منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    رسائل البحر /عودة إلى رومانسية الستينيات

    رسائل البحر
    عودة إلى رومانسية الستينيات
    دخل فيلم «رسائل البحر» تأليف وإخراج داود عبد السيد قسم التسويق الأوروبي للأفلام، وشارك في عدة مهرجانات، وأثار جدلاً واسعاً بين النقاد، فبعضهم أكد أنه قدم سينما بلغة غير مفهومة وآخرون وصفوه بأنه فيلم نخبوي، وهناك من ذكر بأنه اهتم بالتفاصيل والإضاءة والألوان. وفي المقابل رأى كثيرون أنه قدم سينما متميزة وحقق نجاحاً بالاعتماد على الوجوه الشابة "آسر ياسين – بسمة – سامية أسعد..."، ورغم تضارب الآراء كان رسائل البحر محمّلاً بالرموز والقيم الإنسانية، إذ يدعو إلى المحافظة على التراث والأصالة، ويدخل بصميم العلاقات الاجتماعية ويتعرض للانحراف الذي آل إليه المجتمع المصري، إلا أن المحور الأساسي كان الإنسان الذي يعاني من الوحدة والانكسار الداخلي الذي يدفعه إلى التخلي عن عالمه ليهرب إلى مكان آخر.
    يعيدنا الفيلم إلى زمن الرومانسية التي كانت سائدة في سينما الستينيات وإلى جماليات المكان "البحر" – شاطىء الاسكندرية الذي يعد البطل الحقيقي في الفيلم...فعبر المشاهد العريضة كانت أمواج البحر وحركة الأسماك الكبيرة، والصغيرة، والرياح الهوجاء، التي تعصف بالسفينة وتغير اتجاهها كما تغير الأقدار مصائرنا، والزجاجة الفارغة التي تطفو على الماء تسرد بصمت المفارقات والتناقضات التي نعيشها في حياتنا اليومية، فنقف عاجزين إزاء قضايا كبرى أهمها ضياع الضعيف إزاء سيطرة القوي.
    عكس المخرج في الفيلم أسلوبه الروائي القائم على بناء درامي فجاء أشبه بالسرد الحكائي من خلال المونولوجات الطويلة على لسان البطل يحيى "آسر ياسين" الذي يقتحم الأحداث عدة مرات كما اعتمد على التناوب ما بين الواقع والفلاش باك، تدور قصة الفيلم حول يحيى الذي يعاني من عيب نطقي يمنعه من ممارسة الطب لأنه يصبح عرضة لاستخفاف المرضى والممرضات، تشتد أزمته حينما يصبح وحيداً بعد موت والدته، وسفر أخيه إلى أمريكا فيقرر عدم مغادرته إلى أمريكا، ومغادرة شقة العائلة في القاهرة، والذهاب إلى الشقة القديمة في الاسكندرية التي تتوسط الشارع القديم مقابل الشاطىء، والتي تتسم بأعمدتها الرخامية وزخارفها البديعة الشبيهة بتحفة فنية بديعة تهب سكانها الأمان في ظل ذكريات الماضي فيلتقي من جديد بالجدة الإيطالية فرانشيسكا وحفيدتها كارلا التي ارتبط معها بقصة حب في الماضي، إلا أن الأحداث تفاجئنا بأن صاحبها الحاج هاشم يريد إخلاء العمارة ليبني مكانها "مولاً"، وهذا يعني موت الذكريات واندثار الماضي والعمارة القديمة.
    وقد برعت الكاميرا بالتنقل ما بين أحياء الاسكندرية وشوارعها القديمة لتأخذنا فيما بعد إلى الفيلا الكبيرة التي يقف يحيى أمام نافذتها يستمع إلى أنغام الموسيقا والمطر ينهمر فوقه بغزارة فيقول: "إنها رسالة من إنسان لا نعرفه" تتصاعد الأحداث عبر تفاصيل دقيقة لنرى فيما بعد أن نورا التي التقت مع يحيى مصادفة في الطريق وطلبت منه أن يرافقها لتجمعهما مظلة واحدة هي المرأة التي تعزف الموسيقا وتعيش حياة مزدوجة فهي زوجة سرية لرجل ثري وفي الوقت ذاته تعيش حياتها كامرأة وحيدة وتحب يحيى الذي يفشل في استعادة حبيبته "كارلا مصممة الأزياء" التي تتعرض لخيبات متكررة فتنجرف إلى سلوكيات منحرفة.
    في النهاية يسدل الستار "المشهد الأخير" على تخلي نورا عن حياتها المزيفة، فتمضي بقارب صغير مع يحيى دون اتجاه أو هدف تتقاذفهما الأمواج، وتحيط بهما الأسماك الميتة التي يصطادها "هاشم" بالديناميت كي لا يحصل عليها أحد، ربما كانت الرسالة الأخيرة من المخرج أن الحياة سلسلة مفاجآت، والأيام التي تظلم ربما تهب السعادة ذات يوم.
    تميز الفيلم بحوارات عميقة بين يحيى والبحر ويحيى وصديقه صاحب الحانة المصاب بالسرطان، وركز أيضاً على الإضاءة التي انعكست على البحر لتجعل أمواجه تتراقص على ألوان شتى، أما الموسيقا التصويرية التي قدمها راجح داود فكانت ساحرة أضيفت إليها أنغام البيانو وصوت أم كلثوم.
    وداود عبد السيد من أشهر المخرجين السينمائيين في عصرنا الحالي بدأ مساره الفني كمخرج مساعد مع يوسف شاهين، ثم انطلق إلى عالم الأفلام التسجيلية لأنه أحب الصورة الواقعية والاقتراب من الناس إلى أن قدم أفلامه الروائية "الكيت كات – أرض الأحلام – الصعاليك" المتميزة بأسلوب روائي فلسفي كونه كاتب سيناريو وقاصاً، وكتب بعض أفلامه... ولعل رسائل البحر أجمل ما قدم.

    ملده شويكاني
    Mildas13@gmail.com

    http://www.albaath.news.sy/user/?id=1316&a=117128

  2. #2
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    البصرة-العراق
    المشاركات
    1,840
    شكرا أ. ملدا لموضوعك الجميل و الذي خفف عنا وانسانا بعض الهموم
    ليتك قلت الارتقاء لرومانسية الستينات وليس العودة لها فقد كان كل شيء راقيا في الستينات حتى أخلاق العباد آآآآآآآآآآآآآآآه يا حسرة على العباد
    مودتي

المواضيع المتشابهه

  1. رومانسية روايات كورين تييادو
    بواسطة عبد القادر كعبان في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-16-2011, 03:35 AM
  2. سوزان سونتاغ نجمة الثقافة الأمريكية في الستينيات
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-17-2010, 01:31 AM
  3. ترهات رومانسية
    بواسطة حسن الرفيع في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-19-2010, 08:16 PM
  4. أغبى قصص رومانسية
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-03-2008, 09:01 AM
  5. رسائل الأشجان / 6 / رسائل شخصية جدا
    بواسطة حسن سلامة في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-04-2007, 06:46 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •