منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 10 من 10

العرض المتطور

  1. #1

    أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق

    =======
    لم يعد في مقدور سعيد أن يستمر ،فقد أعياه جهد السفر إلى بلده التي تبعد مئة وخمسون كيلو مترا ، يقطعها ذهاباً وإياباً كل ثلاثة أيام أو أسبوع ، فهو لا يستطيع أن يتخلف أو يقصر في حق زوجته وأبناءه ، فليس لهم عائل غيره يعولهم ويرعاهم ، فالكلفة شديدة وكبيرة ، لذلك فهو يسكن مع اثنين من زملاء العمل بحجرة ويعيش حياة العزوبية . .. ألقت به الظروف فالتحق بعمل في إحدى شركات التعدين النائية عن موطنه بمئة وخمسون كيلومتر ومحافظة أخرى غير محافظته ، نظراً لعدم توفر سكن ملائم من قبل الشركة لكل العاملين ، كان على بعض العمال الذين لم يحصلوا على سكن بالشركة استئجار سكن لأسرهم ، لذلك فكر سعيد وقرر أن يحضر أسرته ليرعاها ويكون بجانبهم ، وبعد جهد وبحث أستطاع أن يحصل على سكن بعيداً عن المدينة ، أقل ايجاراً من شقة في المدينة ، فالقيمة الايجارية خمسة وعشرون جنيها فقط ، أما المدينة فالايجار يصل لمأتين جنيها ، وذلك لقربها من محطة القطار المخصص للعاملين لنقلهم إلى عملهم كل يوم أو ارجاعهم لمنازلهم ، صحيح ليس هناك مقارنة بين سكن المدينة وسكن القرى أو العزب ، لكنها وسيلة تجمع الأسرة وتحافظ على ربها من الجهد والتعب ... انتقل سعيد وأسرته إلى السكن الجديد بعزبة الفراعنة ، كان السكن يفتقر إلى الخصوصية حيث كان كل سكان البيت يستعلمون مرحاضاً واحد وحماما واحدا كلٌ حسب دوره ،، لكن كما يقال في المثل الشعبي ( يرميك على المر اللي أمر منه) أو كما يقال ( اجمز بالجميز حتى يأتيك التين ) ، هدأ الحال مع سعيد وانخفض العناء من على كاهله وبدأ يحس بالهدوء ويرعي أسرته وأحس بالإستقرار مع أسرته .......

    رواية تضاهي الواقع بقلمي : سيد يوسف مرسي الجهني
    التعديل الأخير تم بواسطة سيد يوسف مرسي ; 04-18-2024 الساعة 07:54 PM
    قد جئت بابك يا إلهي تدلني
    من قبل أن يزغ الفؤاد وأنزوي

  2. #2
    الفصل الثاني
    @@@@@
    كانت عزبة الفراعنة تعج بالغرباء الذين لجأوا إليها هروباً من الايجارات المرتفعة بالمدينة وقلة دخولهم وضعف مرتباتهم ، لكن العزبة ما زالت تحمل سمات الريف المصري في التألف بين أفرادها وإن كان أكثر أفرادها غرباء ، فتراهم في الصباح يخرجون أفواجاً وجماعات في الطريق ، لا تفرق بين أحد منهم ، فهذا من القاهرة وهذا من المنيا وهذا من بني سويف وهذا من سوهاج وهذا من أسوان ، ولا تستطيع أن تفرق بين مسلم ومسيحي ، يجمعهم طريق وهدف واحد ، كان ذلك في أوائل الثمانيات من القرن الماضي ، فترى الناس جميعاً كأنهم على ملة واحدة ودين واحد أو من عائلة واحدة ، حتى تسربت السموم إلى عقول الناس بعد مقتل رئيس الجهمورية الرئيس السادات على يد مجموعة أفراد من جماعة الجهاد والتكفير والهجرة ، وبدأت تصعد على السطح وتعلو على المنابر ناس ما هم بالدين من شئ ، وعلت نبرة التفريق والتقسيم فهذا مسلم سني وهذا مسيحي قبطي ، وهذا كافر ، وهذا مؤمن ،وراح يتفرقون وتصنف الناس أصنافاً وفئات ، وبالرغم مما قامت به أجهزة الدولة لدرء الفتنة الصاعدة كان هناك من ينفخ أسفل الرماد لتشتعل النار ، فقد اعتلى الهياكل بالكنائس واعتلى منابرها مجموعة من القساوسة راحوا يؤلبون الناس ويبثون في أذانهم السموم ، فبات الكثير من المسيحين ينفرون من المسلمين ويحذرونهم ،ولا يمشون معهم ويتجنبون مصاحبتهم ، حتى الأطفال باتت تلقن من أولياء الأمور ويرهبون من بعضهم البعض ، لكن سعيد كان ذو ثقافة واسعة واطلاع واسع واعتدال في العقيدة ، فظل كما هو لم يتغير ولم يطرأ عليه تغير ، بات سعيد يرى مالم يكن يره من قبل في الناس ، فكان سعيد من القلة القليلة الذين لم يغيروا من سلوكهم تجاه الأخر أو يهابه أحد من النصارى وليس هو محل شك عند المسلمين ، ولولا هذه القلة القليلة من أمثال سعيد لتفتت النسيج الاجتماعي والترابط المجتمعي الذي استطاع أن يحافظ على الخيط ولا يفلت من يده .....
    يتبع بقلمي : سيد يوسف مرسي الجهني
    قد جئت بابك يا إلهي تدلني
    من قبل أن يزغ الفؤاد وأنزوي

  3. #3
    الفصل الثالث :

    ألقت الطريق بعادل في طريق سعيد والقدر جمع بينهما من غير موعد بينهما ، سرعانا ما تعارفا واطمئن كل واحد على الأخر فاتخده خليلاً له في طريقه .. كان عادل يعمل عاملاً حرفيا في أحد الورش بالشركة (مساعد سباك ) أما سعيد فكان رئيسا لمجموعة من الفنيين أيضاً بالشركة ، لقد توطدت العلاقة بينهما ،حتى بات عادل لا يشكو همه لأحد غير سعيد وأكثر الشكوى كانت من مشرفه الذي يعمل تحت أمرته ، وما يلقاه من تعنت وجهد في يومه ، يحاول سعيد أن يهدأ من روعة عادل ويشد من عزمه وأزره وأحيانا كان يجاريه عندما يجد عادل قد أعاد عليه ما حكاه بالأمس له ، فيهونعليه ويخفف عنه حتى أنه كان يتوسط له عند مشرفه إلا يشق عليه نظراً لضعف جسمه ....
    تحسنت الظروف مع سعيد فانتقل مع أسرته إلى شقة جديدة ، ذات بناء حديث وبها حمام ومرحاض مستقلان ، بها ثلاثة غرف وصالة فسيحة ، بها شرفة واسعة تطل على خلاء أمامها لم يشغل بعد ، فباتت الشرفة لسعيد هي المتنفس له ، لأنه ليس رواد المقاهي ولا الجلوس في الطرقات ،فكان يقضي معظم وقته وهو جالس على كرسيه بالشرفة يطالع كتاباً في يده ،أو يستمع لكاست مسجل لأحد القراء للقرآن الكريم ، أو يشغل الترانزستير على موجة صوت العرب أو الشرق الأوسط ليستمع لكوكب الشرق أم كلثوم فقد كان يهواها ويحب أغانيها هي وفريد الأطرش ، فبعد أن يعود من صلاته بالمسجد تؤيه الشرفة أو يخلد للنوم أو يطلع درساً لأحد أبناءه ....
    يتبع بقلمي : سيد يوسف مرسي الجهني
    قد جئت بابك يا إلهي تدلني
    من قبل أن يزغ الفؤاد وأنزوي

  4. #4
    الفصل الرابع :
    مضى عاماً دراسياً كاملاً على سعيد وأتت أجازة المدراس نهاية العام الدراسي ، والآن وجب عليه أن يفي بوعده لزوجته وأولاده ، فهي تريد أن تزور أهلها بالبلد وأولادها يريدون ذلك فهم لا يخرجون إلا لمدراسهم طول العام و سفرهم إلى بلدتهم هو متنفس لهم ؛ هيأ سعيد نفسه لعيش حياة العزوبية من جديد تحت وطأت الظروف ، ولحين عودة زوجته ، لقد علمت الغربة سعيد وجعلته لا يضام ولا يحتاج من يطبخ له أو يغسل له ملابسه المتسخة فكان يقوم على بنفسه بكفاءه ، كان الوقت الذي يقضيه سعيد داخل شقته وهو يقوم على نفسه كفيل أن لا يجعله يلجأ إلى الشرفة كثير كما كان في وجود زوجته ... لكن هذا استيقظ سعيد من نومه متأخراً وكان الجو حاراً شديد الحرارة والكهرباء مقطوعة في ذلك اليوم ففتح النافذة ليدخل بعض الهواء إلى الشقة لأنها بدون الكهرباء تكون الشقة كئيبة من شدة الحرارة بها ، فتح الثلاجة ليأتي بطعام الفطور فلم يجد بها ما يفطر به وعليه أن يخرج ويأتي بخبز وطعام ؛ اكتفى سعيد بكوب من الشاي وارتدى ملابسه وأقفل شباك شرفتة وخرج مسرعاً إلى المدينة قبل أن تشتد درجة الحرارة أكثر ليأتي بطعام يكفيه ثلاثة أو أربعة أيام على الأقل ، وعليه أن يستقل مركبة على الطريق ،والحرارة في ذلك الوقت ترتفع لتصل إلى ذروتها ، تكاد تقترب من الخمسين درجة مئوية ،نزل سعيد مسرعاً بعد أن أغلق النافذة وبخطى سريعة راح يعانق الحرارة ويلتمس الظل تحت الجدران ؛ كانت الشوارع تبدو خالية من المارة نظرا لشدة الحرارة ،فالكل قابع في الظل ، آل إلى أذن سعيد من ينادي عليه ويقتفي أثره ،أدار رأسه ونظر ..! فإذا بامرأة قد لفت جسدها بملائة وأخفت وجهها ؛ توقف يارجل أنهكتني خلفك .....
    ينبع بقلمي : سيد يوسف مرسي الجهني
    قد جئت بابك يا إلهي تدلني
    من قبل أن يزغ الفؤاد وأنزوي

  5. #5
    الفصل الخامس :
    توقف سعيد والدهشة تملؤه ، قائلاً ؛ هل تقصدينني أنا ؟ ، المرأة : نعم أقصدك أنت ، وهل هناك من أحد غيرك بالشارع لأنادي عليه ؟ ، سعيد : تحت أمرك ، المرأة : سأخبرك بالأمر لا تستعجل ، سعيد : ما المانع أخبريني ؟ ، المرأة : سأخبرك عندما نصل المدينة بعيدنا عن الناس هنا ، سعيد : من أنتِ ؟ المرأة : قلت لك لا تستعجل وستعرف كل شئ عني وسر في طريقك ، سعيد : خيراً إن شاء الله ، المرأة : خيرا لا تخف يارجل !!، المرأة : موجهة كلامها لسعيد ، امضي في طريقك ولا تهتم بي خلفك وسأركب معك إلى المدينة ؛ التجم سعيد وكأن المرأة ألقمته حجراً في فمه وبدأ العرق يتصبب منه ودارت به الدنيا وتلفحته الظنون والهواجس مالذي تريده هذه المرأة منه؟، ..لم تمر غير دقائق معدودة حتى أتت المركبة التي سوف تنقلهما إلى المدينة ، أشار سعيد لقائد السيارة فتوقف له ، صعد سعيد السيارة وجلس بالمقعد الخلفي بها فلم يجد بالسيارة مقعداً خاليا غير هذا المقعد الخلفي ، وإذا بالمرأة تدلف خلفه وتجلس بجانبه على المقعد الخلفي للسيارة ؛ التصق سعيد بجسد السيارة يتجنبها بجوارة لكن المرأة وضعت جسدها كله في جسده ؛ تحنط سعيد في مقعده وهو يخشى أن يلاحظ سائق المركبة شيئا فتكون كارثة بالنسبة له ؛ مرت المسافة إلى المدينة على سعيد كأنها جمل فوق أكتافه ، وهو يتنظر الوصول في أسرع وقت ، وصلت المركبة المدينة ونزل سعيد وتبعته المرأة واقتربت منه وأمسكت يده بحرأة غير معتادة له ، قالت : دون أن تنظر نحوه أو عليه ، لا تذهب إلى أي مكان بل شق طريقك بنا إلى البحر ؛ لم يسئل سعيد عن السبب في ذلك ، بل مضى في طريقة وهي في أثر قدمه إلى البحر ، حيث تكثر الأندية والمتنزهات على شاطئ البحر، فهذه أماكن اعتاد الناس في هذه المناطق ارتيادها ، ينفثون فيها عن أنفسهم وخصوصاً في أوقات الصيف ؛ كان نادي التطبيقين أول نادي صادفهما في طريقهما ،وقد أتيح لسعيد الجلوس فيه وارتياده من قبل ، طاف سعيد بعينيه يبحث عن مكان ملائم يكون بعيداً عن عيون رواد النادي ، وقع بصره على مقعدين تحت شجرة فيكس يكثر فوقهما الظل فأوى إليهما سعيد وجلس وهي تتبعه ليسترد أنفاسه الهاربة منه .....
    يتبع بقلمي : سيد يوسف مرسي الجهني
    قد جئت بابك يا إلهي تدلني
    من قبل أن يزغ الفؤاد وأنزوي

  6. #6
    الفصل السادس :
    جاء نادل كفتريا النادي مسرعا إليهما حين رأهما ، مخاطباً سعيد : طلباتك يا باشا ؟، سعيد : اتين عصير مانجو من فضلك ، النادل : تحت أمرك يا باشا ، سرعان ما أتى النادل بالعصير وتركهما ، ما أن غادرهما النادل وأعطى ظهره لهما ، مدت يدها ببطيء ورفعت البرقع لتكشف وجهها لسعيد فقد ثبت سعيد عيناه في وجهها كأنه يتفحصها ، عاجلته بصوت رقيق إيه : عجبتك ..!! ، تبسم سعيد ابتسامة رقيقة والعجلة تأكله ليعرف عليها ، سعيد : نعم جميلة جداً ولا شيء ينقصك ، وقعت الكلمة عليها موقعا طيباً فأحمر وجهها أكثر وتبسمت ابتسامة عريضة وقد لمعت عيناها من الفرح ، قالت : أنا جارتك وتكاد تعرفني جيدا ، سعيد : كيف ؟ ،أنا زوجة زميلك عادل ، سعيد : عادل الخواجة ، قالت : نعم هو ، سعيد ،اسمك ؟ ، أسبلت أجفان عيونها : ماريا ، سعيد : اسم جميل وتشرفنا أسهلا وسهلاً بك ؛ ما الطلب أنتِ تأمري ، ماريا : طلبي كبير وعندك ، سعيد : عندي أنا ، ماريا : بعشقك بحبك ....!!! ، سعيد : لحظة صمت وهو ينظر إليها ولا يعرف كيف يجيب ويرد ؟ ، أعادة ماريا ما قالته له وبصوت أعلى من الأول حتى خشى سعيد أن يسمعها أحداً يكون بجانبه ، فراح يدور برأسه حوله من الخوف ، استجمع سعيد قواه التي تفصدت وقال سائلاً : يا مدام كيف تحبين رجل لم يلتقي بك من قبل وليس هناك تعارف بيننا ولم يدخل لك بيت ؛ فكيف جاء هذا الحب الذي فاجئتني به ؟؛ وعلى حين غرة من أمري ؛ ماريا : صحيح إنك لم ترن من قبل ولم تلتقي بي ولكني أرقابك منذ أن صعدت وسكنت هذه الشقة ، فأنت تجلس في الشرفة وأنا قصادك أنظر إليك واتطلع لك ولما وجدت أن لا مفر من وصالك ن اتخذت قرارا لأذهب خلفك وأعرفك بنفسي والتقي بك ، سعيد : هناك موانع بيننا يا ماريا ، أنت مسيحية وأنا مسلم ، أنت متزوجة وأنا متزوج وهذان أمران كفيلان بتفريقنا عن بعض ، ماريا : لا يهمني إن كنت مسلماً أو مسيحياً أو متزوجاً أو عازباً ، إنني أحبك يارجل ..أحبك ..أحبك ؛ سأبيع الدنيا كلها من أجلك وقد علا صوتها ، ثم غلبتها دموعها وبكت ...فإذا بسعيد يمد يده دون وعي ليضعها على فمها ويربت عليها لتهدأ ... انتفض سعيد وهبّ واقفاً وأمسك يدها ومشت بجانبه لا تدري أين يذهب بها أو يفعل ، وهو يقول في داخله ، أيتها المرأة الجنية ماذا تريدين من حبي ؟؛ اكشفي عما جئتِ من أجله غير هذا كي أستريح فلا تعانق للهلال مع الصليب بهذه,,,,,,,, الطريقة .....
    يتبع بقلمي : سيد يوسف مرسي الجهني
    قد جئت بابك يا إلهي تدلني
    من قبل أن يزغ الفؤاد وأنزوي

  7. #7
    الفصل السابع :
    @@@@@
    عاد سعيد من المدينة تائها بعدما فك قيد يده من يدها ، فقد أفلت نفسه منها بأعجوبة ،متحيالاً ومتعللاً ومتذرعاً بذرائع وهمية اصطنعها ليفلت من يدها ،إنها المرأة الأولى في حياته تتعرض له أنثى بهذه الطريقة وتشعله وتربكه ، حينما فارقها ظل شيطانها مرافقه ، يركب قفاه ويعتلي ظهره ، جسمها شيطانها أمام عينيه وشغله بها ، فصورتها في عينيه ، وكلامها في أذنه حين تبستم وحين تنظر له بعيناها العسلتين ،قلبه المسكين بدأ يخفق ، كلما جسمها شيطانها وهي تصرخ وتعلي بصوتها وتقر بحبها له أحبك .. أحبك ؛ احساساً غريبا ينتاب قلبه فهو أعذراً من التجارب العاطفية ، ليس لديه تجارب في هذا المضمار ، فقد اختطفته الدنيا مبكراً فلم يهنأ بفترة مراهقة مثل أقرانه ، زوجوه مبكراً قبل اتمام دراسته الثانوية لأنه وحيد أبويه ، فتلقفته الجدية في الحياة ، فلا معرفة لدية بالعشق والغرام العاطفي ، يكاد يكون على الفطرة ، ولم تسمح له الحياه بشئ مما يحدث أحياناً بين الصبيان والفتيات ، إلا يسمعه ويقع في أذنه أحياناً من مغامرات بعض أنداده فتراهم يسمع ويبتسم حين يقصون عليه بعضاً من هذه الحكايات ، لكن هذه المرأة أحدثت شرخاً واسعا في حياته على حين غرة ،وقد حركت وجدانه وأشعلت قلبه وراحت تشغله ، يتوه سعيد في غيبوبته ثم يعود أدراجه مستغفرا ربه من ذلات الشيطان ، يحدث نفسه وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويستغفره ، مالك يا سعيد إياك تضعف أمام هذه المرأة اللعوب ويضحك عليك الشيطان وتجرك إلى المعصية فهي أمرأة غير سوية ... كيف يتأتى لك أن تؤم الناس أحيانا في الصلاة وتعلي منبر المسجد في غياب الأمام أو تخلفه وتعظ الناس بالحلال والحرام ،وهذه المرأة تجرك إلى الفساد فكيف يتسنى لك أن تفعل هذا ؟ عد لصوابك واعرف طريقك ولا تتبع الهوى فيضلك ....
    يتبع بقلمي : سيد يوسف مرسي الجهني
    قد جئت بابك يا إلهي تدلني
    من قبل أن يزغ الفؤاد وأنزوي

  8. #8
    الفصل الثامن :

    @@@@@
    كانت المعركة حامية الوطيس شديدة في داخل سعيد ، وهو يصارع الشيطان بكل ما أوتيا من قوة ، راح يمكث في المسجد بين الصلوات حتى لا يتمكن منه الوسواس ويتغلب عليه ن امتنع عن الجلوس في شرفة شقته ، أغلق نوافذ شقته وحرم نفسه من أن يشم هواء الدنيا ويجدد هواء الشقة ، فقد كان يحس أنها تراقبه من بيتها ، فضل أن يبقى سجينا بشقته ولا يطاوع هذه المرأة في مبتغاها ... فكر كثيراً سعيد وهو يود أن يتخلص من المرأة ن هداه تفكيرة أن يعود بزوجته وأولاده حتى وإن لم تنتهي أجازتهم ،حتى يكونوا معه ويسدوا الفراغ الذي بات يقتله ويبعد هذه المرأة المتسلطة عنه ؛ سافر سعيد وعاد بزوجته وأولاده ثم أوصاها بطريقة لا تدخل الشك إليها ، أن لا تفتح النافذة إلا لتجديد الهواء وتكون مطفئة للضوء بها ؛ ثم أستقر سعيد في داخله أن يحاول يبتعد ويتخلف عن عادل ،في أثناء الذهاب العمل فيذهب قبله أو يخرج بعده حتى لا يصادفة ، ف‘ذا قابله عادل وسأله عن عدم رؤيته له ، تعلل بأنه صحى متأخراً أو تأخر في العمل لظروف العمل وهكذا ، وهو يظن ويحاول أن يميت ما بداخله ... لكن القدر كان يدبر أموراً لم تكن في حسبان سعيد فقد أصيب أثناء العمل وتعرض للإصابه ودخل على أثرها المستشفى قضى خمسة عشرة يوما تحت العلاج والمراقبة ، ثم خرج من المستشفى بعد أن استوفى العلاج ومثل للشفاء ، وراح الأصدقاء والزملاء والجيران ممن لم يعاودوه في أثناء مكثه بالمستشفى يزوره ويهنئوه بالشفاء وعودته سالما لبيته ؛ لم يضع سعيد في حسبانه أن تأتي ماريا بزوجها لتزوره في بيته ، لكنها دقت الباب وأتت ووجد سعيد نفسه مرة ثانية أمام مارياً واقفاً يفتح لها باب بيته ويستقبلها في بيته هي وزوجها وهو في هذه اللحظة لا يستطيع طردها من أمامه أو أن يظهر شيئا يلفت نظر زوجها له ....
    يتبع ....بقلمي سيد يوسف مرسي الجهني
    قد جئت بابك يا إلهي تدلني
    من قبل أن يزغ الفؤاد وأنزوي

  9. #9
    الفصل التاسع :
    أحس سعيد في هذه اللحظة أن ماريا وة ونفوذ على عادل ، فهي التي أتت به لزيارته ، فعادل في تصرفاته سلبي وليس اجتماعياً بما فيه الكفاية فيعتقد سعيد أن ماريا هى التي بثت الهمة في عادل لزيارة سعيد في بيته ،وكأنها أرادت أن تقول له إن كنت لا تريد أن تأتي بيتي ستجدني في بيتك ، ما أن جلس سعيد على سريره حتى مدت يدها بكيس ممتلئ وهي تقول ألف سلامة على الشفاء والله ما نعرف إنك مصاب وقد سألت عادل وهو يقول يبدو أنك مسافر أو تقضي أجازة في بلدك مع الأولاد فالحمد الله على سلامتك ، وعادل يتمتم فقط ويعيد ما تقوله ماريا لسعيد .. جاءت نبوية زوجة سعيد قد أحضرت مشروباً وشوكلاته لهما فقدم لهما سعيد وهو يشكرهما على الزيارة ، انصرفت نبويه زوجة سعيد فوراً بمجرد أن سلمت على ماريا التي راحت تتفحصها وتقلبها شمالاً ويمينا ، وتخطف نظرة خفية ترمي بها سعيد كأنها تود أن تقول له ... أنا أم هي ؟....
    يتبع بقلمي : سيد يوسف مرسي الجهني
    قد جئت بابك يا إلهي تدلني
    من قبل أن يزغ الفؤاد وأنزوي

  10. #10
    شكرا لعودتك ألينا محملا بالهدايا.وفقك الله ورواية قصيرة من الواقع والبيئة. تحيتي وتقديري.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •