زمن التحلل
تراخت أنسجة الثلج
وتفككت ...
للربيع رائحةٌ كريهة
وإن هبت بعض نسمات عليلة
جُثَثٌ لأحياءٍ مُمَدّدة
قليلٌ من النبض فيها
و بريق العيون آخذٌ بالانطفاء
الطين المُثلج يعيق الحركة
بادراتٌ لنباتات كثيرة
منها يقبقب الأرض
ومنها من يُطل بقمته النامية
ومنها من يلتصق بجسد أمه المتحلل
سمنت النسور والعقبان من أكل الجيَف
فقدت قدرتها على التحليق والتحديق
والبادرات تتصارع للتطاول على ما يحاذيها
حتى الشموخ لم يَعُد له طعم
هناك من اشمأز من المشهد
فقال: إنها بدايات القيامة
فكل شيءٍ قبيح
ولا فرحة لانتصارٍ ناجز
هناك من هلّل للمشهد
فأسوأ صُوَر النساء أثناء الولادة
صريخٌ وانفعال وشعرٌ منكوش
وبعدها يتم نسيان كل ألم
وقد يكون الوليد قائداً مغواراً
أو يكون مخترعاً
أو يكون سَفاحاً
لا يهم، فهو سيكون مختلف
يستثمر العلماء طفرةً في نبات
فيبيعون شتلاته كنتاجٍ فريد
ليتفاخر مقتنيه بتبقع أوراقه ببياض
أو بضخامة وردة بلا رائحة
من قال أن الخضرة المبقعة أجمل؟
ومن قال أن الطفرات هي السبيل للرقي؟
ومن قال أن الورود تستغني عن عطرها؟
ومن قال أن المصلحين يظهرون وقت النفخ بالبوق؟