جزء من فصل المشنقة في رواية متاهات - زيناء ليلى-
إنّ أخطر ما يتهدّد حياتنا ليـس المـوت الحقيقي، ولكـنّه الموت المعنوي الذي يقتل أحلامنا في داخلنا ، إنه يشنق رغباتنا في الحياة. وتلك المشنقة في الرؤية ليست سوى القلق من اتّخاذ القرارات المناسبة، في الوقت المناسب، وما يترتّب عليه من خوفٍ وفشلٍ يترصّد كلّ رغبةٍ حقيقيّةٍ قبل أن تولد.
هذه القيود التي تعيش داخلنــا ، تعيقنــا وتقف في سبيلنــا وتنتهي بنا إلى التوقّف والشّلل . فلا نمــارس عمــلا ولا نستمتـع برغبةٍ ونعيش حالة الاستسلام ، ونرتعب من شيء اسمه الانتظار لتمضي أيّامنا هباءً. طالما تعرفين العدوّ يا نور...... لماذا لا تواجهين عداوته؟ لماذا تستسلمين له ؟ وما يزيد تعجّبي ، إدراكك لتلك الصراعات في داخلك ، واستسلامك لها أليست معرفة الداء نصف العلاج ؟ اسمعي سأحتاج إلى فنجان قهوةٍ جديد ، أستعيد فيه توازني رافقيني إلى المطبخ ، لنبحث كيفيّة علاج هذا الدّاء الخبيث ... - حسناً .. أقولها من وراء قناعٍ ...... فالمعرفة شيء ، والتطبيق شـيء آخر لا يدرك النّاس من حولنا سوى الأقنعة .