اقوال العلماء في الإمام ابي حنيفة رحمه الله :
أولآ أن ننبه على أمر هام ألا وهو أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله إمام كبير القدر من أكابر أهل السنة وله باع عظيم في العلم وقد أثنى العلماء عليه ثناء عظيمآ :
قال الشافعي : الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة .
وقال أبو وهب محمد بن مزاحم : سمعت ابن المبارك يقول أفقه الناس أبو حنيفة ما رأيت في الفقه مثله .
وقال : لولا أن الله أغاثني بأبي حنيفة وسفيان كنت كسائر الناس .
وقال يحيى بن سعيد القطان : لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة وقد أخذنا بأكثر أقواله .
وقال ابن حجر : ومناقب الإمام أبي حنيفة كثيرة جدآ فرضى الله تعالى عنه وأسكنه فسيح جناته .
قلت وأنا قدمت بذلك خشية أن يقع في قلب أحد من هذا الإمام شيىء فيقع فيه أو يتنقصه بسبب أنه قد أخطأ في بعض المسائل منها مسائل في الإعتقاد هذا مع أنه رحمه الله حين وقع في هذه الأخطاء ما كان يتبع هوى أو ينصر بدعة وإنما كان من أهل الإجتهاد فاجتهد فأخطأ فحاله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا إجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا إجتهد فأخطأ فله أجر ), فنسأل الله تعالى أن يرحمه وأن يأجره خيرآ عما قدم للمسلمين وأن يعفوا عن خطأه ,وهذا الذي قلناه لايبيح لأحد أن يتبعه فيما أخطأ فيه ثم يقول أنا آخذ بقول عالم من العلماء إذ قد تبين خطأه فيه هذا لأن العلماء متفقون على أن من تبين خطأه فإنه لا يحل إتباعه فيه ذلك لأن العلماء غير معصومين بل وقد قال أبو حنيفة نفسه رحمه الله ( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه), وقال ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يأخذ بكلامي فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدآ ), وقال ( إذا قلت قولآ يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ).
=========================
الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - كان يترحم على الإمام أبو حنيفة - رحمه الله - كما ذكره ابن العماد والذهبي وغيرهما
راجع كتاب مكانة الإمام أبي حنيفة بين المحدثين ص 202