منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: القـــــرار

العرض المتطور

  1. #1

    القـــــرار

    القـــــرار

    قصة قصيرة، بقلم: د. حسين علي محمد

    ..................................................

    صمّمت «عزيزة البحيري» على أن تتزوّج ـ وهي في الثانية والأربعين ـ أول طارقٍ لبابها، أو طالب ليدها، فالزواج ـ على كل حال ـ أقل عبئاً من هموم الكتابة والتمثيل، وأخف عبئاً من وظيفة المستشار القانوني للدار الصحفية التي تعمل بها..
    هي تحس أنها قد عاشت عصوراً طويلةً ـ منذ أن احترفت الكتابة، ومارست التمثيل ـ ووقتها كانت في العشرين، وطالبة في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق.
    عاشتْ أكثر من ألف عام.. منذ رحلات امرئ القيس، إلى تحولات يوسف إدريس من الطب إلى الأدب، مروراً بأشعار جرير وبشار بن برد وأحمد شوقي، ورباعيّات صلاح جاهين وغنائيات مرسي جميل عزيز وقصص محمد حافظ رجب ومحمد جبريل وعبد الرحمن منيف.
    تلك القراءات أصابت روحها بالترهل، وملأت قلبها بالهموم، وصار وجهها مليئاً بالتجاعيد كوجه عجوز في السبعين!
    لا تدري هل سيُقدم أحد على فعل ذلك، فطوال اثنين وأربعين عاماً لم يقل لها أحد شيئاً!
    وبرقت أمام عينيها صورة خالتها التي لم تتزوّج، وماتت عن خمس وستين سنة دون أن تتزوج.
    ماتت وهي تُحس أنها وحيدةٌ في الحياة فلم تأنس لصوت، ولم تحب أحداً.
    إنها وحيدة، تنتظر ظل رجل .. تنتظر زيارة ابن خالتها الذي يريد منها استشارة قانونية. لم تفكر فيه من قبل. ستقول له: إنها لا تريد تمثيلاً ولا صحافةً، ولا نقداً ولا سياسة، وستترك وظيفة المستشار القانوني في الدار الصحفية التي تعمل بها. ولن تكتب قصصاً بعد اليوم، وإنما ...
    وحينها سيفهم أنها تريده هو.
    هو في الثامنة والأربعين، ومدير بالتربية والتعليم، ولم يتزوج أيضاً!
    وضعت المجموعة القصصية المخطوطة التي تريد نشرها، في رف قريب منها!
    ......
    لا .. لن تنتظر.. لن تقضي عمرها وحيدة.
    ولن تكتب إهداء الكتاب التالي لأبيها أو لرجل آخر منتظر!
    لن تكتب ثانية .. فالحياة أشد زخماً من الحياة التي تراها في القصص، أو تصطنعها في التمثيل.
    وأمسكت الهاتف، تستعجل زيارة ابن خالتها!

    الرياض 3/5/2006م

  2. #2
    رائعة بحق
    اعتبر ان لها صلة ما بقصتي
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=3689
    تحية لقلمك

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الشام مشاهدة المشاركة
    رائعة بحق
    اعتبر ان لها صلة ما بقصتي
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=3689
    تحية لقلمك
    شكراً لبنت الشام على تعليقها، مع موداتي.

  4. #4
    هشام بن الشاوي
    Guest
    اقصوصة جميلة رغم بعض التقريرية .
    دمت بود

  5. #5
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام بن الشاوي مشاهدة المشاركة
    اقصوصة جميلة رغم بعض التقريرية .
    دمت بود
    شكراً للأديب المبدع الأستاذ هشام بن الشاوي
    على تعليقه،
    مع موداتي.

  6. #6
    أستاذى الكريم د/ حسين على
    حفظه الله
    قصة جميلة
    دائما تصبغ قصصك بطابعك المميز الذى يتغلغل دواخلنا
    يكفى إظهار هذا الصراع بين البطل المكتوب
    من ورق
    وبطل حقيقى
    واقع متخيل وآخر معاش
    لا .. لن تنتظر.. لن تقضي عمرها وحيدة.
    ولن تكتب إهداء الكتاب التالي لأبيها أو لرجل آخر منتظر!
    لن تكتب ثانية .. فالحياة أشد زخماً من الحياة التي تراها في القصص، أو تصطنعها في التمثيل.
    وأمسكت الهاتف، تستعجل زيارة ابن خالتها!
    تحياتى لك ولإبداعكم الراقى
    محمود الديدامونى

  7. #7

  8. #8
    قصة تحمل بين طياتها معاناة العشرات من النساء العوانس في بلداننا العربية.
    العنوسة خطيرة وغريبة وقد دفعت الكثيرات للا نتحار.
    قصة هادفة ومميزة.
    لك تحياتي.

  9. #9
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد عبد اللطيف مشاهدة المشاركة
    قصة تحمل بين طياتها معاناة العشرات من النساء العوانس في بلداننا العربية.
    العنوسة خطيرة وغريبة وقد دفعت الكثيرات للا نتحار.
    قصة هادفة ومميزة.
    لك تحياتي.
    شكراً للأديب الأستاذ خالد عبد اللطيف على توقيعه الأدبي،
    مع تحياتي.

  10. #10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امير الليل مشاهدة المشاركة
    قصة رائعة
    بارك الله فيك
    دمت بود
    شكراً لأمير الليل،
    مع التحية والتقدير.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •