في علم التعمية / نقلها غالب الغول
موسوعة التاريخ الجزائري
تأصيل علم التعمية عند المسلمين
لا يمكن عرض الاختراعات العسكرية الاسلامية دون المرور على أبرز وأروع التقنيات الفنية العسكرية التي تحفظ اسرار الحروب والدول، واقصد بها علم التعمية والمعروف اليوم بالتشفير.
يعتبر علماء المسلمين مؤسسوا هذا العلم فهم أول من وضع أسسه العلمية والفنية بعد أن كان بدائياً عند الأقوام السابقة.
و يعتبر العلماء المسلمون والعرب أول من اكتشف طرق استخراج المعمَّى وكتبها وتدوينها. تقدمهم في علم الرياضيات أعطاهم الأدوات المساعدة الأزمة لتقدم علم التعمية، من أشهرهم يعقوب بن إسحاق الكندي (260هـ) صاحب كتاب “علم استخراج المعمَّى”‘ وهو أقدم وأول كتاب معروف عن علم التشفير أو التعمية. وفي كتابه يعرض الكندي للعديد من النظريات التي تشكل اساس علم التعمية اليوم مثل تواتر الحروف المسمى اليوم : Letter frequency.
وكذلك كتاب ابن وَحشِيَّة النبطي صاحب كتاب”شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام”، وهو المؤلف الذي كشف اللثام عن رموز الهيروغليفية قبل عشرة قرون من كشف شامبليون لها.
واشتهر أيضاً ابن دريهم (762هـ) الذي كان لا يشق له غبار في فك التشفير وابن دريهم كان تعطى له الرسالة معماة فما هي إلا أن يراها حتى يحولها حالاً إلى العربية ويقرئها وله قصيدة طويله يشرح فيها مختلف الطرق في تعمية النصوص وكان يحسن قراءة الهيرغليفية.
وهو صاحب كتاب “مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز” الذي يعتبر ثورة بكل ما للكلمة للمعنى في علم التعمية وطرائقه وقد طبع بدمشق في جزئين. وله أيضاً قصيدة في أصول علم التعمية تسمى قصيدة ابن دريهم لازالت في عالم المخطوط.
=========================
د. محمد حسان الطيان : ابن الدريهم وجهوده في علم التعمية (التشفير)،