ديوان النبش والهذيان للشاعر محمد زعل السلوم

[محمد زعل السلوم]

ديوان النبش والهذيان للشاعر محمد زعل السلوم



كُتِبَ هذا الديوان عام 2008 وانتهى في 2009 ، وكاد المشاركة في القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 وقد تأخر إرسال الديوان آنذاك ، وحصل على ترخيص النشر من وزارة الإعلام السورية واتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 2010 ، وكانت قصيدة النبش والهذيان الأكثر شهرة فيه ، وتم نشرها بعدد هام من المواقع الثقافية على الويب والصحف المجلات الثقافية ، يتميز الديوان بلغته اللاهبة أحياناً والثورية والهدئة بأحيان أخرى ، وهي تعبير صارخ وسخرية مريرة من الاحتلال الصهيوني لمدينة القدس وتنويعات أخرى وتساؤلات فلسفية كبرى في مصير الانسان العربي وأحلامه ، يضم الديوان 24 قصيدة نثرية وهي :
1- النبش والهذيان .
2- أخشاب .
3- إبهام .
4- أمام هَودَجِها .
5- ترويض .
6- تَجميع .
7- حَصانة .
8- ثَورة .
9- رصيف رَملي .
10- ذُروة .
11- سرطان .
12- زنزانة .
13- شفقة .
14- شُرود .
15- طَريق وعر .
16- صَفيح .
17- لَم تَكتَمِل .
18- عِناقُ الجنون .
19- نُحول .
20- مُداوَلَة .
21- وضع حَرِجْ .
22- هَزَلْ .
23- يُشفي الغَليلْ
24- إنفِعال .

[محمد زعل السلوم]

النبشُ والهَذَيان

نَبَشَ الذِّئابُ تُرابَ مَقبَرَتي

وأَخرجُوني إلى مَسْلَخِ الوُحوش

طَوَّقُوني...

صَلبوني...

مَدَّدوني...

كمِجرَفَةٍ سَحَقتْ فُؤَادي

في مشهديّةِ الهَذيان

رَقَصَ العفاريتُ على جُثَّتي

ودَقّوا الطبول طرَباً لآهتي

وحلَّقوا كالرّياحِ حَولي

وكأنّني قِبلَة الجُّنون

في مشهديّة الهَذيان

اجتمعَ الهواةُ والمُحترفينَ عندي

وعَقدوا طاوِلَتهُم المُستديرة على قلبي

وتطرّقوا لقضيَّتي ولَمّحوا

وتَصارعوا كالثيران

ليعزفوا بسَاحة شمسي

وزُقاق البحرِ حَولي

في مشهديّة الهَذيان

تَحاجَرَ الغِلمان

وأَطلَقوا جِمَاحَ خَوفِهم

في بلادٍ روحُها الفزَعُ والإغراء

وبضربةٍ مباغتةٍ نَفَرَت دِمائي

أمامَ شاشةِ الغيلان

في مشهديّة الهَذيان

لم أثُر

لم أنعَدِم

لمْ أقُل أنّ فروعَ الحياةِ عندي

والخَيال المُتناقضِ يحذِفُني

وكأنّني افتراضيّ الوجود

أزولُ لخطيئةٍ في كسرةٍ أو همزة

في مشهديّة الهَذيان

أنتمي ؟!

نَعم أنتمي

ونونُ التّوكيدِ منّي

وحرفُ الياء

لم تَتبَعثر نبراتُ حبري

ولمْ تتعثر لُغة بَراءتي

ولم تتقيّأ على صفحةِ الأيّام

في مشهديّة الهَذيان

أتنفّس..؟!

نعم أتنفس...

وأُقلّبُ كلماتي وأحرِِق بَعضها

على ناري الهادئة

ضاحكاً من نرجيلةٍ مَسرورة

قابعة بينَ كؤوس الشّاي

والكمّون والزهورات

تتأمّل بقايا ربيعِنا المُرتَبك

وكأنّنا قطعاً أثريّة

خَلف الجامعِ الأُمويّ

وفي تلك القهوة...

وفي مشهديّة الغَثيان

أرتجف...!؟

نعم أرتجف من محيطي الحيوي

وغابات العالم القطبية

تستنزف طبقة الأوزون

الجالسة في أعلى جمجمتي

لترميني كضربةِ شمسٍ

ممزوجةً بالسّحايا

في مشهديّة الغثيان

مرارة...؟!

نعم هي المرارة نتذوقها

ونتسلى بها

ونطير معها على أجنحة الأيام

بحجة غياب اللوعة

وتفاصيل الدموع الموجعة

وهواجس ابريق الشاي

في مشهديّة الغثيان

سودوكو...؟!

نعم نحن أرقام بخانات

قد نخطئ حسابها...

قد نصحح مسارها

مع أنها جنسية أخرى

تضاف الى فداحة الأوطان

وتقنية رفيعة

كرفاعة أرض عشتار المهشمة

في بصيرة وأخلاق الطغاة

في مشهديّة الهَذيان

أجوف...؟!

نعم أجوف...

شعاراتي وأشعاري

وحتى قصيدتي الوطنية

وقضية فلسطين

وضوء دعوتي يخبو

أمام حركة الأضداد

ورائحة العنفوان العفنة

تتسلق جدران البكاء

في مشهدية الهذيان

أحوم...؟!

نعم أحوم...

لا أعرف متى أهبط بسلام

ولا متى أعود إلى التحليق

وأنا معلق لا أعرف مصيري

فاقد البصر الانفصامي

والسكان لايزالون كالعطور المهددة بالانقراض

فان زاد عددهم أو نقص

فلا أدوية الانهيار تكفينا بكاءا

ولا شظايا أجسادنا سيتاح لها

أن تشهد على...

مشهديّة الهَذيان

وروع الغثيان

محمد زعل السلوم

دمشق 24/7/2007

[محمد زعل السلوم]

أخشاب

كره الدرس وتقزز منه

شعر بالنعاس

وقد أفسد قابلية النوم

ملاحظات المعلم عنه

خلع ثوب الحياء

وأطلق لسانه متأففا

صنارة القداس علقت

خف نومه

وانقلبت مقاعده إلى غفران

مشى مشية الديك

مشية الطاووس

والحبل الملفوف على رقبته

عاد على أعقابه

شيطان التضليل

يداعب أفكاره

وإنكاره الخشبي

يزيل خداعه وأوهامه

امتنع القاضي عن الحكم

واختار إزالة القش عن دماغه

نقل شجيرات الفضيلة إلى أرضه

شق العصا وفر هاربا

مكشوف الصدر

أمام رصاص الإعياء

في تخريب أحدثه محرضون


ديوان النبش والهذيان
محمد زعل السلوم
سورية - دمشق