مختارات من الصفحة 42 فمافوق:
أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال حدثني عبد الجبار بن سعيد المساحقي عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه: أنه حج مع أبيه الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، فأتى عمر بن أبي ربيعة وقد أسن وشاخ، فسلم عليه وساءله ثم قال له: أي شيء أحدثت بعدي يا أبا الخطاب? فأنشده
أغـيب
فما بال طرفي عف عما تساقطت = له أعين من معشـر وقـلـوب
عشية لا يستنكف القـوم أن يروا = سفاه امرىء ممن يقال لـبـيب
ولا قتنة من ناسك أومضـت لـه = بعين الصبا كسلى القيام لعـوب
تروح يرجو أن تحـط ذنـوبـه = فآب وقد زيدت عـلـيه ذنـوب
وما النسك أسلاني ولكن للهـوى = على العين مني والفؤاد رقـيب***********
أخبرني بذلك جحظة عنه. وأخبرني بهذا الخبر عبد الله بن محمد الرازي قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخراز عن ابن الأعرابي: أن ليلى هذه كانت جالسة في المسجد الحرام، فرأت عمر بن أبي ربيعة، فوجهت إليه مولى لها فجاءها به. فقالت له: يابن أبي ربيعة، حتى متى لا تزال سادرا في حرم الله تشبب بالنساء وتشيد بذكرهن أما تخاف الله قال: دعيني من ذاك واسمعي ما قلت. قالت: وما قلت? فأنشدها الأبيات المذكورة.
فقالت له القول الذي تقدم أنها أجابته به. قال: وقال لها: اسمعي أيضا ما قلت فيك، ثم أنشدها قوله:
أمن الرسم وأطـلال الـدمـن = عاد لي وجدي وعاودت الحزن
إن حبي آل ليلـى قـاتـلـي = ظهر الحب بجسمي وبـطـن
يا أبا الحارث قلـبـي طـائر = فأتمر أمر رشيد مـؤتـمـن
التمس للقلب وصلا عنـدهـا = إن خير الوصل ما ليس يمـن
علق القلب، وقد كان صـحـا، = من بني بكر غزالا قد شـدن
أحور المقـلة كـالـبـدر، إذا = قلد الدر فقلبي مـمـتـحـن
ليس حب فوق ما أحببـتـكـم = غير أن أقتل نفسـي أو أجـن
خلقت للقلـب مـنـي فـتـنة = هكذا يخلق معروض الفـتـن قال: وفيها يقول:
إن ليلى وقد بلغت المشـيبـا لم تدع للنساء عندي نصيبـا
هاجر بيتها لأنفي عـنـهـا قول ذي العيب إن أراد عيوبا نسبة ما في هذين الشعرين من الغناء الغناء في الأبيات الأولى النونية لابن سريج ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو
. وفيها لابن عائشة ثقيل أول، يقال: إنه أول ثقيل غناه، كان يغني الخفيف، فعيب بذلك فصنع هذا اللحن. وفيه لعبد الله بن يونس الأبلي رمل عن الهشامي.
************
ماذا يقصد هنا:؟؟
لابن سريج ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو. وفيها لابن عائشة ثقيل أول، يقال: إنه أول ثقيل غناه، كان يغني الخفيف،
مع الشكرص44
***********
أخبرني ابن المرزبان قال حدثني إسماعيل بن جعفر عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابي قال: حجت أم محمد بنت مروان بن الحكم، فلما قضت نسكها أتت عمر بن أبي ربيعة وقد أخفت نفسها في نسوة، فحدثها مليا. فلما انصرفت أتبعها عمر رسولا عرف موضعها وسأل عنها حتى أثبتها، فعادت إليه بعد ذلك فأخبرها بمعرفته إياها.
فقالت: نشدتك الله أن تشهرني بشعرك وبعثت إليه بألف دينار، فقبلها وابتاع بها حللا وطيبا فأهداه إليها، فردته. فقال لها: والله لئن لم تقبليه لأنهبنه، فيكون مشهورا، فقبلته ورحلت. فقال فيها: صوت
أيها الراكب المجد ابتـكـارا قد قضى من تهامة الأوطارا
من يكن قلبه صحيحا سليمـا ففؤادي بالخيف أمسى معارا
ليت ذا الدهر كان حتما علينا كل يومين حجة واعتمـارا
ص 46
*************
قال: فارتاح عمر إلى قوله وقال: هاه لقد أجاد وأحسن فقلت: ولله در جنادة العذري فقال عمر حيث يقول ماذا ويحك? فقلت: حيث يقول:
سرت لعينك سلمى بعد مغفاهـا فبت مستنبها من بعد مسـراهـا
وقلت أهلا وسهلا من هداك لنـا إن كنت تمثالها أو كنـت إياهـا
من حبها أتمنـى أن يلاقـينـي من نحو بلدتها ناع فينـعـاهـا
كيما أقول فراق لا لـقـاء لـه وتضمر النفس يأسا ثم تسلاهـا
ولو تموت لراعتني وقـلـت ألا يا بؤس للموت ليت الموت أبقاها قال: فصحك عمر ثم قال: وأبيك لقد أحسن وأجاد وما أبقى ولقد هيجتما علي ساكنا، وذكرتماني ما كان عني غائبا، ولأحدثنكما حديثا حلوا: قصته مع هند بنت الحارث المرية
بينا أنا منذ أعوام جالس، إذ أتاني خالد الخريت، فقال لي: يا أبا الخطاب، مرت بي أربع نسوة قبيل العشاء يردن موضع كذا وكذا لم أر مثلهن في بدو ولا حضر، فيهن هند بنت الحارث المرية، فهل لك أن تأتيهن متنكرا فتسمع من حديثهن وتتمتع بالنظر إليهن ولا يعلمن من أنت? فقلت له: ويحك وكيف لي أن أخفي نفسي? قال: تلبس لبسة أعرابي ثم تجلس على قعود ثم ائتهن فسلم عليهن ، فلا يشعرن إلا بك قد هجمت عليهن. ففعلت ما قال، وجلست على قعود، ثم أتيتهن فسلمت عليهن ثم وقفت بقربهن. فسألنني أن أنشدهن وأحدثهن، فأنشدتهن لكثير وجميل والأحوص ونصيب وغيرهم. فقلن لي: ويحك يا أعرابي ما أملحك وأظرفك لو نزلت فتحدثت معنا يومنا هذا فإذا أمسيت انصرفت في حفظ الله. قال: فأنخت بعيري ثم تحدثت معهن وأنشدتهن، فسررن بي وجذلن بقربي وأعجبهن حديثي. قال: ثم أنهن تغامزن وجعل بعضهن يقول لبعض: كأنا نعرف هذا الأعرابي ما أشبهه بعمر بن أبي ربيعة فقالت إحداهن: فهو والله عمر فمدت هند يدها فانتزعت عمامتي فألقتها عن رأسي ثم قالت لي: هيه يا عمر أتراك خدعتنا منذ اليوم بل نحن والله خدعناك واحتلنا عليك بخالد، فأرسلناه إليك لتأتينا في أسوأ هيئة ونحن كما ترى. قال عمر: ثم أخذنا في الحديث، فقالت هند: ويحك يا عمر اسمع مني، لو رأيتني منذ أيام وأصبحت عند أهلي، فأدخلت رأسي في جيبي، فنظرت إلى حري فإذا هو ملء الكف ومنية المتمني، فناديت يا عمراه يا عمراه قال عمر: فصحت يا لبيكاه يا لبيكاه ثلاثا ومددت في الثالثة صوتي، فضحكت. وحادثتهن ساعة، ثم ودعتهن وانصرفت.
فذلك قولي: صوت
عرفت مصيف الحي والمتـربـعـا ببطن حلـيات دوارس بـلـقـعـا
إلى السفح من وادي المغمس بدلـت معالمه وبلا ونكـبـاء زعـزعـا
لهند وأتراب لـهـنـد إذ الـهـوى جميع وإذ لم نخش أن يتـصـدعـا
وإذ نحن مثل الماء كـان مـزاجـه كما صفق الساقي الرحيق المشعشعا
وإذا لا نطيع الكاشحـين ولا نـرى لواش لدينا يطلب الصرم موضعـا الغناء للغريض ثاني ثقيل بالوسطى عن الهشامي ومن نسخة عمرو الثانية. وفيه لابن جامع وابن عباد لحنان من كتاب إبراهيم. وفيها يقول - وفيه غناء -: صوت
فلما تواقفنا وسلمت أشرقـت وجوه زهاها الحسن أن تتقنعا
تبالهن بالعرفان لما رأينـنـي وقلن امرؤ باغ أكل وأوضعا
وقربن أسباب الهوى لمـتـيم يقيس ذراعا كلما قسن إصبعا الغناء لابن عباد رمل عن الهشامي. وفيه لابن جامع لحن من كتاب إبراهيم غير مجنس
ص 49