السلام عليكم
موضوع قطفته لكم
لقيمته واضاءة قليل من ظلمة..
عندما بدأت البحث عن شخصية "عربي باراييف" لم تكن لدي أي معلومة عنه نهااائيًا، كل ما لدي كان اسمه الذي يوحي أولاً بأنه مسلم وثانيًا بكونه من إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.
أخذت في البحث بواسطة محركات البحث على الشبكة العنكبوتية، وتفاجأت بحجم المعلومات المتوفرة عن هذا الشخص، وسأحاول أن أشرككم في جانبٍ منها، حتى تعرفوا معي سيرة شخصٍ ... بل عائلة!
كلنا يعرف أن الاتحاد السوفييتي تفكك إلى عدة جمهوريات مستقلة ولكن جمهورية روسيا الاتحاد (الأم) رفضت بالقوة العسكرية استقلال الشيشان المسلمة عنها، فاندلعت الحرب الأولى الذي استمرت من 1994 إلى 1996م، وقامت سلطة للمقاومة بقيادة الجنرال الشهيد الشهير "جوهر دوداييف" وصحبه وخلفه العديد من طلاّب الحرية والشهادة الأبطال.
وكانت شخصيتنا اليوم - "عربي باراييف" – من أولئك المجاهدين ولا نزكي على الله تعالى أحدًا، وقام في رمضان 1420 هـ الموافق يناير 2000 م باستعادة المناطق المحتلة في "جروزني" العاصمة الشيشانية من أيدي الروس، في عملية عسكرية أذهلت العالم ... عصابات متفرقة – حسب التعريف الروسي - تهزم دولة عظمى!
واستمر "باراييف" يجاهد مع أبناء وطنه ودينه حتى استشهد لاحقًا في كمينٍ للمخابرات الروسية في الشيشان، وترجل فارسنا عن صهوة جواده وانتهت سيرة شخص ولكن سيرة عائلته تواصلت بشكل عجيب! حيث كانت ابنة أخيه المجاهدة "حواء باراييف" أول استشهادية شيشانية، كما خلفه ابن أخيه "موسفار باراييف" على رئاسة القوات المجاهدة، وقاد عدة عمليات استشهد في أشهرها وهي عملية اختطاف رهائن المسرح الروسي البالغ عددهم 800 شخص في العاصمة "موسكو".
قد نتحفظ على اختطاف المدنيين، ونختلف حول عمليات "باراييف الثاني"، ولكننا بلا شك لن نجزم ونوزع الأحكام، فـ "لا يفتي قاعدٌ لمجاهد"، وسؤال الرجل الصالح يتردد في أذهاننا: أيسلم منك الترك والروم، ولا يسلم منك أخاك المسلم؟ ندعو الله تعالى أن يرحم البطل الجديد وأن يتقبله في الشهداء ويجمعه بعمه والصالحين.
سأضع عصا الترحال ها هنا، فيكفي عائلة "باراييف" هذين البطلين المجاهدين الشهيدين إن شاء الله تعالى ... مهلاً! قصتنا الحقيقية وسيرتهم البطولية متواااصلة، ففي خبرٍ صغير نجد نبأ استشهاد قائد شيشاني في كمين روسي، ونمعن في التدقيق فنجد أنه "أصلان باراييف" أو فلنقل "باراييف الثالث" شقيق "موسفار" وابن أخ "عربي"!؟
اختلفت الأفكار في ذهني، وتضاربت الأحاسيس في روحي، ولكن الشيء الثابت والراسخ الوحيد، هو أنها قصة مذهلة لعائلة بل أمة تنشد الحرية وطرد المحتل ... اللهم انصر إخواننا في فلسطين والشيشان، والفلبين وكل مكان، اللهم تقبل شهداءهم وارحم موتاهم وفك أسراهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
بدمائهم وقلمي
hedaya