ظلام
الظلام المنتشر فى الحجرة يشعره بالاختناق .
عيناه تبحث عن نقطة ضوء تعينه .
يده تحمل مرآة صغيرة ينظر فيها ولكنه لا يرى شيئا .
- من أنا ؟
رددت الحجرة سؤاله ذو الإجابة المبهمة !
من ثقب ضيق يلمح شعاع نور بسيط جدا .
يهرع نحوه مسلطا عليه المرآة .
ينظر فيها عله يرى نفسه.
تهرب نقطة الضوء منه ..
يجرى خلفها عبثا محاولا الإمساك بها .
- ما حقيقتى ؟
تأتيه الإجابة صمتا تاما !
يمسك نقطة النور بيده
تغمره السعادة معتقدا أنه وصل للإجابة !
يفتح يده , ولكنه لا يجدها .
يصرخ فزعا ..
يدور فى الحجرة كالمجنون بحثا عنها ..
لكنها إختفت تماما .
يهرع نحو أقصى ركن فى الحجرة
يجلس محنى الظهر , دافنا رأسه بين يديه .
تأتيه على إستحياء , يشعر بها .
تهزه بعنف رقيق عله يدرك أنها أتت لأجله .
يخرج رأسه من مدفنها , يلمحها ..
بعين مرتعشة ينظر فى المرآة .
تهتز جدران الحجرة ..
- ها أنت وتلك حقيقتك !
يصرخ عاليا مهشما مرآته .
تخرج نقطة الضوء تاركة ضحكة ساخرة .
يعود أدراجه إلى ركنه الأبدى .
ويسود الظلام الحجرة تماما .
يحيي هاشم
21/8/2006