منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 8 من 8

العرض المتطور

  1. #1

    الاديبه / وفاء عبد الرزاق

    رسالة الى / وفاء عبد الرازق
    عزيزتي سيدة الرافدين
    التقينا في أكثر من امسية قبل ربع قرن من الزمان
    في مبنى اتحاد كتاب الإمارات أوفي المجمع الثقافي
    المكان لا يهم
    صافحتك أو تصافحنا
    وكان الحضور طاغيا وحولك من الأقارب والأصدقاء والزملاء عدد كبير
    لكنني أصارحك وجدت فيك لوحة إنسانية رائعة بقدر روعتها الأدبية الزاهية
    عينان فيهما سحر الليل وغموضه ووجه هو القمر على سطح الشعر والعينان برتقالي الألوان
    وهيئة فيها أناقة الكريمات الماجدات
    سالت عن الإنسانة فيك فقيل لي انك من أخيار العائلات
    وكان لي أصدقاء من العراق يمكن أن اكتب عنهم حكاية العراق في حالات الزهو وعند الحصار
    صديقي مؤيد الذي لم يأكل الملوخية ولا يعرفها فيأتي لتناولها في بيتي كانت له شقيقة أستاذة جامعية أصابها مرض عضال ولم تجد لها علاجا في وقت الحصار
    وصديقي الشاعر مرتضى سفروه من الإمارات قسرا لأنه متهم بالشاعرية المرفوضة عند الحكام
    أما زميلي وصديقي عبد الوهاب فقد كان إنسانا محافظا وبيروقراطي يعمل في شركة البترول باجتهاد وكان في الشركة ثلاثة مدراء مهندسين كبار من العراق / صباح وزكي وكاظم
    أما الاميرة حفيدة رئيس وزراء في آخر عهد الملك فيصل واسمها / مريم راقية المعاشرة قليلة الكلام واثقة الخطوات
    وجاء الاحتلال الأمريكي للعراق وتركت الإمارات إلى القاهرة مثل آلاف من العراقيين المنسيين في ظل الاحتلال
    وكونت صداقات جديدة في معهد البحوث والدراسات العربية مع عشرات منهم وكانوا هم في المعهد قد أصبحوا بالمئات وبعد أن كان المعهد معظمه من أبناء فلسطين أصبح أغلبه من العراق
    شريكان في الهموم والمعاناة
    أصارحك القول مرة أخرى
    كنت أنت بالذات في الذاكرة رغم قلة مرات اللقاء في الذاكرة قصة أخرى دافئة فيها ما يدفع المبدع للإبداع
    دمت رومانسية شرقية التقاطيع بهية لكل أحبابك والى لقاء متجدد آخر بإذن الله

  2. #2

    رد: الاديبه / وفاء عبد الرزاق

    الاستاذة الأديبة والشاعرة الكبيرة /
    وفاء هبة الخالق الرزاق الموقرة
    في ذات امسية شعرية لك على مسرح المجمع الثقافي في ابو ظبي قبل خمس وعشرين سنه كنت هناك تنشدين من الشعر الشعبي العراقي والجمع مصغ اليك بانبهار وكأني بهم يسمعون موشحات لناظم الغزالي او مقامات لصباح فخري فقد كانت اهات العراق تطغى على المكان والإنسان وكنت اعمل لحساب الصفحة الفنية الثقافيه لاحدى المؤسسات الصحفية الغير حكومية - أي درجه ثانية- ربما تعرفينها فقد اتصلت بمحررة المجله النسائيه لاخبرها عن الأمسيه والحضور لتغطيتها في وقت كان فيه الكل يتغنى بالعراق قبل غزو الجراد
    قصة / غزو جراد
    اليوم بعد ربع قرن من الزمان أعيش معك عالم الجراد بعد غزو الجراد للعراق - كل شيء سيدتي حقا اصبح جراد ياكل الاخضر واليابس هناك فالكل يقتل الكل والملاك والشيطان اصبحا سيان لا فرق بينهما - من القاتل ومن المقتول - كلهم جراد متشابهون - ليس هناك جدائق غناؤ - وليس هناك اطباء ومستشفيات - الموت وحده يعيش - وهل غير الجراد يعيش في اليباب -
    عالمك الوجداني مختلف وعميق يحتاج الى معايشة كاملة معك حيث نشات وسط المزارع الخضراء في البصرة والتي قد تكون الان خرابات
    باختصار انت سيدة النخيل الباسقه وسندريللا السماء الصافيه التي قررت اعتزال هذا العالم الجرادي لتبقى كما هي وفاء هبة الخالق الرزاق
    وليسمح لي الزملاء من الشعراء والأدباء أن اطلق عليك أميرة الشاعرات العراقيات في زمن الحصار لأنك اكثر من صور ماساة العراق بعد أن اطّلعت على ديوانك الشعري / طفل الحرب
    لك مني كل آيات الاعجاب والتقدير
    قصة / طفل بصحن هريس
     هذه القصة القصيرة المتكاملة البنيان بين الذات والذات وبين الذات والعادات وبين الذات والمجتمع وبين الذات والوان الطعام الشهية
    > ملحمة انسانيه فيها وصف للمكان والانسان مثالية الطرح تراعي ابجدية الحكاية الروائية
    > وتنطلق بفلسفة الى تشبيهات الااشياء بالقضايا الانسانيه
    > هذا الهريس ياخذنا الى هيكل الجوعى في افريقيا وهذه الشاورمه تسحبنا الى قانا اللبنانية وذلك اللزيت الفلسطيني يحدثنا عن منجزرة جنين وبحر غزه اما الكيك والحلوى فتنتقل بنا الى مساجد الشيعة والسنة العراقية والقنابل فيها تتفجر بينما قوات الاحتلال الامريكية تلقي بقنابلها الغاشمة على اصوات الموسيقى الاجنبيه التي ينشغل الساهرات بسماعها عند صاحبة البيت الثرية
    > ماذا اقول في هذا العمل الفني لو تحول الى وثيقة سينمائية

    قصة / امراة بزي جسد
    عندما تنفصل الروح عن الجسد يصبح المرء اثنان
    الجسد في اتجاه والروح في اتجاه
    عندما نهمل الجسد كانه لم يكن ونقلره في الحياة لا نشعر بمتعة الاشياء
    هكذا بفلسفة عميقة تقول لنا الاديبة الكبيره في امراة بزي جسد
    ان الروح لخالقها والجسد خرابة الاحياء
    وانا اقول ان الروح والجسد متلازمان متوحدان مندمجان
    وفصل الروح عن الجسد الحياة كالاموات
    لك ايتها الاديبة المترامية الاطراف كل الاعجاب والتقدير
    ولنقرا معا حكاية الروح التي تحتقر الجسد
    عندما يتحول الانسان الى افكار مجرد افكار/ تتلون الحياة بعذاب الجسد /ولا يبقى سوى الذباب
    الاديبة الكبيره / وفاء عبد الرزاق ترتدي زمنا خاصا بها ومكان تعتزل فيه الناس لانها مهمومه الى حد التخمة التي تجعلها تمقت كل الناس الذين لم ينقذوا شعبا ووطنا في زمن الحرب والخراب
    اديبة لها مفردات عالية كالسماء ومصطلحات كالنخيل الباسقات
    امراه بزي جسد واحدة من قصص الروائيه الكبيرة / وفاء عبد الرزاق تعلن فيها رفضها لكل قيم العصر التي تسود الالفيه الثالثة
    تعيش الذكريات الجميلة
    في العراق الخضراء
    وسنوات الصبا والشباب
    ثم تعلن انفصال الجسد عن الروح منذ ان هبت حرب الغرب ضد انسانية الانسان في الشرق
    من يقرا وفاء عبد الرازق يجب ان يبحث عن كافة اعمالها في الشعر الشعبي والفصحى والرواية والقصة القصيرة
    تذكرني تارة بغادة السمان في الادب السياسي او بأحلام مانجستماني في ذاكرة الجسد وابحر مع شاعريها المفضلين / درويش وادونيس
    اجدها كل هؤلاء احيانا دون تجاوز




  3. #3

    رد: الاديبه / وفاء عبد الرزاق

    سيناريو/ طفل حرب
    الغلاف
    جمجمة طفل متفجرة / شاهد وشاهده
    مشهد
    للفنانة ليلى صلاح والكاتبة وفاء مع الإهداء
    المشتبه بها الرسامة والكاتبة
    1- البحر ليس طفلا
    رصاص منهمر ووفاء مذعورة تقع بين الحرائق ساهمة حزينة دامعة تئن تتوجع تمسك بالقلم تصرخ قائله بألم
    آه
    تكتب عن الجدة التي تحكي الحكايات ما قبل النوم والذكرى مشهد عن البساطة والأمان قبل الحرائق وبرك الدم المتفجرة التي تعود إلينا ووفاء تنظر حولها والقلم في يدها دامعة العينين وترمي بالقلم وتصرخ ثانيه قائله / آه أيتها المحرقة
    يأتي في الغشيان ذكرى سنوات الشباب والمراهقة وأولاد الحارة يقفون أمام شباكها يرمون لها نظرات حب بريئة ساذجة وأزهار يرمون بها أمامها وهي تبتسم
    وتصحو من الذكرى على صوت طائرات في السماء ترمي باللهب قذائف ورصاصات مدوية
    تستيقظ وفاء وتمسك بالسلاح الوحيد الذي تملكه الدفتر والقلم تحتضنه وتلقي برأسها على ما تبقى من جدار بيتها المنهار
    ولا يزال الدفتر خاويا
    2- امرأة واحده لا تكفي
    تنظر وفاء حولها وتكتب أول كلماتها
    لم يعد هناك سوى التراب والجراح والحروق والشظايا / الأب وابنة الجيران لم يبق شيء إلا وأصابته الحرب بنارها
    تخرج إلى المدرسة القريبة التي كانت فيها طالبة مراهقة تتعلق أحلامها بمدرس النحو واللغة وهو يعطيها شهادة التفوق الغالية / يقف وسط خرائب المدرسة بعكازيتين - انتهى زمان النحو والصرف في لمدرسه
    في الطرقات فجوة كانت بسبب قذيفة طائرة حربيه وقعت ساق وفاء داخلها ولم تنج هي نفسها من المحرقة
    وسط الآلام تتابع مشاهد أمام عينيها وهي تطعم الإوزة والحمامة اللتان لم ترحمهما الحرب الفاجرة
    عكازه والدها أصبحت لها والحديقة الغناء أمام البيت باتت خريف من الورود الذابلة
    وهي بالمرض منهكة وجهها الذي كان جمارا من احمراره الفتان أصبح ذابلا مثل كل الأشياء الذابلة
    كل شيء تحول إلى دخان / النخيل والورود وقاربها الورقي والإوزة والحمامة
    نقد المضمون
    الغلاف / جمجمة طفل متفجرة للفنانة / ليلى صلاح
    اولا / البحر ليس طفلا
    ست حالات متشابهه /
    مع الرصاصة الأولى تبدأ الكاتبة كتابة أشعارها
    1- تحكي عن الجدة التي تروي حكايات ما قبل النوم ولم تكن وقتها تعرف شيئا عن التزحلق على الجليد الذي كان حلما لفتاة مراهقة في عمرها نضجت لترى أمامها برك الدم الحمراء القاتمة
    2- الرصاصة تقتل المشاعر وتصبح وحدها المسيطرة/ عاش الدوى ومات الحب
    3- السماء والفضاء مع الأرض تحول كله إلى أشلاء ولازال الدفتر خاويا – لم تبدأ الكتابة - فالصدمة تحتاج برهة من التأمل بألم
    4- ثانيا / امراة واحده لا تكفي
    لم يعد هناك سوى التراب والجراح والحروق والشظايا التي أصابت الأب وابنة الجيران – لم يبق شي إلا وإصابته الحرب بنارها
    ويبحر الديوان بنا من حالة الى اخرى في عمل فني ابداعي يستحق ان يكون وثيقة فنيه او مقامات عراقيه صارخه عن زمن الحرب والقهر والاقتتال
    وفي الختام
    سيدة النخيل الباسقات الجوهره السومريه الاستاذه الروائيه والشاعره الاديبه اضطلعت على قصصك القصيره ورواياتك الطويله فوجدت امامي سيمفونية الحان وليس لحنا واحدا من لم يقرا رواياتك تنقصه القراءه في قصصك القصيرة ومن لم يقرا قصصك القصيره لن يعيش قصائدك الشعريه ومن لم يقرا الفصحي كيف له ان يعيش حالاتك استاذه / وفاء في / رواية ذات الرداء الاحمر /كنت معها استحضر موسم الطيب الصالح تاره وتارة اخرى استحضر داكرة احلام الجزائريه وفي قصصك القصيره كنت اعيش عالم غاده السمان تارة واذهب تارة اخري الى الجرح العراقي الاكثر عمقا وتاثيرا وكلها تاتي معينا لي لافهم فلسفتك الشعريه في طفل حرب او لوحاتك المتعدده الاخرى الشمولية عندك غطاء لكل قطعة ادبيه تكتبها اناملك ويصوغها عقلك وينزفها قلبك بنبوغ وعبقرية لا اتجاوز اذا قلت ان الالفية الثالثه للادباء العرب لن تجود بها عند غيرك شاعره وروائيه بالفصحى رائعه وبالعامية متالقه وفي الرواية متفرده وفي القصة القصيره جرح نازف من يسريد ان يفهمك يجب ان يكون شاعرا ويجب عليه ان يقرا نماذج من اعمالك المتنوعه سلمت يداك ونصرك الله ونصر العراق والعرب
    -----------------------------------------
    قصيده من الديوان
    ( البحرُ ليس طفلاً )
    1
    أمدّ رأسي من الجدار
    ( لأتذكـّـر ما قالته الشجرة ُ لأغصانها)1
    تسبقني رصاصة ٌ تشبهني تماما ً
    كـُلُّ شيءٍ يصبح طفلاً
    حتى الأطياف الراحلة
    تفرد أُمّي ذراعيها
    يَخرجُ وجهي منْ جـيبِ قلبـِها
    ليسبقني إلى العتبة
    لكنّ الرصاصةَ تفتح عالمَ الحبر .
    2
    لأني أخاف النوم وحيداً
    تذكـّرتُ قصص جدتي
    التي علـّمتني أن أنسج قلبيَ أجنحة ً
    نفسيَ سُكنى وصدري نافذة
    وأخبرتني أن الضوء
    ليس له مزلاجٌ
    لكنها لم تـُخبرني انّ المستقبلَ مسنـّنُ الحدّ
    كما لمْ تحك ِ لي عن رياضةِ التزحلقِ على الجليد
    كلّّ ما أتذكره منها :
    إجلسْ بأدب يا ولد
    وامش ِ مرفوع الرأس .

    لا ياسمينَ في شرايين النهر
    لا نهرَ في جيوبِ أولاد الحارة
    نظـّفتُ الأسبوعَ من أيـّامه
    وكأنني أستجيبُ للضوءِ المغسول
    خرجتُ أغيظ براعـُم َ تلعبُ ( الغـُمّيضة)
    إنهُ اللعبُ ،،،، إنهُ اللعب
    أللعبُ يا أطفال
    شقاوة ٌملطّخة ٌبدشاديشكم
    وعند تبادلِ الحوار
    كانت جدّتي مثلما لعبة ٌ ضُغط زِرّّها
    ألعابٌ كثيرة ٌحولي
    لربما لجدات ٍ أخريات
    وأنا استمتعٌ بدهشة عيونهن
    وأروي لهنّ عن مغامرتي
    في التزحلق ببركِ الدمْ .
    3
    لستُ بحاجةٍ لأب
    كما لستُ بحاجةٍ لجمال الفصول
    أو لأمّ بردائها تفتحُ الدروب .
    الدائرةُ كما تصورِها الجغرافي
    تكرهُ التحايا صباحا ً
    وتكرهُ أن أُُدعى حُلماً مثلا ً
    ممتنٌ لها جداً
    تلك الرصاصة ُالتي
    ستـُصبح أسرتي القادمة
    حقـّاً لستُ بحاجة ٍ
    إلاّ لمزاج ِالدويّ .
    4
    لا تغلقوا أبوابـَكم
    شجيّ ٌصوتي في خيباتِ القلب
    وجميلٌ وجهي في عيونِ أولاد الحارة
    الذين رأيتهم
    بما ليسوا بحاجةٍ إليه
    سيصبحون مجرّد دويّ .
    5
    السماءُ تسقط فوق رأسي
    والأرضُ تلعب النرد
    الغيمة ليست نبياً
    والدخانُ ليس الله
    وأنا
    أُكفـّن يدي بثوب الفضاء .
    الذين نسوا لعبهم إرتدوا آخرَ قمصانِهم
    ثمّ التحمتْ أشلاؤُهـُم بي وكأنـّها تنتظر زائراً
    والذين يصلحون للروايةِ المشوّشة
    سيقرأون في كـُتـُبِ التـُراب
    عن أطفال ٍ مِنْ أغلفةِ الرصاصْ
    ابتنوا لهم بيوتاً .
    6
    وشششششششششش
    وشششششششششش
    كي لا يـُقال
    ترك َ الدفترَ خالياً .

    (1) تضمين مقارب لشعر ادونيس

  4. #4

    رد: الاديبه / وفاء عبد الرزاق

    نماذج من شعرها الشعبي
    ------------------------
    لـحـن الحـليب )

    خـِذْ عـيوني واحـفر دمـوعك عـليها
    خـِذْ أيّامي المنتـچي توَّك بيـديها
    وطـفلة الروح اليلـثغ بإسـمك حچيها
    إعلِگ بمـوّال تعـبي
    مـلح وبوجـبة تعـب
    إخـتل بفيّْ اليصـلـّـن
    ويّه صـلاّت الگصَـب
    دندش بصـحن الخـلاخل
    وانتظـر لحـن الحـلـيب
    جـمّر شـموع التراچـي
    وازرف گـليب المغيب
    إنقـش چـفافي الحشـيش
    وازرع بشَـعري الدروب
    شـلّ إيديّه وصــلـّّي واشتل
    إشـتلني واحصـد بالذنوب
    إلاّ گلبي
    المرتوي بمـاي الشـعب
    خلــّه غـنوة
    تردده كل الشــعوب .

    ( وطــن )

    أحّـاه يابصـرة هلي
    النايمة بلون الچـفن
    حنّي ضـد هذا الثلج
    ورگصــي مـحن
    گصّـبي الوان النهر
    خّلي الليالي يتلولحن
    گالت لي لبّيچ
    واخـتضّ اللـبن
    التمّـت الگيعان خبزة
    وكل رطـبة صـارت وطن .

    ( رجوة )

    يوجـعني النبض يمّـه
    يتلوّى الصـحيح
    واحد بروحي اتچّيله
    والباجـي يطـيح
    ماشفتي نبض من مايه جريح ؟
    موسـكرة وجع يمّـه
    سـكـّرني الفـرات
    الشـايل الضفـّة ضريح
    چاوين اليجي ليّه
    وبثوبي يسـيح؟
    هايه مو رجوة نبض يمّـه
    هايه أُمنية گلبي المســـيح .

    ( حـلم )

    حـلمت
    لن ترسـي جَناح
    وشـريان جنـّة
    التحف صـدري
    ولن ورد السمه عذري
    فاح لمّن جـاس شـمّكْ
    وبوداد الحسـن ضـمّكْ
    ولن فلـّيت حرمان الشفايف
    خصـلات محـلولات
    وتاهَن بين إيدك بين لمـّكْ
    ولن كل الشـمس فـاحت
    متلولحه بهـمّك
    احـلامي چثيرة من يلمسـنـّكْ
    خرسـة عيونهن جنـّك
    غمضـت اخاف عليك من جـفني
    صحارى و گمر وانوار من ليلات
    وگف فانوسهن مرتاب
    شـرارة وسـيل لمنـّكْ
    حملن للسـمه سـلـّة
    حَوي مهزوم يحونـّكْ
    عيوني چـبيرة
    والحلم وسّـاع
    رجوة إيد مـﮔطوعة
    وبحَر مغتاض من جرفه
    جرف كل مزبدات الروج
    وتعارك على المطرات
    مطرن كل حلم تعبان
    زخـّن كل حلم نعسان
    رفــّن وَي حلم ريـّان
    وانت اوحيد ياحلمي
    لا انت بروج تزبد يوم
    ولاانت اوكيَحة المطرات زخـّنك .

    ( موش دنـية )

    الدنية المابيها انتَ
    موش دنية
    والسمه الما تطري إسمك
    تنحني
    التمرة
    الماتضمّك بالعثگ
    موش تحمض بالجني؟
    الگاع
    العيب دارتــّك ربيع
    مْهَشْمة تزحف
    وانت انت
    أو وحدك بكاسك هِني
    الدنية المابيها انت
    نيسان ياكل بروحه
    بنگص روحه مبتلي
    الدنية الماأموت وياك بيها
    وانت تحييني دِهن
    والنار تسليني سلي
    وانهض بلاخوف
    زاهية ابّستان إيدك
    دفگة دموع
    شروگ حار
    غياب حاضر مبتلي
    واتوزّع بلاخوف شمسة
    إيدها حْبَيْبَة ماي
    واضحك
    لحَدّ
    يصير كل الضحك بچية
    واجي اكثر خفوت واشعلك
    مشاكسه الجلية جلي
    صدّگ والعواصم
    الماتشبعت بيك
    ولاحوّتك
    موش الي.

    ( آ خ يايمـّه )


    دغدغنـي الوجع
    يا يمّه شَ أحچيله؟
    متحيّر جذع بستان
    و يا دنيته طويلة
    دغدغنـي الوجع
    وتصلـّخت هيهات
    فانوس عِرسـي
    وديرمي تمرّض
    وزواگي حبر دخّان
    إجه ترابي ييـمّه
    ينفـّض كليـله .

  5. #5

    رد: الاديبه / وفاء عبد الرزاق

    رجاء )

    وهاجَ صهيلـُها ...

    عينايّ صريرٌ والبابٌ امرأةٌ
    توهمتُه كعبة َ( هلا )
    حين امتدّ السكونُ شبحاً
    جرفني سيلـُها
    أوثقني بيْ وحلبَ جـُرحاً
    تكالبت جلاليبـُه
    لذتُ بملائكة ِروحِها
    وصحتُ:
    دثــّريني
    دثــّريني
    عشرُ خرزات بحـُنجرتي وصليب
    إنـّي ارتحلتُ إليكِ
    فلا ترطـُني بأعجميتكِ
    عباءتـُها لا تعرفُ النسيان
    تفـّاحُ عتبة ٍ ولقاحٌ
    هيَ رجاءٌ
    قلبـُها لفرطِ طيبهِ اتـَّشحَ سوادَه
    انكمشتْ أرضُهُ
    مثلـُها تتوهجُ النوافذ ُ
    ومثلي الآن أتلألأ كي ألمَسها
    لكن أصابعي يرتجّ تلويحـُه
    ويعربدُُ اهتزازُها كلـَّما ازددتُ يقيناً
    أنْ لا رجاء.
    على كتفي شاهدتي
    أدورُ بها
    وكلما افتقدتــُني طوّقني ظلـُّـُها
    كان ظنـّي أني أستأذنُ الأخرسَ
    الذي له الفضلُ
    سيرافقـُني
    حتى الـلـَّحد ِ
    كان ظنـّي أن فسيحَ الهواء ِشجرٌ
    تساقط خريفـُهُ
    ولم تتساقط الشَّناشيلُ بصحن ٍِالفاكهة .
    أوجعني ترحابـُها
    ( أحوالَ شـُما )
    وعرّاني
    من العشّار
    الحلـّــةِ
    ابوظبيْ
    لــــندنَ
    إلاّ منها .
    دون طريق ٍ أمشي إليها
    لضيائها استحي
    وأعرقُ
    فما بلها ( غوتنبرغ )
    تبكي بباب الربّ
    تتوسله
    أن يشفعَ لكل مُعتـَم ٍ
    ليس له وجهُ رجاء؟ .
    ---------------------------------------------------
    ( رجاء هي اختي التي رأيت من تشبهها في غوتنبرغ)
    ------------------------------------------------------
    التعقيب
    رجاءعبد الرزاق
    ووفاء عبد الرزاق
    روح واحده وجسمان منفصلان
    ورجاء اسم ودعاء
    توسل من تبقى من خيرة الاهل والخلان
    في زمان اصبح فيه الشاعر من الغرباء
    يكاد يغترب عن نفسه
    عن ذاته
    تنفصل الاشياء من كلها
    من رحلتها الطويله
    التي بدات فيها عشتار الصبيه الحسناء
    ابنة البصره
    الغاده الهيفاء
    وتنطلق الى خارجها الى كل ارجاء الدنيا الواسعه
    من ابوظبي الى عمان الى لندن
    حيث استقر بها المقام
    لا تكاد ترى شيئا غير رجاء
    هي الوحيده التي تبقت لها من زمان الاوفياء
    الاستاذه وفاء عبد الرزاق
    يالك من شاعره
    توحدت بالشعر
    واصبحت مثل مفرداتها
    تعيش خارج الزمان والمكان

  6. #6

    رد: الاديبه / وفاء عبد الرزاق

    وحقا ان الجرح العراقي والفلسطيني التقى في شعر وفاء عبد الرزاق
    و هنا اضع قصيدتها / ابن القدس

    (يا ابن القدس )

    أطلقْ سراح َ الذاكرة
    واجعلْ العالمَ في ثيابكَ صرخة ً
    ُشقَّ صدرَ التاريخ
    حتى تحلم َ الكعبة ُ
    وتألهكَ الجراح
    الله عن بعدٍ
    يرقبُ صورتَكَ
    الأرضُ أرضك َ
    وشرارة ُ الموت ِ طفلة ٌ
    كلما أدمتها الرماحُ
    استجدّت وثبة ً
    تدلّ ُ ألألأة إليها
    عندي ألفُ جبهة ٍ يتبعها البحرُ
    فلماذا الطريق ُ إليك َ قوس ٌ؟
    يا سيّدي المصلوب
    كفنكَ يلهمني الكتابة َ
    إني ذاهبة ٌ لنافذتكَ البئر
    أعمِّق ُ السؤالَ
    أدخلكَ
    ليس غيرُكَ احتراقا ً
    هم ليسوا أنتَ
    وأنتَ
    أنتَ الذي يرقبه اللهُ
    يا أصعبَ اللحن
    إذا اللأرض انفطرت ْ
    خلف عينيكَ القراءة
    وخاصرتكُ الهواء
    سيِّر جبالكَ النبضْ
    فهذا الجليدُ مريضٌ
    امسكْ زمنا ً ضريرا ً
    ُقده ُ إليك َ
    فإذا زلزلتْ القدسُ زلزالها
    خرجَ الحجرُ جنة ًومياه ً
    يا طفلي المقدّس
    لمثلكَ
    حتى الذي رمدتْ عينُه
    يصحو ربيعا ً من لهب
    جدْ لي جوارك دارا ً
    فالعمرُ بعد الموت ِعبادة ٌ
    توحِّد الضياعَ
    أرضُنا العذراءُ ألقتْ خِمارها
    وجسدي يجمع جلدكَ وطنا ً
    ومراكبَ اتساع
    دَع عذراءَكَ تضيء الدمعَ
    قل لها
    كلُ ملوك العصرِ قبّرة ٌ
    وأنتِ مئذنة ٌ لرحم ِ السماء
    يا ولدي
    ليس غيرُكَ حضنا ً
    فثمة َحاجة ٌللبرقِ ِفي ناظريكَ
    صرّحتْ:
    إنَّ الرمحَ اختراقٌ
    والثكلى شجرٌ
    وإنَّ الدماءَ الثمار
    وإنَّ الصلاة َ
    قرب الدماءِ انبعاثٌ وملاكٌ
    لم يبقَ لي غيرُكَ
    وشمعةٌ
    يرقُبها اللهُ
    فيا عين الله
    بين أجفانِكَ والطريق ِ مهديٌّ
    وأنا
    بعضُ ذاك المُنتظِر
    -----------------------------
    -----------------------------
    ( خطيئة الحلم )
    --------
    أحلمُ ؟
    أحلمُ... أحلمُ... أحياناً أحلم.
    وأحيانا.. يقولون لي:
    عندما تفترُ عيون الندى ملوِّحة لطفل العشب بسكنة هدوء، أغمضْ عينكَ وتخيـَّل باقي الألوان كيف تهمسُ إلى قطراتٍ مختبئة في جيب الوردة... وتخيـَّل ذئباً وحشياً يسجد.
    أخرج من تهيؤاتي أرى أقنعة تتجسدُ في مَن حولي فيصبح العالم كله قناع.
    -----------
    تـُدهشني بعض الأحيان العلاقة بين الشمس والغروب، أخرج من سجن نفسي ، أسند المرأة التي تشاركني ذاتي وأشعر بنشوة لحظة الولادة،،تبدأ الشمس بالتلويح نحو الوداع ويحوّطني الليل.
    لا أتخيل هنا أو أحلم،لأني ما إن أغمض عيني ،تدخل السهام متدافعة متسائلة
    عن العلاقة بين البياض ودائرة السواد ، وحين تشعر أسئلتها بالوخز،،،
    ترى أسراب الرجال يغطـُّون في نوم عميق ، ينتابها إحساس الصمت ويقطر القلب متشوقاً إلى الأكثر صفاءً من السواد.
    -------------
    رغم أنف التخيـُّل سأحلم بالأجراس.
    القلوب التي تغمرها الأوجاع تدرك العلاقة بين السجين والمُعتقل ، إنه احتراق الجحيم العاري قرب باب الأمل. ربما حين يخرج من سجنه سيحنًّ إلى أوجاع الظلمة المتسللة من ثقب في سقف يحطم الذات في الإنسان باسم العدالة وباسم البغل الأوحد، أو يكفر ،، وهذا هو الأرجح.
    -----------
    أمرتُ الحلمَ أن يزرّر زيق الأشياء ويسترها ،، أن يأخذ لون النهر،،أن يتمسَّك بطاعة القلب ويخفق،، أن،، أن،، أن،،،حتى بات يئنّ هذا الملعون وعينه على جرسٍ في رقبة كلب .
    أبن .... من يحلم....
    أتحلم في الظـُهر ؟
    في الـظـُهر، تبدو الأشياء مختلفة، والأجراس لا تنصف ساعة قلبك.
    رد وقد طالت أذنه من كثر الإصغاء :
    - هذه أول مرة أحلم وأقبض بيدي على مشاهد ثلاثة جاهزة لقصم الظـَهر.
    ---------
    أوَّل مشهد.. حمار في مكتبه يروي عن أهمية التراخي في التزوير ويشير إلى حركة هز الذيل :
    - من المهم جداً أن تكون قبل النهيق.
    --------------
    ثاني مشهد.. صغير بين يديّ حارس في نوبة تهذيب، يلقنه أهم درس في الجغرافية:
    - ( مكانك إثبت،، لا تتحرك،، يمين در،، يسار ، انبطح) وافهم.. قد يحدث حمل للرجال ،، نعم سيحدث.
    ----------
    وفي المشهد الثالث... مئة مفتاح ،،لا أكثر،، ألف،، ربما أكثر، أبيض، لا أسوََد، أحمر،، نفطي الللون،، ربما بعد المليون.... حملها سائق الوزير وتوجه نحو سيدته في القصر:
    سيدتي.. تفضلي،، هذه المفاتيح توصلكِ إلى شعب بلا وطن.
    احمرّ وجه الزوجة غضباً:
    - أريد الأثنين... و.." أشارت للسوط".
    - شعب بلا وطن،،ووطن بلا شعب.
    ---------------------------------------

    .

  7. #7

    رد: الاديبه / وفاء عبد الرزاق

    ارتويتـُك كشفاً" : متعة الشعر و تناسب الإيقاع
    بقلم : يوسف إسماعيل شغري

    وفاء عبد الرزاق شاعرة عراقية عاشت معظم حياتها في المنافي بعيد عن مسقط رأسها البصرة. قدمها اليرموك قصائدها باللهجة العراقية المحكية قصائد أخذت بلب الحاضرين الشاعر الكبير مظفر النواب في دمشق حيث قرأت على جمهور في مخيم. لكن الشاعرة وفاء
    التي فازت بجائزة النعمان العام الفائت و رشحها مثقفو العراق لتكون سفيرة للنوايا الحسنة لبلادها لدى الأمم المتحدة.. هذه الشاعرة التي تسعى للدفاع عن أطفال العراق المنكوبين بفعل الكبار من مستعمرين أمريكيين و أوروبيين و متعاونين عراقيين من أذيالهم.. كل هؤلاء تدينهم الشاعرة دفاعا عن مستقبل وطنها أطفال العراق من مشردين في الشوارع العراقية إلى الأيتام الذين بلغوا ما يقرب م خمسة ملايين طفل. و هنا قراءة في إحدى قصائدها الأخيرة

    بعنوان
    ( ارتويتك كشفاً )

    --------------------
    لرذاذِ صوتكَ أصغي
    أتأملُ هطولكَ
    أستضيف الشجونَ وقلبكَ
    أباركُ غفرانَ الدمع
    أزفّ عروسةَ سهري لمقلتيها
    أدوّن صهيلَ قلبكَ
    لعينيكَ نهران
    تهافتتْ لهما
    أجنحة ُ نافذتي
    وتفتـّحتْ في كفـّيَ المـُنى
    تمنـّيتُكَ
    استنشقتـُكَ
    ناديتُ غدي:
    احترقْ
    أجمَلُ ما فيَّ لحظتي
    احترقْ
    وتقرفص جمرة ً هيمانة ً
    وانتشتْ ثانية ً
    ممطورة باحتراقها
    بأشيائكَ البسيطة تشاغفُ صلاتها
    وكنجمة مسّها الصحو أهزّها
    انهضي حاسرة ً
    ارطني، وإن كان جنوناً
    فرطانة ُ المجنون ِ خطىً غضّة ً
    وجبهة ً تُشجرُ جذرها وتستعرْ.
    فما ليَ اليومَ أستعيرُكَ منـّي
    أخرجُكَ من رئتي
    أدلقـُكَ بأصيص الزهر
    ضامرة َالنشوى
    فارعة ً تفردُ ضفائرَها
    زهرتي
    ترتويكَ كشفاً
    بصَمتـِها الأولِ الأزلي
    تُعبـّئُـكَ فيما بقي لي
    كي لا يتعفرتُ العمرُ
    وتنفرُ جسدي
    الروح التي أصغتْ لرذاذكَ
    وفي حشدِ الغيابِ
    كسرتْ أقفالـَها
    استولدتكَ صدراً
    أغلقتْ آفاقـَها وتسوّرتكَ
    فماليَ اليوم أستعيرُكَ منـّي
    أسَوسِنُ طفولتي وأتبرعمُ
    ولو لحظة حلم؟
    لي في السؤال ِ رحـْميَ
    وللسؤال ِ نـُطفتـُكَ
    فكيف لي أن أنجبكْ؟

  8. #8

    رد: الاديبه / وفاء عبد الرزاق

    تحليل النص الشعري
    ارتويك كشفا
    وفاء عبد الرزاق / يوسف الشغري
    -------------------------------------
    متعني هذا النص حقاً و أدهشني فرحت أتأمل تدفقه و لغته العالية و ألفاظه و مفرداته المتميزة . شعرت أن الشاعرة تصوغ عقداً ثميناً من جواهر الكلمات و العبارات المتوهجة كأنها أقمار في ليلة حالكة!! كما شعرتُ أن عباراتها الكثيفة الموجزة تعكس بصمتها الأدبية الخاصة.. فلو قرأت النص و لم يكن اسمها مقروناً به لعرفت للتو أن هذا النص للشاعرة الكبيرة وفاء عبد الرزاق!!
    فمن عنوان القصيدة نلحظ التكثيف.. إن رؤية الحبيب كشف يُرتوى به. و الشاعرة ، خلافا للمعتاد، تعدي الفعل) ارتوى) مباشرة إلى مفعوله ( الكاف ) متقصدة أن تعبر أن الارتواء بالحبيب كله .. انه ارتواء مطلق و هنا نراها تطوع اللغة لصالح الشعر.. فيكاد يكون العنوان لوحده قصيدة!! فليس الارتواء مادياً فحسب بل انه كشف صوفي رفيع مدهش.. فهل قرأنا ارتواءً مشابهاً من قبل؟!
    تفتتح القصيدة برذاذ.. هطول و هذا ما يوحي بالمطر.. ولكن أي رذاذ.. أي إحساس مرهف معجز تأمل هطول الحبيب.. و الهطول يوحي بالمطر .. بإنبات الزرع بالبراعم.
    و تترى الصور متدفقةً و يصل الإيجاز و البلاغة حداً لا يصدق!! فالشجون و قلبه يتأنسنا فتستضيفهما !!
    و للدمع أخطاء تغسلهما العاشقة!! و السهر عريس له عروس و تزف لمقلتيها!! ثم تدون صهيل قلبه.. كأن القلب حصان جامح يصهل!! و للعينان نهران.. نافذتها تتهافت لهما !! أي جمال معجز.. أي كثافة في التعبير!!
    تمنـّيتُكَ
    استنشقتـُكَ
    ناديتُ غدي:
    احترقْ
    أجمَلُ ما فيَّ لحظتي
    احترقْ
    وتقرفص جمرة ً هيمانة ً
    وانتشتْ ثانية ً
    ممطرة باحتراقها
    إحساس عميق مرهف كأنه شفرة حادة تحز المشاعر. وتستخدم هنا النداء لتصعد الحس الدرامي العميق بلغة مترفة بالصور المتدفقة) الجمرة تقرفص تهيم تنتشي تمطر حرائق (..
    بأشيائكَ البسيطة تشاغفُ صلاتها
    وكنجمة مسّها الصحو أهزّها
    انهضي حاسرة ً
    ارطني، وإن كان جنوناً
    فرطانة ُ المجنون ِ خطىً غضّة ً
    وجبهة ً تُشجرُ جذرها وتستعرْ.
    هنا تكرر، لكن بإيقاع وتكثيف مختلف، النداء :
    انهضي ... ارطني.. فيا لها من رطانة من مجنون كأنها خطى غضةً !!.. كأنها جبهة جذورها شجر تتوهج و تتسعر كالنار!!

    -------------------------------------
    فما ليَ اليومَ أستعيرُكَ منـّي
    أخرجُكَ من رئتي
    أدلقـُكَ بأصيص الزهر
    ضامرة َالنشوى
    فارعة ً تفردُ ضفائرَها
    زهرتي
    ترتويكَ كشفاً

    هاهو أكسجين رئتيها الذي يجعلها تستمر بالحياة!! ها هي تستعيره منها.. من رئتيها لتحيي فيه ،كما أحياها ، زهراً في أصيص حديقتها !! هاهو حتى الزهر يرتوي به كشفا ً .. و يا له من ارتواء ليصل لدرجة الكشف كما عند المتصوفة..
    توازي بينها وبين الزهر .. فأي عشق هذا .. وأي حب ؟!!

    بصَمتـِها الأولِ الأزلي
    تُعبـّئُـكَ فيما بقي لي
    كي لا يتعفرتُ العمرُ
    وتنفرُ جسدي
    الروح التي أصغتْ لرذاذكَ
    وفي حشدِ الغيابِ
    كسرتْ أقفالـَها
    استولدتكَ صدراً
    أغلقتْ آفاقـَها وتسوّرتكَ

    هاهي تعبئه بصمتها الذي لا ينتهي .. حتى لا يتحول العمر عفريتاً من الجن .. وتنفر روحها من جسدها تلك الروح التي أصغت لرذاذه وهطوله .. الذي يبعث الحياة في الزهر والكائنات !! تلك الروح التي كسرت الأقفال وفتحت البوابات له و استولدت صدره لتريح رأسها المتعب من انتظار السنين وهل يرتاح رأس العاشقة إلا على صدر الحبيب !!
    ثم أغلقت آفاقها عليه وجعلت من روحها سوراً للحفاظ عليه .. فأي تسّور هذا وأي عشق !!
    ثم تلجأ إلى السؤال الذي يصعد المشهد لهذا العشق العظيم:

    فماليَ اليوم أستعيرُكَ منـّي
    أسَوسِنُ طفولتي و أتبرعمُ
    ولو لحظة حلم؟

    تسأل نفسها .. مالي أستعيرك مني؟! أي أنه كان دائماً موجوداً بداخلها .. لكنه تحقق اليوم!! تسأل نفسها :مالي أستعيرك من نفسي ؟!
    تستعيره لتجعل من طفولتها سوسنا ً ...
    لتتبرعم كأنها نبتة أتاها الرذاذ .. أتاها الهطول !!.. حتى ولو للحظة .. لحلم !!!
    فما اشد رهافة هذا العشق .. وما اشد شفافيته !!
    ثم تأتي القفلة المدهشة المبهرة !!

    لي في السؤال ِ رحـْميَ
    وللسؤال ِ نـُطفتـُكَ
    فكيف لي أن أنجبكْ؟

    رحم ونطفة .. اقنومان هما اللذان يكونان الجنين .. هي إذن تسأل .. كيف لها أن تلده ليكتمل عشقها إلى حده الأقصى :
    عشق تام عظيم يبرز عشق الأمومة وحنانها ممزوجا بعشق المرأة لرجلها ، العاشقة لحبيبها
    ..
    سؤال ينم عن رغبة دفينة أن يراه قلبها قبل أن تراه عيناها !! يا للدهشة .. يا للتكثيف العظيم يا لظلال المعاني التي تأخذ باللب وتترك رعشة لا تنتهي من متعة التصوير المعجز بأكثر العبارات المسبوكة إيجازاً!!
    و يبقى سؤال معلق هنا: هل تقصد الشاعر هنا حبيباً .. رجلاً ؟ أم تقصد وطنها الجريح .. العراق؟!!يبدو لي أن حبيبها هو وطنها ..ووطنها هو حبيبها!!
    الإيقاع في النص:
    يميز النص الإيقاع الداخلي المحاور للحبيب و لذات الشاعرة.. تبدأ الشاعرة باستخدام أحرف معينة و تكرارها مثل :
    1- استخدام حرف الجر ( لِ ): لِرذاذ ... لِمقلتيها ... لِعينيكَ ..... لِما ....لِي .... فيما بقي لِي .. و أخيراً : لِي في السؤال ... و لِلسؤال ... فكيف لِي ..
    2- استخدام الفعل المضارع الذي فاعله الضمير المستتر وجوباً ( أنا ) : أصغي ... أتأمل ...أستضيف .... أغسل .... أزفّ ... أدون .... أستنشقك ....أهزها ... أدلقك .... أستعيرك .... أسوسن .... أتبرعم ..... أنجبك .
    3- استخدام فعل الأمر لتعبر عن طزاجة و آنية اللحظة: احترقْ ... احترقْ ... انهضي ... ارطني
    4- استخدام كاف الخطاب للتعبير عن حميمية العلاقة : صوتكَ .... هطولكَ .... قلبكَ .... لعينيكَ .... تمنيتكَ ..... استنشقتكَ .... أستعيركَ ...... أدلقكَ .... تعبئكَ .... لرذاذكَ ... تسورتكَ ... نطفتكَ ... أنجبكَ
    5- القافية العفوية غير المنتظمة في نهاية السطر: أ) الياء : أصغي .. نا فذتي .. لحظتي .. مني .. رئتي .. زهرتي .. الأزلي .. لي .. جسدي .. مني ... رحمي.
    ب) قافية ( ها ): لمقلتيها .. صلاتها .. أهزها .. ضمائرها .. أقفالها.
    إن وجود هذه المرتكزات الصوتية تخلق الإيقاع الداخلي و الخارجي و لكنه ليس على قياس المحفوظات من أوزان و قوافي الخليل بن احمد الفراهيدي التقليدية.. إنه ابتكار و إبداع الشاعرة ، و إيقاع روحها الذي ينسجم كل الانسجام مع القصيدة و ما تعبر عنه.

    توليد الكلمات المناسبة للسياق الشعري:
    و يتميز أسلوب الشاعرة الكبيرة وفاء عبد الرزاق بتوليد الأفعال و الألفاظ التي تصعد الصورة الشعرية فنرى من الألفاظ ما لم نقرأه من قبل، مثل :
    تقرفص ( من القرفصاء ) ، ممطورة ( من المطر ) ,تشاغفُ ( من الشغف، ارطني
    ( من الرطانة )، تشجر ( من الشجر ) ، يتعفرت ( من العفريت ) ، أسوسن ( من السوسن )، تسورتكَ ( من السور )، أتبرعم (من البرعم ) .
    لقد قدمت الشاعرة الكبيرة وفاء عبد الرزاق قصيدة بل تحفة كما عودتنا دائما عند قراءة إبداعاتها. قصيدة تثر متماسكة تشدها خيوط خفية ، حاولنا هنا أن نحلل حبكتها لا أن نقطع أوصال القصيدة باعتبارها كائن روحي حي . فهذا العمل الفني المدهش و هذه اللآلئ الفريدة من التصوير الجمالي الرائع يشد بعضها بعضاً لدرجة أننا لا نستطيع أن نزيح كلمة من مكانها و لذلك فقراءتها متعة .. و أي متعة .. و حسب العمل الفني هذا التاج الرفيع : متعة المتلقي

المواضيع المتشابهه

  1. أمنحنى نفسى والخارطة ديوان جديد للشاعرة العراقية وفاء عبد الرزاق
    بواسطة حامد ابراهيم في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-13-2010, 06:57 AM
  2. امرأة بزى جسد مجموعة قصصية للمبدعة وفاء عبد الرزاق
    بواسطة ابراهيم خليل ابراهيم في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-09-2009, 08:56 PM
  3. الاديبه آمال عويضه
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-10-2009, 06:08 PM
  4. الاديبه/رشـا فـاضل
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-03-2009, 06:37 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •