بين وعد بلفور واتفاق أوسلو
عبد الستار قاسم
2/تشرين ثاني/2013
على مدى 96 عاما والشعب الفلسطيني ومعه العرب والمسلمون يشتمون بلفور الإنكليزي وحكومته الاستعمارية البغيضة بسبب وعده الذي قطعه لليهود بإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين. بلفور لعين، وكذلك كل الحكومات البريطانية المتعاقبة والتي تستمر بالتآمر على الشعب الفلسطيني ودفعه نحو مزيد من التنازلات لصالح الكيان الصهيوني. لم تتوقف بريطانيا عن الاعتداء على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية عموما، وهي ما زالت الأفعى السامة التي تدس أنفها في كل صغيرة وكبيرة في المنطقة من أجل إبقاء العرب ضعفاء غير قادرين على مواجهة التحديات.
لكن إذا قارنا بين وعد بلفور واتفاق أوسلو نجد أن قياداتنا أجرمت أيضا بحق الشعب الفلسطيني، وربما يكون جرمها أشد وطأة من جرم بلفور. وفيما يلي بعض المقارنة:
1- تحدث بلفور عن الإقرار بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية في فلسطين. واتفاق أوسلو في جوهره يعطي الفلسطينيين حق إدارة شؤون الفلسطينيين في الضفة وغزة فقط، دون أن يعطيهم سيادة.
2- بلفور سمح بممارسة الحقوق الدينية، لكن أوسلو لم يأت على ذكر ذلك، وواجه الفلسطينيون صعوبات كبيرة في الوصول إلى المسجد الأقصى بعد أوسلو. ويحاول اليهود الآن الاستيلاء على المسجد.
3- لم يذكر اتفاق أوسلو شيئا عن احترام الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين.
4- بلفور لم يجند الفلسطينيين ليكونوا وكلاء أمنيين لإسرائيل، أما أوسلو فأضاف إلى قوة إسرائيل حراسا جددا وهم الفلسطينيين. حسب أوسلو، أصبح الفلسطيني حارسا على مملكة إسرائيل.
5- لم يذكر بلفور التنسيق الإداري والقانوني بين الفلسطينيين والصهاينة، لكن أوسلو نص على هذا التنسيق.
6- لم ينص بلفور على أن الأمن في فلسطين بيد الصهاينة، لكن أوسلو نص على أن الأمن الإجمالي في الأراضي المحتلة/67 بيد إسرائيل.
7- لم يطلب بلفور من الفلسطينيين الاعتراف بحق اليهود في فلسطين، لكن الفلسطينيين اعترفوا في أوسلو بإسرائيل ومنحوها الصبغة القانونية التي وقف العرب جميعا ضدها في فترة من الزمن.
8- لم يخرج الشعب الفلسطيني محتفلا ب بلفور، لكن قيادة الشعب الفلسطيني طلبت من الشعب الاحتفال بالإنجازات التي حققتها، وهي الإنجازات المذكورة أعلاه.
فمن الذي يستحق اللعنة؟ يبدو أن بلفور مسكين مقارنة بقيادات الشعب الفلسطيني.