سقوط البرتقال
طلعت , أيها الحبيب . ترقبتُ المعجزة , وانتظرتك طويلا ً..
لـِتشقَّ الكفن كسائر أصحاب المعجزات .
وتعودَ فألتـقـفكَ على الأرض ...
نعم , انتظرتك , ولم يدر بخلدي قط ,إن البرتقال الفلسطيني, بعد نضجه, وحين سقوطه , يسقط نحو الأعلى ...
رفعتُ رأسي وأمعنتُ بالسماء ...فهالني مارأيتُ !!
بين القمر والقمر برتقالة , وبين البرتقالة والبرتقالة نجم ...
طلعت, لم تسقط يومًا صوب الأرض , ولم تـُغركَ الفنادق , والأغلفة المذهبة , وديباجة الدعوات ...
وكنتُ أرى بـِفيكَ عندما تتكلم , حفنة من تراب فلسطين .
غـبتَ ياطلعت ,ولم يعرف الكثيرون بأن سر قناعتك بهذه المضغة.
ودمعة الماء الكنعاني التي كانت تشي بدخيلتك من أسارير وجهك .
كنتَ نورًا أيها الفتى بالمشهد الثقافي ,وأنرتَ دروب الآخرين .
غـبتَ ولم يلحظ الكثيرون مصدر النور أو مبعثه !
وقبلتَ الاحتراق بهدوء..
المشكلة ياصديقي بأن الورق الأبيض صعب القراءة جدًا..
والبخور لايفوح إلا بالمجامر
عدتُ إلى نفسي لأوضب ما نـُسفَ من مفاهيم خـُرقت , فالجاذبية , وجداول الضرب أصبحت وهمًا , وسرابًا .
والخالد هو سقوط البرتقال من الأرض على السماء .
حسن ابراهيم سمعون