الى الأرض التي عشقتها رغم ابتعادي سورية الخير
إني على بعد المسافة أخشعُ
وإذا ذكرتِ بطيب ذكرٍ أركعُ
أهديكِ من صدري ثلاثة أحرفٍ
ركضتْ إليكِ ونبضها يتقطعُ
لهفاً إليكِ ودمعها كغمامةٍ
والقطر منها في اليباب موزعُ
زُرِعتْ على شط الفرات قصيدتي
فحصدتها مدحاً بحبكِ يسمعُ
أسمعتها للجاحدين محبتي
فرأيتهم وسط التلاوة قد وعوا
ما ينطق القلب المتيم بالهوى
في زفرةٍ للعشق منه تشيعُ
أسلمتها قلبي حلالا طيباً
وحسدته عند الحبيب ستقبعُ
ونهرته انت الخفوق بصدرنا
هل كنت تحيا في الَّهيب وتجرعُ
كم كنت تخفق كي تزيد بلوعتي
خفقٌ له أيَّام عمري تتبعُ
فرجعتُ احصي حبها في خفقه
فوجدته للخفق ضعفاً يجمعُ
وسألت عقلي هل تهيم ولا ترى ؟؟
والحب إن بعد الحبيب أينفعُ ؟
فأجابني : إن المحبة بذرةٌ
بالروح تربتها وربكَ يزرعُ
تسقى من الأشواق إن حمي الهوى
وتظل تكبر في القلوب وتفرعُ
سيان إن غاب الحبيب وإن بدا
فالقلب في ذكر الحبيب يمتعُ
ولقد سكنتِ القلب رغم بعادنا
وغدوتِ في عيني شعاعا يسطعُ
وملكتني في الحب عبداً صاغراً
أخضعته حبّاً فألفى يخضعُ
يا شام قلبي في هواك متيمٌ
أنتِ الحبيبة والحبيب سيجزعُ
كم أسأل الله الكريم خلاصكِ
من كل سوءٍ أو شرورٍ تدفعُ
إن هنتِ هانت في الحياة كرامتي
أنت الحسين وكربلا قد ترجعُ
يا مسك أيّامي وسلوة خافقي
يا بهجة الأحزان حين تشفعُ
أنتِ العروبة طولها في عرضها
ومقامها الأسما لها والأرفعُ
صنو العراق وعونه في كربه
يا واحة تسقي العراق وتشبعُ
إني على بعد المسافة مغرمٌ
يا شام قلبي في هواك مولَّعُ