منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: يسرق ولا يكذب

العرض المتطور

  1. #1

    يسرق ولا يكذب

    يسرق ولا يكذب

    أ.د. محمود نديم نحاس

    قصتي اليوم عن طفل أعرفه عمره ست سنوات، براءة الطفولة في عينيه، زارتهم جدته بضعة أيام، وكعادتها تحتفظ معها دوماً بكيس مملوء بأنواع الحلوى، فتطعمه وإخوته وأخواته منها إذا طلبوا، أو ترّغبهم بها ليقوموا ببعض الأعمال من مساعدة أمهم، أو قشط صحون طعامهم حتى لا تُرمى بقاياه في القمامة.
    فوجئت يوماً بالكيس فارغاً، فسألته من أكل الحلوى؟ فقال: أنا! قالت: وتعترف بأنك أكلت من كيسي دون أذن مني؟! فقال: المسلم يسرق ولا يكذب.
    ألجمها جواب هذا المفتي الصغير فلم تعرف ماذا تفعل. تضحك؟ تعبس؟ تحوقل؟. ثم تبين لها أن أمه عوّدته على قول الصدق، وأنها ذكرت له مرة أن المسلم لا يكذب أبداً حتى لو سرق.
    هذه القصة ترشدنا إلى ضرورة الانتباه لأقوالنا وأفعالنا والقصص التي نرويها لأطفالنا، فهي ترسخ في أذهانهم، وتجعلهم يحاكمون الأمور ضمن حدود إمكاناتهم، وقد يصلون إلى نتائج غير صحيحة من خلال مقدمات خاطئة، وبالتالي فلا عجب أن أفتى هذا الطفل نفسه في سرقة محتويات كيس جدته، وإن لم تكن سرقة بالمعنى الدقيق، فجدته ما جلبت الحلوى إلا لهم، لكنها تريد تنظيم توزيعها، فلا يستأثر بها أحد دون الآخرين.
    ويعدد صديقي محمد نور سويد في كتابه الرائع (منهج التربية النبوية للطفل) الأساليب الفكرية المؤثرة في عقل الطفل، ويذكر منها: الخطاب المباشر، وخطاب الطفل على قدر عقله، والحوار الهادئ.
    ففي الخطاب المباشر يذكر حديث (يا غلام: إني أعلمك كلمات) ثم يعدد له كلمات مختصرة مفيدة، لا طول فيها ولا ملل، انسجاماً مع طبيعته الفكرية، التي تتطلب الكلمات القصيرة الموجزة الجامعة الغنية بالأفكار والمعاني. وفي خطاب الطفل على قدر عقله ذكر عدة أحاديث، منها ممازحته صلى الله عليه وسلم للطفل أبي عمير (يا أبا عمير! ما فعل النغير؟).
    وفي الحوار الهادئ ذكر عدة أحاديث وبعضَ قصص الخلفاء. فقد جاء وفد من الحجاز على الخليفة عمر بن عبد العزيز، فتقدمهم غلام ابن إحدى عشرة سنة للكلام، فقال له الخليفة: لينطق من هو أسنّ منك! فقال الغلام: أصلح الله أمير المؤمنين، إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه. ولو أن الأمر بالسن لكان في الأمة من هو أحق بمجلسك هذا منك! فقال عمر: عظني يا غلام! فقال: إن ناساً غمرهم حلم الله عنهم، وطول أملهم، وكثرة ثناء الناس عليهم، فزلت بهم الأقدام، فهووا في النار! فلا جعلك الله منهم.

    كلية الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز
    nahasm@yahoo.com

    ولمن يطلب المقال في مكان النشر فهذا هو
    http://www.albiladdaily.com/articles.php?action=show&id=8503
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: يسرق ولا يكذب

    موضوع هام جدا في عصر السرقات الجرئية:
    قرات لكم:
    ஐ ‎(الطفل السارق)‎ أسباب ونصائح ஐ
    نرى أن الطفل يحب أخذ ما مع الأطفال الاخرين خاصة من هم في مثل عمره
    ونجده يصر أن يحصل عليه وقد يبكي لهذا السبب ولو لم يحصل عليه بالقوه قد يأخذه خلسه من صاحبه
    تعتبر السرقة لدى الأطفال قبل سن المدرسة سلوكاً طبيعياً، نظراً إلى طبيعة الطفل في هذه السن التي تمتاز بحب التملّك والأنانية،


    كما أن معايير الملكية تكون غير واضحة لديه، بصورة لا يدرك جيّداً
    ما له وما للآخرين.

    ولكن، هذا التصرّف العفوي من قبل الطفل، لابدّ أن يُقابل بتوجيه من الأهل وتنبيه حازم بضرورة ردّ الأشياء لأصحابها والإعتذار منهم، والتنبيه على عدم تكرار هذا الفعل مرّة أخرى.
    وفي هذا الإطار، يمكن للأم أن تتحدّث إلى طفلها وتقول له: "هل تحبّ أن يأخذ أحد شيئاً من أغراضك أو ألعابك"؟ وتسأله عن رأيه في مَن يفعل ذلك لتوضيح الصورة أمام عيني الطفل بقبح هذا التصرّف.
    كما يمكن الإستعانة ببعض القصص التي تُحكى للطفل قبل النوم لتعزيز مفهوم الأمانة والإشادة بنبل أخلاق صاحبها.

    وفي الموازاة، إن تجاوز الصغير مرحلة الطفولة المبكرة واستمراره في الاستيلاء على أغراض وألعاب وأموال الآخرين، حتى وإن كانوا إخوته، يحتّم سرعة تعامل الوالدين مع الطفل بشكل مدروس، نظراً إلى خطورة الأمر.


    - أسباب مسؤولة:
    يجدر بالوالدين عدم إلصاق صفة السرقة بالطفل قبل التحقّق من الأسباب التي دفعته لذلك، علماً أن ثمة مجموعة من العوامل التي تلعب دوراً في تحفيز حالة السرقة لدى الطفل، أبرزها:
    * شعوره بالحرمان العاطفي أو المادي أو كليهما، فيسرق ليعوّض حرمانه.
    * إعتياده على السرقة منذ الصغر بشكل عفوي وغياب التقويم من قبل الوالدين.
    * شعوره بالتوتر أو الإكتئاب أو الغيرة، فيلجأ للسرقة بحثاً عن الراحة!
    * التدليل الزائد، وذلك لأنه لم يعتد على الحرمان فيسرق.
    * وجوده في بيئة غير سويّة أو سيطرة أصدقاء السوء عليه.
    * تعرّضه للعقاب القاسي.
    * شعوره بالنقص بدفعه إلى السرقة بهدف التباهي أمام أصدقائه بفعله البطولي!







    - أدوات التقويم:
    لتقويم سلوك الطفل، يجدر سؤال الطفل عن الأسباب التي دفعته لهذا السلوك المشين والعمل على توفير بيئة سويّة طبيعية تحميه من الوقوع في هذا الخطأ، تُستهل بتوفير الضروريات اللازمة له من مأكل وملبس ومصروف منتظم، إضافة إلى إشباع حاجته للحنان والحب وإحاطته بجوّ عائلي دافئ يتيح مساحة كافية للحوار بين أفراده. ويجب العمل على تعزيز استقلالية الطفل وثقته بنفسه وبقدراته، ومساعدته على اختيار الأصدقاء وتدريبه منذ الصغر على احترام ملكية الآخرين والتعامل مع سلوك السرقة بحزم وبدون قسوة وبدون إشعاره بالذل والعار، لأن تصرّفاً كهذا يدفعه إلى السرقة أكثر ويفقده احترام الذات.


    ولدى ملاحظة الوالدين عدم استجابة طفلهما للتقويم التربوي وتماديه في السرقة، يجب عرضه على الطبيب النفسي، لأنه إذا ثبت في التشخيص أن هذا الطفل مصاب بـ"داء السرقة"، فإن الأمر قد يحتاج إلى علاج دوائي إلى جانب العلاج النفسي لأنه يعتبر أحد أطياف الوسواس. أما إذا كانت هناك أسباب أخرى، فإن الأمر قد يحتاج للعلاج السلوكي، وذلك حسب السبب الذي يكتشفه الطبيب,
    كمايجب على الوالدين المبادره في علاج الطفل
    حتى لاتكبر معه هذه العاده السيئه ..
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

المواضيع المتشابهه

  1. الملحدُ لص كبير يسرق العشقَ من الربِّ ويكفُر به
    بواسطة أسامة عكنان في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-05-2012, 09:22 AM
  2. بئس من يكذب على الجماهير..حزب النور والحوار مع الصهاينة
    بواسطة عبدالكريم شكوكاني في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-24-2011, 01:52 PM
  3. الوزير يكذب من أجل المشير
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-19-2011, 02:53 PM
  4. أيهما تفضل أن يسرق الرئيس قلم أم روح
    بواسطة علي جاسم في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-21-2011, 11:47 AM
  5. طفلي يسرق .. ماذا أفعل ؟؟
    بواسطة فاطمه الصباغ في المنتدى فرسان الأم والطفل.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-25-2006, 03:25 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •