١٠/١/٢٠١٧
بصراحة نحن بارعون في تعميق الأزمات وجاهزون للهروب من المسؤولية، بالأمس هبت حكومة الوفاق الوطني عبر وزراء غزة في الدفاع عن نفسها وكأنهم دفعوا للحديث للدفاع عن الحكومة، والقول أنها تمول قطاع الكهرباء بمليار شيكل سنوياً وتصدرت صور وتصريحات الوزيرين أبو شهلا والحساينة وسائل الإعلام بالإضافة لبيان الحكومة، ودخلنا في وصلة ردح تعودنا عليها واستنفروا وكان واضحاً غضب الحكومة، وهو دليل عجزها وتضليلها والهروب من إلتزاماتها القانونية وعدم صدق روايتها وقدرتها على فكفكة الأزمة وتقديم حلول للناس. وردت حركة حماس ببيان عصبي وتوتيري تتهم الحكومة بالتزوير والمشاركة في حصار غزة وكأنها غير مسؤولة عن تعميق الأزمة. الطرفان يعيشان حالة إنكار مريبة في الهروب من المسؤولية وغياب ضميري فاضح وقلوب قاسية والنَّاس تعاني منذ عشرة سنوات، وفِي السابق توصلوا لتفاهمات عديدة وكانت الحكومة تستجيب لإحتياجات الناس في مثل هذه الحالة من السوء في الكهرباء وتخفف من الأزمة، لكنها الأن تتهرب بوقاحة من مسؤولياتها. عشرة سنوات والازمة مستمرة والمطلوب تقديم حلول جوهرية تخفف من الأزمة وليس جذرية فهذه بحاجة الى زمن ويجب العمل عليها بشكل دؤوب وصادق. كل طرف يحمل المسؤولية للآخر ويتعاملوا مع المواطن كمورد لزيادة خزائنهم المالية، وكأنهم لا يحكمون الناس، ومطلوب منهم توفير الحد الأدنى من العيش الكريم وحفظ كرامة الناس. غير أنه يتضح كل يوم ان جميع الأطراف لا تتحمل مسؤولياتها ومن يتحمل المسؤولية نحن المواطنون.
يبدو أننا دخلنا في مرحلة عض الأصابع من جديد والإنقسام يتجلى بصوره المقيتة ومن يكسر الآخر، وكأن الحكومة وحماس تنتقمان من الناس. حماس أيضا تهرب بِنَا بفزاعة الإحتلال والحصار ومبررات غير مقنعة ومطلوب منها ان تقدم حلول خلاقة وتعيد الثقة بها من خلال التعاون مع الحكومة ووضعها امام التزاماتها القانونية والأخلاقية، كما هو مطلوب من الحكومة ان لا تتعامل بردات الفعل والهروب من مسؤولياتها وأزمة الكهرباء لا تحل بدون التوافق والعودة للتفاهمات السابقة والتخفيف من معاناة الناس. نحن من يعاني ونخجل من الحديث عن هذه الأزمة التي تعمق من الظلم والقهر الذي نعيشه وجميعنا يقف عاجزاً أمام توفير ضوء وليس تشغيل دفاية تخفف من قسوة الصقيع القاتل.