يعود ملف منظومة صواريخ (إس 300) الروسية إلى الواجهة بعد الضربات الإسرائيلية ضد مواقع للنظام السوري في الديماس ومطار دمشق الدولي، وكان موضوع تلك الصواريخ محط دعاية رائجة للنظام في استعراض قدراته الدفاعية والعسكرية، في وقت كانت تتلاعب فيه روسيا بامداده بها.
الحظر الجوي)؟
أورينت نت - محمد عزيزي
يراوغ الروس في شأن صفقة صواريخ (إس 300) فتارة تعلن موسكو عزمها على تنسيقهابعد قرار وقف إنتاج المنظومة القديمة واستحداث منظومة صواريخ (إس 400) الحديثة، وتارةً أخرى تخرج مصادر روسية (في أغسطس أب هذا العام )، لتكشف أن منظومة صواريخ (إس 300) والتي كان من المقرر بيعها للنظام السوري قد يتم تصديرها إلى مصر بعدما أبدى الجانب المصري رغبة في شرائها دون الإعلان حينها عن قيمة الصفقة.
منظومة (إس 300)، كانت مثار قلق المجتمع الدولي، الذي يخشى أن تقوم موسكو بتنسيقها عن طريق بيعها لبلدان متوترة وأنظمة غير مستقرة، كما النظام السوري، ولكن تحذيرات إسرائيلية كانت تتجه إلى الجانب المصري أكثر من الجانب السوري بحسب مصادر إعلامية إسرائلية.
ملامح وصول تلك المنظومة الصاروخية بدت تظهر بعد زيارة وزير خارجية النظام وليد المعلم إلى موسكو مؤخرا،وقبلها تصريحات خرجت من المعلم خلال الشهر الماضي، فبعد سجال كبير منذ صيف العام الماضي بين النظام وموسكو من أجل تسليم الجانب السوري دفعة من تلك الصواريخ التي تعد الأقوى في العالم في مجال الدفاعات الجوية، يعلن (المعلم) أن النظام سيحصل على صواريخ (إس 300) وأسلحة نوعية أخرى قريباً من روسيا.
وكشفَ وزير خارجية النظام في مقابلة مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية الموالية لنظام الأسد أن سورية هي التي طلبت من موسكو تزويدها بهذه الأسلحة واستغلال الوقت في إطار الاستعداد لأي احتمال عسكري مقبل، ولا سيما في حال تعرَّض الرئيس الأميركي باراك أوباما لضغوط متزايدة بعد فوز الجمهوريين في الانتخابات الأميركية النصفية، رغم تعهد إدارته مسبقاً لسوريا بأن تكون ضربات التحالف موجهة حصرياً ضد "داعش".
وبنجاح الصفقة، اعتقد النظام أنه وجه صفعة قوية لإسرائيل التي ناورت وضغطت على روسيا منذ أكثر من عام لمنع إتمام الصفقة، وحاول الرد على مشروع (منطقة حظر جوي) بوصول تلك الصواريخ، إلا أن المفاجأة الاسرائيلة بحسب محللين، جاءت في غاراتها على الديماس ومطار دمشق الدولي لتكون ضربة قاضية لنظام الأسد، وأعادت حسابات النظام في المناورة للحؤول دون فرض منطقة حظر جوي، وكذلك ضربة على المستوى التفاوضي، الذي بدأت عناوينه تظهر تباعاً عبر المبعوث الدولي الى سورية ستافان دي مستورا الذي يزور مدينة غازي عنتاب التركية لإجراء محادثات مع قادة فصائل من المعارضة السورية المسلحة، ستتركز حول اقتراحه "بتجميد القتال" في مدينة حلب شمال سورية