وسبّحي المقدسة ، وسبّحي الممجدة ، وتقربي من السيدة الجبارة ]] .
    سومر – القرن التاسع عشر قبل الميلاد .
    [[ إلى تلك التي بيدها الحسم ، ربّة كل الأشياء ، على سيدة السماء والأرض التي تتلقى الضراعة ، التي تستمع إلى الشكوى ، والتي تبتهج للصلاة ، إلى الإلاهه الشغوفة التي تحب الحق " عشتار " الملكة التي تزيل كل إضطراب ]] .
    بابل – من القرن الثامن عشر إلى السابع عشر ق . م .
    [[ في البدء كانت " إيزيس " : أقدم القدماء ، كانت ربة نشأ منها كل شيئ . كانت السيدة الكبرى ، سيدة قطري مصر ، سيدة الحماية ، سيدة السماء ، سيدة بيت الحياة ، سيدة كلمة الله]] .
    طيبه – مصر – القرن الرابع عشر ق . م .

    -------------------------
    في المراحل التاريخية المبكرة من التطور البشري ، وجدت أديان قدّس فيها الناس خالقهم بإعتباره " أنثى " . فالربة العظيمة – الجدة المقدسة – عُبدت منذ العصر النيوليني 7000 ق.م ، حتى إغلاق آخر معبد للربة ، عام 500 بعد المسيح . بينما يمُد بعض الباحثين عبادة الربة بعيدآ في الماضي أكثر ، حتى العصر الباليوليثي الذي يمتد إلى 25000 عام ق . م .
    ومع جمع الدراسات والأبحاث عن "الآلهات الأنثوية القديمة " ، وجد أن كثيرى من الأساطير القديمة إستُخدمت كدرامات طقسية . وقد مثلت في الإحتفالات الدينية للمهرجانات المقدسة ، متطابقة مع النشاطات الطقسية الأخرى . وقد كشفت التماثيل واللوحات الجدارية والمخطوطات والألواح الطينية والبردى التي سجلت الأحداث والليجندات والصلوات ، شكل الدين وأوضاعه وطبيعة الآلهات المقدسة . وتم إكتشاف سجلات كثيرة عن " الخالقات ألإناث " لكل الوجود عُزي غليهن ليس فقط خلق الشعوب الأولى ، وإنما خلق كل الأرض وفوقها السماوات . وهناك سجلات لهؤلاء الربات في : سومر وبابل ومصر وأفريقيا واستراليا والصين .
    وفي الهند كانت الربة " ساواسفاتي " تكرم بإعتبارها مخترعة الأبجدية الأولى . بينما في إيرلندا احتُرمت " بريجيت " بإعتبارها الإلاهة الكبرى للّغة . وكشفت النصوص ان الربة " نيدادا " في سومر هي التي كرمت بإعتبارها إحدى اللواتي كنّ من إخترع الألواح الطينية والكتابة . لقد ظهرت في هذه المواقف قبل أي إله ذكر حل محلها بعد ذلك .
    كما أن النساء كنّ مسؤولات عن تطوير الزراعة ، وأن آلهات إناثآ في كل مكان يُعزى إليهن تقديم هذه الهبة الزراعية للحضارة. وقد عُثر في بلاد ما بين النهرين لما يشير إلى تقديس الربة " ننليل " لأنها قدمت لشعبها المعلومات الأولى عن طرائق الزراعة والحصاد .
    كما وصفت الربة الأنثى بأنها " محاربة قوية شجاعة " وقائدة في المعارك . فكان عبادة الربة بإعتبارها محاربة جريئة ، هو المسؤول عن أخبار " الحنود الإناث " ، والتي أشار إليهن الإغريق الكلاسيون على أنهن " الأمازونيات " .
    وكانت " ديمتر " الإغريقية ، و " إيزيس " المصرية ، ينظر إليهما كمانحات للقانون ومنفذات عاقلات للحكمة والحق والمشورة والعدالة . وكانت الربة المصرية " ماعت " تمثل النظام الدقيق والإيقاع وحقيقة الكون .
    ولنا أن نتساءل : ( ماهو الأساس الذي قامت عليه ألوهية المرأة ) ؟؟
    ------------------------------------------------
    كان العصر " النيوليثي " في الشرق الأدنى السابق على عصر السجلات الكتابية ، والذي لم يفض مباشرة على مرحلة تاريخية تساعد في تفسير ذلك ، فإن المعلومات عن الوجود الباليوليثي ( لعبادة الربة الأنثى ) في هذا العصر ، تبقى معلومات " تأملية وتخمينية " لدى الباحثين .
    فنظرية نشأة الربة في هذه المرحلة .. موجود بجوار " عادات الأمومة في عبادة الجدود " . ويمكن أن تعزى لعدة أسباب منها :
    • التشابه الأنتروبولوجي في شرح التطور الأولي للمجتمعات الأمومية ( الإنتماء للأم ) .
    وقد أدت دراسات القبائل " البدائية " إلى التحقق من أنها لم تكن تملك الفهم الواعي ( لعلاقة الجنس بالحمل ) .. ومن كتابات ودراسات : / جاكيتا هوكس – البروفيسور براندون – ليونارد كوترل – جيمس فريزر .. وغيرهم – أستطيع القول تلخيصآ وتوضيحآ لمجمل آلاائهم وتفسيراتهم البحثية ، أنه :
    في المراحل الأولى جدآ لتطور الإنسان .. قبل فهم سر الإنجاب البشري ، قبل فهم إرتباط الولادة بالجماع الجنسي .. " قدست " المرأة بإعتبارها واهبة الحياة .. فالنساء وحدهن يمكنهن الخلق التناسلي للإنسان كمنتِجات للجيل التالي . ولم يكن دور الرجل في هذه العملية معروفآ أو معترفآ به .. وبهذا السبب أيضآ كان من الطبيعي أن يتخذ الأطفال إسم قبيلة الأم أو عشيرتها . فالتسلسل السلالي في الأسرة لابد أن يظل ضمن خط الأم ، وينتقل من الأم إلى الإبنة .
    • وأيضآ ، مع تطور المفاهيم الدينية لأبكر إنسان عاقل ، بدأ البحث عن : " المصدر المطلق للحياة " . وفي المجتمعات الباليوليثية العليا ، قد تكون الأم فيها قد اعتبرت الأب الوحيد للأسرة ، وواهبة الحياة لها .
    • وأيضآ ومع بدايات المعتقدات والطقوس الدينية وإرتباطها بالسلالة الأمومية ، إرتبطت المفاهيم الأولى عن الدين بشكل " عبادة الأجداد " .
    وقد لوحظ أن كل التماثيل الصغيرة التي تعبد ضمن " عبادة الأجداد " ، والتي تعرف هذه التماثيل بإسم " دزولي " هي تماثيل أنثى ، تعبر عن أن: ( الأوثان إناث ، وتمثل البدايات الأولى للقبيلة بكاملها ) . وكانت سجلات الجدودية لاتعرف إلا من خلال " الخؤولة " وربما يكون مفهوم خالق الحياة قد صيغ عن طريق صورة العشيرة للمرأة التي كانت ( جدتهم الأولى والعظمى ) .. ولذلك قدست الصورة ، وعُبدت " كجدة مقدسة " .
    وتدل المنتوجات الإنسانية الفنية الأركيولوجية ، أنه في كل المجتمعات النيوليثية والنحاسية المبكرة ، كانت " الجدة المقدسة " توجد بإعتبارها إلاهة عليا . وفي هذه الآونة لم تقدم الجدة المقدسة الحياة البشرية فقط .. بل قدمت المواد الغذائية . ويُظَن أنه لابد أن تكون الزراعة المبكرة قد نمت حول معابد الربة الأم ، فأصبحت مراكز إجتماعية وإقتصادية ، وكذلك أمكنة مقدسة صارت نواة " مدن المستقبل " .
    بدء الإنحدار التاريخي .. إلى العبودية :
    -------------------------------------
    يظهر أن " للوعي الإنساني " دائمآ وتراكمه ، ادوارآ مهمة في إحداث التغيير في الحياة الإنسانية في مجمل محاورها ومناحيها .
    ويعتقد أن تراكم وتزايد الوعي ، دفع الإنسان إلى تزايد ملاحظاته ومراقباته لإستنتاج الظواهر المحيطة به . ومع إرتفاع منسوب الوعي والملاحظة والمقارنة ، قد يكون الإنسان آنذاك قد لمس ولاحظ أن النساء تنجب وتخلق الحياة ، عندما يقاربها الرجل جنسيآ . ومن لم يقاربه الرجل من النساء لاتلد ولاتخلق الحياة . فتم الربط تدريجيآ بين ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة ، وبين عملية الحمل والولادة .
    وهنا ( دخل الرجل شريكآ في الألوهية ) .. مشاركآ المرأة فيها " بصعوبة " . وطبعآ هنا لا أقصد ان هناك صراعآ على هذا بين الرجل والمرأة ، لكن القصد أن الصراع كان قد بدأ داخل تلك المجتمعات بين " المحافظين / رجالآ ونساءآ " وبين " المجددين / رجالآ ونساءآ " حول مفهوم الألوهية وتمثيلها . وبدأ تدريجيآ إدخال ( الإبن / الفتى / الإله ) للربة الأم - وليس الإبنة- كشريك في الألوهية .
    وكان هذا الفتى .. هو الذي " يرمز " إلى الدور الذكوري في الإتصال الجنسي السنوي المقدس مع الربة . فظهر كإبن ، أو أخ ، أو زوج ، أو عشيق . وعُرِف بلغات مختلفة بإسم : / داموزي أو تموز أو أتيس أو أدونيس أو أوزيريس أو بعل / . وكان هذا الإبن أو الزوج أوالعشيق ، يُتوفى في شبابه – لحصر وقصر دوره الألوهي – فيسبب فترة من الحزن والنواح عليه من أولئك الذين يقدمون " الولاء للربة " .
    ويكتب الباحث / روبرتسون سميث / عن وضع الربة في الجزيرة العربية التي كان قد قال عنها إنها " المقدسة الأساسية " بإعتبارها أصل الأرومة ، ووصف تحول " السلطة " التي برزت عندئذ فقال :
    [ كانت الربة والرب في الدين العربي زوجين . والربة هي المتفوقة ، والرب إبنها هو الإله الأقل مقامآ . وحدث بالتدريج تغَيُر إنتقلت فيه خصال الربة إلى الرب ، وهكذا إنحط وضع الأنثى أدنى من الذكر ] .
    وحول السلطة ، كتب / م . فارتنغ / في ألمانيا عام 1923 ، بكتابه ( الجنس المسيطر ) .. أن جنس المعبود كان يحدد جنس أولئك الذين في السلطة :
    [ الجنس الحاكم يمتلك السلطة لينشر نظراته الخاصة ، ويسعى لتعميم أيديولوجيته النوعية . ولا بد لإتجاهات الجنس التابع أن تعارض ، فيقمع هذا الجنس بمزيد من القوة حسب نسبة السيطرة التي يمتلكها الجنس السائد . ] .
    المرأة : جدل الماضي والتراجع - النظام الأبوي .. والإله الذكر :
    -----------------------------------------------------------
    كان لنمو المجتمعات وتوسعها وتعددها ونمو مصالحها وتنافساتها في الحياة الإقتصادية ، اثر كبير في التوجه والنحو إلى تراكمية هيمنة ( الإله الذكر ) على ( الإلهة الأنثى ) وإلغائها .
    مع ذلك النمو البشري كان لابد ان تتوسع رقعة الرعي والصيد والزراعة . وأصبحت ضرورات هذه التوسعات تقتضي تنافسات وصراعات عليها بين المجتمعات والتكوينات البشرية . وبدات الصدامات والإقتتال تُبرِز القوة الجسدية للذكر بما باتت عليه مسندآ وضمانآ فستقرار وإستمرار وأمن وفائدة هذا المجتمع / الكيان أو ذاك . وهذه الضرورة الحياتية : الإقتصادية والعسكرية والإجتماعية لدور الذكر / الرجل ، بدأت تترجم وتنعكس على التوجهات الدينية ( لتُشرعن ) سيطرة الذكر ، بتوقيع وإعتماد من الإله / الذكر والداعي البشرية إلى الطاعة والرضوخ لقراره الإلهي ، ولتفويضه للرجل كممثل وخليفة له على الأرض .
    وإن كان من الصعوبة ، ومن اللاجدوى تحديد بدء هذا التحول ، إلا أن الدراسات تتوقع بداية هذا مع وصول ( القبائل الغازية الشمالية ) المشكلين لأركان النظام الأبوي ، قد وطدوا العادات الأبوية وعبادة الإله الذكر الفائق القدرة قبل وصولهم إلى المناطق التي "تعبد الربة " . ثم مع وصولهم إلى مجتمعات " عبدة الربة " في الشرقين الأدنى والأوسط والتي كانت في ذلك الوقت قد تطورت تلك المجتمعات إلى مراكز مدنية نشيطة ، أخذت تحدث تغيرات كبيرة في المعتقدات الدينية والعادات الإجتماعية ، وإستطاعوا أن يقمعوا ويدمروا بالتدريج " دين الربة " القديمة الذي إستمر آلاف السنين .
    لقد رأى " غزاة الشمال " أنفسهم شعبآ متفوقآ قائمآ باساسه على قدرتهم بغزو المزيد من المستوطين السابقين الأكثر تطورآ منهم وهم شعب الربة . غزاة الشمال هؤلاء ، كانوا من الشعوب / الهندوأوروبيين / وهم في صراع دائم ليس مع الشعب الذي يغزون أراضيه فقط ، بل بين انفسهم أيضآ . والنمط الذي يبدو في كل بقعة يظهرون فيها ، هو أنهم مجموعة من المحاربين المعقدين ن تصحبهم " طائفة كهنة " من المستوى الرفيع ، يغزون أولآ ، ومن ثم يحكمون السكان الأصليين لكل بلاد يدخلونها .
    ويعتقد البروفيسور / م. جيمس / أن " الهندوأوروبيين " تشكلوا في النجد الإيراني في الألف الرابع ق.م ، ويؤرخ دخولهم إلى الأناضول في أواخر الألف الرابع .
    أما البروفيسور / غوردن / فيعتقد أن الهندوأوروبيين ظهروا على مسرح الشرق الأدنى بعد عام 2000 ق.م ، بينما ممثلوهم الرئيسيون هم " الحثيون " وان الملوك والآلهة " الميتانيين " يحملون أسماء هندوأوروبية . ومن الأناضول وإيران تابعت هذه القبائل إندفاعها جنوبآ إلى "مابين النهرين وكنعان " .
    وصول هذه القبائل الهندوأوروبية / الآرية ، وتشخيص آلهتهم الذكور على أنها متفوقة على الآلهات الإناث للسكان الأصليين في الأراضي التي غزوها ، والتداخل اللاحق لمجموعتين من المفاهيم اللاهوتية ، سجلته ميثولوجيا كل ثقافة من ثقافات المنطقة ، موضحة الأوضاع التي أدت في النهاية على قمع " عبادة الربة " .
    ويبدو أن الدين الأنثوي وعلى الأخص بعد الغزوات المبكرة ، قد تمثل الآلهة الذكور في العبادة القديمة ، وإستمرت الربة كديانة شعبية للناس لآلاف السنين بعد الغزوات الأولية . وفي زمن /مردوخ وآشور / في القرن السادس عشر ق.م إنحط وضعها كثيرآ في مابين النهرين ، ولكن ظل الأمر هكذا حتى المذابح الأخيرة التي قام بها " العبريون " ثم " المسيحيون " في القرن الأول بعد المسيح ، حيث قمع نهائيآ ونسي هذا الدين الأنثوي .
    المرأة .. جدل الماضي القريب :
    ------------------------------
    وعندما أتكلم عن الأديان التوحيدية الثلاث : اليهودية والمسيحية والإسلام ، في علاقتها مع المرأة .. فإن القصد يتوجه تمامآ إلى : ( الفكر الديني الإنساني ) وليس إلى العقائد والمصدر . حيث بإعتقادي أن الفكر الديني الإنساني ، قد جَير وإستغل وزور أفكارآ لتصب في توجهاته الإنسانية السلطوية الذكورية المصلحية .
    ومع اليهود ..
    وحتى هذا اليوم .. يعلمون "الذكور" ان يرفعوا الصلاة اليومية التالية :
    [ مبارك أنت ايها الرب إلهنا ملك الكون ، الذي لم يخلقني إمرأة ] ..
    ومن الأسطورة اليهودية عن الخلق وتحميل حواء كل الخطايا ، التي أحالتها إلى " كائن دوني " بكثير من كتابات العهد القديم ، تبنى الكتاب والقادة الدينيون الذين إتبعوا / سيدنا المسيح / وأظهروا ذلك بوضوح بعده ، ذات الإحتقار للأنثى الذي تشربوه وتبنوه من الكتابات والدعوات والمواقف في الفكر الديني اليهودي ، متابعين "إستخدام الدين " للمزيد من حصر وحصار النساء في دور الكائنات السلبية والناقصة والدونية ، فنجم عن ذلك المزيد من سيطرة "الرجال" على السلطة والمال والجاه . فالنساء يُعتبرن بلا عقل ومخلوقات شهوانية ، وكلا الأمرين بررتهما – أثبتتهما – أسطورة الفردوس .
    ومع الفكر الديني المسيحي ..
    نقرأ في رسالة / بولس / إلى أهل أفسس :
    [ أيها النساء إخضعن لرجالكن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد ، ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيئ ] .
    وهذا يعيدنا لتذكر إقتباسآ من / هوشع / اليهودي يقول فيه :
    [ عن الزوج يوحد نفسه كليآ بالإله الذكر بحيث تغدو كلماته هي كلمات يهوه . وفي الدين الجديد ليس الكهنة فقط ، بل جميع الرجال يُعتبرون رسلآ مباشرين للرب ليس في الكنيسة بل في خصوصية مطبخ المرأة أو حتى في سريرها ] .
    وأيضآ في رسالة / بولس / الأولى إلى " تيموثاوس " : 2:11- 14 ..
    [ لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع . ولكنني لست آذن للمرأة ان تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت . لأن آدم جُبل أولآ ثم حواء . وآدم لم يغو لكن المرأة أغوت فحصلت في التعدي ] .
    كما أن / القديس كليمنت / أحد آباء الكنيسة الرومانية ، أنكر على النساء – بإسم الله – المتعة والصحة ومؤثرات تقوية البدن مثل الرياضة الجسدية ، زاعمآ أنه جاء في التوراة أن نشاطات النساء يجب أن تنحصر بالغزل والنسج والطبخ داخل بيوتهن ..
    و / القديس جون كريسوستوم / وهو معلم مسيحي من القرن الخامس قال محذرآ :
    [ حالما تتعلم المرأة يصبح كل شيئ خرابآ ، وكذلك فلتترك بلا تعليم ] .
    أما البروتستانتي الرافع لراية التجديد في الكنيسة / مارتن لوثر / ، فقد أكد معتمدآ في كمته على الأفكار التوراتية ذاتها ، فكتب :
    [ انه من الطبيعي تمامآ أن تكون النساء من طبقة ثانوية بالنسبة للرجال .. ان الرجال يجب عليهم الإحتفاظ بسيطرتهم على النساء مادام الرجل أرفع وأفضل منها " فالترتيب والسلطة " يرجعان إلى الرجل بإعتباره رأس البيت وسيده ] ..
    رئيس أساقفة / سان فرنسيسكو / قال حول سياسة النساء في الكنيسة عام : 1971 ..
    [ جنس المسيح ليس مصادفة ، وذكوريته ليست عارضة . إن هذا إختيار إلهي ] ..
    وفي : الفكر الديني الإسلامي ...
    ومع كثرة ( المنقول وتوجهه ) عن الرسول محمد "ص " ، والذي " دون " بعد 250 سنة من وفاته ، نلاحظ ونلمس تلك " الروح الذكورية " ، والتي تتناقض مع نص القرآن / الوحي :
    كتب أبو داود في سننه يقول : - كتاب الصيام ، حديث رقم : 2459 :
    [ حدثنا عثمان بن ابي شيبة ، حدثنا جرير عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، قال :
    ... ( لاتصوم إمرأة إلا بإذن زوجها ) .. وكذلك ذكرمايقرب منه كل من ك ابي هريرة ن وغبن ماجه . ]
    وروى إبن ماجة في سننه قال : - كتاب النكاح – حديث 1853 :
    [ .. لو كنت آمرآ أحدآ أن يسجد لغير الله ، لمرت المرأة أن تسجد لزوجها . والذي نفسُ محمد بيده لاتؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ، ولو سألها نفسها وهي على قَتَب لم تمنعه] .
    وكتب أبو داود في سننه : كتاب الطلاق : حديث 2160 :
    [ حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن سعيد قالا : حدثنا خالد – يعني سليمان بن حيان - ، عن أبي عجلان ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جده ، عن النبي " ص " قال : إذا تزوج أحدكم إمرأة ، أو إشترى خادمآ فليقل : اللهم إني اسألك خيرها وخير ماجبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ، وإذا غشترى بعيرآ فليأخذه بذروة سنامه وليقل مثل هذا ، ثم ليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة في المرأة والخادم ] ..
    وكذلك الحديث المنقول عن / ابي هريرة / عن الرسول ، وهو يخاطب النساء : [ أنكن ناقصات عقل ودين .. الخ الحديث ] ..
    وإن كان المكان ليس لإظهار ( التناقض البين ) بين هذه " المنقولات " وبين " الوحي / القرآن" .. إلا أن ماسبق هو صورة كاشفة وبينة ، عن أنماط التفكير "الذكورية " في المجتمعات ، وحتى في الفكر الديني الإنساني الذي يحاول إستمداد شرعيته من الله ... ومن "المقدس " .. والمقدس : تعني لغة " الطاهر " وليس " المنزه " .. فالرجل " يتمتع بإمتياز كبير ، وهو انه يملك ربآ يصدّق على القانون الذي يكتبه . وبما ان الرجل يمارس سلطة حاكمة على النساء ، فمن صالحه ان تكون هذه السلطة موهوبة له من قبل الكائن الأعلى " ..
    وبهذا .. فإننا أمام امرين :
    إما ان نقر ونسلم ونعترف ونؤمن بأن الله قد " خلق مستويين إنسانيين " : رجل ، وإمرأة ..
    وإما أن نقر ونسلم ونعترف بأن الفكر الديني الإنساني هو " الخالق " لهذا التمييز . وبالتالي الإقرار بأن هناك ( مساواة إنسانية كاملة ، و متكاملة ) بين الرجل والمرأة .
    وأن هناك ( تكاملآ في الأدوار ) بين الرجل والمرأة .. كما هو الحال لتكامل أدوار بين المرأة وأخرى ، وبين رجل وآخر . ففي وضعية " التكامل " :
    المرأة بحاجة لإمرأة ، ولرجل ..
    والرجل بحاجة لإمرأة ولرجل ..
    وضعية " التكامل : لا مهندس بدون طبيب ، أو خباز .. ولا خباز وطبيب بدون مهندس ..
    لا إمرأة في : الولادة – مثلآ – وفي التهذيب وفي نقل الحكمة ، بدون أم أو أخت أو صديقة ..
    ولا أسرة بدون إمرأة ترعاها وتهذبها وتبني أسسها التربوية والفكرية ، وتصرف منها ، أو من زوجها على بنائها وأمنها ورعايتها .
    لا إمرأة بدون رجل .. ولا رجل بدون إمرأة .. من المنزل إلى المجتمع إلى الخلق ..
    وهذا هو ( التكامل ) .. لا ( التمايز والتمييز ) ..


    2- المرأة .. جدل الحاضر :
    ================

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. السبب الحقيقي وراء ازمة الثلاثي القطري السعودي الاماراتي
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-09-2017, 06:54 AM
  2. الشبة
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان الطب البديل.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-01-2015, 04:50 AM
  3. هذا السبب
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-22-2013, 11:27 AM
  4. اذا عرف السبب
    بواسطة الشربيني المهندس في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-24-2011, 10:02 PM
  5. لايزال يعيش هاجس البحث عن السبب الحقيقي وراء إيقاف برنامجه
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-19-2011, 02:40 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •