قصة قصيرة
دكتور وأستاذ ورئيس قسم !
بقلم :
حسن حجازى
تزوجا من فترة ليس قصيرة , رزقهما الله من الأولاد والبنات ما سعدا به ,
تقدم َ بهِ العمر أما هي فظلت صغيرة , طبعاً كباقي نساء الأرض ,حساب السن عندهن ممنوع بعد العشرين , أما هو فتجاوز الخمسين من عمره المديد بعدة سنوات , دوماً هي تريده ,تنتظره .. تشتهيه .. أين تذهب ؟ سنة ُ اللهِ في خلقه, فطرة ُ الله , أما هو فقد جرفته الحياة غاب الشوق عنه إليها قليلاً , إتفقا على شفرة بينهما حتى لا يلحظ الأولاد اللذين يعلمون في تلك الأمور أكثر منهما , جيل الدش.. المحمول ..الفضائيات.. والإنترنت.. أتفقا على كلمة " السلام عليكم " !
أنتظرت الزوجة الصغيرة الكبيرة التي تصغره فقط بعدة سنوات أن يقول لها :
-" السلام عليكم "
بلا جدوى ..كانت تنتظره عند عودته ليقولها
بلا جدوى .. صار يفضل النوم بمفرده فى الصالة .. أصبحت تحيته في الوقت الحاضر " مساء الخير " في الصباح "مساء الخير " في المساء "مساء الخير " , تنتظر السلام حتى ولو كان كلاماً بلا جدوى بلا فعل !
..ليلة الجمعة بعدما طال انتظارها وزاد شوقها ..أنتهزت فرصة قيامه بصلاة العشاء في المنزل على غير العادة , فجلست خلفه مباشرة سمعتهُ يقرأ التشهد وسمعتهُ يبتهل لله سبحانه وتعالى بالهداية لها وللأولاد .. ألتفتَ يمينا ً وقال:
- " السلام عليكم ورحمة الله " .. بصوت جهوري مسموع والتفت شمالاً فلمحها فقال بصوت خافت لا يكادُ يُسمَع " السلام عليكم " ونظر فوجدها خلفهُ تبتسم فى دلال وفي أبهى زينة فقال لها على الفور :
- مساء الخير !!