المؤتمر الخليجي الأول للغذاء والدواء يعقد في الكويت نهاية الشهر الجاري

**د/علاء زهران** · 03-27-2008, 11:46 AM

أوضح الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون أن المؤتمر الخليجي الأول للغذاء والدواء يأتي انعقاده في الوقت المناسب وذلك لوضع استراتيجية عمل خليجية لمواجهة المعوقات التي تواجه الغذاء والدواء في مجلس التعاون، وأضاف أن انعقاد هذا المؤتمر نموذج يحتذى به في التعاون الصحي الخليجي المشترك ونموذج للتعاون البناء المثمر مع القطاع الخاص حيث ينظم المؤتمر المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون بالتعاون مع وزارة الصحة بدولة الكويت والشركة المتحدة للتسويق وتنظيم المعارض وذلك خلال الفترة من 23 - 25 ربيع الأول 1429 هـ الموافق 31 مارس - 2 أبريل 2008 م بفندق شيراتون الكويت.

وأشار إلى أن هذا المؤتمر يأتي انعقاده لأول مرة على مستوى دول مجلس التعاون وإقليم شرق المتوسط، مضيفاً بأن قضية الغذاء والدواء من الموضوعات المهمة التي تطرح بصفة مستمرة على جدول أعمال معالي وزراء الصحة بدول مجلس التعاون خلال المؤتمرات التي عقدت ومنذ إنشاء المجلس وحتى الآن، لافتاً النظر إلى أن المؤتمر يحظى بمشاركة نخبة من مسؤولي الرقابة الدوائية والتسجيل الدوائي على مستوى دول مجلس التعاون والهيئة السعودية للغذاء والدواء وخبراء من الدول العربية وخبراء من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

كما يحظى بمشاركة أعضاء الهيئة التنفيذية لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والشركات والمؤسسات الخاصة بالمستودعات، وتخزين المواد الطبية والغذائية والخدمات اللوجستية وأجهزة التفتيش على المواد الدوائية والنباتية والغذائية وأدوات التجميل، ويهدف المؤتمر إلى تعريف جمهور المتعاملين بالمجهودات التي يقوم بها مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي في هذا الخصوص، وكذلك عرض الأطر القانونية لتسجيل واستيراد المواد الدوائية والغذائية والنباتية وأدوات التجميل ودور وسائل الإعلام في منع تهريب وتزوير الأدوية، ومتابعة أنشطة الإدارات المختصة في التحريات والزيارات المفاجئة للمصادر المصنعة للمواد الغذائية في بلد المنشأ، وأهم المتطلبات التشريعية ذات الأثر في مجال الصناعات الدوائية والغذائية، ومناقشة أهم ملامح المطابقة المطلوبة في قوانين الغذاء والمواصفات والمقاييس ومتابعة أحد الطرق التكنولوجية لتحليل المواد الكيميائية وكشف الغش ومتابعة الطرق الحديثة لإدارة المختبرات.

كما يهدف المؤتمر إلى التقييم الدوري لبرنامج الرقابة والعمليات المختلفة فيه وتحديد جوانب الضعف والتوجيه بالمتطلبات الداعمة له من قبل الخبراء، والعمل على توثيق التعاون بين معاهد الأبحاث العلمية وبين الإدارات البحثية في وزارات الصحة بدول مجلس التعاون، وكذلك إقرار ميثاق الشرف الإعلامي الخاص للمنتجات الدوائية.

وأفاد المدير العام للمكتب التنفيذي بأن دول مجلس التعاون قطعت شوطاً كبيراً في مجال السلامة الغذائية والدوائية وحققت طفرة في هذا السياق.

ففي مجال الغذاء أبان الدكتور خوجة أن الأغذية غير المأمونة تتسبب في إصابة شخص واحد كل ثلاثة أشخاص بالمرض في العالم كل عام، وهنالك مؤشرات واضحة على تزايد وقوع الأمراض المنقولة بالغذاء، وعلى تزايد عدد نوبات التلوث الغذائي الوخيم وأهميتها على الصعيد الدولي... وأشار إلى أن العديد من الدول تعاني من عدم وجود تشريعات أو سياسات تنظم السياسة الغذائية أو من وجود تشريعات وسياسات قديمة وبالية، وقد يتعرف المسؤولين عن ذلك من عدد من الوزارات، بينها تنسيق ضعيف وقد لا ترتكز الأنشطة على المخاطر المحتملة، وقد لا تسير وفقاً لتوجيهات الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة، وقد لا تنفذ أية أنشطة لترصد الأمراض المنقولة بالغذاء، وقد لا تكون الأنشطة التثقيفية والتدريبية في مجال السلامة الغذائية للمتعاملين مع الأغذية ومستهلكيها ضعيفة.

وأضاف إلى أن برنامج منظمة الصحة العالمية للسلامة الغذائية يهدف إلى الحد من تأثيرات الأغذية الملوثة على الصحة، وإلى إصلاح وتقوية نظم السلامة الغذائية القائمة بُغية الحد من عبء الأمراض المنقولة بالغذاء حيث لقيت أنشطة هيئة الدستور الغذائي تقديراً عالمياً بوضعها أنشطة ضرورية لتأكيد جودة الأغذية وحفظ الصحة، وينبغي للسلطات الغذائية الوطنية أن تعمل على ضمان جودة الأنشطة الزراعية وضمان سلامتها البيئية، وضمان جودة وسلامة الصناعات الغذائية.

كما نوه أنه صدر عن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون عدة قرارات تتناول أهمية ودور الغذاء الصحي وأهمية تفعيل الاستراتيجية العالمية للغذاء والنشاط البدني والصحة والتوجه الصحي للحياة وذلك للحد من الأمراض خاصة ذات العلاقة بالسمنة وارتفاع الدهون في الدم والسكري وضغط الدم وأمراض السرطان.

ولفت الدكتور توفيق خوجة النظر إلى أن سياسة الشراء الموحد للأدوية والتجهيزات الطبية من أنجح مظاهر التكامل التي حققت العديد من المزايا والإيجابيات بين دول المجلس وذلك من خلال طرح كميات كبيرة وبجودة عالية للصنف الواحد بدلاً من كمية كل دولة على حدة في مناقصاتها المحلية، كما تميزت سياسة الشراء الموحد في تأمين احتياجات الدول من أجود الأصناف وأفضل الشركات المنتجة وسلاسة الإجراءات الإدارية وسرعة التنفيذ مما يساعد الجهات المعنية في الدول على تحديد مواعيد توريد واستلام الدفعات بالكميات التي تحددها كل دول من كل صنف.

وأضاف أنه وفي إطار رفع كفاءة الأداء والتجويد لهذا الموضوع الحيوي فقد تم تطبيق نظام الترميز الإلكتروني (Bar Code) خلال هذا العام لمناقصات الشراء الموحد حيث يهدف هذا النظام إلى إعطاء هوية لكل دواء متداول في دول مجلس التعاون، كما تم تطبيق نظام تعميم الشركات لمعرفة مدى جودة منتجات الشركات المرساة عليها بند المناقصات وضمان توريد هذه الشركات للبنود للدول والجهات المشاركة في المواعيد المحددة حسب شروط المناقصة.

واستطرد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون قائلاً بأن لتوحيد الجهود والإجراءات والأنظمة في دول المجلس أهمية قصوى خاصة فيما يتعلق بالدواء للحصول على دواء آمن وفعال من خلال توحيد التسجيل للشركات الدوائية والمستحضرات الصيدلانية وبأسعار مناسبة ومعقولة ولتحقيق هذه الرسالة تم إنشاء قسم التسجيل الدوائي المركزي بالمكتب التنفيذي وإنشاء لجنة خليجية مركزية لتسجيل الشركات الدوائية ومنتجاتها والتأكد من أن هذه الشركات تطبق أسس التصنيع الدوائي الجيد وكذلك التأكد من جودة الدواء وسلامته ما بعد التسويق، وكذلك توحيد أسعار التصدير في دول مجلس التعاون، ومن المرامي التي تسعى اللجنة لتحقيقها توحيد تسجيل الشركات الدوائية ومنتجاتها في دول المجلس، وتوحيد الأنظمة والإجراءات في عملية تسجيل الشركات الدوائية وكذلك الأدوية وتوحيد تسعيرة الأدوية المسوقة بدول التعاون، وزيادة التكامل والتنسيق بين الدول الأعضاء في المجال الدوائي، والتأكد من تطبيق أسس التصنيع الجيد من قبل الشركات، ومتابعة الأدوية من ناحية الجودة والآثار الجانبية، وتفعيلاً لهذا التوجه فقد نظم المكتب التنفيذي عدد من الندوات الخاصة بالشراء الموحد والتسجيل الدوائي المركزي حيث عقد ندوتين عن الشراء الموحد تم فيها مناقشة سبل تطوير هذا البرنامج كما تم عقد أربع ندوات خاصة ببرنامج التسجيل المركزي منها متابعة الدواء ما بعد التسويق في مدينة الرياض (24 - 25 صفر 1421هـ الموافق 26 - 27 أبريل 2003م) بمشاركة عدد كبير من الصيادلة والمسؤولين بدول المجلس وخبراء من المركز العالمي لمتابعة الآثار الجانبية للأدوية في جنيف «أوبسلا» كما تم عقد الندوة الخليجية الأولى للأخطاء الدوائية والتي عقدت في مملكة البحرين (17 - 18 شوال 1426هـ الموافق 19 - 20 نوفمبر 2005م) وشارك فيها أيضاً خبراء متخصصون في مجال الأخطاء الدوائية وانتهت إلى عدد من التوصيات أهمها تقديم التقارير واكتشاف وتقييم وترصد الأخطاء الدوائية والتثقيف والتدريب ودعم المهن الصحية ودور الصيادلة السريريين «الإكلينيكيين» في عملية التثقيف وتقديم المشورة للمرضى وإدخال نظام الحوسبة لما له من دور مهم في تقليل مخاطر الأخطاء الدوائية وعقد مؤخراً الندوة الخليجية بشأن جودة الدواء والتي عقدت في الرياض (7-9 صفر 1428هـ الموافق 25 - 27 فبراير2007م).

كما عقد المكتب التنفيذي الندوة الرابعة في مدينة الرياض تحــــت رعاية معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع خلال الفترة من 25- 26 شوال 1428هـ الموافق 6 - 7 نوفمبر 2007م تحت شعار «الندوة الخليجية للقاحات».

وأعرب الدكتور توفيق خوجة عن أمله في أن تساهم نتائج هذا المؤتمر في الخروج بتصور واضح حول إمكانية إعادة النظر في التشريعات والسياسات التي تنظم السلامة الغذائية والدوائية والعمل على تبني إنشاء هيئة خليجية للغذاء والدواء تعمل على تبني سياسات غذائية ودوائية واضحة وتتعامل مع كافة القضايا التي تمس صحة المواطن الخليجي وبيئة هذا المجتمع مع أهمية زيادة الاهتمام المتسارع للتكنولوجيا الحيوية والعولمة والاتفاقيات التجارية الجديدة وكذلك الأخطار المتزايدة من الميكروبات الممرضة المنظورة والملوثات من سلسلة توريد الغذاء.

الجدير ذكره أن المؤتمر يتناول عدداً من الأوراق العلمية المهمة منها دور المكتب التنفيذي في الحصول على دواء آمن وفعّال، وأهمية الرقابة الدوائية، والسياسة الدوائية الوطنية، وحجم الغش الدوائي وأثره على الصحة وعرض تجربة المكتب التنفيذي في مجال الشراء الموحد إضافة إلى التجارب الناجحة للدول الأعضاء في مجال السياسة الدوائية إضافة إلى التجارب الناجحة للدول الأعضاء في مجال السياسة الدوائية إضافة إلى عدد من الأوراق العلمية المختلفة حول دور وسائل الإعلام والحكومات الإلكترونية في تعزيز الأمن الدوائي الخليجي.

وفي ختام تصريحه أعرب المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة عن وافر شكره وتقديره لمعالي وزير الصحة بدولة الكويت الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن الطويل على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر مشيداً في الوقت نفسه بالجهود الكبيرة التي تقوم بها اللجنة العلمية واللجان المنظمة برئاسة الدكتور يوسف بن أحمد النصف، وكيل وزارة الصحة المساعد للخدمات الطبية المساندة وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في الإعداد والترتيب لعقد هذا المؤتمر الخليجي المهم بالتعاون مع الشركة المتحدة للتسويق وتنظيم المعارض التي لم تألو جهداً في توفير كافة الإمكانات اللازمة لعقد المؤتمر.. داعياً الله عز وجل أن يكلل جهود الجميع بالتوفيق والسداد.