منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    الصغار يعبثون بالكتب ويفهمونها أيضا!



    الصغار يعبثون بالكتب ويفهمونها أيضا!
    يمتلك الطفل معرفة كبيرة بالكلمات والقصص وله الحق أن ينال الثقافة في بداية مسيرته الثقافية في الحياة، ومن حقه أن يستمع إلى ألف قصة وقصة وأن يتلاعب بالمفردات وباللغة وأن يُتلف الكتب وأن يتكاسل وأن يحلم وأن يتعرف على الدنيا ومن يقطنها.
    إن وضع الكتب في كل الأماكن التي يسكن فيها الرضيع لا يعني - بالطبع - تعلمه القراءة واللغة بسرعة أكبر مما كان معروفاً في الماضي، فالغاية هنا ليست الحشو، بل تكْمُن في جعل الكتاب في محيط الطفل أكثر وضوحاً وظهوراً، فيرى الحياة من خلاله ويدرك أهمية اللغة والمشاركة واللهو والشِّعر والجماليات.
    لذا لابد من منح الكتب للصغار كي يقرؤوها ويلعبوا بها ويستمتعوا بها حيثما يشاؤون، ولابد للأسرة من أن تمنح للطفل جُلَّ وقتها واهتمامها..
    إن الرضيع كما يحتاج إلى الحليب يحتاج أيضاً إلى اللعب وإلى الحكايات وإلى جمل بسيطة تترنم في أذنيه مدى الحياة. إذ يتعلم الصغير وهو في طور اكتشافه للحياة تمييزَ الكتاب والتعرفَ عليه خلال بضعة أشهر، ويكتشف وجوده المادي كشيء ملموس: حجمه ورائحته ولونه وأبوابه أحياناً،. وسريعاً يتجه الطفل إلى الكتاب لكي يتقرب منه جسدياً وحسياً، فهو يريد اكتشافه، ويريد أن يَجُوبَه في جميع صوره، ويتعلق به، وقد يضعه في فمه ويقوم بامتصاصه ويعضه بل ويتلفه. ولكن ما أن يقوم بامتلاكه وبترويضه وكأنه جزء منه، حتى يعود إلى البحث عمَّا وراء المادة ويسعى إلى فهم البدايات والنهايات، وكذلك الصفحات التي تتوالى والاتجاه المقلوب ثم يكتشف الحروف وانتظامها وتَكرارها.
    يفهم الطفل أن كلمات الكتاب تحكى قصة مسكونة، وقبل كل شيء قصة الأم والأب وكل ما يحيط به. لذا فإن الرسامين لهم تأثير خاص على الأطفال، فهم يفندون الواقع والحياة اليومية ويجعلون الأشياء والأشخاص المرتبطين بهذا الواقع حاضرون.

    والكتاب ينفتح على مساحة كبيرة تعج بالحياة بألوانها الزاهية وبالخيال الساحر وهو بذلك مماثل للعب والتسلية التي يستحوذ عليها الطفل بأسرارها ومخابئها.
    ومع كل هذا مازال هناك مَن هم متـأكدون أن الصغار لا يفهمون شيئاً مما هو مكتوب، ولكن طفل القرن الحادي والعشرين لم يعد ذلك الكائن الصامت الصغير غير الناطق، بل أصبح شخصاً له اعتباره ويتمتع بقدرات لا تُعَد ولا تُحصَى، ويدعو العاَلمَ المحيط به إلى احترامه والالتفات إلى دوره.
    فالطفل أصبح رجلاً لكن بالحجم الصغير، وصغيراً له رغباتُه،ويثير لدى من يهتم به ويحبه ويستقبله ويُعني به انفعالاتِه ومشاعرَه التي لم تكن ظاهرة للكثيرين حتى الأمس القريب.
    وبرغم أهمية السنوات الأولى من عمر الطفل والتي يبدأ فيها احتكاكه الأول بالكتاب إلا أن المراحل التي يليها لاسيما ما يتعلق منها بالمدرسة تكون أكثر أهمية، حيث يبدأ الطفل بالقراءة ويتفاعل بصورة مباشرة مع الكتب المدرسية ومع القصص التي يبدأ بها مشوار حياته الأولى.
    ففي المرحلة الممتدة بين خمس وسبع سنوات يدخل الطفل المدرسة وتكون خلايا جسده قد تسارعت خطاها في النمو ومداركه العقلية بدأت النضوج وأصبح يرى الأمور بزوايا منفتحة، فيميز بين الأشياء ويستطيع الاختيار والمواجهة، ويصبح قادراً على استيعاب وفهم وتكوين رصيد من اللغة والكلمات، ويبدأ مسيرة التقليد والتقمص وإعادة نسخ ما يحيط به فيمثل الأشياء ويقلدها ويكررها ويعيد حفظها وتلاوتها، وفي هذه المرحلة العمرية تزداد رغبته في اقتناء القصص المصورة والتي تنقله إلى عالم المغامرة والبطولة فيُسَرُّ بمعرفة مكونات محيطه الخارجي وما يكتنفه من أسرار، ويدخل في عالم الخيال إذ يتعرف على الكثير من الأشياء التي كانت حتى الأمس القريب غريبة عنه، فينفك اللغز المحير أمامه، ويتعلم عدَّ الأرقام وتمييز الأحجام الهندسية.
    وفي المرحلة الممتدة من سبع سنوات وحتى السن التاسعة، يبدأ الطفل في امتلاك قدرات على القراءة والكتابة، وتزداد قدراته العقلية، حيث تزيد استطاعته على التمييز بين المتناقضات، ويستطيع ربط الأشياء المتجانسة والمتشابهة في الحجم والوظيفة.فيبدأ في اقتناء القصص لاسيما تلك التي تتعلق بالفكاهة والتسلية، وتنمو شخصيته المستقلة شيئاً فشيئاً فيميل إلى الاعتماد على نفسه في تنفيذ الكثير من الأمور وحتى التي تبدو معقدة بالنسبة إلى الآخرين. وهنا لابد من التذكير بدور الوالدين في تأمين القصص وانتقاءها بحيث تخدم جانباً من خياله وتغذي مداركه التواقة إلى المعرفة والاستطلاع، وتكون بعيدة عن العنف والكوارث، حيث تترك هذه الأنواع من القصص في نفسه أثراً قد يمتد معه إلى أمد طويل. لذا لابد من إبراز الاهتمامات والميول التي يبديها الطفل في هذه المرحلة وإخراجها من الدوائر الضيقة، بعيداً عن الإسراف في كتب الخيال والمغامرات الطويلة غير الهادفة.
    وفي المرحلة الممتدة بين التاسعة وسن الثاني عشر تكون المقدرات الكتابية واللغوية قد اكتملت عند الطفل فيصبح الكتاب حاجةً لا غنى عنها، حيث تَقْوى مهاراته في القراءة والكتابة ويزداد أُفُقُه اتساعاً، برغم أن خياله الواسع يضيق يوماً عن الآخر، فيبدأ مسيرته في هذه المرحلة مع كتب "الخيال الواقعي"،التي تسرد فيها الواقع بنظرة خيالية لا تبعده كثيراً عن ما هو ملموس في حياته اليومية، فقصص التاريخ والأحداث مهما كان نوعها تشغل باله وتجذب هواياته. ويعكف على الكتاب طويلاً فقد أصبح صبوراً، محباً لقراءة القصص الطويلة والتي كان يمَلُّ منها قبل سنة أو سنتين.
    لذا كان على الأسرة مهام كثيرة في هذا الجانب الحيوي من حياة الطفل، والذي يبدو فيه للكتب الدور الأهم والأكثر فعالية في تحديد مستقبله، فعليها أن تزوِّد الطفل بمحصول وافر من الكتب والقصص والخبرات المتنوعة، وأن ترحب بأسئلة الطفل وتساعده على التعبير عمَّا يجول في خاطره، وعلى تعويد الطفل على الاستمتاع بالكتب لتنشأ في البداية علاقة حب بينه والكتاب.
    لذا يتوجب على الأهل أن يحولوا الكلمات إلى لعبة يلعبها الطفل في مغامراته اليومية، فالطفل يحب الكتابة على ألعابه وعلى كل سطح يصادفه عندما يتناول القلم بيده، وللقصص التي ترويها الأم للطفل قبل نومه الدور المهم في بعث الرغبة في نفسه على اقتناء القصص في المستقبل، تروي له ما سمعه عندما كان في حضن أمه قبل سنتين، وتتكون بداخله شخصية تواقة لقراءة قصص المغامرة، وقصص الحيوانات التي تمهد له فكرة التمييز بين الخير والشر. فالأطفال الذين يكتشفون في فترة مبكرة من حياتهم مع أسرهم ما تنطوي عليه الكتب من متعة لن يجد أية صعوبة في تعلم القراءة، بل على النقيض من ذلك سنجدهم يُقبلون على الكتب كجزء هام من حياتهم ويتعلمون القراءة ويعايشون الكتب بطريقة طبيعية، فكلما كان اهتمام الوالدين بالكتاب والمطالعة أكثر كان الطفل كذلك، وكلما كان الوسط المحيط به مليء بالكتب سواءٌ أكان على الرفوف أم في المكتبة المنزلية كانت رغبات الطفل تنمو باتجاه بناء علاقة معها قد تكون في المستقبل الصديق الذي لا يفارق صديقه.============================================ ================================================== =
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي















  2. #2
    مقال روعة ودراسة ممتازة . نعم هم أذكياء ونحن لاننتبه..
    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
    **************
    قال ابن باز رحمه الله
 :

    لباسك على قدر حيائك
    وحياؤك على قدر ايمانك

    كلما زاد ايمانك زاد حياؤك
    وكلما زاد حياؤك زاد لباسك

المواضيع المتشابهه

  1. للمذياع دوره أيضا
    بواسطة هيثم طلال هاشم في المنتدى - فرسان أدب الأطفال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-09-2017, 06:24 PM
  2. عادي ........ وجدا أيضا...
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى أنت تسأل والأطباء يجيبون
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-18-2015, 09:24 PM
  3. وأوقات الفراغ أيضا
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى - فرسان أدب الأطفال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-26-2013, 06:00 AM
  4. فن الرسم بالكتب للفنان Mike Stilkey
    بواسطة manar_12 في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-24-2012, 01:08 PM
  5. الإيمان بالكتب المنزلة
    بواسطة فاطمه الصباغ في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-23-2006, 12:34 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •