منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

العرض المتطور

  1. #1
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355

    فما طيّباتُ الحِلّ مِثلُ الخبائثِ !!

    فما طيّباتُ الحِلّ مِثلُ الخبائثِ !!




    إنّ الذين أشربوا في قلوبهم بغض الإسلام ونبيّ الإسلام وأهل الإسلام ، لن يستنزلوا طائر خصومتهم له ، على الرغم من أنّ محمّدا - صلى الله عليه وسلّم - وصحبه قد سطّروا للبريّة المآثر ، وأنجزوا للبشريّة العزة والمفاخِر ، وحشدوا طاقات أجيالها نحو المناقب ، ونأوا بها عن التردّي في النقائص والمثالب ، وفي سبيل ذلك أخلصوا النوايا ، وصانوا القضايا ، ودفعوا عن الأمم البلايا ، ودرءوا عنها الرّزايا ، حتى صدّق فيهم الخُبْرُ الخَبَر ؛ إذ صدقوا في القول ، وساسوا بالعدل ، وأتوا في كلّ معضلة بالقول الفصل !
    ومع ذلك لم يكن هذا كلّه ليُتقبّل منهم عند أولئك الخصوم ، الذين غطت غماماتُ الحقد والغيظ عقولَهم فسدّت عليهم منافذ الفهوم ، فخرجوا بذا عن العادة الجارية في النفوس السّويّة ؛ عادة السّكون إلى الإنصاف ، والرّجوع إلى الحق والاعتراف ، فهم قوم تحت وطأة أحقادهم ينزعون جلابيب المروءة عن أنفسهم ، وينسلخون من دثار الإنصاف والنّصَفَةِ في أحكامهم ، فيبيتون يتعقبون بالشكّ والتشكيك كلّ سبيل يسلكه المصلحون ، ويحفّون بالنّقص والبخس كلّ إنجاز يحقّقه غيورون ، ويتربّصون الدوائر بمن عملوا على استنهاض أمّتهم ويعملون ! وليس لهم في تقطّعهم في عداوة الإسلام ونبيّ الإسلام وأهل الإسلام من مستند ولا حجّة ولا دليل ، إنما حاصلُ أمرِهم : تزييف وتدجيل وتخييلٌ وتمويهُ أباطيل!
    فغدونا نرى في دأب هؤلاء عادة جاهليّة مكرورة ، كشفها قول الحقّ جلّ شأنه : { إن تمسسكم حسنة تسؤهم ، وإن تصبكم سيّئة يفرحوا بها } ( آل عمران 120) فالحسنة هنا: الحالة التي تحسُن عند أصحابها ؛ من ظفر في صولة ، وانتصار في جولة ، ووحدة كلمة ، ولمّ شملٍ ، وتحقيق إنجازات ، وما شابهها من حسن المآلات ! والسيئة : الحالة التي تسوء صاحبها ! من إصابة العدوّ منكم ، أو فرقة تجوس خلال صفوفكم ، أو عَطب في نفوسكم ، ونقيض السابق في الحسنة كلّه ! فتأمّل في هذا السياق فرْط عداوتهم وعظم شنآنهم لأهل الحق من خلال قوله تعالى { إن تمسسكم حسنة تسؤهم } فالمسّ أقلّ من الإصابة ، فهو أقلّ درجات الإصابة ! ليضحي المعنى أنّ القوم يستاءون بمجرّد أن تلوح في الأفق بوادر حسنة ستحط رحالها في ربوع أهل الحق ! فكيف إذا ما غمرتهم ؟! الأمر الذي يؤجج الأحقاد في أنفسهم فيتقطعوا في مناكفة الحقّ وأهله ...
    في حين قال جلّ شأنه في سياق السيئة : { وإن تصبكم سيّئة يفرحوا بها } فعبّر بالإصابة ! دلالة على قوّة شرّها ، وشدّة وقعها ، وحدّة ضرّها ! فهم لا يشفي غليلهم أن تمسّ السيّئة الجسدَ الإسلاميّ ، بل حتى تنخر فيه فتصيب منه مقتلاً أو تكاد ! وذا كلّه يشي بتقطّع القوم في خصومتهم لأهل الحق ! إنّه انسلاخ من الأصالة ، وانغماس في حمأة التربّص والجهالة !

    فبينما أهلُ الحق محمّدٌ وأصحابُه وأتباعُه يشيدون بنيانهم على أسس التواصل والتوادّ ، فإن أولئك الخصوم الأنداد يشيدونه على التناحر والترادّ !
    وفي الوقت الذي يقيم محمّدٌ – صلى الله عليه وسلم – وأمته كيانهم على دعائم المرحمة والتصافي والائتلاف ، فإن أولئك الألدّاء يقيمونه على الملحمة والتنابذ والاختلاف !
    وما ذاك إلا لأن أولئك أباعد أباغض ، سرعان ما يتضح كذبهم ويفتضح تدليسهم !
    وسرّ ذلك كلّه يكمن في أنه : مَنْ غُذّي بطعام قوم ، غُذّي بفكرهم ، وتسرّب إليه مكنون ما في قلوبهم ، ومَنْ تسرّب إليه مكنون ما في قلوبهم صار من أضرابهم ، وآل إلى مُنقلبهم ، فحذا حذوهم ، وتشابهت قلوبهم في مناكفة الحقّ وأنصاره ! وقد غذّيَ المسلمون أهلُ الحق بزاد التقوى { وتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى } ( البقرة 197) في حين غذّي أندادهم وخصومهم بلقمات تنزع منهم الولاءات ! وبتمويلات تحرف لديهم البوصلات ! وبمناصب زائلات تكرّس في نفوسهم تجاه الحقّ وأهله العداوات والتربّصات ! فغدا الصّادّ عن الحق وأهله منهم قاهراً لظاهر عقله وقويم فطرته الأولى ، برجاسة نفسه واعوجاج طبعه !
    وكان الأجدر به النزول عن مساوئ العناد ، إلى مبادئ الانقياد ، وإلا ظلّ في قصورٍ عن الصّعود في مَراقي السّداد ! وتقفّي آثارِ الهداية والرّشاد !

    ومع ذلك : فلا خوف على أهل الحقّ من ذلك كلّه ما أخذوا بنواصي سنّة ربانيّة جارية بيّنها قوله تعالى : { وإن تصبروا وتتقوا لايضرّكم كيدهم شيئا إنّ الله بما يعملون محيط } ( آل عمران 120) فهو سبحانه يُعِدّ لكلّ كيدٍ ما يُبطله ! إن في صورة قياداتٍ مُخلَصة ، أو جماهيرَ مُخلِصة ، أو أبواب فرج مُخلِّصَـة ، أو مَحكّات مُمَحِّصـة ، تترك وراءها عبراً مُستخلَصة ، ينفي الله تعالى بها عن الأمّة كلّ خلّة مُردية ومَنقصة !

    وهكذا تستمر هذه السنة الرّبانيّة في أخذ مَداها حتى إظهار الحقّ وتمكينه ، ليرجعَ الطاعنُ فيه الظاعنُ عنه حسيراً معلولا ، والمُناصِبُ العداوة له خائباً معلولا !
    وبعد
    : فما عساك ترتجي من أقوام قد سيقت إليهم الحجج إنْ بواقع الميدان ، أو حُسن البيان ، وطِيب الكَلِم ، فشردوا شرود النّادّ المُغْتَلِم ! ورضوا بصدودهم هذا لمعالم الإنصاف في أنفسهم أن تُخدش وتنثلم !

    وإن أنت لفتّ وعيهم إلى اللطائف ، وطيّب المواقف ،
    لا يصدّهم عن المكابرة تذكيرٌ ولا بعثُ باعث ، بل تراهم يهرّون هَرِيرَ الْمُجْحَرَاتِ اللواهِث ، وكلٌ منهم لأعراض الأحرار الأبرار شاعِث ، فيا تُرى هل ثَمَّ ثمرة تُرتجى من كلّ معاند مُكابِرٍ عابث ؟!
    فرحم الله خليفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أبا بكر الصديق – رضي الله عنه - حين قال بحقّ القوم المناوئين المعاندين :
    فإن يرجعوا عن غيّهم وعقوقهم... فما طيّبات الحِلّ مثلُ الخبائثِ !
    (السيرة النبوية لابن كثير 2/327)

  2. #2
    هل تعني ان نصبر على أذاهم كما حصل مع رسولنا الكريم في الطائف؟
    فما الذي يحصل حولنا إذن؟
    وهل نحن مسلمين نستحق المديح ونحن فرطنا بواجباتنا الاولى؟
    تحيتي لك دكتور والحمد لله على السلامة اطلت الغياب هذه المرة.
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  3. #3
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355
    شرّفني مرورك أستاذتي المكرمة (رغد) ، وأشكرك على سؤالك الذكيّ البهيّ إذ أتاح لي الفرصة للتذكير بمعلومة مفادها :
    من أنعم النظر في آيات الصبر وسياقاتها في الكتاب العزيز فسوف يستشف أنه : ليس بصابر ولا مُتقٍ مَنْ نأى بفكره وشعوره وسلوكه وجهده ومجهوده عن صولات المقارعة التي تفرض على الأمة تحت ذريعة الصبر ، وقصر دوره على الارتقاب فقط !! فهذا متخاذل فرور وليس بمصابر ولا صبور ؛ وتفصيل ذلك ودليله أنّ جلّ آيات الصبر على العدوّ (
    والحكم للغالب ) قد جاءت تحث على الصبر في أجواء منازلة العدوّ وسياق مجالدته ومناهضته ، وليس بعزلته والانكفاف عنه :
    فمنها آيات أتت في الحثّ على الصبر قبل نشوب الصراع مع العدوّ ريثما تحزم الأمة أمر إعدادها وعتادها لهذه المعركة ، كقوله تعالى : ( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ) (الأحقاف 35) فهو صبر في أتون العمل المتواصل للإعداد والاستعداد !
    ومنها آيات أتت تحث على الصبر والتقوى في خضم نشوب الصراع مع العدو، كقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) (آل عمرن 200)
    وكقوله تعالى : (
    يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله لعلكم تفلحون ، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين ) (الأنفال 46،45)
    وهناك آيات تحث على الصبر بعد الفراغ من صولة والانتهاء من جولة مع العدو ، كقوله تعالى : ( ولنبلونّكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ) ( محمد31) فتأمّل كيف أخّر الصبر عن الجهاد ، لأن المندوب إليه في هذه الآية الصبر على نتائج المعركة واستحقاقاتها وآلامها وربما فواجعها !!!!
    أمّا ما كان بصدد ردود أفعالنا على الإساءة إلى نبيّنا محمّد - صلى الله عليه وسلّم - فإن لوازم الصبر والتقوى أن تنهض الأمّة للدفاع عن نبيّها بطريقتين اثنتين – حسب وجهة نظري المتواضعة - :
    ا
    لأولى : بردّ عمليّ في سلوكنا النابع من امتثالنا لهدي نبيّنا عليه الصلاة والسلام ، بمعنى التمسك بهديه والاقتداء بسنته ! وتنشيط الحركة الدعوية لتبصرة العالم بشمائل نبيّنا عليه الصلاة والسلام .
    الطريقة الثانية : حُقّ لنا أن نحتج بمسيرات ورفع شعارات تندّد بهذا العمل الإجرامي وتطالب ذوي المؤسسات الدولية المعنية بوضع حدّ لذلك ولكن دونما سفك دماء ، وتخريب ممتلكات ، وترويع آمنين ... بل نضع نصب أعيننا قوله تعالى : ( ألا تزر وازرة وزر أخرى ) ( النجم 38) لئلا نسيء إلى إسلامنا ونهج نبيّنا من حيث أردنا الذود عنه والإحسان ، إذ هذا ممّا يريده المتربصون المجرمون الذين يقفون وراء هذه الاستفزازات !
    أما تساؤلك الكريم : (
    هل نحن مسلمون نستحق المديح ونحن فرطنا بواجباتنا الاولى؟) المديح والذم لا يستحقه المجموع إنما جموع ؛ فليست الأمة بمجموعها تستحق المديح ، إنما جموع منها ، وليست الأمّة بمجموعها تستحق القدح والذمّ إنما جموع منها ، فذا أنصف في التحكيم ، وأحوط من المظالم الكامنة في ثنايا التعميم !
    أمّا نهج النبيّ – صلى الله عليه وسلم – يوم الطائف فذا نتعلّم منه أن تكون ردود أفعالنا استراتيجية وليست آنيّة نابعة من فورات عاطفية ؛ فحين خُيرّ النبي- صلى الله عليه وسلم بأن يُطبَق على أهل الطائف الأخشبان ، ما كان جوابه إلا أن قال : (
    إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم مَنْ يعبد الله ولا يشرك به شيئا ) فهو رهان على أجيال قادمة ، رهان على النطف الكامنة في أصلاب الآباء !! وقد تحقّق له ذلك بعد قرابة العشرين عاما بعد فتح مكّة وغزوة حنين إذ قدمت قبائل الطائف بشيوخها الهرمين وشبابها الناشئين – الذين كان منهم مَنْ هو نطفة في صلب أبيه حين أوذي النبيّ صلى الله عليه وسلم في رحابهم – جاءت مسلمة طائعة مبايعة !!!
    على أنه ينبغي أن لايغيب عن أذهاننا أنّ النبيّ –عليه الصلاة والسلام – بقي من قبل حادثة الطائف ومن بعدها يبذل جهده ويستفرغ مجهوده في الدّعوة لهذا الدين وتحمّل تبعات ذلك ، شرع يبصّر العاقل ، وينبّه الغافل ، يدعو ويناظر وبالحسنى يجادل ، بمعنى مهر رؤيته الاستراتيجية تلك بعمل دؤوب وجهود مضاعفة ، وليس بأمانيّ مُرَفرِفة !
    هذا ما أحببت أن أجيبك به على عجل ، فشكرا لك مرّة أخرى أختي الموقرة ( رغد قصاب )

  4. #4
    يقول مالكوم أكس:
    لايستطيع أحدهم ان يمنحك الحرية ولا العدل ولا المساواة ,فإن كنت رجلا فيجب أن تاخذها بنفسك..
    كيف يمكننا الفائدة من هذا القول في قضيتنا العادلة دكتور؟
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. بي مِثلُ ما بِكِ يا قُمرِيَّـةَ الـوادي
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-29-2008, 03:17 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •