"صحيفة حور" : وكذاك عمر كواكب الأسحار
قد تدرك هذه الأسطر صحيفة "حور"قبل أن يتم إغلاقها .. وقد لا تدركها .. والسبب (العجز المالي)!!
تنسج مشاعر الحزن شبكة من خيوطها ... ثم تغطيني بها ... وتحت خيمة الأسى تلك تنبت حزمة من الأسئلة .. لن أطرح تلك الأسئلة .. فقد طرحتها من قبل .. في كُليمتي :
("صحيفة حور" و"ساقي حسيبة") .. قلت هناك حول صدود المعلنين :
"لست تاجرا ولا معلنا، ولكنني لاحظت أن صحيفة "حور"لا تنشر صور النساء الحاسرات،إلا بعد أن تموه صورهن!!
هنا يخطر في بالي عنوان لصحيفة فرنسية – وذلك حين فازت جبهة الإنقاذ الجزائرية بالانتخابات – سنة 1990 أو 1991 – حينها نشرت إحدى الصحف الفرنسية صورة لعدائة جزائرية اسمها"حسيبة"،وكتبت الصحيفة: "إذا وصل الإسلاميون للحكم : فلن نرى ساقي حسيبة بعد اليوم".
واليوم أقرأ في رسائل مجموعة القاسم دراسة تقول :
(أظهرت دراسة أن الرجال يقضون وقتا أقل في النظر إلى عيني المرأة أو وجهها مما يقضونه في التحديق في خصرها وصدرها(..)حسبما ذكرت صحيفة "هفنجتون"الأمريكية){رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية الرسالة رقم "2965"}.
هل يؤكد هذا مدى أهمية عري النساء لدى (التاجر المعلن) .. أو أهمية جسد المرأة قبل وجهها؟
فكيف بصحيفة لا تنشر صور "الحاسرات"؟!!!
وهنا نتذكر أقوال رئيس قناة "tf1" الفرنسية والتي أدلى بها أساسا في اجتماع صغير :
(الهدف من برامجنا هو وضع "دماغ المشاهد"في حالة من الجهوزية ،أي تسليته وراحته من أجل تحضيره لرسالتين :فما نبيعه لكوكاكولا هو وقت من جهوزية الدماغ البشري،وما من شيء أصعب من الحصول على هذه الجهوزية){ النسخة العربية من "لوموند ديبلوماتيك"عدد يوم الجمعة 2 / 1 / 1429هـ = 11 / 1 / 2008م}.
ليس لديّ كثير كلام أقوله ..
وقفة "1" : وصلتني رسالة لأحتفظ بمقالتي قبل أن تتلاشى !!
تذكرت فيلما تسجيلا .. آخر لقطة فيه يظهر فيها معد الفيلم وفي يده قرص"سي دي"وهو يقول :
نعلم أن الورق قد صمد آلاف السنين .. فكم سيصمد هذا؟
كم يبدو العالم الإلكتروني هشا .. وقابلا للتلاشي .. ضغطة زر .. : اختفى كل شيء !!!
وقفة"2" : تحية شكر وتقدير للأستاذة الكريمة زينب الشهري .. ويكفيها شرف محاولة تقديم إعلام نظيف .. لا يجهز عقول القراء للمعلنين عبر (عري المرأة) ... والشكر موصول لكافة العاملين في الصحيفة.
وقفة"3" : يتمدد الشكر حتى يعم القراء الكرام .. ولعلي هنا أتذكر تعليق أختنا الأستاذة الجليلة بنت محمد – على كُليمتي "صحيفة حور وساقي حسيبة " – حين كتبت :
(.. ما أنا متأكدة منه حد الأرق أني سأظمأ وسأشتاق .. وأبوح بالسر كم هي الموازين متمردة تجيد الخروج عن سيطرتنا في حين ظننا أننا ملأنا قبضتنا بها .. وهنا مفارقات تنتزع الذكرى وتُذكرنا بالميلاد والحبو والسير شموخا .. إنها الكتاب الذي غرفنا منه وفيه فما كلت سواعدنا .. إنها الاسم الذي رَسَمنا فأشرقنا .. به .. وسيبقى لـ"حور" وهج ذكراها .. وللأستاذة زينب جُلّ محبةٍ وتقديرٍ ووفاء).
هكذا تنزف أحرف قراء الصحيفة الأوفياء .. فهم يستحقون .. تحية كبيرة في لحظة الوداع هذه ..
تلويحة الوداع :
لأبي الحسن التهامي :
يا كوكبا ما كان أقصر عمره * وكذاك عمر كواكب الأسحار
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة يوم الجمعة 27 / 12 / 1434ه