آخر ما صدر لشيخنا، يقول في مقدمته: (بداية الحكاية)
حياتي في حكاياتي: نبشٌ في الذاكرةِ، و رقمٌ على الورق، أُريقُ فيه الحِبرَ الممزوجَ بالهمّ و الأسى، و الذات و الأنا، و الأمل و الألم، رسالةً من جيل ينزل على السفح إلى جيل يَشرع في الصعود، و حوارا بين قرنين _العشرين و الحادي و العشرين_؛ و ذلك بعد أن صافحتُ _من عمري_ الخامسة و الثمانين.
قولوا: إنها شيء بين التاريخ و السيرة الذاتية، بين (الحكي العادي) و (القصص الفني)، بين (المحادثة الأخوية) و (الحكاية الأدبية)، و ربما يأتي يوم يقول فيه قارئ أو مستمع: يرحمه الله لقد أنصف نفسه و أنصفنا، و شقّ طريقا جديدا في تقديم السيرة الذاتية.
لم أتصنّع أو أتمنّع إذ وجدتُّ نفسي تدفعني إلى روايتها، و كلماتي تتجمّع لحكايتها، و قلمي يندفع _على غير عادته معي_ ليسجّلها، و الحبر المسكين المراق يختلط بهمومي و همّتي، و حُلمي و قصّتي، و وطني و أمتي.
مزيجٌ من أُنس التواصل و البوح، و (الدردشة) و الإفضاء، و الحوار مع الأماكن و الأشخاص، و الأحداث و الأشياء، أرجو ألا يعدم قارئا صديقا يشاركني مرارة الشكوى، و يلمح في الوقت نفسه شرارة الفحوى.
و لا بدّ من شكوى إلى ذي مروءةٍ *** يواسيك أو يُسليك أو يتوجّعُ
كل الرواة لسيرهم الذاتية يقلّدون (العميد) _رحمه الله: و (قال الفتى لأستاذه الشيخ)، و ها أنا ذا أخوض في الحكايات، و المواقف الملتقطات، و فيها الخلاصة و العبرة، و الحادثة و الفكرة، و التجربة و السيرة.
و على الله قصد السبيل___________حسن الشافعي 15/ فبراير/ 2015