السلام عليكم
لن اعلق حاليا
انما اعرضها للنقاش واترك الموضوع مفتوحا
حتى نتجاذب وجهات النظر
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله إن الله أنعم علينا في هذه البلاد نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ومنها نعمة الخيرات التي فتحها الله على أهل هذه البلاد زادها الله من فضله ووقاها من كيد أعدائها لهذه الأسباب ولغيرها مما أفاء الله على أهل هذه البلاد توافد الناس من جميع أنحاء العالم على هذه البلاد وكذلك يأتي إلينا الزائرون والحجاج والمعتمرون فأصبحت ولله الحمد والمنة بلادنا مأوى للمسلمين الذين يؤدون الحج والعمرة والذين يبحثون عن الرزق معلى اختلاف مستوياتهم وطبيعة أعمالهم وقد قامت الجهات المختصة بعمل النظم لكل من يفد إلى هذه البلاد سواء للحج والعمرة أو للزيارة والعمل حتى تضمن للجميع راحتهم وحقوقهم وتستطيع أن تقدم الخدمات التي يحتاجها فنظمت وسائل وطرق الاستقدام للعمل عن طريق عقود العمل بين صاحب العمل والذي يسمى بالكفيل وكذلك العمال فلا يدخل أحد للعمل إلا بوجود جهة تكفل عمله حسب العقد الذي أبرم معه والذي يكون ملزما للكفيل والعامل بشوط وضوابط معروفة حسب طبيعة العمل والتخصص وكذلك الوافدون للحج والعمرة والزيارة نظمت الدولة طرق قدومهم وحددت لهم أماكن إقامتهم والوقت الكافي الذي يستطيعون أن يؤدون فيه مناسكهم ثم يعودون إلى بلادهم .
عباد الله لكن وجدنا من يخالف هذه الأنظمة من الكفيل وكذلك العمال وأيضا من الوافدين للحج والعمرة مما يتسبب في وقوع كثير من المشكلات بين العمال وكفلائهم وبعض الجرائم والمنكرات والتي نسمع عنها من الحين والأخر فيوجد من الكفلاء من يستقدم أعدادا من العمال لا حاجة له بهم إلا التكسب من ورائهم فهو يطلقهم في الشوارع والأسواق يعملون في أي عمل ويشرط على كل عامل مبلغا من المال كل شهر سواء عمل أو لم يعمل وهذه الطريقة مفاسدها كبيرة ومنها عدم جواز أخذ المال بهذه الطريقة وهو من أكل المال بالباطل وفيها مخالفة لأنظمة الدولة وهذا لا يجوز فإنا جميع الأنظمة التي وضعت من قبل ولي الأمر تنظم مصلحة الناس ولا يجوز مخالفتها ومن هذه الأنظمة أنظمة الجوازات والاستقدام .
ومن مفاسد هذه الطريقة أن بعض العمال يلجا إلى بعض المخالفات والأمور غير الحميدة لتأمين هذا المبلغ لكفيله ومنها السرقة والنصب والتعدي على حقوق الآخرين وغيرها من الأمور التي لا تحصى .
عباد الله وجد من بعض الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إلى هذه البلاد ثم يتهربون من الرجوع إلى بلادهم يعملون بطرق ملتوية وللآسف فإن منهم من يتاجر في أمور غير مشروعة حتى أصبح بقاءه يهدد أمن البلاد فما يجلبونه من مخدرات وممنوعات والتي يقصدون منها جمع الأموال بأي طريقة كانت .
عباد الله عباد الله ونحن نتحدث عن تسيب العمال وهروبهم وحدوث بعض المشكلات منهم لابد وأن نذكر أمور منها أن الكفيل هو السبب في حدوث بعض المشكلات فعلى سبيل المثال الكفيل الذي ذكرناه وهو الذي يحضر العشرات من العمال بل أحيانا المئات والألوف ويتركهم يهيمون على وجوههم في الشوارع ويطلب من كل واحد مبلغا لا بد أن يحضره له وغلا أنهى عقده وآخر يؤخر رواتب عماله لا شهر بل أشهر أو حتى سنة وأكثر من سنة مما يدفع هؤلاء العمال للعمل عند الآخرين بعض الوقت من أجل أن يعيش أو مقابل أن يأكل ومن المشكلات أيضا هروب العمالة والخدم من سوء معاملة الكفيل وظلمه أو ضربه لهم أو السب والشتم , ومن المشكلات أيضا ارتكاب بعض الجرائم من العمال خاصة إذا كانوا كفارا الناتجة من سوء المعاملة .
عباد الله أوفوا بالعقود مع هؤلاء العمال ممن تحت أيديكم فإنكم مسؤلون عن ذلك ،وإياكم والظلم فإنه مظلمة يوم القيامة وتعاونوا مع الجهات الأمنية المختصة للقضاء على مثل هذه الظواهر التي أزعجت المواطنين والمقيمين على حد سواء .
عباد الله تقوم الدولة أيدها الله عبر بعض الجهات الأمنية هذه الأيام بالتعقب للعمالة السائبة والتي تنتشر في الشوارع والأسواق والأماكن العامة بهدف إصلاح أوضاع إقامتهم وأعمالهم حتى تنضبط أمورهم ولا تضيع حقوقهم إن كانوا يعملون بالطرق النظامية وللتخلص منهم وإعادتهم إلى بلادهم إن كانوا متواجدين بطرق غير نظامية .
أيها أخوة إن ما تقوم به الجهات المختصة هذه الأيام فيه مصالح كثيرة لا تخفى على الجميع فمنها فوائد أمنية وفوائد اقتصادية وفوائد سلوكية وأخلاقية ولهذه الأسباب ولهذه الفوائد نذكر إخواننا من أصحاب الأعمال و الكفلاء بأن تكون كل اجراءتهم وأوراقهم وأعمالهم وفق ما يسمح به النظام حتى لا يتعرضون للعقوبات التي أعلن عنها وستطبق في حق كل مخالف وأذكر إخواننا المقيمين أيضا بأن تكون كل أمورهم نظامية حتى لا يتعرضون لعقوبات السجن والغرامة ومن ثم التسفير.
ولنحذر أيها الإخوة من التستر على الذين يعملون بدون إقامة نظامية أو يعملون بطرق ملتوية بل يجب أن نكون عونا للحكومة للقضاء على مثل هذه الظاهرة والتي لا يخفى عليكم عواقبها وكم قرأنا ورأينا خلال الأسابيع الماضية من تصرفات بعض المقيمين الذين يعملون عن طريق التستر فقد وجدنا المصانع والشركات والمحلات التي تورد إلى الأسواق المواد والأطعمة التالفة وغير الصالحة للاستخدام الآدمي كل ذلك بهدف الربح بغض النظر عن العواقب المترتبة على ذلك .
انتهت \ 7\5 \1426 هـ
الشيخ يحيى الغامدي