أمواجُ هائِجةً ، والهمّ يَغْلِلُه
فاليومُ ساعةُ وعي ٍ حَجّمـَتـْهُ بها
مَصائدٌ أترعتْ كأسي ، تعلـّلهُ
والروعُ يقضِمُ أيماني هناك ، وها
هنا توضعتِ الأقدارُ تختلهُ
والزرعُ مرتَهنٌ للصَّدعِ آخرُهُ
من قبلِ أن يتحرَّى الغَرْسَ أوَّلـُهُ
إذ كنت أحسب أنِّي جئتُ مزدلِفاً :
أنساً ، يُجاذبني في الخيرأجزلـُهُ
لكنني لمْ أعدْ إلا بما سَلَبتْ
منِّي المكائدُ : حلماً كنتُ آملـُهُ
مادارَ في خلـَدي أنَّ الهوى قدرٌ
يُفيضُ كاسيَ من حزنٍ وينهلُهُ
وما علمتُ بأنِّي محضُ ذاكرةٍ
تمتاحُ في غدها ماكنت أهمِلهُ
ماذا تقولُ لمن تلقيهِ صفحتُه
كالطـَّير في قفصِ الدُّنيا وتعزلهُ
سبعٌ عقوداً مضت تَجري براحلتي
تضُمُّ مُتْحفَ عمْر ٍ ضاعَ أجْمَلـُهُ
منْ للحياةِ ، إذا زيفُ الحياةِ بدا
زهواً يراوِدُ من قد كان يحملهُ
فالكلّ يحمل في أندائه أملُ الشَّيـ
طانِ ملتحفاً بالوهم يُجْزلهُ
لو كان يُرسمُ لي في العِشْقِ معتـَكَفٌ
:عَكفْتُ أقتلُ أوصابي ، وأقتلـُه
ولو يُراجِعني في مِحْنتي أمَلُ
لرحتُ أرسمُهُ قبْراً وأنزلـُهُ
**
لا يرهبنّك (إن أُقْصيتَ عنْ أمَلٍ )
ما يفعلُ الناسُ ، بلْ ما كنت تفعلـُهُ
هي الصروفُ ، وليسَ الناسُ (إن حَظِيتْ
منـْكَ السهامُ بروعٍ ) مَنْ تـُنازلهُ
وهي المقادِرُ ، تُحصي العُمْرَ في سَفـَهٍ
وتـَرْفعُ المرءَ ما شاءتْ وتـُنْزلهُ
ما كنتُ أدلُجُها لو لمْ يكنْ قدَري
في أن أقيمَ ببحرٍ ضاقَ ساحلـُُهُ
فما نِثارُ هوانا البكرُ يُسْعِدنا
يوماً ، فآخرُهُ لهوٌ وأوّلـُهُ
قد جئتُ مرتـَحلاً بالقلبِ ناحيةً
، فما وجدتُ مكاناً فيهِ أعقلـُهُ
بلى ، وربكَ ، لولا أنْ علقتُ بهِ
ما غالني في الهوى إلا تـَبَتـُّلـُهُ
فما حصَدتُ ثمارَ اللأيِ من يَدهِ
ولا ظفرْتُ بما قدْ كنتُ آملـُهُ
***