منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    من التعدد إلى الخيانة


    من التعدد إلى الخيانة
    من التعدد إلى الخيانة.. نحو تحرير المفاهيم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    د.عمرو أبو خليل
    في حوار عبر الهاتف مع محررة الاستشارات الاجتماعية والنفسية بشبكة إسلام أون لاين.نت، سمر عبده، دار حديث طويل حول العلاقة بين الرجل والمرأة وحول عدد من المعاني والمفاهيم التي تحيط العلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة، كانت مناسبة الحوار هذه المشكلة المتكررة التي تفد إلى صفحة مشاكل وحلول، والتي تشكو فيها الزوجة زوجها المدمن على مشاهدة المواقع الإباحية وإصراره على الأمر على الرغم من المواجهة واعتباره أن هذا سلوك طبيعي يقوم به الرجال! كان عنوان المشكلة "زوجي الخلوق يشاهد المواقع الإباحية"، لم يكن هناك جديد في المشكلة ولا في الحل المطروح - على حد تعبير سمر عبده - ولكن الجديد كان كم التعليقات والمداخلات من الرجال التي تؤيد موقف الرجل بصورة أو بأخرى.

    علاقات متعددة
    "ما هذا الذي يحدث؟! هل تغيرت المفاهيم والمعايير؟" هذا كان هو السؤال، والذي جعله أكثر إلحاحا هو لقاءات محررة الاستشارات الاجتماعية مع عدد من الزوجات مؤخرا يعانين من أزواجهن، والذين كان لبعضهم من النجاح والشهرة ما يجعل كثيرًا من الناس يحسدونهن على أزواجهن، فبعضهم متعدد العلاقات عبر الإنترنت، والبعض الآخر متزوج باثنتين ولكنه مقيم لعلاقات متعددة واقعية على درجات مختلفة.
    وعبر نقاش مع إحدى المتخصصات في مجال الاستشارات الاجتماعية كان تفسيرها: أن حظ الرجال من الخيانة أوفر من حظ النساء، ودعت إلى النظر فيما يدور في الواقع من خيانة يحولها الملتزمون إلى زواج ثان وتعدد، ويكتفي البعض فيها بالنظر والبحلقة إلى كل غادية ورائحة أو تتطور إلى علاقات غير شرعية عبر الإنترنت أو التليفون أو غيره.

    "فهل فعلا الرجال متعددو العلاقات بطبعهم.. خائنون بفطرتهم.. زائغو النظر والبصر.. لا يملأ عيونهم إلا التراب مهما تزوجوا ومهما عددوا؟"

    كان هذا هو السؤال المطروح من قبل سمر عبده والذي بمعرفتي بها أعرف أنها تطرحه بهذا الشكل ليس إيمانا بمضمونه ولكن وصولا لإثارة القضية لكي تحصل مني على أقصى ما يمكن حتى تتكامل القضية من جوانبها المختلفة ونصل إلى نتيجة جديدة غير مسبوقة وأتصور أن هذا ما حدث.

    لا للثنائية القطبية
    يجب ألا نحول قضية العلاقة بين الرجل والمرأة إلى هذه الثنائية البسيطة من (خيانة / وفاء)، فالأمر أعقد من ذلك وأكثر تركيبا، وبالتالي حتى تكتمل الثنائية لا مانع عند أصحابها من تحويل الزواج الثاني أو التعدد إلى صورة من صور الخيانة، فهل هذا منطق مقبول؟

    إن أول ما نحرره دون حساسية وبفهم عميق للواقع، هو مسألة التعدد، فالشرع عندما أقر التعدد راعى طبيعة نفسية عند الرجال، واحتياجًا حقيقيًا في المجتمع، ولذا فإن منهجيته كانت هي الوسطية والاعتدال؛ لأن الحقيقة أن وَضْع نظام للتعدد يحصره في أربع تحديدا للأمر وليس فتحا له.

    لأن بعض الإحصاءات الغربية تقول إن عدد العلاقات التي يقيمها الرجل أثناء فترة خصوبته - على حد تعبيرهم - في بلد يعتبر محافظًا بمقاييسهم كإنجلترا يتجاوز 40 علاقة، وأقل قليلا منهم بالنسبة للمرأة، وهنا سنجد من يقول إن أقر التعدد للرجل، ألا يحق للمرأة أيضا؟

    المساحة التي منحها الشرع المرأة أكثر رحابة، فالرجل إذا كره زوجته الأولى أو إذا التقى بمن يحب فلا يترك زوجته الأولى، بل يطلب منه إبقاؤها رعاية لها ولأولادها، أما المرأة إذا كرهت خلعت (أي تطلب الطلاق)، حتى يتسنى لها أن تعيش حياتها في صورة ترضيها، ولكن بالشرع.

    هكذا هي إذن المعادلة بسيطة، وما يدور بشأن التعدد هو أزمة اجتماعية نفسية وليس أزمة شرعية، مجتمع يقبل فعليا بتعدد العلاقات غير الشرعية ويتحفظ تجاه تعدد الزوجات، وبالتالي كانت الثقافة المريضة التي تعتبر الزواج الثاني ضربا من الخيانة هو الذي جعل الخيانة الحقيقة بإقامة علاقات غير شرعية خارج نطاق الزواج تمر وتتفاقم بشكل متنامٍ، لأن الرجل والمرأة لا يستطيعان مواجهة نظرة المجتمع ومقاومته لهما كزوج وزوجة ثانية في حين تتفاقم الكارثة لتصبح النتيجة أن الرجال خائنون.

    هذا مع الالتزام بالإطار الذي يؤكد أن الزواج الثاني مسئولية وليس فسحة أو متعة أو حلا سحريا لكل المشاكل، ولكنه حل حقيقي لأوضاع حقيقية، وإن تحويل التعدد إلى مشكلة يؤدي بنا إلى دفن رءوسنا في الرمال حتى لا نرى الواقع كما هو.

    خلط الأوراق
    الواقع الذي يقول: إن التعدد كوضع أقره الشرع مراعيا طبيعة الرجل وظروف المجتمع ليس علاجا لمشكلة، ولكن جزءًا من نسيج المجتمع الإنساني، كل ما فعله الشرع أنه وضع الإطار المحدد له دون إفراط أو تفريط، ودون جور أو ظلم لأحد الأطراف، هكذا ببساطة بدون تعقيدات أو فلسفات.

    وفي هذا الشأن أيضا فإن هذا الوضع بشقيه التعدد للرجل وطلب الطلاق والخلع للمرأة يخرج بنا من حالة التبرير التي يسوقها البعض للخيانة الحقيقية بمفهومها الواضح: "وهو إقامة علاقة خارج نطاق الزواج سواء كانت علاقة شفهية عبر التليفون أو الشات أو علاقة مباشرة عبر اللقاء الجسدي بدرجاته المختلفة حتى الوصول للزنا"، نخرج من حالة التبرير التي يقدمها الرجل لخيانته من أن الزوجة لا تقوم بواجباتها، وأيضا بالنسبة للزوجة التي ترى زوجها غير عاطفي أو رومانسي أو مهتم بعمله.

    الحقيقة أن هذه المبررات للخيانة تخفي وراءها طمعا وفهما للحصول على كل شيء، لأنهم لا يريدون الحياة كما هي بحلوها ومرها، فهم يتصورون الحصول من الزوجة على البيت والاستقرار ومن العشيقة على المتعة والتغيير.

    وأيضا الزوجة الخائنة تريد الزوج الناجح والوضع الاجتماعي المستقر، ومن العشيق معسول الكلام، وهكذا يضرب الالتزام بالشرع هذه المنظومة الخبيثة ويكشفها ويفضحها أمام نفسها، فمن أراد في غير امرأته الأولى شيئا آخر فليدفع ثمنه وليتحمل مسئوليته بكل جرأة وشجاعة، ومن تبحث عن الحب الرومانسي والكلام المعسول فلتهجر بيتها بطلبها ولتذهب إلى ما أرادت واختارت.

    ثقافة القطيع
    ليعود السؤال ولماذا يريد أن يثبت الرجال على أنفسهم النظر إلى المحرمات سواء أكانت بنات سائرات في الشارع أم مواقع إباحية على الإنترنت أم أفلاما خليعة على القنوات الفضائية؟ لماذا بدا الرجال وكأنهم لا يدفعون عن أنفسهم هذه التهمة؟

    إنها الرغبة في التعميم التي تريح الإنسان في أنه ليس وحده، بل هو السلوك الجمعي.. أو سلوك القطيع الذي يريد أن يبرر لنفسه ما يفعله؛ لأنه في مقابل ثقافة العفاف وغض البصر التي دعا لها القرآن ودعا لها الرسول الكريم بإصرار يدل على أنها مشكلة حقيقية ليس لدى الرجال فقط ولكن لدى الرجال والنساء، ولذا كانت الدعوة منفصلة لكل منهما وهي من الدعوات القليلة التي خُصت بها المرأة بخطاب خاص في القرآن: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن". إذن هي قضية استحقت هذا الاهتمام كما هي دون تعميم أو اتهام لطرف دون طرف، أو اعتبارها خيانة أو ما إلى ذلك من التفسيرات المتحيزة التي تخرج الأمور من نطاقها الطبيعي إلى ضرب من العنصرية المرفوضة والتي تجعل الأمور مشوشة مضطربة.

    وليظل بعد هذا التفسير العام الذي قدمناه لحل إشكالية الثنائية القطبية في تفكيرنا، يظل أن لكل فرد خصوصية ننظر إليها في إطار ظروفها النفسية والاجتماعية.

    وهذا ما يجعلنا نعتبر ما قلناه تفسيرا عاما لحالات زواج الخائنين ليصبح مطلوبا أن ندرس حالة كل زوج على حدة ما بين من يعاني من إدمان الجنس أو من يعاني من أزمات نفسية في تعامله مع المرأة بصورة خاصة.

    مع الوضع في الاعتبار ألا نكتفي بسماع شهادة الزوجات فهذا يضعف الصورة التي لو ربما سمعناها على لسان نصفها الآخر لتغير الانطباع والتقدير والحكم تماما، ولذا كان العلاج الزواجي علاجا لطرفين هما بالتأكيد مسئولان عما وصل إليه حالهما بنفس القدر وبنفس النسبة.

    انتهى الحوار الذي احتد وتشعب والذي نرجو أن نكون من خلاله قد أوصلنا رسالة تزيل الغموض والتشويش في أخطر علاقة بين البشر؛ (علاقة الرجل بالمرأة).

    نقلا عن منتدى حوارات

  2. #2


    أتفق مع الكاتب في كون الخيانة خيانة مهما تعددت أشكالها و لو أخذت طابعا شرعيا بالزواج !! فما المبرر لرجل أن يتزوج بأخرى رغم أن زوجته الأولى لا تقصر عليه بأي جانب سواء الاجتماعي أو العاطفي أو الجنسي ؟!!
    ما مبرر زواجه بأخرى تقل جمال عن زوجته الأولى قلبا و قالبا ؟!!
    ما مبرر زواجه من أخرى اقل دينا من زوجته رغم أن الغالب لا يعرفن اصلا مع التدين ؟!!
    إذاً ما هي إلا حجج واهية يضعها الرجال لأنفسهم و يبررون بها أعمالهم هذه مستندين إلى الآية الشريفة التي تقول بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

    وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ

    ناسين أو متناسين ضوابط ذلك و حدوده !!!




    أخوك تمــــــــــــــــــــــام

المواضيع المتشابهه

  1. التعدد ليس حلا للعنوسة أو ضد"التعدد"عبر الدعوة له!!
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-04-2019, 06:10 PM
  2. على هامش حوار حول التعدد
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-05-2015, 08:32 PM
  3. كلام في التعدد
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-07-2015, 07:28 AM
  4. آثار وتأثيرات الأدوية على المدى البعيد
    بواسطة د.اسماعيل البغدادي في المنتدى فرسان التمريض والصيدلة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-31-2014, 04:09 AM
  5. هدف الرغبة الغامض البعيد: علم اللغة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-10-2007, 03:29 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •