رزق الملا ئكة

[خالد عبد اللطيف]

قصة " رزق الـــــــــــــملا ئـــــــكة"
خــــا لد عبد اللطيف/ المغرب.
... غو- بو ـ غوـ دوـ بوـ غو أصوات وكلمات كان يرددها إبني آدم الـــذي لـــم يكــمل شهره الرابع،أنظر إليه في فرحة وتشع السعادة في نــــفس زوجتي ،وأمي وأبي وباقي عا ئلتي.
أعجبتهم هذه المحاولات الأولى من طفلي الذي يود لو يتــكلم قبل الأوان،ضحكته البريئة المترامية في كل أرجاء البيت،رغـــبته في تحريك كل جسمه من أجل أن يحبو،لكنه لايستطيع،وبالرغم من ذلك فإنـه ينجح في الكثير من المرات الى تحريك رأسه للأمام،والتقلب على بطنه.
قالت لي أمي: إن طفلك يرغب ان يكبر بالرغم من أنوفكم،وحين يجوع يصرخ محتجا بأعـــلى صوته،في كلمات
متقطعة( بوـ غو ـ دوـ بو) فهو لاشعوريا يفضل الحروف المضمومة المقــــــنرنة بحروف المد.
قبيل ولادته،كـــــــنت أنا وزوجتي،نتحــــدث عن رغبتنا الأكيدة في أن يرزقنا الله بمولود جميل،الطفلة كانت في الإختيار الثاني،وكنا نــــتخيله بمواصفات معينة،بأهداب طويلة،وشعر اسود،وعـــــــينان عـــــــسليتان،واسعت ان كعيني،وجسد بض و ممتلىء.
في ذلك الصيف الحار،وضعت زوجتي إبننا آدم،صرخته الأولى حـــــــركت شيئا بــــــداخلي،أحـــسس ت أن كبدي تتفتت ،وجوارحي كلها انساقـت نحوه،تمنيت ألا يبكي بكاء الطبيعة الأول،تركت زوجتي غي المتشفى،وأنا اضع يدي،على قلبي،متـــــــضرعا لله ان يحفظها والولد، قلت لها:
ـ إحترسي جيدا،و أغلقي الباب عليك بإحكام،فالطـــــفـــ ـــل صغير،والقطـــــــــط الضالة تجوب غرف المستشفى.
كانت أمي وحمـــــاتي،تؤكدان على زوجتي،أن تخفي الوليد،حتى لا تـراه امـــــراة اخـــــــرى حـــــديثــــة العهد بالولادة،لأنها إذا رأت إبننا ادم سوف تسرق لزوجتي حليبـــــها،ولم أكن أعلم أن للولادة طقوسا لا تعــرفها غير النساء.
بعد يومين خرجت زوجتي من المشــــــتسفى،اشتري ت ديــــــكا بلديا،أحــــــمراللـ ــــون،قــيل لي أن مرقه صحي للنفساء.
لم تكن نبوءة عـــــــــرابتي "هذة" كاذبـــــــــة حين قــــــالت لزوجتي " ستلدين ولدا.
وحين سألتها كيف عرفت هذا؟ أجابتها:
ـ بطنك الصغير،وأكــــــلك كثــــــير.
كان فألا طيبا،أما ما في الارحام،فلا يعلمه إلا الله،ولكن نحن البشر،نسعى لتصديق كل شيء مــــــن أجل إرضاء رغباتنا الد فينة.
في بيتنا الصغير،وضعت ابني قرب خزانتي المليئة بعـــــــشرات الكتب،في مختلف التخصصات( اد ب ـ رواية ـ مسرح ـ فلسفة ـ لسانيات ـ تاريخ ـ النقد ـ علم الا جتماع ـ معاجم فرنسية وانجليزية...)
رجـــــــتني زوجتي ان ابعد هذه الخزانة القريبة من مــــــهد ابننا ادم،حتى لا تسقـــــــط عليه لاقدر الله.
قلت لها:
ـ دعيه يفتح عينيه على هذه الكتب،حتى يتشبع بها.
قالت لي:
ـ ماذا فعـــــــــــــــلت انت بهذه الكتب،وهذه الشهادات العليا التي حصلت عليها؟
ـ العلم شيء جميل،إنه سيفتح عيون ابني على الحياة،ولن يعدم الوسيلة لإ دراك اسرارالدنيا وكنه العالم الدائر،
الم تسمعي قول الشاعر:
ما الفـــخر إلا لأهل العـــــلم إنهم * عــــلى الهدى لمن إستهدى أدلاء
وقـــــدركل امرئ ما كان يحسنه * والجاهلون لأهـــــــــل العلم أعداء.
ففزبعلم تعــــــــــش حيا به أبدا * الناس موتى وأهل العلم أحياء
سيكبر ابني،وسوف أخبره أن عمه نورالدين رحمه الله قد نال الإجازة بميزة مشرف،وبعدها بأيام قليلة،أخذه الله الى جواره ورحمته،في ليلة حزينة،لقد ترك بحثا رصينا وستظل روحه الطاهرة ترفرف على عالمنا،سوف نزوره يابني،سترى قبره الذي نمـــــــت فوق الأعــــــــــــــشا ب، مات شابا، وستعلم الى أي حد كيف أن الحياة حقيرة،وزانية وأصغرمن ان نعـــــــتبرها أكبرهمنا.
بكيت لما رآى إبني ادم النور،كنت أتمنى أن يكون أخي نورالدين حيا،حتى يـــــــبصرإبني الصغير،ويسمع لثغثه وعباراته البريئة" غو ـ بو ـ دو ـ غو" أعـــــــرف أنه يحــــــــــب الصغار،لقد كان صامتا،ورحل صامتا، بكيت كثيرا،ولكن لامرد لقضاء الله وقدره.
قالوا لي:" الابناء يزدادون برزقهم،أيديهم مفتوحة ومبسوطة دوما للسماء،هـــم ملا ئكة،ونحن أسباب، لولاهم لماسقط المطر،ولما كف الله عنا عذابه،والعهـــــــدة دائما على الــــراوي.
دقـــــقت الأبواب، بحثا عن عـــــمل بعدما تخـــــــلت عني المؤسسة التي كنت اسشتغل فيها بصمت وبخسة مكشوفة،لأنني فضحت أساليب زعيمها في الجرائد،لا أحد قــــبل تشغيلي،يقولون لي" إمنحنا عنواانك ورقم هاتفك وسنتــــــصل بك"
كنت أعرف أنهم لن يتصلوا بي،كيف يقبلونني وقلمي المسعور لم يسلم منه أحد،حملة التطهيرخضتها لوحدي"
بكيت وتجلدت،وقلت في نفسي لا بد أن اجد عملا حتى ولواشتغلت كناسا اونادلا،العمل ليس عيبا،االعيب هوان تسرق، من اجل ابني وزجتي أتحمل كل شيء لن اتوقف في الــــــــــبحث عن عمل،والله يحب العبد الملحاح.
رفعت رأسي للسماء،قلت" أيها الرب الغـــني،من اجل هذا الطفل الجميل الذي منحتنا لا تــــتخلى عني،إن كان رزقي قد نفـــــذ،فاخرج رزق هذا المــلاك الى الوجود،لا تتركني للضياع،سيرتي الفكرية أذهلت الكلاب،انتظرت وانتظرت وفي لحـــــظة يأس رن ها تفي الخلوي،ومن الجهة الاخرى خاطبـــــــني صوت نسوي ناعم" الاستاذ جمال،قناتنا التلفزية تنـــــتظرموافقتك" إجمع وثائقــــــك والتحق بالعاصمة.
ساعتها قبلت ابني،وعرفت ان الله يرزق الاطفال/ الملائكة،وحيــــن حملت حقائبي كان ابني يردد على مسامعي
لازمته المعــــــــــتادة" غــــــــوـ بو ـ د و ـ بو ـ غـــــو.
خــــا لد عبد اللــطيف/ المفرب.
ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــالتوقيع
http://khalidabdellatif.jee ran.com/profile
khalid-abdellatif@hotmail.c om

[ريمه الخاني]

تعرف رايي بهذه القصة الرائعة حتى النهاية
انها رائحة العائلة
تقديري

[خالد عبد اللطيف]

لك تحياتي....وامتناني.

[لميس]

قصة مليئة بالحنان مشكور

[خالد عبد اللطيف]

شكرا لمرورك الكريم.
لك تحياتي وشكر.