تقعيد اللغة العربية/ريمه الخاني

[ريمه الخاني]

تقعيد اللغة العربية/حوارية مع الدكتور ياسر شرف(محاضر في جامعة دمشق وله برنامج في محطة نور الشام).
في رحلة البحث عن كتبي باستمرار, مررت بمكتبة تراثية أجد غالبا بغيتي فيها تغفوا في آخر حي الحلبوني للمكتبات بدمشق.
ففتح حاسبه المحمول ليتأكد من وجود كتابي المذكور فوجدته باسم باحث آخر.
-لابأس.
-إلى الغد إذن فهو في مستودع جرمانا وما أدراك ما جرمانا...
كان يجلس في المكان الباحث الدكتور "بشير زهدي "(سبق وقمنا بلقاء معه عبر موقعنا فرسان الثقافة)[1]يحمل مخطوطة لبغية ما..
ليدخل علينا الدكتور ياسر وقد حياه الأستاذ بشير وكأنه كان ينتظره, سلمه المخطوطة ,وفتح حديث طويل وهو ينبهه عن بعض عثرات ماهي عثرات..
وأردف قائلا:
-مشكلتنا أننا سلمنا بما وصلنا من علوم اللغة العربية ولا نقل فقه ,فمن اجتهد بعلم النحو عموما هم الفرس الذين أرادوا تقريبها للفظ وتسهيل القراءة فمثلا:
الخوارزمي اسمه بالفارسيه أصلا: خيورزم ,فعربت لخوارزمي فليس لدى الفرس واوا والف في كلماتهم .
-وماذا عن الواو في داود؟
-لها نفس القصة فهي داود لكنهم كتبوها هكذا لتسهيل اللفظ, وقياسا فلتاء المربوطة تحسينات قدموها للتفريق ما بين الاسم والفعل فاتخذناها قاعدة, ومن قال أن التنوين يؤدي لحذف آخر المنقوص؟
هل نستبدل بالقاعدة قاعدتان الحذف والالف؟!لم يذهبوا....الألف للتفريق هي ليست من أصل اللغة إنما هم وضعوها لنا...يكفينا ان نكتب ذهبوا والفطرة العربية تفرق.
-على هذا يجب غربلة لسان العرب وكتاب الأغاني..
-نعم ولو غربلناه لبات كتابا صغيرا جدا وانا بصدد تقديم صورة جديدة للسان العرب لماذا الشعر والبصمة الأدبية.؟ أنا آخذ المشتقات وامضي:
كف :نهاية العضو إذن منها كف أذاه ...
حتى كتاب الأصفهاني لو قسنا هذا العمل بعصره ,لقلنا :كانوا كلما نسخوه حصلوا على 1000 ليرة ذهبية ,فلم لا يطيلوا الكتابة وحجم المجلد؟ الأصفهاني كانوا وراقا وهذا يفسر كل شيء من جمع ما هب ودب..
-يبدو ان الثقافة في عصرنا تراجعت حتى لم تعد مصدر عيش..
-من قال هذا لكننا لسنا مثقفين جيدين.. ولو أحصينا من نال الشهادة الثانوية لبات 90% من الجمهور مثقف, لكن الثقافة من ثقيف ,وهو المجتهد في مجاله المطور لفكره ,فكم يبلغ هؤلاء؟
من كتبي: مستقبل الشعر, النثيرة والقصيدة وهي تفريق بين لغة الرياضيات ولغتنا الادبية ,وعموما ما سلف قلناه ,يعطي صورة واضحة عن الخلط الذي بات بين اللغة والأدب.
والجدير بالذكر يجب قتقعيد اللغة بمعنى ان يطابق اللفظ الكتابة بصرف النظر عن الرسم القرآني المستقل, فمثلا أبدع الفرس كلمة قرآن بينما هي قرأان ,ويجب هنا التفريق بين الكتابة العادية والرسم القرآني:
الرحمن رسم قرآني, الرحمان كتابة عربية ,فلو قلنا لطفل في الابتدائية :اكتب الرحمن: لكتب الرحمان. وهذا هو الصواب لأنها لغتنا الأم.
لذا يعتبر كتابي: إصلاح اللغة العربية. هو التصويب الحقيقي الذي قد ينسف كل كتبنا في النحو والقواعد.
ونضيف:
من قال أن اللغة العربية لا تبدأ بساكن :انطلق اعتمد...
الألف للتنبيه وليست ألف الوصل لأن الكلمة الأصل/ عتمد نطلق
-مازلنا لا نجد حاضنا مشروعا لثقافتنا.. من قال ان العواصم العربية عندما حصلت على امتيازها كعاصمة للغة العربية حصل مالم يحصل..
-صحيح..وللعلم عدد أحرف اللغة العربية 32 وليس 28
-ومن قال أن هناك قصيدة كاملة؟
-صحيح. .مهما حاولت رصد قصيدة فلن تجدي قصيدة منتظمة بلا أخطاء وبلا جوازات...فلم التشدق والفوقية.
عندما نقول ان الفينيقين اكثر تحضرا من عرب الداخل ذلك لموقعهم واجتهادهم خارج حدود البلاد. وصلت الفكرة؟
-نعم وهذا يفسر بحث الدكتور فاخر عاقل :تحصيل حاصل" حيث قال ان أسباب تخلفنا فينا اولا..[2]
-نعم تماما. قد تزوركم الأستاذة ليندا إبراهيم فشكرا لكم.
( وللحديث بقية)
نشكر الدكتور ياسر شرف لتفضله بهذا الحوار الثمين وسننتظره في الفرسان قريبا.
31-7-2013
(نرجو الإشارة للكاتبة والموقع حال الاقتباس وشكرا)

---

[1] رابط اللقاء مع الباحثLللعلم الباحث لا يدخل النت عموما فقد كان اللقاء مباشرا.
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=35882


[2] راجع الرابط حول ذلك:
http://www.omferas.com/vb/showthread...066#post185066

[غالب الغول]

كم كان هذا البحث مهماً لمن يريد التوسع في اللغة العربية , أو يسعى إلى جذور الكلمات واشتقاقها على الوجه الصحيح , وكم نحن بحاجة إلى أمثال الباحث الدكتور بشير زهدي , ثم الدكتور ياسر وغيرهما لتقعيد وتأصيل لغتنا العربية , وإعادة النظر إلى كثير جداً من المفردات العربية التي نكتبها ونخطئ أم نصيب في كتابتها , حسب رأي الفقهاء الكرام في اللغة العربية , والذين لا يزالون يجرون العربة القديمة بدواليب من حديد , ولم يستطع الواحد منهم استبدالها بدواليب مطاطية ليسهل السير في البر والبحر , إنهم متمسكون حرفياً بالتراث دون الرجوع إلى الأسباب , أو دون بذل جهد لتفسير ظاهرة الرسم الصحيح للكلمات العربية , لأنهم يريدون أن يكون الرسم القرآني هو المسيطر بحروفه ورسم كلماته , علماً أن القرآن نزل سماعياً ولم ينزل حروفاً مرسومة , وأما رسم الكلمات القرآنية فهي من وضع البشر وليست من وضع الوحي , وإذا اعتبرنا أن رسم الكلمات القرآنية معتمدة ومتفق عليها وثابتة لا تغيير ولا تبديل فيها , فهذا لا ننكره , تحاشياً من الوقوع في التحريف , وليكن إملاء القرآن ثابتاً ومحدوداً , وأما كلماتنا العربية المنطوقة فما علاقتها بالرسم القرآني , ؟ نعم ينبغي أن نفرق بين كلمة قرآنية قد تلفظ بعدة ألفاظ , في التجويد أو الترتيل, وبين مفردة عربية لها وجه واحد من القراءة , ولقد صدق الدكتور بشير أو الدكتور ياسر حين يطالب أحدهما بتقعيد اللغة العربية , لتيسير فهمها واختصار حروفها , وكم كان غضبي على أحد النقاد حين هاجمني عندما كتبت كلمة ( الرحمن ) بالألف لتصير في قافية البيت الشعري ( الرحمان على وزن عدنان وعثمان , واعتبر الناقد هذا خروجاً عن المألوف , بل غضب قائلاً , هذا لفظ الجلالة , فلا ينبغي تحريفه أو تغيير رسمه , وقد أجبرني قوله هذا للبحث حتى وجدت أن كثيراً من رسم الكلمات القرآنية لا تتفق مع إملاء اللغة العربية , فكلمة إسماعيل وإبراهيم , وغيرها كتبت في القرآن من غير الألف , ولكن لا يمنعنا مانع من كتابتها بالألف , ثم وجدت العرب المغاربة كلهم يكتبون ( الرحمان ) بالألف , ولا يضير الكلمة أي ضرر ’ لا في معناها ولا في مبناها .
إذن هي قواعد موضوعة وكل ما يلفظ يكتب , ونحن ننتظر اليوم الذي فيه نتخلص من زوائد الحروف في الكلمات لكي لا نتهم المثقف بالخطأ الإملائي ,

أشكر الأخت الأستاذة ريمه الخاني التي أثارت هذا الموضوع , ليحصل المثقف على فائدة تعينه على البحث .
لكم مني جميعاً أطيب تحية وأحر سلام .

[ريمه الخاني]

حقيقة سرني التقاطك للموضوع الذي يهمنا جدا أستاذ غالب وهو هام أيضا وقد اضفت له أفكارا مهمة أيضا.
وأضيف ان الدكتور اكمل الأفكار التي تحاورنا حولها بتلك الأمور الهامة أيضا:-نعم تخلف عندما يعد الأهل اولادهم بامر ولاينفذونه فهذا تخلف وكسل,ناهيك عن اننا شبعنا اجترارا لأمجاد ماعادت في الزمن الراهن تسعفنا بالمزيد سوى عملنا الدؤوب الذي تراجعنا عنه,وما تفضلت به عن محمد علي وبعثات للخارج بقصد العلم سبقته اليايان عندما خرجت من الحرب العالمية الثانية أكثر تقدما واستطاعت استيعاب حضارة الغرب وبنت فوقها.اما عن الجيل الجديد فلا تقولي سطحية وقد توفرت لديه جميع الوسائل الهامة لننتظره ولو انه مقصر في دخوله لعالم الأدب كما قلت وعدم حضوره بقوة في المواقع الأدبية.المؤسسات نقصرة والحكومات الخ..موضوع يجعلنا نعمل وسنصل بعون الله.

[ريمه الخاني]

لقد أكد الدكتور "مصطفى الجوزو في مقاله: المدققون اللغويون والرسم المصحفي:
على انتفاء سبب كتابة الكلمات برسم المصحف، رغم ان المحرر قال: قال لي لم لاتقول مالاتفعل:أي أنه يقر بضرورة التحرر من الرسم القراني دون ان يتحرر منه فعلا.
لكنه يبين أن الرسم القراني ينقسم لظاهرة تتصل بأصول بعض الكلمات مثل حيوة رغم وجودها في المعجم حياة وتتصل بتطور الخط ككتابة الهمزة المتوسطة المفتوحة بعد السكون في الفراغ في المصاحف،
وللموضوع بقية في العدد 663 من مجلة العربي فبراير 2014

[غالب الغول]

إضافة مهمة أديبتنا ريمه , أشكرك عليها , وننتظر من يرد على مثل هذا البحث من أهل اللغة , تحياتي وبارك الله بك .



تثبيت هذا الموضوع لأهميته .

[ريمه الخاني]

http://omferas.com/vb/t58845/#post225705
ملحق وشكرا للتثبيت

[د. جاسم جاسم]

رد على الموضوع، نعم اللغة العربية لاتبدأ بساكن، لأنها لغة حية متجددة متطورة تناسب كل زمان ومكان، ومن حكمة الله أنه جعلها لغة لكتابه لأنها تبدأ بالحركات لا بالسكون، وهذا سر بقائها، ولأنها لغة الحركات، والحركات ليست كالسكنات، والألف ليست للتنبيه بل للوصل، لأنك تصل الساكن بالحركة، وأما حروف العربية فهي تسعة وعشرون حرفاً وليس اثنان وثلاثون حرفاً، لأن العربية تعتمد على الحركات التي تعد حروفا في اللغات الأخرى، ومهما حاولت أن تجعلها أكثر من ذلك فلن تستطيع ذلك لأن اللغة توقيف من الله تعالى، وهي اتسعت لكل كلمات الله في القرآن الكريم، وشكراً

[ريمه الخاني]

جميل جدا دكتور، لكن دعنا نتوقف عند قضية الساكن وعدد الاحرف وارجو التفسير :
الهمزة يعتبر حرف وتبدا به المعاجم، بينما لسكون الالف وعدم امكانية لفظها منفردة سقطت من حساب المعاجم وعليه فعدد احرف الأبجدية 28 حرفا، ارجو توضيح هذه النقطة وان كنت علي حق، لكثرة ماسمعت عن هذا الامر.

[رياض محمد سليم حلايقه]

حوار جميل وموضوع شيق وحوار ممتع
شكرا للجميع