منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    الشاعر العربي /وتحديات الإبداع الشعري

    الشاعر العربي
    وتحديات الإبداع الشعرييقف الشاعر العربي على مفترق البداية من جديد، وهو ، حقا بلا إرث يحرض للمستقبل، ولا يمكن اعتبار كل ذلك الشعر الذي كُتِب منذ منتصف القرن العشرين مرجعية حقيقية ، أو يمثّل مدرسة يحتذى بها ، ولا أعني التقليل منها كتجارب شعرية مؤسِّسة لمرحلة حصلت فعلا ، ولكنها أسست فشلا ذريعا لكونها استغرقت في أحاديات التوجه ومحدوديته، فمن يقرأ ذلك الكلام السوداوي، واليائس حول موت الشعر، واندحاره يراوده خوف وشعور مرعب حول فيما إذا كان للشعر مستقبل وخاصة في المجتمع العربي حين يضع جانبا كل ذلك التراث الشعري ليبدأ من جديد .
    قد يكون انقطاع الناس عن الحب الحقيقي لكل الأشياء سببا لعدم إحساسهم بالجمال، والذي هو انعكاس للحب الفعال، وما يتركه من أثر قابل، لأن يحول جوهره إلى قيمة أدبية أو فنية ، إن الشاعر العربي – العاشق – تخلى عن صدقه التعبيري ، وبات حذرا من إنزال كبريائه عن عرش الوهم الذي من خلال قناعه يصوغ حضور الأنثى كرمزية للمحبوب، أيًّا يكن هذا المحبوب، والشاعر إن اقترب من الأنثى لن يقترب بشكل فعال ومركز من آثار كثيرة ، هي من ملحقات قصيدة الحب ، وهنا يفتقد للأدوات التي تمكنه من عبور العتبة المؤدية إلى العمق.
    والشاعر يحتاج ليكون مبدعا لشطر من قصيدة إلى تحسس كل ومضة من تجليات الحب الفعال والعاطفة الجياشة ، ويحتاج لالتقاط كل فكرة خارجية – يعتبرها أفلوطين: تفيض من الخالق - قادرة على تأزيم العاطفة الداخلية ، ومن ثم الارتباط بها، وحسب (عازرا باوند) الذي يعتبر الشعر نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( إدراك فوري لانصهار النظام الطبيعي – الإلهي – بالنظام الإنساني)) وقد يتفق معه إيليوت في الناحية الأولى فيعرّفه بأنهنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( رؤية النظام الإلهي مرئيا من هنا في عالم مطرود من التاريخ ودون أهداف )) وهذا يحتاج إلى وعي الشاعر الذاتي للروح الحقيقية، والتي هي الأفق التخييلي لموضوع القصيدة ، وهي تلك الطقوسية التي تبهر القاريء أو المتلقي وتجعله في حيرة ودهشة،وهو في طريقه للألفة، والمصارحة، والمنطقية، مع كل ذلك الظن، والشكي، الموحي باليقين الجمالي غير القابل لتحديد صورته على أتم وضوح في مظاهر القصيدة.
    إن لعبة الشاعر تكمن في تقنياته الخاصة به ، وهي لمساته النوعية التي ترتفع بقصيدته إلى حيويتها في أن تكون كينونة مستقلة في وحدة عضوية هي تخييل أبدي للتماهي مع المطلق،هنا نكون أمام عملية إبداعية تقوم على تكييف الشعور في الوجود اعتمادا على تدخل قصدي من اللاشعور لإحداث عنف التعبير في التدفق التلقائي للقصيدة.
    والشاعر يكون هنا قد استرد قوته ، إن مجرد تمرده على وعيه، بشكّه به،وسعيه لاكتناه عوالم خارج متناوله يعني قصور وضعف يقينه عن الانسجام مع ما تحقق من ممكن مزيف لكون المعنى الشعري سيبقى هو المفتاح للفهم،أي لتثبيت قناعة نهائية بكمال الموضوع. ولأننا في الشعر العربي نجد تلك المعاناة الفادحة المؤججة بالقلق والجوع لمجيء القصيدة أولا ، أي لظهور الإشارات الأولى من الحالة الشعرية وهي لحظة الفعل الكتابية ، وإذا تمكن الشاعر من التقاطها ، يكون التحدي الثاني وهو شبه المستحيل بالنسبة للشاعر العربي خصوصا ، لأسباب هي كل ما وضحته من معايير وقيود وضوابط وصعوبات ومؤثرات تكبح إمكانية تحقق حرية الشاعر ، وبالإضافة إلى تلك العيوب الذاتية الطاغية على كل بنياته مما جعله كما بدأت أحاديّ التوجه، أو جزئي القول الشعري، وبالتالي ستكون قصيدته فاقدة لعناصر العالمية والكلية والشمولية، ومن ثم الإبداعية الخالصة ،وإذا وجدنا قصيدة ما فيها ميزات تقترب من القصيدة الكاملة ، فسرعان ما نكتشف تلك الصورية والعمدية الناتجة عن وعي يقيني قام على حشدها في التفاصيل الجانبية لموضوع القصيدة ،وهذا ما يسبب الخلل العضوي، وما يثير نفور واشمئزاز المتلقي العارف بسر الشعر الذي يحس أنه أمام فضيحة شعرية أكثر من إحساسه أنه أمام لعبة ذكية تقوم على أنها تمثل تجريبا حداثيا لطرح قصيدة هي في كل ما تحويه النموذج الشعري الجديد، إن تجربة كل شاعر مليئة بالأحداث وتحتاج لمواكبة هذا التقدم البشري الذي فرض حياة غنية بالمنجزات، حياة مختلفة عما سبقها، حياة تحتاج لاعتيادها، وللألفة مع مجمل مكوناتها الجديدة، حياة بلغة متطورة ، وقادرة على استنهاض جوهر الأشياء الجديدة، وكل هذا استدعى تطورا شعريا ، وحتى أن شعر المستقبل على محك تحدي مواجهة كل قيم الحضارة المقبلة بقيمه الخاصة به، وهي قيم ستختلف جذريا عن قيم شعرنا الحالي. ويجب على الشاعر أن لا يهتم كثيرا، بالبحث عن قيمة شعره الاجتماعية ، وخاصة إذا كان في مجتمع لا يتواصل ، ولا يفتح الخطوط للتواصل مع الشعر،فبدلا من بحث الشاعر عن قيمة شعره ، عليه إيجاد وسائط التواصل،وهذا يتم بانتماء تجربته الشعرية إلى نموذج قابل للألفة والاعتياد والعرف،وثمة مشكلة جوهرية يحتاج الشاعر العربي لحلها، وتكمن في امتلاكه للوسائل النقدية واستعمالها للتعريف بشعره وتبريره بشكل علمي وجمالي معا.
    وإذا نظر الشاعر قليلا إلى الوراء ، فيجد شعره مهجورا ، وهو هنا: إما يتبين من قيمته،وإما يعجز ، فهو في مجتمع لا يرحم، إن الحجة، والدليل، والواقعة كلها: مؤهلات لتعامله ورضائه بالحكم ، فالشاعر الحقيقي مجبر على المراوغة ، وعلى استهداف كل المرامي بخطابه الشخصي:المعرفي النقدي للتواصل والتوصيل ملتمسا من المتلقين المستهلكين للشعر أن يلتفتوا بكل معقولية لذلك المحال الشعري ، والذي يقبل أن يكون محتَمَلا للممكن، فهو أولا يقدم شيئا يخدم توجهات علم الشعر، وهو ثانيا يقدم إبداعه الغني بالوظائف، وهو ثالثا يطرح لغة بكامل حقيقتها الموضوعية، ورابعا يقول رؤيته المتجاوزة لأيديولوجيا الواقع ، ولا تتقابل معها كحقيقة ضدية، أو مختلفة ، وهو أخيرا يطلق الكلمات في عوالم متخيلة لنص متماسك البنية المعمارية ، وبعيد عن الإخبارية الحكائية على الرغم من مسار الدلالات المتراصة الحاملة لوحدات مفاهيمية توحي بعلاقاتها التي أقصيت من الحقيقة الاجتماعية .

    أمير سماوي

    http://www.albaath.news.sy/user/?id=751&a=69093

  2. #2

    رد: الشاعر العربي /وتحديات الإبداع الشعري

    شكرا لك يا ملدا
    الشعر فقد عفويته...وليت الشاعر يقول حسب إملاء ذاته عليه

    قال البحتري:
    علي نحت القوافي من مقاطعها* وما عليّ إذا لم تفهم البقر ُ !!

  3. #3

    رد: الشاعر العربي /وتحديات الإبداع الشعري

    المقال يضع اليد على جرح يعاني منه الشعراء على شقين:
    قصور في القراءة والتفهم وقصور في مهارة وحذق الشاعر في التواصل مع الجمهور فغالبا يحكي نفسه ولايبحث عن خطوط مشتركه بينه وبين المتلقيشكرا ملدا وشكرا للمؤلف
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. جائزة الإبداع العربي
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-19-2017, 03:24 PM
  2. بين الإبداع واللّسان العربي
    بواسطة بوبكر جيلالي في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-09-2016, 08:18 PM
  3. هل المراة وحدها عامل إلهام في حركة الإبداع الشعري ..؟
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-09-2011, 12:56 PM
  4. معوقات الإبداع في العالم العربي وما مدى إمكانية تحفيزه
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-03-2010, 05:21 PM
  5. نماذج من الإبداع العربي التقني
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان تطوير المواقع.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-28-2009, 06:48 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •