منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    مصر الفرج يا غزة

    د. فايز أبو شمالة
    إسقاط نظام مبارك، وجرفه من جذوره، وتأسيس نظام ديمقراطي على أسس صحيحة، هو أفضل سيناريو لثورة الشعب المصري، وأسوأ سيناريو قد تسفر عنه الثورة هو حكومة انتقالية لعدة أشهر ترتب لانتخابات ديمقراطية يقول فيها الشعب المصري كلمته، وما عدا ذلك، فإن مصر لن تعود خانعة لحكم مبارك، والوضع السابق الذي ساد، وسود حياة العرب لن يعود، لأن المصري الذي دفع دمه لن يعود إلى الحظيرة دون تحطيم الأقفاص.
    مصر العربية الديمقراطية الجديدة لن تمشى على خطى مصر المقيدة بكامب ديفيد، وستنظر إلى غزة من عين تشرق بالأمل، ومن زاوية عربية إسلامية، وسيتعاملون مع سكان غزة على أنهم جزء من الأمة العربية التي تنتمي إليها مصر العربية الناهضة، بالتالي فالحدود المغلقة سوف تفتح بانتظام، والمعابر المخنوقة سوف تتنفس هواء الحرية، وسيصير انتقال الفلسطيني من غزة إلى مصر أسهل، وستصير الأشياء التي تُهرّب عبر الأنفاق تمر من فوق الأرض أمام عين أعداء غزة من إسرائيليين وغيرهم.
    وعلى عكس ما يقوله البعض عن هجوم إسرائيلي على غزة، أو احتلال للشريط الحدودي الفاصل بين غزة ومصر، انتصار الثورة المصرية ستدفع إسرائيل إلى اتجاهين:
    أولاً: ستقدم إسرائيل كل التسهيلات الممكنة لسكان غزة مقابل الحفاظ على التهدئة، وستراجع إسرائيل كل حساباتها، وتتراجع عن كل خطواتها السابقة ضد غزة، وهذا ما ستظهر نتائجه على وجه السرعة، من خلال سماح إسرائيل في الأيام القادمة بدخول السيارات بلا حسيب، وستلجأ إسرائيل إلى فتح المعابر لمواد البناء، وتسهيل تصدير كل ما يمكن تصديره إلى الضفة الغربية وإسرائيل، بل وستعمل إسرائيل على تحسين الوضع الاقتصادي لأهل غزة.
    ثانياً: تحولات مصر الاجتماعية والسياسية سترتد على المجتمع الإسرائيلي رعباً، فبعد أن تحول مزاج اليهود إلى التطرف الديني واليميني، كنتيجة للاطمئنان الأمني، فإن الخوف سيجبر يهود إسرائيل ليبتعدوا عن اليمين، والتوجه إلى الأحزاب التي تمد يدها للسلام مع العرب، وهذا سيدفع إسرائيل ذاتها لحث دول الغرب على تقديم المساعدات لغزة، التي ستصير مؤشر التهدئة والاشتعال على مستوى أوسع.
    بقى أن أشير إلى السلطة الفلسطينية التي كانت تقرن المصالحة بتوقيع حماس ورقة المصالحة المصرية، ستدرك اليوم أن الورقة المصرية بدأت تخط حروفها الجديدة على وقع صرخات المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة، وهي تنادي بتغيير نظام مبارك من جذوره، وهذه فرصه لكل فلسطيني شريف كي يتقدم خطوة إلى برنامج سياسي يلتقي عليه الجميع، برنامج سياسي يأخذ بعين الاعتبار مصر العربية التي نهضت من كبوتها، برنامج سياسي يتمسك بالثوابت الفلسطينية، ويرفض خيار المفاوضات.
    الأيام القادمة هي أيام عزّ لغزة العزيزة المعززة، غزة التي ستلبس عباءة الفرح، وتمشط شعرها بأصابع الشعب المصري، وتركب سيارة الثقة بكل ما هو عربي، وتذهب لتهنئة القاهرة، تعانقها، وتقبل جبينها، وتذرف دمعتين على صدرها.

  2. #2

    رد: مصر الفرج يا غزة

    ارحل، سترحل
    د. فايز أبو شمالة
    حتى أمس القريب كان في مقدور حسني مبارك أن يتحايل على ثورة الشعب، وأن يرحل بشخصه، ويبقى نظامه، ولكنه دفع بتجبره المصريين للسير معه حتى نهاية المطاف، إلى نقطة الحسم، التي سينتصر فيها الشعب المصري دون شك، وسيرحل مبارك، ويغور عدو المصريين في جهنم، ولكن حتى يصل المصريون إلى ضالتهم، فهم بحاجة إلى مزيد من التعب والصبر والعطاء، فالأهداف الجسام تحتاج إلى تضحيات جسام، ولو حقق المصريون غايتهم بسهولة، ودون دفع الثمن المناسب للحرية؛ لفقدوا تأثيرها السحري على مستقبل حياتهم السياسية، لذلك فإن كل يوم إضافي في عمر نظام مبارك، هو يوم إضافي
    لتصلب الثورة، ولضمان نجاحها الاستراتيجي في التحول الوجداني والاجتماعي قبل التحول السياسي.
    إن تأكيد القطع الكلي بين الشعب المصري ونظام مبارك يحتاج إلى زمن إضافي من التحدي، ومن المواجهة التي ستعزز ثقة الشعب المصري بنفسه، وترشده إلى طريق الحق، وتؤكد له أن خطواته إلى الحرية بلا رجوع. وأنه لن يكتفي بإصلاحات خادعة، لو نجح نظام مبارك في تمريرها، لشق صفوف المعارضة، ولتمكن من ترسيخ نظامه لسنين.
    إن المزيد من أيام الغضب المصري، والتواجد المكثف في الميدان يعني مزيداً من الحصانة الشعبية ضد الانكفاء أو التراخي، ويعني أن الجماهير التي تلوح بقبضة الثورة ستشهد في قادم الأيام مزيداً من الإصرار على التغيير الجذري، والانتقال بمصر إلى عصر جديد، يعزز التلاحم الاجتماعي، فسنوات الفساد الطويلة أصابت النفس المصرية بالوهن، وهذه الأيام الفضيلة بالثورة تطهر النفس العربية مما علق فيها من درن.
    الشعب المصري دق قدم الثورة في الأرض، ويمشي بخطوات واثقة، ستفضي إلى زوال النظام، ولكن بشكل يليق بممارساته الوحشية التي استمرت أكثر من ثلاثين عاماً، فالنظام الذي سحق المصريين، وأخرجهم عن قاطرة التاريخ، وأذل إنسانيتهم، يجب أن يطول زمن انتزاع روحه بما ينسجم مع بداياته، وبما يتكافأ مع مشوار العذاب الطويل.
    مصر بحاجة إلى هذا الزمن الثوري الإضافي الذي يسهم في تحريك الشعب العربي كله، ويحرك الضمير العربي الجمعي ليتفاعل مع الدرس المصري، فمصر لا يشبهها أحد، ونتائج ثورتها ستطير بعصافير الجنة إلى كل بلاد العرب. وإطالة زمن نزع روح نظام مبارك، هو درس رعب لحكام العرب، ولاسيما أولئك المستبدين الذين استعبدوا الناس، وحسبوا أنهم باقون في حصونهم، حارسهم خناس.

المواضيع المتشابهه

  1. الفرج
    بواسطة حيدر محمد الوائلي في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-01-2020, 12:31 AM
  2. دخل الفرد عالميا
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى مال وأعمال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-22-2020, 03:49 PM
  3. صحوة الفرح
    بواسطة هيام صبحي نجار في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-24-2013, 04:08 PM
  4. وين الفرح
    بواسطة فاتن علي حلاق في المنتدى فرسان الشعر الشعبي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-23-2013, 09:43 PM
  5. الفرد والمجتمع
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-15-2011, 06:43 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •