منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 8 من 8

العرض المتطور

  1. #1

    يوسف الباز بلغيث ( شيء منه )

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
    هذه للشاعر الناثر الأستاذ المشرق : يوسف الباز بلغيث...
    ***

    (1)
    هكذا قصةُ حلمي
    ***

    بينما كنتُ وحيدًا...
    أرقبُ البدرَ المنيرْ !
    وترانيمُ التماسي.. تملأ الأفقَ غناءْ ..
    ونسيمُ الشوقِ يلهو في فؤادي بالرجاءْ ..
    عادَني طيفُ الحبيبـهْ..
    وجهُ أمي المستنيرْ..

    - عادنِي طيفُ الحبيبهْ..
    وأنا مثلُ الرضيعْ ...
    غرّهُ لونُ الشفـقْ ..
    ما أراني – لوْ تراني – غيرَ طيرٍ منْ ورقْ..
    إذْ هوَى في النارِ، يبكي لحظةً ثم ٱحترقْ..
    عندها طارتْ رُفاهُ .. لمْ تجدْ كفًا رحيمـهْ..
    فٱنتشى حُزْنُ المصير ْ.

    - عادني طيفُ الحبيبهْ
    وأنا كُلي حُطامْ !
    قدْ بـَدَا زهرًا.. بألوانِ الظلام ْ..
    إذْ تمنى اليومَ يلـقىَ...
    روضةً بالحُبّ تبقى...
    بينَ أحلامِ الرّكامْ !
    بعدها وسْط الجراحْ...
    سافرتْ نفسي ..وهامتْ تبذرُ الحُب
    ولا تنسى الصباحْ ..
    وتُنادي في دُجَانا :
    " مَنْ به شوقٌ لِضماتِ الرياحْ !؟ "
    والخُطى تقفـُو الخُطى ..
    هـدّها طولُ المسيرْ .

    - عادني طيفُ الحبيبـهْ
    .. فقرأتُ الحزنَ في آهاتِ حُلمي
    ... عندما حلّ المساء ْ..
    علها تغْدو حياتِي مثلَ أُمي
    ... لحنَ حُبّ ووفاءْ..
    لا حروفا هيفاتٍ..
    ..خانَها لحنٌ حقير ْ.

    - عادني طيفُ الحبيبـهْ ..
    بعد إذْ رُمتُ الرحيل ْ
    في سكونٍ .. وَهْيَ تبكي كالوليدْ ..
    وأنا أمسحُ عنها دمعةً صارتْ جليدْ ..
    كلمتني ، داعبتْ سَمعي ، وقالتْ :
    " يا بُنَيِّ ! ..أغْنتِ الأيامُ عُمري
    بالمُنى ، بالشوقِ في عُمقِ التمني..
    كنتَ فيها كالندى .. يَسْبي العُيونْ
    ..صرتَ فيها زهرةً.. كيما تكونْ
    لا تسافرْ - يا بُنيِّ– وٱبقَ ، لا تنْوِ الرحيلْ ".
    ودموعُ الشوقِ منها جارياتٌ...
    قدْ هَوتْ تُملي علي كلماتٍ...
    هدّها ثقلُ السنينْ ..
    وأنا أكتبُ عنها :
    " كيفَ يغْدو الشوكُ يومًا..
    - يا حبيبي - زهرةً كالياسمينْ ! "
    هكذا قصةُ حُلمي...
    .. عندما كنتُ وحيدًا
    .. أرقبُ البدْرَ المنيرْ !

  2. #2
    (2)
    حكم بازية
    ***

    قـدْ يكونُ منْ حُسْن ِالذّوق ِأنْ تقطفَ الوُرودَ لتُزيـّنَ بها مِزهَريـّتكَ..
    و لكنّ قطفـَـها مِنْ روضتِها ، لتُصبِـحَ كذلكَ..
    فهو منْ قلـّة الذّوقْ.. !

    ***
    إذا كنتَ تحبُّ شخصًا ..حافظ ْعليه.. و إذا كنتَ تكرهُه ُ..حافظ ْعليكْ.. !

    ***
    الألمُ أولى بالاحتفاءِ منَ اللّذة.. لأنَّ الألمَ يصنعُ منكَ رجلا .. واللّذةَ تصنعُ منكَ طفلا ً.. !

    ***
    قدْ لا يُعجبُكَ شكلُ التّمساحْ ،لكنّهُ إذا ما أحس بالجُوعِ فإن جميعَ الأشكال تَرُوقهُ وتُعجبُهْ.. !

    ***
    ليسَ عيبًا أنْ يكثُرَ أصدقاؤُكَ ، إنّما العيبُ أنْ تجدَ في مقابل هؤلاء..عدوًّا لكَ كان فيما مضى صديقـَك..!

  3. #3
    (3)
    كسادُ الجُيوبِ.. و رمادُ القَلوب
    ***
    كيفَ يهنأُ بالُ مَنْ يبيعُ الـموتَ و الهُمومَ للنّاس ؛ و هُو يحْتاطُ منهما بقدْر حرصِه على جَنـْي الـمال ؟.. و كيفَ يطيبُ العيشُ ؛ و القَلبُ يدُكُّ أطنانًا من الحسَراتِ السَّوداءِ إليه ،و الجَيبُ يعْوي كلَّ لحظةٍ لأسَدِّدَ دَيْني ،و أطمُرَ لهفَتي و القُنوطُ يلفُّه لفًّا ؟

    ..إنّهُ من مغبّةِ اليَأسِ أنْ يحفِرَ الـمدمنُ ( الـمُدَخِّنُ ) لقلبِهِ قبـرًا ، بنفحاتٍ تتطلّعُ من سيجارةٍ بيضاءَ ، تطوي داخلَها مَوتًا أسودَ ! و مِن نكَدِ الحياة ،و سُوءِ الطّالع أنْ يطرقَ الـموتُ بابَ عزيزٍ له ، قد سبِقَه إلى هذه الـمغامرةِ ،و كان يراه أمَلًا ،و قُدوةً ؛ يُشيدُ بأريحيّته ،و أبّهته ،و عنْجهيّته البائسة؛ و لمْ يُكِنَّ يومًا لـمُجرّبٍ أيَّ اْمتنانٍ لِنصائحَ جليلةٍ ، كانَ لها أنْ تَمُدَّهُ بأفُقٍ رحْبٍ ، و بحياةٍ أشْرقَ و أبهى !

    ..لقِيتهُ ذاتَ ليلةٍ مُسامرًا هُمُومَه ، مُفَرّجًا وَطأتَها عن قلبِه بقُنوطِه و اسْتسلامِه ،مُمسِكًا بلهيبٍ يستنشقِه كنارٍ تحتَ عصفٍ مَأكولٍ ؛ و لـَمـَّا ربَّتُّ على كتفيْه_ مُواسيا إيّاه_ قائلاً له :

    _ " حَسْبُكَ ما أنتَ عليه ! أ لَمْ يَكْفِكَ عِبـْرةً أنْ فقَدتَ مَنْ تحِبُّ ؛و الذي سلبَكَ عزيزَكَ دُخَانٌ مهينٌ بالٍ ،لا رجاءَ مِن نصرتِه ،و لا فائدةَ مِن صحبته ،و التّقرُّب منه، و لا خيرَ في أثيره ؟ ". و لكنَّ الأنفاسَ كان قد أثقلَها الصّاحبُ بلُؤمِه ،و النّصيرُ بغَدْره ، و تَمكنّتْ فيها سمُومُ الكذبِ على الذّاتِ و الوجدانِ،و دَخَاخينُ الـمكابرةِ على الأصحابِ و الخِلاَّنِ ، و قد ركنتْ أمانيه بسردابٍ ، مُغلَقٍ بمفتاحِ الرَّجاءِ ،مُعلَّقٍ على مِصراعِ الأمل ؛ ينتظرُ الـموتَ بسيجارةٍ جديدةٍ !".

  4. #4
    (4)
    ماذا سأهدي للربيع ؟!
    ***

    وَهَـبَ الــعَذابُ لـِـصَــدْرِيَ الأنــــْفــَـاسَا=هـــذَا الـمَساءَ، فقُلتُ :" مَنْ قــــــدْ جَاسَا ؟ "

    هُــوَ هكــَـــذَا طبــْـعُ الــنَّـــسيــم ِإذَا سَرَى = يُهـْدِيـــــكَ مـِــــنْ بعـْـــــدِ الغِـــنَى إفــْــلاسَـا

    إذْ يـــعْـلـــَـمُ النــّــَـبضَ الــمُتـيـَّــمَ داخِـــــلــي = و يــَــــدُقُّ بــَــابــًــا مُــــوصَـــدًا وَجَّاسَــا

    طــرَقَ البــُــوَيـْـبَ وطــالَ طَـــرْقُ حَنــِـيــنِهِ = وشِغَافُ قَـــلبـِيَ كـــَـمْ يـخَـــافُ الــــــنّاسَا

    مُتــَحــيــّـرٌ بــيــْــنَ الـــجَفــاءِ و بَــيــــْـنَ أنْ = يــَـهــَـبَ الـــوِصَــالُ لِــبــَـابــه الأجـــْرَاسَا

    فـــيَصِـيــرُ هــَــزْجُ الأغـْــنــِيـــاتِ بــــبَـابــِــهِ = شَــمْسًا تُقِيــــمُ عَــلَى الشَّــذَى الأعْرَاسَـا

    مـَــا كــانَ قَبـــْلَ الطّــرْقِ يــَـألـــَـفُ مَوْعِدًا = أوْ كــــانَ يـحْــسَبُ خـفْـقَـتـِـي إحْـسَــاسَــا

    قـــدْ كـنـــْتُ قبــلَ وُلــــُوجِـــهَا مُـتَعـَنــْتــِـرًا = فتَــشَـتّـتَـتْ لُغَــــةُ الــــنّــــــدَى أجْــنــَـاسَـا

    دخَـــلَ الــزّحـافُ عَلى الـــرَّوِيِّ فَــرَاعـَــهُ = و السَّجـْـــــعُ أقْــسـَــمَ أنْ يصِـــيـرَ جِنَـاسَا

    والصـَّـــرْفُ حَـارَ الصَّــرْفُ فـِــي تصْريفـِهِ = وَ النــَّـحْـوُ لـــحَّــــنَ و ٱعْتَـــلَى الكُـــــرَّاسَـا

    هِــيَ ذِي الشُّـــجُونُ تَــهـَـابـُنـا وتدُسُّ فِـي = لــَـيْــلِ الــعُـــرُوقِ - لِــقَهـْــرنــَا - عَسَّاسَا

    يُبــْــقي العـُــيُونَ كمَا اللُّــصُوصُ بـِــليـْــلِــهَا = نَهــْــــبٌ و خَـــوْفٌ ...يــُشْبـهانِ الفــَاسَــا

    نَـبــْـشٌ لــِـجُـرْح ِالـــزَّهْـــرِ فــِـي صَلَوَاتـِـــهِ = وعَلَــى الثَّــرَى كــَـمْ يـَـخْدِشـُــونَ الـمَاسَـا

    صَـــارتْ حِـكـــايــاتُ الـــمُـرُوج ِسَخَافَــةً = بـَــيْضــاءَ مـِــنْ حُــزْنِ الطُّــيورِ..مـَــدَاسَا

    مـَــاذا سَأُهْــــدِي للــــــرَّبــــِـيـع ِإذَا أتــَـــى = رَوْضِــي ..وقَــدْ لـــَقِيَ الزُّهــُورَ يِباسَـا؟

    مـَــاذَا سَيكْسُو – و النــُّحُولُ عَبَاءَتــِـي = و الــــجَمْـرُ خُــفّي– لَــوْ هَـوَيــْتُ لِــبَاسَـا؟

    الــــحُـبُّ لا يـــَلِـــجُ الفُــــــؤادَ تــــنــَــكــُّـــرًا = و مُكــَــابرًا حَكَــــمَ الشُّـجُــونَ وَ سَــــاسَا

    تَتـكــشـَّفُ السُّـحـــُبُ التـي قــدْ نـاوَرَتْ = فِيــهِ الـــرُّبـُــــوعَ ، فـــشَــــيّـدَتْ أغْراسَــــا

    هَــــــدَّ الغَــرامُ كَيـانَ " لَيْــلَى" و الــهَوَى = فـِي عُمـْــــقِ " قَـيْسٍ" ضـَيَّــعَ الـمِقْياسَــا

    الــلَّـــهَ أشْــكـــُـو صَبْـــوَتـــِي و تـَـحَـــيــُّرِي = و أقــولُ :" صَبْــراً يا فُـؤادُ ! وآسـى "

  5. #5
    (5)
    إلى ابنتي
    ***


    أعيشُ بهمسكِ قبل المجيءْ..


    بأشهى انتظارْ !



    أقلّبُ في الدّرج عن ذكرياتٍ


    عسى أنْ تبوحَ بحُلم ٍ جديدْ..


    وكلّي افتخارْ.. !



    يلفّ المعاني التي هدّدتني


    بطيفٍ بريءْ ..


    يلوّنُ وجهَ البياض الـمُـعَنّى..


    بلون ٍ فريدْ..


    وقبلَ المجيءْ..


    تلوحينَ مثلَ انهمار الطّيورْ..



    ومثلَ انفلاق الأصيل العليل ِ..


    بوجه ِ الزّهورْ..



    كما يعتلي الأفقَ..


    قوسُ قزحْ..


    كما تعتلي فوقَ


    حزن العيونْ..


    بقايا الفرحْ



    - وبعدَ المجيءْ..


    أحط ّ ندًى فوقَ


    خدّ السّنابلْ..


    أتوقُ الشّفقْ..


    كتوق ِ الفراشة ِ


    نشوى الرّحيقْ..


    و تأتينَ في نشوةِ الانتصار..


    بصمتٍ رقيقْ..


    عروسًا تزيدُ النّـجومَ ألـقْ..


    و تُحي السّواقي


    بنبض الودقْ..



    فيخجلُ من زهْوهِ الكبرياءْ.. !


    و يسكنُ في شاطِئـَيْهِ الحياءْ .. !


    لأنّ الذي قد أقالَ المساءْ..


    و ساقَ الصّفاءَ


    بذاتِ نهارْ ..


    بكلِّ معاني الندى


    و الضّياءْ..


    بكلِّ بساطهْ..


    يُسمّى " منار"

  6. #6
    (6)
    حبيبي محمّد
    صلّى الله عليه و سلّم

    ***


    لغة ُالحُبِّ نحوَهُ بـِقدْرِ ما يكتنفُها الجلالُ و التّعقيدُ البلاغيُّ الفريدُ ، بـِقَدْرِ ما يحْدُو معانيها الرِّقَّة ُو البهاءُ و السِّحرُ ؛و بـِقَدْرِ ما تتأنّقُ السُّطورُ ببلاغتِها و أصالتِها و طلاوتِها و سَبْكِ ترصِيفِها ، بـِقَدْرِ ما يتألَّقُ الـمُبتغى و يسمُو لأنَّ الـمُوحي بذلكَ أرقُّ و أرْقى..!

    لا تسلمُ الأنفاسُ منْ لظى حنينِها إليه ، و شوقِها له ؛ و لابدَّ منْ أنْ يطالَها – بشغفٍ – حريقٌ ، لا يُتلفُ كُنـْهَ العاشقِ ، بلْ سيُضيء جنباتِه بما يضمنُ سلامةَ البدَنِ و صفاءَ الرُّوحِ .فلا مراءَ في مَنْ يُقَدّمُ حبَّ مُحمَّدٍ صلى اللّه عليه و سلّم على حُبِّ ذاتِه ، و يزكُو بحبِّهِ له،على أنْ يُذِلَّ نفسَهُ و بدنَهُ و حياتَهُ مِنْ أجلِه ؛ لَأَحَقُّ بالتّضحيةِ و البذلِ و الطـَّاعةِ ، و لَأنْفذُ إلى عُمق الجَوارح و الجوانح بأصلِ الإتّباعِ تشريعًا منَ اللهِ و جهادًا رُوحِيًّا لا تشوبُهما شائبة..!

    ما أَرْشَدَ تِيهَ حُروفِنا ! و ها هي ذي تبحثُ عن صياغةٍ نافذةٍ ،مُوحيَةٍ ، صادقةٍ ، تليقُ بمقامِ و جلالِ " مُحمَّدٍ " و مع هذا التِّيهِ تشرُدُ الأحلامُ منْ على بُراقِ الـمَحبّةِ و الهُيام ؛ لِـتَبْلُغَ الرُّشْدَ و الرَّشادَ .. ولا حرجَ على تلكَ الحُروفِ منْ أنْ تقعَ بـِسذاجتِها و عبقريتِها في شَرَكِ غَرامِه الـمَنشُودِ ، فتفقدَ اتِّزانَها و جَبَرُوتَها ؛ و تسْعى مُلَمْلِمَةً بعْضَ ما بقيَ لهَا مِنْ بهاءٍ ، لِتُقَوِّمَ بها هامتَها ، انْتظارًا لِطلَّتِهْ..!

    الحُزنُ و إنْ لازمَ حياتَهُ ، كانَ دَرَجًا يَرْقى به إلى جنانِ الفَرَحِ و السَّعادةِ الحقيقيَّةِ ؛و الصَّبرُ و إنْ صَبَغَ مواقفَهُ فلاَ غَرْوَ أنَّ اللّوحةَ التي تلوّنتْ به كانتْ تُشْرقُ بهاءً ، و تمتلئُ صفاءً و وضوحًا و لألأةً..إذِ الدُّنيا لم تكنْ مطلبَه و هدفَه ؛ و زهدُه فيها - عن اقْتدارٍ و اسْتطاعةٍ في أنْ يُحقِّقَ ما يريدُ منْ رغدِها و بذخِها ، لِأَمَلٍ اسْتودعَهُ مليكَهُ و ربَّهُ الجليلَ - أصلُ عزمِه و عفَّتِه و نفاذِ بصيرتِه إلى معنى التَّشَبُّثِ بالحياةِ الباقيةِ ، الخالدةِ ، الحقيقيّةِ .حيثُ كلُّ ما لذَّ و طابَ ؛حيث النّظرةُ السَّارَّةُ ، و الجنّةُ القارَّةُ ، و الفرَحُ الـمُستطير..!

    حُبُّهُ جَالِبُ السَّعادةِ و الهناءِ، و قاهِرُ النّكدِ ،و مُنفِّسُ الضّيقِ ؛و لا يَشُدُّ على مِخْنَقِ العبْدِ من كَرْبٍ أو همٍّ إلاَّ تراءتْ أمامَ عينيْهِ روعةُ تضحياتِه ، و جلالُ ابْتلاءاتِهِ ، و عظيمُ صدقِ إيمانِه بما قسَمَ اللهُ تعَالى لهُ..إلاَّ هانتْ دُونَها الِمحَنُ و صَغُرَتِ الكبائرُ ، فيَصمُدَ العبدُ حيالَ كُرْهِهِ لـمَا اعْتراهُ منْ نازِلٍ بحبِّهِ له اقتداءً به ! فلا مَعْنى لِلحياةِ من دُونِ " محمّدٍ ".. كما لا مَعْنى لـِ" مُحمَّدٍ " من دون الإسلام ، فهِبَةُ الله له نبوءةً و اصطفاؤُهُ إيَّاهُ مُنقِذًا لهذا العالمِ بعْدَ تِيهٍ و ضلالٍ ، لَيبعثُ في قناعتِنا و إيمانِنا بمَدَى عظمةِ قدْره لدى ربِّ الجلالْ .

    - إنّهُ الألقُ.. الذي يقبضُ بـِنورٍ على هامةِ و جبينِ الظـُّلمة ، فيخضعَها لإشراقٍ لم يسطعْ مثلُه من قبل!

    - و إنّهُ السّلامُ.. الذي يهَبُ السّكينةَ و الـمَنَعةَ ، لِيكونَ التّسليمُ و الإيمانُ سَبـِيلَيْ حِكْمَةٍ و تَأمُّلٍ في هذا الكونِ الكبير ؛و في جبّاره الـمنّان !

    - و إنّهُ الفَجْرُ.. الذي يُرْسِي تلكَ الحِكمةَ بـِعُيونِ الكوْنِ بغيرِ شكٍّ ؛لِتقولَ بملءِ الأنس" هو الله ".

    - و إنّهُ النَّهْرُ.. الـمُتدفّقُ حنانًا لِكلِّ مَنْ لامَسَ بأناملِه انْتعاشتَه الهيفاءَ ، و خَرْخَراتِهِ الرّقراقةَ ، المنداحَةَ بسُكونِ الجَوهرِ و صفاءِ العُمق ..!

    - و إنّهُ الشّمسُ.. الـمُسفرةُ ضياءً لِكلِّ مَنْ أشرقتْ في وجهِه العُبُوسِ ، القانطِ ، المهمومِ ببردِ الشّكِّ و حلكةِ الحَيْرة..فاغْتدى شعاعًا يطوفُ أوهامَه بـِمـِسْكِ الأمل..!

    - و إنّهُ الغيثُ.. الذي يُزهرُ أديمُ الأرضِ العَطشَى قبل أن يطأه شرفًا بهطولِه..حينَ تتعبَّقُ الورودُ بشذى أقْحُوانِ ذكْرِهِ ، و الحَدائقُ بألوانِ سيرتِه العطرةِ ،و الفصولُ بعصافيرِ خُلُقِه البهيّةِ.كما لا يعرفُ الجفافُ إلى تِلكمُ الرُّبى و الـمُروج سبيلاً إذا ما تأنَّقتْ سحَابةُ مُزْنِهِ بفيضِ العطاءِ و البذلِ و الإثمارْ.

    - و إنّهُ الظِّلُّ الوارِفُ بنسْمةِ الرَّحمةِ الكُبرى ، التي لو تطوفُ مرّةً واحدةً بكلِّ المَجَرَّاتِ لأرْدَتْها عليلةً بصفائِها الفريدِ ، و لانْتَهتْ من نكدٍ مُطبقٍ على سعادتها الأبديّة !
    - و إنّهُ اللّغةُ العصماءُ.. التي تتعثـَّر كلُّ المعاني إجلالا و تقديرًا لنيلِ لذّتِها ،مُتسوّلةً عطاءَها و سحرَها، للفوز بجوهرِها و رصانةِ كُنْهِها و عذوبةِ كلماتِها و طهارةِ ألفاظِها..و لا ترضى بغير إيحائِها له بديلاً ، حينما تستقبلُ الخلودَ بمدادِ الرِّضا ، فتكتبَ عن الجمال بدهشةٍ تُعجزُ البلاغةَ عن إدراك تأثيرها ، كلّما رفرفَ لها خافقٌ يشدُو وصلَ خِلالِه ..!



    - إنّهُ مُحمَّـدٌ ..ما أروعَ صحبَهُ ..و ما أشْرفَ صحبتَهُ ، و لا أعذبَ من اسمِه بعد لفظ الجلالةِ الله ، و ما أبهاهُما من طائريْنِ يسافران بجناحيْ التّوحيدِ كلّ يومٍ بقلوبنا.

    فيا أيُّها النُّاسُ صلّوا عليه و سلّموا تسليما.


  7. #7
    (7)
    حكم بازية
    ***

    ملامحُ الرّبيع متشابهة و لكنَّ العبير السّائحَ بين رياضه يحملُ روائحَ مختلفة.

    ***
    لا تُطْرني أكثرَ..فالمدحُ جرَّ إليَّ عيونا لا أحبُّ شفقتَها.

    ***
    مفتاحٌ على المصراع ..يدان قصيرتان.. و بابٌ مُوصَد.

    ***
    لِلفقر إيجابيّةٌ واحدة..يُبقي يديْكَ دائمًا إلى السّماء.


    ***
    حَدَّثَنــي عن حرفٍ بهِـيٍّ له.. لا يعترفُ بغير السّوادِ ثوبـَا.

    ***
    من اللّباقة أن أنسحبَ بشرفٍ،على أن تَمُدَّ لي بساطَ المحبّة و تهزّ كتفيك ازدراءً.

  8. #8
    (8)

    عزلة ُالكاتب ..
    فكرٌ هادئ و وَحشة ٌ مقلقلة



    ***








    مدخل /



    وحدةُ الإنســـان خَيرٌ *** مِن جليسِ السُّوء عندَهْ



    وجلــيسُ الـخير خَيرٌ *** مِن جلوسِ الـمرْءِ وحدَهْ


    - تراهُ حسيرًا ..يعبثُ بـملكوتِ فكرِه يـمينًا وشـمـالاً ما ألِفَ أنْ يـجعلَه مُستأنسًا بوحدتِه ؛ ظانًّا بإضاءاتٍ تُنيرُ سَوادَ دَيــْدَنـِه الـمـُوحِشِ، و هو على موعدٍ يفتقُ همومَه أويرتقُها. و ليسَ يُثقلُ كاهلَ أحاسيسِه و شاغلَ وساوسِه غيرُ تلك اللحظاتِ، التي يقضيها مع ظلــّهِ باحثًا عن أنسٍ ، يقضي به قيلولةَ أرَقِه!


    - أجلْ ؛ لحظاتُ العُزلةِ الـمحمُودةِ تهبُ الفكرَ أشرقَ فجرٍ..بعدَ ليلٍعسْعسٍ سديم ٍ ، يُهدي الرّحابَ ندًى يُحي في يَبَسِ الأفكار شذاها الـمفقودَ ، و يزيدُ في غناءِ الطيور غُنَّةً ، ضاعتْ بين بُحّةٍ و صدًى مزعجٍ،كئيبٍ يبحثُ في ثنايا جُرحِ الذّكرياتِ الـمؤلـمة – بعدَ بُرْءِ ألـمِها – عن شفاءٍ و بركةٍ عليلةٍ.و قد ينقلبُ الأمرُ و تصبحُ العزلةُ قفْرًا أو مفازةً يـحترقُ تـحتَ رمضائها كلُّ رطبٍ و يَيْبَسُ حيالَها كلُّ نديٍّ.و يصيرُ حَـمْدُها ذمًّا ، و فضلُــها مذلـّةً و همَّا!

    - كم أسعدُ كلّما أخْلو بأوراقي ، باثًّا بها رَوْقَ أفكاري ،فتزيدني العزلةُ وَهَجًا ، يُفيضُ عليَّ خواطرَ . طالما أعياني البحثُ عنها فيأثناءِ زحمةِ الـمناقشينَ ، و بين ثرثرةِ الـمزايدينَ ، و دبيبِا لمذاكرينَ .و لم تكنِ الفسحةُ – بين هؤلاء الشّلــّة – بأفْسَحَ مِن أفقِما يتأجّجُ بفكريَ المحموم بـــــِشَبَقِ الأدب!

    - العزلةُ بينَ همّين..أحلاهُما مُرٌّ ..همُّ الفكر ، و همُّ الوحدةِ الموحشة ؛ و لا سبيلَ عنهما سوى أنْ تُلقيَ بأفكاركَ – على مضضٍ – فيتَنُّورِهِما ، لاستجداءِ خبزِ الـمعرفةِ ، و رغيفِ الإبداع.و قد يكونُ الاستغناءُ عنها في الـمرحلة الأولى لتداعي الأفكار مصيدةً تكسِرُ عظمَ هواجسِكَ البكرِ .بينما ستكونُ القارعةُ الهاويةُ على رأسِكَ إذا مااْستبدَّ بيأفُوخِكَ كبرياءٌ، يستأثرُ بكَ عنْ مشاركةِ الآخرينَ شواغلَ كَالغضّةَ ،بعدَ أنْ أصبحتْ ثــَـيّـبًا ؛ لا أملَ في زواجها البتّة.

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-13-2018, 11:57 AM
  2. نرحب بالأستاذ/أحمد الباز
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-14-2014, 01:33 AM
  3. جغرافية الباز الأشهب
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-12-2014, 10:54 AM
  4. القصيدة الضّادية المتحدّية للشّاعر الباز
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-11-2010, 11:04 PM
  5. الشاعر يوسف الباز
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-23-2008, 06:07 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •