خطوطا حمراء، وراية بيضاء:
تمثل الألوان بالنسبة لحاسة البصر، مجالهاالطبيعي للبحث والإستقصاء والإنبهاروالتنبيه والجذب والإشعار.الخ
فاللونين الأخضرالفاتح والأزرق الفاتح، يريحان النفس، بإشاعة الهدوء وبعث السروروالحبور، في تمثيلهما للخضرة النظرة والرياض البشرة، حيث النماء الوفير والماء النميرالمتدفق جاريا بين الأشجاروالأثمار....الخ..
ولإحساس النفس البشرية، بإرتياحها وسرورها بالخضرة والخضار، والماء والنماء، جادت قريحة الشاعر بالتعبيرعن ذلك ليعبرشعرا بقوله:
ثلاثة تجلي الحزن............الماء والخضراء والوجه الحسن.
فمشاهدة صغارالغزلان والأيل، التي تسرح وتمرح في الحقول، والأرض الخضراء المعشوشبة، تشدك وبإرتياح لإدامة النظروالمراقبة لها. كماتفتح عينيك مهابة وتيقظا، مهاجمة الأسد أوالنمرلفريسة في غابة. ويثيرتقززك ورعبك منظرثعبان سام يتهيأللأنقضاض على زاحف آخر...وهكذا.
كماتمثل الأصوات المجال الطبيعي لحاسة السمع، في الإرتياح والإنشراح والبشروالفرح والسرور، وإثارة الشجن واللوعة والأسى، تبعا لطبيعتها، وتنوع أصداءهاوأصداحهافي التأثيرعلى النفس البشرية.
فهديل الحمام على أغصان اِلأشجار، يثيرفيك الإصغاء بإنشراح وإرتياح. كمايخيفك زئيرالأسد رهبة ورعبافي الغابة. لتشدك التقاسيم الشجية على آله القانون الموسييقية والمصاحبة للفرق الغنائية الشرقية.
اللون الأحمرمن الألوان الصارخة، والمنبه للخطرمثل لون الدم. بينمااللون الأبيض من الألوان الباهتة التي لاتدل على شئ مثير، لذلك صاررمزالللاشئ، يعني السلام والبياض.
ومن تلك الحقائق الواقعية المتقدمة، إن كانت مشاهدة عينية، أوسمعية صوتية، صارعندالعامة من الناس، إحساس طبيعي بكل مايمثله اللون في الغالب العام. وهكذاأصبح اللون الأحمرعلامة مميزة للخطر، لأنه الأكثرجاذبية لبصر النفس البشرية، بإشعارها بالجدية وأخذالحذرمن ظرف يستدعي ذلك.
وهكذاسرى التعبيرعن الخطوط الحمراء.
فعندما يتكلم الكاتب عن خطوط حمراء، لايجب تجاوزها. يقصد بذلك تلك الأمورالتي ماأن تصل لها، يجب أن تأخذحذرك بعدم الإقتراب منهاوالمساس بها.
فمثلا عرض الرجل وشرفه، يعتبرخطاأحمر.
بمعنى ناقش الرجل في كل شئ لكن لاتقترب من شرفه وعرضه، لأن المساس بالعرض والشرف، يعني التجاوز على الكرامة التي لايرتضيهاالشريف الصائن لعرضه وشرفه.
ومن هذاأستنتج أهل الحجى والعقول، بإن الرجل عادة مايسيئه ويغيظه ثلاثة أمور:
الدين والعرض والمال.
بمعني خذحذرك من أنت تتجاوزعلى الثلاثة المتقدمة، لكي لاتزعل وتغضب مقابلك ومحدثك.
وأيضاعندما نخاطب أختا من ألإخوات، نتوخى الحرص الشديد، أن لانقول شيئا يخدش حياء تلك الأخت، لأن المرأة في العادات والتقاليد الشرقية العربية، تعتبرمن المخدرات المصونات، يعني خطأ أحمرالايتجاوزه الرجل.
وهكذا بالنسبة لرفع الراية البيضاء.
فعندمانتكلم عن راية بيضاء، نقصدبإعلانناالإستسلام وعدم المقاومة والإعتراض.
ففي الوقت الذي أصبح فيه اللون الأحمر، شارة وعلامة للخطر، ومايخشى ويحذرمنه. أصبح اللون الأبيض شارة وعلامة للسلام والوئام، بنبذ الخصام.
وأخردعواناأن الحمد لله رب الأنام.