منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

العرض المتطور

  1. #1

    الفصل بين وظيفتي العروضي والشاعر



    الفصل بين وظيفتي العروضي والشاعر

    سليمان أبو ستة
    --------------------------------------------------------------------------------

    هل يمكن للمرء أن يكون عروضيا وشاعرا في الوقت ذاته ؟ صحيح أن كثيرا من العروضيين كانوا شعراء ، ولكن علينا أن نعترف أنهم كانوا شعراء مقلين وأولهم الخليل رحمه الله . غير أنا لم نسمع يوما بأن الخليل ابتدع بحرا جديدا ونظم عليه قصيدة. ولكني رأيت أخي غالب الغول ينظم قصيدتين على بحرين ابتدعهما وظن أنه لو استطاع النظم عليهما فسيكون في صنيعه هذا تأكيدا على صدق آرائه العروضية، وهو ما نشك فيه. والقصيدتان منشورتان على موقع الكتاب العرب على هذا الرابط:
    WWW.arab-ewriters.com/ghool
    وقد رأيت أنه قصد بنظمهما ونشرهما على الملأ أن يكونا مثالا حيا على صدق تصوراته النظرية في العروض.
    ولقد كانت القصيدة الأولى تطبيقا عمليا لفكرته بوجود تفعيلة تسمى ( فاعلاتك ) بحيث تكون ( فاعلاتن ) زحافا لها، وأطلق على هذا الوزن اسم (المرمل)، ومنه الأبيات التالية:
    هل قرأتَ اليوم أخبار الثكالى في فلسطين الحـــبيبه
    ما أنا اليوم بِقارئْ : يا أمــــــير
    هلْ تَجهمْتَ بشعرٍ تشْتمُ الأعداءَ في الأرض السليبه
    لا تلمني إنني اليوم ضــــــــرير
    لستُ من يهجو كأخطلَ أو جرير
    كيف لا تهجو عدواَ قد أذاق القوم آلاماَ عـــــــــجيبه
    وأنا لا أدري لم لم يعد الوزن من الرمل ، وهو من الرمل فعلا ولكن به زحافا بغيضا هو تثقيل آخر سببي التفعيلة.
    ثم ألم يعلم أن محاولته هذه قد سبقتها محاولة لعروضي قديم أراد أن يضيف وزنا جديدا في دائرة المؤتلف أسماه بحر المتوفر، ونظم عليه بيتين رددتهما معظم كتب العروض التراثي، وهما :
    ما وقوفك بالركائب في الطلل *** ما سؤالك عن حبيبك قد رحل
    يا فؤادي ما أصابك بعدهم *** أين صبرك يا فؤادي، ما فعل
    فأين القصائد التي نظمت على هذا الوزن العروضي. إن الخليل، رحمه الله ، لم يجرؤ على أن يفرض بحرا ابتدعه من تلقاء نفسه ، بل إنه لم يأت بشاهد ، حتى وإن كان مصنوعا، إلا وله أمثلة من الشعر المروي تكفي لقبوله ولو في مرحلة معينة من الزمان.
    وأما القصيدة الأخرى فعلى بحر جديد سماه (الخاتم) ومنها هذه الأبيات:
    كان فيـــك حبي عـــطراً رغيـــــــــدْْ
    للسمـــــاء أرنو وبه سعيـــــــــــــدْ
    كــنتُ هــائماً بـحـبـكَ الفـريـــــــــــدْ
    لا لن أشـــتهي غير الـــذي أريــــــدْ
    وهو على مفعولات بزحافاتها التي قررها لها الأستاذ الغول وهي : مفعلات، مفعولت،مفعولن، مفعولان، مفعولات،مفعلات
    حيث وجد هذه المرة شاهدا قديما لهذا البحر هو قول ابن الفارض:
    روحي لك يا مواصل الليل فـــدا*** يا مؤنس وحدتي إذا الليل هدا
    إن كان فراقنا مع الصبح بدا*** لا أسفر بعد ذاك صـــــبح أبدا
    فجعل للدوبيت تجزئة جديدة، آمل من أخي عمر خلوف أن يتنبه لها ويضيفها الى التجزئات التي عرضها لهذا البحر في كتابه (البحر الدبيتي). وإذا لقيت هذه التجزئة من قبل الشعراء والنقاد قبولا فإنها تكون أقوى دليل على عروبة هذا الوزن الذي ظل الفرس قرونا طويلة يزعمون أنهم أضافوه من وحي إبداعاتهم في العروض التي لا تقل شأوا عما جاء به العرب.
    لا، بل إن الدكتور أحمد مستجير ليقوي هذه الفكرة، حول عروبة أصل الدوبيت، التي لا نشك في صدقها، بما أثبته من خلال نظريته العروضية أن هذا الوزن يرجع في تجزئته إلى نسق (مفعولات)، ودليله الرقمي:4ـ 8ـ 12 وكأن بين مستجير والغول توارد أفكار عجيبا.
    والخلاصة، أنني كنت آمل من الأخ غالب أن يقتصر في إبداعه الشعري على النظم وحده دون التنظير لهذا النظم ، وأن يترك هذه المهمة لعروضي غيره، فهو إن جمع بين المهمتين معا اتهم بما كان يتهم به الخليل بأنه يصنع الشواهد ليدلل على صدق نظريته .
    وما أدراه، أخي غالب، فقد يجيء عروضي ما، في زمن ما، ليستشهد بالأبيات السابقة تمثيلا لبحرين جديدين. ويحضرني ما قرأته أول من في صحيفة الرياض أن المرحوم محمد حسن عواد نشر في صحيفة القبلة الحجازية عام 1921 قصيدة تفعيلية على بحر الرمل فكان بذلك أول من أطلق رصاصة الثورة لتدشين عهد جديد من الشعر، وحسم بذلك النزاع الذي طال أمده حول من هو المؤسس الحقيقي لهذه الثورة وهل كان هو السياب، أو نازك الملائكة، أو علي أحمد باكثير، أو..أو.
    الطريف في الأمر أن لدي كتابا في العروض من تأليف العواد لم يذكر فيه شيئا عن هذه المحاولة، لا.. بل إنه وقع على قصيدته تلك بالأحرف الأولى من اسمه.
    هنا كان العواد شاعرا مستقبليا في شعره، وعروضيا صاحب رؤية متميزة في فكره ، ولم يخلط بين الاثنين معا.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    طبيب وشاعر من سوريا دير الزور
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    3,402

    Smile كل شيء ممكن

    يمكن أن يكون الشخص عروضياً فقط لأن علم العروض والقافية علم موازين قابلة للتعلم والضبط فيمكن أن يتعلمها أي شخص يهتم باللغة العربية .
    ويمكن أن يكون العروضي موهوباً قادراً على قرض الشعر فيكون عروضياً وشاعراً ..
    وقد يكون الشخص موهوباً في الشعر ، أي يستطيع ضبط الكلام وفق موازين منظومة وبمعان خلاقة وقد تكون تصويرية قادرة على التأثير في الآخرين معبرة عما يجيش بصدر الشاعر بكلام منظوم عاطفي..
    ولكن لا بد للشاعر أن يلم بموازين الشعر وقوافيه كيلا يقع في خلل النظم أو القافية.. وقد أصبح هذا الشرط ضرورياً بعد عصر المولدين .
    وما كان يجوز لمن قبلهم لا يجوز لمن بعدهم نتيجة وضع الضوابط التي لولاها لأصبح الشعر "شوربة" ولرأينا نظماً عجيباً يطلقه كل شخص لديه موهبة الكلام المنظوم ..

    كنت أثناء مرحلة دراسة الطب أنظم المصطلحات التشريحية بشكل موسيقي ليسهل علي حفظها .. وأنا لم أدرس بحور الشعر وقوافيه لأنني طالب بكالوريا علمي وليس أدبي .. ومرت السنون دون أكترث بهذه الموهبة لأن مشاغل المهنة لا تدع فرصة من الوقت لمثل هذه الأعمال وخصوصاً أنني تابعت مع المهنة شأن التعريب والترجمة فكنت أعشقها ايضاً .. وبالتقدير الإلهي التقيت مع بعض الشعراء وطرحوا موضوع الشعر وإمكانيات الشعراء .. فذكرت لهم ما كنت أنظمه ولا أعرف إن كان شعراً أم لا..
    فقال أحدهم أنظم لنا لو بيتين :
    فنظمت لهم عدة أبيات فذهلوا وقالوا لي لو نميت هذه الموهبة منذ كنت طالباً لكان لك شأن آخر في الشعر .. والآن ما عليك إلا أن تدرس موازين الشعر كيلا تقع في كسره ..
    وفعلاً درست بحور الشعر كلها ونظمت عليها كلها ..
    وقد أعجبتني هذه الموازين لأنها كالمسائل الرياضية التي كنت موهوباً فيها أيضاً (علاماتي في الرياضيات تامة دائما) فرسخت بذهني حتى أصبحت عروضياً أقوم لغيري ما يكتبون ..
    ما أروع أن يكون العروضي شاعراً .. والشاعر عروضياً .. نور على نور ..
    ما يؤسف له أن بعض الشعراء ينظمون الشعر يظنون الشعر موسيقى ولحناً فقط ولا يفقهون في علم العروض والقوافي شيئاً .. فيقعون في سقطات تعتبر غير جائزة لمن بعد المولدين وما حجته إلا أن الشاعر الجاهلي الفلاني قد قال مثل ذلك ..
    هذا خطأ كبير يقع فيه كثير من الشعراء ..
    كيف يمكن للنحوي أن يضبط الكلام ما لم يدرس قواعد النحو ؟؟!!
    وكيف للشاعر أن ينظم شعراً ما لم يكن متمكناً في النحو ؟!!
    فدراسة النطق العربي وموازينه ونحوه وصرفه ضرورية للشاعر ، فالشعر الموزون يعتبر من الشواهد اللغوية التي يجب أن تكون مضبوطة من جميع الوجوه عدا بعض الضرورات ..
    لا يشترط في الشاعر أن يكون عالماً عروضياً بمعنى متعمقاً في موازين البحور كلها وزحافاتها .. لكن يجب ألايقع في ما لا يجوز .. أي يجب أن يلم ببعض قواعد العروض والقوافي .. وكم فوجئت بأن بعض الشعراء لا يميزون حرف الروي في القصائد ويظنونة الحرف الأخير من القصيدة .. ولذلك يقعون في أخطاء القوافي وعيوبها ..
    ولقد أصبح علم العروض منضبطاً أيضاً بطرق رقمية رياضية يمكن ضبطها حاسوبياً بحيث قد تصدر لك برامج تدلك على مواطن الخلل عندك .
    وقد يصبح الحاسوب في يوم من الأيام شاعراً ؟!!!نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لاشك أن ما أقوله إنما لتأكيد فكرة الانضباط كيلا يذهب كل شخص مذهباً في الشعر ويذوب فيه الذوق العربي الأصيل في الحضارة الغربية وما ترمي من خلالها من السيطرة على الثقافات الأخرى ..
    مع أطيب تحياتي
    ضياء الدين
    واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم

  3. #3
    ليس معنى أن فلاناً عروضي أنه يجيد الشعر


    بل وأيضاً لا يُجيد النظم ،


    وإلا كان الأستاذ الجامعي الذي يدرِّس العروض شاعراً بالضرورة .... !!!


    ولكن هناك عروضيون شعراء بالموهبة الحقيقية التي منحها الله إياها ، ومنهم من يمارس النقد إبداعا آخر مع الرسم والهندسة والتدريس والرياضة وغيرها وسبحان مُقسِّم الأرزاق



    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

  4. #4
    اشكركم شكرا جزيلا لاهتمامكم بالموضوع وقراءته
    وهذا رد الاستاذ خشان على الاستاذ بو سته:
    أخي وأستاذي الكريم سليمان أبوستة
    قرأت موضوعك القيم وأخر ردي عليه ضيق الوقت.
    وأنا مع رأيك مع بعض التعديل بحيث لا يعتبر شعر العروضي شاهدا داعما لصحة ما قد يسميه بعضهم ( بحرا جديدا ). يعني قد يأتي العروضي بوزن جديد سائغ أو غير سائغ ويمثل له بأبيات أو لنقل بأسطر فإنه لا يعدو أن يكون تمثيلا للوزن. وليس دليلا على صحته والقبول به. فكل وزن ( تفعيلي الشكل أو رقميه ) نثرا كان أم شعرا قابل لأن يكسى كلاما. لا يصح أن يكون دليل الصحة على الرأي أو الوزن ذاتيا. وما ذهب إليه أستاذنا الغول قد يكون من هذا القبيل أو ذاك. لكن الذي لا أرى مجالا لصرفه عن أنه أدلة ذاتية ( من ذاته هو ) هو ما يؤيد به ما يذهب إليه من أمر النبر مما يحس به صادقا في التعبير عنه.
    أما قيام الشاعر بدور العروضي فأسوق على بعض سلبياته المحتملة ما قاله لي أخ كريم عندما نصحته أن يعدل عن نشر ( ديوانه ) أو يؤجله على الأقل ريثما يصحح ما به أخطاء بعضها قد يقبل كضرورات شعرية وأكثرها لا يقبل كذلك. كان جوابه ( إنما أردت التيسير على الناس ).
    ثمة ملاحظتان:
    1- قولك :"وأنا لا أدري لم لم يعد الوزن من الرمل ، وهو من الرمل فعلا ولكن به زحافا بغيضا هو تثقيل آخر سببي التفعيلة."
    وكما ترى فالذي يعتري الحالين هو خطورة البرهان الذاتي سواء من العروضي على صواب شعره أو من الشاعر على صواب وزنه أو لغته عموما.
    هذا التعبير عن التغيير صحيح تفعيليا أما رقميا فيعتبر من باب التخاب غير الجائزا أي تحويل السبب البحري إلى سبب خببي يأتي ثقيلا أو خفيفا. فلا زحاف في خبب بل فيه تكافؤ خببي، باعتبار الزحاف مقتصرا على حذف الساكن. وكما ترى فالحكم واحد واختلف التعبير. أسوق هذا فقط لصالح من لا يعرف العروض إلا رقميا .
    2- روحي لك يا مواصل الليل فدى
    2 2 (2) 2 3 3 2 (2 ) 2
    وهذا كما ترى داخل في إطار التوصيف الرقمي المشتق من نهج أستاذنا د. عمر خلوف على الرابط:
    http://www.geocities.com/alarud/98-dubait.html
    يرعاك الله.

    موقع العروض الرقمي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. من منظار التحليل العروضي
    بواسطة أ . د . محمد جمال صقر في المنتدى دراسات عروضية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-01-2018, 09:53 AM
  2. التجريب الشعري العروضي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى دراسات عروضية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-05-2016, 03:16 PM
  3. نمط من التفكير العروضي
    بواسطة أ . د . محمد جمال صقر في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-22-2013, 03:36 PM
  4. مفهوم الفقه العروضي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى دراسات عروضية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-04-2011, 06:44 AM
  5. غالب الغول/ والفصل بين العروضي والشاعر
    بواسطة غالب الغول في المنتدى دراسات عروضية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-23-2010, 01:44 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •