كلما توجه أبو محمود إلى عيادة الطبيب ، تستقبله الممرضة "مونيك" هاشة باشة ، و ما أن تدخل به إلى غرفة المعاينة حتى تغلق الباب ،
ثم ...
تعانقه بحرارة ،
ثم ...
تدلك كتفيه ،
ثم ....
تقيس حرارته و ضغطه و مستوى الأكسيجين في دمه ، إضافة إلى اختبار السكري السريع ،
و ابتسامتها المحببة تكاد لا تفارق شفتيها ،
ثم .....
تبدأ بأسئلتها الروتينية عن مرضه خلال فترة غيابه عن العيادة ، و عما إذا حدث أي تطور جديد أو أية إضافة لقائمة أدويته ، كل ذلك و الابتسامة تكاد لا تفارق شفتيها ،
ثم ......
تودعه معانقة كما استقبلته ، و هي تخبره بكل ما اؤتيت من رقة ، أن الطبيب سيحضر لفحصه خلال دقائق ....
بعد كل زيارة للطبيب ، كان أبو محمود يغادر العيادة و دماغه قد امتلأت بعشرات التساؤلات :
<< ترى لماذا تخصني بكل هذه العناية و العطف الذي قد يرقى إلى مرتبة الحب ؟؟؟ >>
<< ترى ما الذي حببها بي ؟ >>
<< ترى ما الذي جذبها مني ؟!>>
<< كيف سأشرح لها أن حبها بلا طائل ؟ فأنا رجل متزوج و محب لزوجته و أطفاله ؟!! >>
<< ترى كيف سأواجهها بكل هذا ، دون أن أجرح مشاعرها ؟ >>
<< ألا ما أشق الحب من طرف واحد >>
ثم ...
و شيئا فشيئا ، أخذ موضوع هذا الحب الغريب ، يحتل مساحة أكبر من تفكيره ، إلى أن قرر أن يدعوها إلى "فنجان" قهوة في الكافيتريا المجاورة ، ليشرح لها حقيقة وضعه ، قبل أن تذهب بعيدا بعاطفتها المشبوبة ، و دون أن يؤذي مشاعرها !!!
لم تكن مونيك التي استدعته إلى غرفة المعاينة هذه المرة ، بل إحدى زميلاتها ، و بينما كان يتبعها ، حانت منه التفاتة إلى غرفة معاينة أخرى ، كانت الممرضة فيها تعانق المريض و تلاطفه ، فتباطأ ،
ثم .....
انفجر ضاحكا !!!.
***************
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب