سلام الله عليكم
إليكم هذه الباقة الشعرية الصوفية الجميلة للشيخ ضياء الدين عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الدريني (697 هـ)...رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه
مقتطفات شعرية من كتابه : "طهارة القلوب و الخضوع لعلام الغيوب"
في مناجاة الله سبحانه و تعالى
~ ~ ~
نَقَشْتُ اسم محبوبي على فصِّ خاتمي
و ما غاب عن طرفي و لم يخلُ عن قلبي
ففي مسِه برْءُ السقـــــــــــــام و لثْمُهُ
يُبَردُ ما ألقى من الوجـــــدِ و الكــــــربِ
حروفُ اسمِهِ منقوشــــةٌ فوق كلِّ ما
أعايِنُهُ لكنْ تداويـــــــــــــــــــتُ بالكُتْبِ
حرامٌ على قلبي السُّلُوُّ و إننـــــــــــي
لَعَبْدٌ لَهُ في حالةِ البُــــعْدِ و القُـــــــــرْبِ
~ ~ ~
تعطَّفْ بفضل مِنك يا فاطر الورى
فأنت ملاذي سيدي و مُعيـــــني
لئن أبْعَدَتْنِي عن حِماك خطيـئتي
فإن رجائي شافعي و يقيــــــني
فظَني جميل أنني بك واثـــــــق
و أن جميل العـــــفوِ مِنك يقيني
ذَكرْتُ زمانَ الوصل في روضة الرِّضا
فطال حنيـــــني نحوَهُ و أنيـــني
و روَّقتُ دَمْعَ العينِ حتـى كأنـهــا
دموعُ دموعي لا دموعُ جفـــوني
~ ~ ~
بل هجرُهُ أصعبُ من نــــــــــاره
وَ وَصْلـــــــهُ أحسنُ من جـــنتهْ
فالويلُ كلُّ الويلِ في بُـــــــــعدهِ
و النيلُ كـــــــلُّ النيلِ في قُربتِه
يا من يريدُ العزَّ يحظــــــــــى به
العــــــــــزُّ كلُّ العزِ في خدمتهْ
اقطعْ تصِلْ أقبِلْ ترَ بِـــــــــــــرَّهُ
و اسْـتسْقِ غيْثَ الجودِ من رَحْمَتِهْ
للهِ عَبدٌ شَــــــــغَلَهُ ذِكْــــــــــرُهُ
أســــــعَدَهُ بالقُرْبِ من حَضْــرَتِهْ
فشُغْلُهُ تَصْعِيــــــدُ أنفَاسِـــــــهِ
يَتبَعُــــــــــهَا التقطيرُ من عَبْرتِهْ
إنْ قالَ يـــــــا ربِّ يقُلْ ربُــــــــهُ
لبيْكَ عبــــــــدي سلْ دلالا وَ تِهْ
~ ~ ~
على بُعْدِكَ لا يصْبِـــــــــــرُ
منْ عـــــــــــــــادَتُهُ القُرْبُ
و لا يقْوَى علـــــــى هجْرِكَ
مــنْ أسْقَمَــــــــهُ الحُــــبُّ
و إنْ لمْ تـــــــــــــرَكَ العينُ
فقدْ شــــاهدَكَ القَلــــــــبُ
~ ~ ~
ســـــــــــاكِنٌ في القلبِ يَعمُرُهُ
لــــــــــسْتُ أنســــــــاهُ فأذكُرُهُ
حـــــــاضِرٌ عندي يُســــــامرُني
و سُـــــــــــوَيْدا القَلْبِ تبْـــصُرُهُ
قُلْـــــــــتُ للعُـــــــذَّالِ إذا مـرُّوا
بِـــــــــسُلُوِّ عِـــــــــزٍّ وَ أَيْسَـرُهُ
مَــــــالِكِي في القَلْبِ مَسْـــكَنُهُ
فَسُــــــــــلُوِّي كيْــــــفَ أُضْمِرُهُ
~ ~ ~
حبيــــــــــــــبٌ لا يُعــــادِلُهُ حبيبُ
و لا لسِــــــوَاهُ في قلــبي نَصِيبُ
حبيــبٌ غابَ عنْ عَينيِ و شَخْصِي
و في قَلبي حَـــــــــبيبي لا يغيبُ
~ ~ ~
حُبُّكُمْ يُبَلْبِلُني و الغَرامُ يُبْلينِي
كلما يَئِسْتُ أتى لُطْفُكُمْ يُمَنِّيني
إنْ طُرِدْتُ يا أمَلي منْ سِواكَ يُدْنيني
قدْ أَتَيْتُ بابَكُمْ في شِعَارِ مسْكينِ
و الفُؤادُ يَطْلُبُكُمْ طائعا و يَعْصيني
إنْ أَبُحْ بِحُبِّكمْ فَهُوَ بَاحَ بِهِ دُونِي
~ ~ ~
بِخُضـــــــــــوعٍ و دُمــــــــوعٍ
و رُجــــــــــوعٍ و افْتِقـــــــــارِ
و نَحُــــــــــــولٍ و ذُبــــــــولٍ
وَ خُـــــــــمُولٍ و انْكِـــــــسارِ
و أَنِــــــــــينٍ وَ حَنِـــــــــــينٍ
وَ يَقِــــــــــــينٍ و اصْــــــطِبارِ
يـــــا إلهــــــــــي جُـــدْ بِعَفْوٍ
فَلَقَدْ طــــــــــــالَ انْتِـــــــظارِ
ضَـــــــاعَ قَلْبي في التمنِّـــي
و لَهُ حَــــــــــــقُّ الجِــــــــوارِ
~ ~ ~
بِجَمَـــــالِ جُـــودِكَ مَا حَيِيتُ تَوَسُّلِي
وَ بِهِ يَصِحُّ رَجَــــــــــــاءُ كُلِّ مُؤَمِّــــلِ
مَنْ كُنْتَ أَنْـــتَ رَجَـــــاؤُهُ وَ مَــــلاَذُهُ
فَلَقَدْ تَعلَّــــقَ بِالجَنَـــــابِ الأَكْمَـــــلِ
يَا مُنْتَــهَى قَصْدِي وَ غَــــايَةَ مَطْلَبي
يَا مـــــنْ عَلَيْهِ وَ إِنْ فَنيتُ تَوَكُّـــــلِي
أَسْكَنْتُ حُبَّـــــكَ في فـــؤادِي مَنْزِلا
وَ هَــوَى سِوَاكَ يَحُــومُ حَوْلَ المَنْزِلِ
عِقْدُ الوِدَادِ لِغَيْرِ حُبِّــــــكَ بَــــــــاطِلُ
مَا الحُـــــــبُّ إلاَّ للحَــــــــــبِيبِ الأَوَّلِ
~ ~ ~
كَيْفَ أشْكُو إلى الطَّبِيـــــــــبِ لِمَا بِــــي
وَ الذِي قَدْ أَصَابَني مِنْ طَـــبِـــــــــــيبي
لَيْسَ لي رَاحَـــــــــةٌ وَ لا لِي شِفَــــــــاءٌ
مِنْ سَقَامِي إلا بِوَصْـــــلِ حَـــــــــــبِيبي
~ ~ ~
عَلِّلْ سِـــــقَامًا بِجِــسْمٍ أنْتَ مُتلِــــفُهُ
أبْرِدْ غَــــــــرَامًا بِقَـــــلْبٍ أنْتَ مُضْرِمُهُ
وَ لاَ تَكِلْنِي إلى بُــــــعْدِ الدِّيـــــارِ إلى
صَبْرِ الضَّـــــعِيفِ فَصَبْرِي أَنْتَ تَعْلَمُهُ
تَلَــــــقَّ قَلْـــــــبِي فَقَدْ أرْسَلْتُهُ قُدُمًا
إلى لِقَــــــــائِكَ وَ الأشْـــــوَاقُ تَقْدُمُهُ
~ ~ ~
يا مَنْ تجنُّبُ صبْــــــري مِنْ تَجـــنُّبِهِ
هَبْ لِي مِنَ الدَّمْعِ ما أبْكي عَلَيْكَ بِهِ
حَتَّــى مَتَى زفــــراتي في تَصَعُّدِها
إلى الممــــــاتِ فَدَمْعِي في تَصَوُّبِهِ
وَ لِـــي فُـــــؤادٌ إذا لَجَّ الغَــــرامُ بِهِ
هَــــامَ اشْتِيــــاقا إلى لُقْيـَــا مُعَذِّبِهِ
~ ~ ~
إِنَّ شَفِيـــــــعي إليكَ مِنِّي
دموعُ عيني و حُسْنُ ظنِّي
فَبِـالذِّي قــــادَني ذليـــــلا
إليـــــكَ إلاَّ عَفَـــــوْتَ عَنِّي
~ ~ ~
يا مُنْفِدًا مَــاء الجفــونِ
وَ كُنتُ أنْفِـقُــــهُ عَليْـهِ
إنْ لمْ تكُنْ عَيْني فأنْتَ
أعَزُّ منْ نَظَــــرْتُ إليْـهِ
~ ~ ~