منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    روسيا... العائدة إلى الشرق الأوسط

    تتمسك بالأسد وتتعامل مع إسلاميي «الربيع العربي»

    روسيا... العائدة إلى الشرق الأوسط


    كارين ديونج وجوي واريك
    محللتان سياسيتان أميركيتان

    لم يكن الطلب الذي تقدم به الجيش السوري في شهر مارس الماضي للحصول على أسلحة روسية من موسكو سوى جزء مما هو عادي في صراع مرير طال أمده، حيث تضمنت لائحة المطالب السورية 20 ألف بندقية كلاشنيكوف، و20 مليون طلقة من الذخيرة، بالإضافة إلى رشاشات وقاذفات قنابل، ثم بنادق القنص المزودة بأجهزة الرؤية الليلية، وفي ذيل الرسالة التي وجهها الجيش السوري، والممهورة بخاتم جنرال كبير، هناك تأكيد واضح على سرعة الحصول على عرض للأسعار، منهياً الرسالة بإبداء خالص الشكر والتقدير لشركة «روزوبورون إكسبورت» الروسية المتخصصة في تصدير السلاح.

    وما زال السلاح يتدفق بكميات كبيرة على سوريا، بما فيه صواريخ «أس 300» التي قالت موسكو إنها ستسلمها إلى دمشق، بينما يسعى المعنيون بالموضوع السوري إلى عقد مؤتمر دولي برعاية روسية أميركية، على أمل أن يقود إلى تسوية سياسية للحرب الأهلية السورية. لكن لحد الآن ليس معروفاً ما إذا كان سيعقد المؤتمر أصلا أم لا، رغم الأمل المعقود على تنظيمه خلال شهر يونيو الجاري.وفيما أعلن النظام السوري على لسان وزير خارجيته يوم الأربعاء الماضي أن ممثليه سيشاركون في المؤتمر «بحسن نية»، ما زالت المعارضة غير قادرة على حسم موقفها وسط انقسام داخلي بين رموزها ومحاولات لتوسيع قاعدتها الطائفية والسياسية خلال الاجتماعات الجارية حالياً في إسطنبول، حيث يعيش الائتلاف الوطني السوري حالة من الشد والجذب بشأن انضمام أعضاء جدد واختيار رئيس له وسط موجة من الخلافات التي تغديها جهات الدعم المختلفة، الإقليمية والدولية.

    وفي غضون ذلك، وقبل عقد المؤتمر وما سيتمخض عنه، يسعى الجميع إلى حماية رهاناته، فقد أطلقت فرنسا وبريطانيـا أيديهما لتسليح المعارضة بعد رفع حظر تسليح المعارضـة الذي كـان مفروضـاً من قبـل الاتحــاد الأوروبـي ودخولـه حيـز التنفيـذ يـوم أمس الجمعـة.

    كما أن إدارة أوبامـا التـي ما زالت متحفظة إزاء تسليح المعارضة فتحت هذا الاحتمال مع مشروع القانون الجديد المعروض على الكونجرس والقاضي بإمدادها بالسلاح، فيما بعض الدول العربية فتحت خزائنها لإنفاق الملايين من الدولارات على الأسلحة الموجهة للجماعات المعارضة للأسد والموالية لها. ولم تقصر إيران من جانبها في إمداد النظام السوري بالتكنولوجيا والمعدات الحربية، بل وحتى العنصر البشري أيضاً، لمساعدة الحكومة السورية، ومعها «حزب الله» اللبناني المنخرط بقوة في معارك الصراع السوري، خاصة بعد أن أرسل عناصره للقتال إلى جانب النظام في القصير وغيرها من البلدات السورية.

    لكن، ورغم تدخل كل هذه الأطراف، تظل روسيا البلد الأكثر انخراطاً في الموضوع السوري والأشد إصراراً على لعب دور فاعل على ساحتها، فموسكو تُعتبر المزود الرئيسي لدمشق بالسلاح، وذلك منذ أيام حافظ الأسد والعهد السوفييتي، وما زالت تمد ابنه بكميات منه أيضاً.

    ومع أن المسؤول الإعلامي لشركة السلاح الروسية «روزبورون إكسبورت» رفض الحديث عن طلب سوريا الحصول على السلاح في شهر مارس الماضي، إلا أن الرسالة التي حصلت «واشنطن بوست» على نسخة منها تشير إلى تعاقدات سابقة مع روسيا للحصول على أسلحة بكميات غير محددة، علماً بأن عقود الأسلحة هذه ليست سوى جزء من مصالح روسيا المتعددة في سوريا والتي تشمل استثماراتها في مجال الطاقة، والقاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس المتوسطي.

    ولم تفلح حتى الآن المناشدات الأميركية والأوروبية لروسيا بالحفاظ على مصالحها من خلال الاصطفاف إلى جانب الطرف الرابح، حيث قاومت موسكو محاولات ثنيها عن دعم النظام ورفضت الوقوف إلى جانب المعارضة، فقد أكد أوباما أكثر من مرة على ضرورة تنحي الأسد، كما ساق المسؤولون الأميركيون الاعتبارات الإنسانية لدفع روسيا إلى الوقوف على الحياد على الأقل.
    لكن وخلف العبارات الودية التي توحي بالتعاون التي تبادلها وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، مع نظيره الأميركي، جون كيري، خلال لقاءاتهما الأخيرة تحضيراً للمؤتمر الدولي، يرى العديد من الخبراء في الشأن الروسي أن الولايات المتحدة أخطأت قراءة أهداف روسيا وطريقة تفكيرها. وفي هذا السياق يقول «فيونا هيل»، الباحث المتخصص في الشؤون الخارجية بمعهد بروكينجز، «ليست السياسة الروسية عبثية وغير عقلانية من وجهة نظرهم، هم فقط ينتظرون ما ستؤول إليه الأمور». بل يعتقد الخبراء أن روسيا ترى في السياسة الأميركية بأنها «غير عقلانية ومتهورة» لأنها تريد خلخلة الوضع الراهن وصب زيت الطائفية على صراع لا يبعد كثيراً عن الحدود الروسية.

    كما أن المكاسب الميدانية الأخيرة لقوات الأسد ساهمت في تشدد الموقف الروسي، ويضيف هيل أن الروس «جادون فعلا في تنظيم المؤتمر الدولي للسلام، لكن الهدف هو كسب المزيد من الوقت لتفادي أي تدخل أحادي من الولايات المتحدة».

    ومن ناحيته يقول «ستفين سيستانوفتش» من مجلس العلاقات الخارجية إن الرئيس بوتين «بنى قسطاً من شرعيته على فكرة أن روسيا قادرة على التحرك دون إملاءات من أحد، وبأنها إلى جانب أصدقائها حول العالم تستطيع القيام بخياراتها الخاصة بعيداً من الغرب».

    وفي غضون ذلك يرى العديد من الخبراء والمراقبين أن روسيا تبذل جهوداً مبطنة لإعادة فرض نفسها كقوة لها دور فاعل في الشرق الأوسط، وهي تؤكد عزمها الدفاع بقوة عن مصالحها.
    ففي مطلع الشهر الجاري عقدت مجموعة من المؤسسات البحثية برعاية روسية مؤتمراً في مدينة مراكش المغربية واستضافت مجموعة من أشهر كتاب الصحف العربية، والمعلقين وأصحاب الرأي للتداول حول صعود الإسلاميين إلى السلطة في بلدان «الربيع العربي»، وقد حضر المؤتمر مسؤولون من بلدان الخليج العربي، بالإضافة إلى ممثلين عن «حماس» و«حزب الله». ومع أن عنوان المؤتمر الذي استمر ليومين كان الإسلام السياسي.

    إلا أن الموضوع الحقيقي، حسب العديد من الحاضرين، كان إيصال رسالة بأن روسيا قوة عائدة بشدة إلى الشرق الأوسط، وهو ما أشار إليه محلل عربي شارك في المؤتمر ورفض الإفصاح عن اسمه، قائلا إن الهدف الحقيقي للروس من وراء هذا الاجتماع هو التأكيد على عودتهم إلى المنطقة، مضيفاً أنهم «مصممون على استمرار دعمهم الأسد».

    أما راغدة درغام، الكاتبة بصحيفة «الحياة» والمشاركة في المؤتمر، فقد عبرت عن دهشتها للنبرة القومية الواضحة في خطاب المتحدثين الروس الذين قالت إنهم لا يرون حرجاً في دعم موسكو للنظام القمعي في دمشق، والأكثر من ذلك، تضيف الكاتبة اللبنانية، يبدو أن روسيا مستعدة للتعامل مع قادة «الإخوان المسلمين» في مصر وغزة، رغم المخاوف من الإسلاميين في روسيا نفسها.

    وفي مدونة لها على الإنترنت، كتبت درغام: «بدا العنوان العريض للمؤتمر أن روسيا تريد بدء صفحة جديدة من خلال التخفيف نوعاً ما من معارضتها لصعود الإسلاميين إلى السلطة، لكن مع الإصرار على عدم السماح لهم بتوليها في دمشق».

  2. #2
    شكراً أخي جريح فلسطين , لا أستطيع التعليق على هذا المؤآمرات ضد شعبنا العربي , لك التحية

المواضيع المتشابهه

  1. تفتيت الشرق الأوسط
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-22-2015, 12:43 PM
  2. دور روسيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-22-2015, 06:28 AM
  3. تفتيت الشرق الأوسط
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-22-2014, 03:29 PM
  4. تفتيت الشرق الأوسط
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-01-2014, 04:11 PM
  5. خبر من الشرق الأوسط
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى فرسان الغذاء والدواء
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-22-2010, 08:09 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •