" من مشى في حاجة أخيه "
الإنسان انعكاس لما يشعر ويفكر ويقوم به من أفعال وسلوك. فإذا كان راغباً بعمل الشيء الطيّب فإن هذه الرغبة تتحوّل إلى سلوك يومي يقوم بإنجازه بشكل طبيعي دون أي تكلف أو تعب.
فإذا قام إنسان ما بمساعدة شخص ما، بصورة سرّية وبصمت، ولا يذكرها حتى إلى أقرب الناس إليه، فإن هذه المساعدة تساهم في إبعاد الروح السلبية عن شعوره وأفكاره، وسوف يحصل عليها أضعافاً مضاعفة، ليس من الشخص الذي قام بمساعدته بالضرورة، إنما من الكون الذي ينظر ويشاهد ما يقوم به هذا الإنسان لأخيه الإنسان والله سبحانه وتعالى الذي (يعلم ما في البر وما في البحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).
المساعدة طاقة إيجابية، وهي بصورة غير معروفة حتى الآن تساعد في تفتّح مسارات الطاقة في جسد الإنسان، التي تسمى ''الشاكرات'' في اللغة السنسكرتية، وترفع سقف المناعة في جسد الذي يقوم بمهمة المساعدة.
إن كان مريضاً، من الممكن أن تساهم هذه المساعدة في شفائه من المرض وإن كان يمر بأزمة نفسية أو مالية أو اجتماعية، فإن هذه المساعدة تساعده في التخلص منها أو تفتح له باباً للفرج.
من هنا نرى أن كل الديانات السماوية والأرضية، وكل الفلسفات التي تقترب أو تبتعد عن تلك الديانات، كلها تدعو، بصورة وأخرى، إلى مثل هذه المساعدة وكلمة ''ساعد أخوكْ في حاجْتِه'' من الجمل المهمة في الدين أو المذهب أو الفلسفة أو السلوك.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين'' رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد إلا أنه قال: ''لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجة وأشار (بأصبعه) أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين''.
مساعدة الآخر تعني أنك تفتح باب المحبة على مصراعيه لدخول هواء الحب من جميع الجهات.
مساعدة الآخر تعني أن الإنسان، ليس وحيداً فوق هذه الأرض مساعدة الآخر تعني أنك سوف تحتاج إلى مساعدة الآخرين في يومٍ وفي ظرف ما، مساعدة الآخر تعني أن الفرد في حاجة إلى الفرد، فكن في حاجة أخيك بلا تذمر ولا مماطلة.
منقول للفائدة