نظرت تلك الليلة إلى القمرْ
لأحكيه وأخبره عن قصّة البدرْ
كان يضيء الدّنيا بنوره
وضياؤه يتلألأ في البحرْ
كلّ من رآه افتتن بجماله
وكلّ من عشقه عاش في كدرْ
إلى أن يموت ويدفن بهواه
أو إلى أن يستجيب القدرْ
أمّا أنا، فكنت أخدعه دائماً
ولا أنفّذ إلا أساليب المكرْ
كنت أرسمه على أوراقي
وأكتب ما تخيّلت عنه بالحبرْ
دون رؤيته ولقائه ......
دون القليل من النّظرْ
قضيت عمري وأنا أكتب وأرسم
وتدهورت صحّتي وأصابني الفقرْ
فخرجت إلى الدّنيا خائفة
وكأنني ذاهبة إلى القبرْ
ولكن عندما رفعت رأسي عالياً
ورأيتك ... ظللت مغشيّة لشهرْ
من جمالك وبهائك و غبائي
من حياة عشتها في حذرْ
فأصبحت منذ ذلك الوقت عاشقة
وقضيت الأيّام والليالي بالسّمرْ
وفارقت كلّ الصّفات السّيئة
من مكر و خداع و غدرْ
وبقيت المتيّمة الولهانة
وكنت للعاشقين خير مثلْ
نورا كريدي