منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الراتب ...

العرض المتطور

  1. #1

    الراتب ...

    الراتب ...

    ذات عصر .. و يوم أن تسلمت راتبي ، عدت إلى البيت و أنا أطير بجناحي البهجة و القلق ، فتارة أفكر بما أود شراءه من مستلزمات و أخرى أحسب كم علي من الديون لأدفعها و كم سيتبقى لديّ ؟؟
    و هل سيكفينا حتى يلفظ الشهر آخر أنفاسه ؟؟
    خاصة و أن زوجي قد فقد عمله مؤخرا و هو يمكث في البيت منتظرا شروق أمل جديد بالحصول على فرصة في مكان آخر ، كان شديد الحساسية بسبب ذلك ..شديد النقد و التعليق ..يحسب أي صيحة عليه ، و لكي أخفف عنه ضيقه جلبت له معي "كروز " سجائر رغم أني كنت أمقت التدخين ، ولكنه كان شفيعي الأمثل في نيل رضاه و التودد له لإطلاق ضحكته المسجونة أو على الأقل ابتسامته ، فهو مدمن عليه و يتنفسه ، كنت أفكر أن أخفي عنه استلامي الراتب تحرجا له و لكنه يعرف كم معي ، فكيف لي أن أفعل ؟!!
    كما أنه علي ان أسلمه الراتب ليقضي ديوننا ، فهو يأبى أن أبادر بذلك بنفسي لأنه هو عمود الأسرة و لست أنا ...

    كنت بين السماء و الأرض ففكري يحلق عاليا بعيدا و قدماي تمشيان بخطوات مترددة على الأرض و كأنها تأبى بلوغ العش قبل تنسيق ما أخطط له ..
    و بينما كنت أحلق في فضاءات أفكاري قفز إلى منصة الواقع مشهد غريب ..!!

    حيث صادفت في طريقي غلاما يجلس على كرسي مقعده الأرض و مسنده الجدار و يبدو من شكله أنه سائل ، فأستقر في نفسي أن أحصن رزقي و أستمطر بركة الله فيه .
    وقفت حذاءه و فتحت حقيبتي ، كان الراتب لا يزال كما تسلمته رزمة واحدة ، أدركتني قشعريرة حين استشعرت بأن الله سيرضى عما سأفعله ، و بدأت أبحث بين النقود عن ورقة فئة المئة ليرة ، و بينما كنت أفعل ، لم أشعر إلا و يد قد امتدت بسرعة البرق و اختطفته جملة من بين يدي ، فتبعته عيناي فرأيته شابا يركض كالنمر و لكنه ولى هاربا لا يلوي على شيئ ، شعرت و كأن الأرض خسفت بي ، و أسقط في يدي، و دون تفكير بدأت أنادي عليه : عد يا بني و سيكون لك حظا منها ، و اغرورقت عيناي ، فجريت خلفه كآمل الماء من السراب و لسوء الحظ كان الطريق خالٍ من الناس خلا الذين حطوا على أغصان الشرفات ليعلموا سبب ذاك الصراخ ، كانوا قد نثروا أجنحة الاستغراب و علامات الاستفهام على معالم وجوههم ، لم آبه بهم فمصيبتي أكبر من ذلك ، و لما آيست من عودته عدت أدراجي كئيبة متفطرة الفؤاد ..
    و الذي زاد استيائي و دهشتي أكثر أنني لم أجد ذاك الغلام و شدتني ذاكرتي لأمر لم يخطر ببالي !!!
    لقد كان بجانب الغلام شجرة إلا أنه لم يكن يجلس تحت الظل ،بل تحت أشعة الشمس ، فأدركت بأنه مخادع يستجلب شفقة الناس و أطلقت العنان لناظري علّي أجد له أثرا و لكني عبثا كنت أحاول !!!

  2. #2
    بارك الله بك تعطيننا لقطات قوية من مجتمع ملون وكثير الاحداث.
    شكرا لقلمك المميز.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    و لحضور العظماء نفحات تبعث على السرور تارة و على الرهبة أحيانا أخر ..
    أعتز بمرورك الشذي سيدتي فكل الشكر لجناحك الدافئ الذي حط هنا
    فليحفظك الله دكتورتي الحبيبة ريمة الخاني .
    تحيتي و تقديري .
    تلميذتك : شادية

المواضيع المتشابهه

  1. نصف الراتب يسبق الانتخابات المصرية
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-05-2011, 03:26 AM
  2. كيف هي زكاة الراتب الشهري؟
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الافتاءات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-18-2007, 07:29 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •