ابن المطلقة
رسالتها وصلتني بلا تحية....ولا طيبٌة...
بل رسالة تحمل من ألألم ألم.. ومن الظلم ظلم...ومن النزف اليومي ما لا يقدر عليه الصخر، وتساؤلات تاهت بين فضاء عالم.... هو الظالم والمظلوم...هو الزاني والمزني به... هو العاقر والمعقور....... فمن يجيب ؟؟؟؟؟؟؟؟
ابتدأت رسالتها.......
أبدأ رسالتي بصرخة طفل حملته في أحشائي....ربطته الحياة بحبلي السري أغذيه وأربيه وأحميه، حاولت كل جهدي وما زلت، ولكن هيهات لي بذالك وأنا وحدي في المجتمع الهاذي قسوة ً والمتخبط بين تبادل ألأدوار.... ظالماً ومظلوم.
ركض ابني البالغ خمس من السنين... ،هارباً لأحضاني من قسوة العالم الخارجي...باكياً ، غاضباً ، حانقاً ، ضائعاً بين ما يقولون وتقوله أمه....
سألني:- أمي...ماذا يعني ابن مطلقة؟؟
هل هو اسم آخر لي ؟ ما عرفته بأن لي اسماً واحداً ولكن الناس كباراً وصغارا ً ينادونني بابن المطلقة ويهزؤون بي!!!
ضممته الى صدري وقلبي وروحي ينزفان غضباً...على مجتمع يمتلئ بالغبن والقسوة .. ويدٌعي الشرف، نصٌب نفسه حاكماً وجلاداً وهو ألأولى بالجلد.
ماذا جنى ولدي وكل خطيئته بأن والديه قد قدر الله لهما بالانفصال؟؟؟
ماذا جنيت وكل خطيئتي بأني كنت الابنة المطيعة لأهل قرروا تزويجي وأنا في السابعة عشر من عمري؟، وفي العشرين طلقني زوجي بعد سنتين من العذاب والضرب والاغتصاب والذل والمهانة.
هربت من جلادي والتجأت الى جلادي ألأول...عذراً بل ما أكثرهم من حولي.
فقد ابتدأت أسرتي تعتبرني عبئاً عليهم..بل لعبة متفجرات ستنفجر كل لحظة،
فبدؤوا يحاولون التخلص مني بالزواج ثانية وبأسرع وقت ممكن، ولكنهم نسوا أو تناسوا بأنني في هذه الحالة وحسب الشريعة والدين علي التنازل عن كبدي.. ولدي.. وهو كل ما املك من أمل وحنان في هذه المجرة... بت أعيش نظرات شك وريبة من كل من حولي..وبدأتُ حربي لإثبات طهارتي وصدقي ومحافظتي على شرف.. هم لا يملكونه...، والرجل الحاكم في بيتي يروي قصصاً لبطولته في فتح ألأندلس واحتلاله لأجساد وقلوب العذارى!!
والرجل خارج سجني يعتبرني فريسة سهلة يتحين ألإنقضاض عليها
بت لا أعرف من أنا ومن هم !!!!!!!
ومن الصادق في هذه الزمرة التي تكيد لي ولغيري من النساء...
النساء؟؟؟؟؟؟؟
الموجع في ألأمر إن المرأة هي ألأكثر تشدداً في ألانتقاص من قدر المطلقات، فلا يمكنك أن تتخيلي كيف تلوك النساء المرأة المطلقة وتفترض دائماً بأنها السبب فيما آل إليه حالها..عدا بأنها تتحول في نظرهم لقناصة رجال فيبتعدون عنها حفاظاً على ما يملكون أو بألأحرى على مالكهم.
لماذا تصبح المرأة نصف إنسانا بعد طلاقها وكأنها مارست الخطيئة ؟. ونحن من نمارس الخطيئة ألأكبر في حقها وحق أولادها
والى متى سنظل رهن هذه العادات التي تمتهن إنسانيتنا ؟وهي عائق في وجه تقدمنا ونتباهى بها.
والعالم يتباهى في مدى تقدم القيم الديمقراطية واحترام حقوق ألإنسان فيه؟
أسئلة كثيرة أعيشها وولدي ولا من مجيب
ذيبان