منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    تمطى الحزن حتى شاطئ البحر

    تمطى الحزن حتى شاطئ البحر
    د. فايز أبو شمالة
    تجولت في شوارع خان يونس، طفت أنحاء المدينة الواجمة، فلم أجد في شوارعها غير الحزن الذي سكن بوابات المحلات التجارية، الحزن أعلن الإضراب في قطاع غزة دون أن يوزع أحد منشوراًً، ودون أن تكون الاستجابة نتيجة لدعوة رسمية، فقد انطوى الناس على دموعهم، وتمطى الحزن على أبواب البيوت دون أن يستأذن أحداً، ليستشعر الناس بالفاجعة الإنسانية التي ألمت بقافلة الحرية، ويستشعروا بالصاعقة التي أنزلها على رؤوسهم عدوهم الإسرائيلي، فإذا بالناس في قطاع غزة جميعهم أمام مرآة الحزن ينظرون إلى صورتهم التي ارتسمت على صفحة البحر.
    في مناسبات وطنية سابقة، عندما كانت تدعو التنظيمات الفلسطينية إلى إضراب، أو إلى يوم تضامن لمناسبة ما، كان التجاوب الشعبي في قطاع غزة يبدو متبايناً، ويظهر خجلاً وجلاً، إنما في هذه المرة؛ فإن الحزن قد لامس قلوب جميع الفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم التنظيمية، الجميع شعر أنه في القارب نفسه الذي استهدفته الطلقات الإسرائيلية، الجميع شعر أن القارب الذي تعرض للمجزرة هو قارب فك الحصار عن كل فلسطين، وأن المحاصِر الإسرائيلي لا يستهدف شريان حركة حماس ليعتق رقبة حركة فتح، وإنما يحاصر الجميع رغم توزيع الحصار على المناطق، وإطلاق التسميات المختلفة عليه، وتقسيمه إلى درجات، وتصنيفه إلى مراتب أ ـ ب ـ ج . مثلما صنف الأرض الفلسطينية المحتلة في اتفاقية "أوسلو"، والتي ما زالت حتى يومنا هذا تخضع لتصنيفات الغاصب.
    الناس في غزة تدرك أن الموت على ظهر سفينة الحرية "مرمرة" لم يكن موتاً طبيعياً، وإنما كان ارتقاءً بالشهادة، والناس تدرك أن الشهداء على أرض فلسطين لا يذهبون عبثاً، الشهداء لا يذهبون للنوم، وإنما هم إضافة تراكمية على طريق التغيير الكيفي، الذي سيأتي لا محالة، والناس في غزة قد اعتادوا على رؤية الموت في الشوارع، وملامسة دم الجرحى النازف، والناس في غزة اعتادوا على توديع شهدائهم مثلما يستقبلون مواليدهم، ولكن الموت هذه المرة له لون البحر، موت مصبوغ برائحة الذئاب، موت على مخلب إسرائيلي وقح، موت تلعقه أمريكا بلسان الغطرسة، موت يصرخ بالجريمة، موت أوجع الناس في غزة مرتين، مرة بالسكين الإسرائيلي في عرض البحر، وأخرى على طول مجلس الأمن وعرض القهر، موت ترك غزة بالحزن شعباً واحداً يحمحم كالحسام، شعبٌ لا يفرقه انقسام.

  2. #2

    رد: تمطى الحزن حتى شاطئ البحر

    المحنة وهذا المحك الفاصل يجعلنا اقوى لحمة
    تحيتي لك ولنشاطك دكتور
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. دراسات في اقتصاديات البحر/ البحر مصدر للغذاء
    بواسطة د. حسيب الياس حديد في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-29-2013, 10:12 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-30-2012, 08:42 PM
  3. أستراليا ومعرض على شاطئ البحر في سيدني
    بواسطة محمد زعل السلوم في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-05-2011, 06:50 PM
  4. بوتين يملك قصرًا بمليار دولار على شاطئ البحر الأسود (صور)
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان السياحة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-25-2011, 03:47 AM
  5. عيد ميلاد على شاطئ البحر
    بواسطة سنا الخاني في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-19-2010, 08:35 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •